مذكرات الدكتور حميدرضا طيبي، الرئيس السابق لهيئة الجهاد الأكاديمي حول سنوات من النشاط في الجهاد الاكاديمي في جامعة العلم والتكنولوجيا
التطور من قلب العمليات
الوفاق-خاص
اجرى الحوار: بهنام باقري
النظرة العلمية في العمل
عندما تم تأسيس الجهاد الأكاديمي، كنا نحن في مكتب الإنشاءات الصناعية في جامعة العلم والتكنولوجيا، نفس الفريق الذي شكلنا الجهاد الاكاديمي. انا في ذلك الوقت، لم أكن في طهران، وبعد إغلاق الجامعات بسبب أعمال المكتب، ذهبنا إلى جهاد البناء في كرمانشاه مع بعض الاصدقاء لإنشاء مجموعات كهربائية هناك.
كان العامان 1979 و 1980 من أروع وأنجح سنوات حياتي عندما ذهبنا الى الجهاد البنّاء في كرمانشاه. وبدأنا مهمتنا الأولى من مدينة كنجاور. وبما أن الرؤية التي تشكلت في مجمع مكاتب البناء كانت رؤية هندسية، فإن أول ما قمت به هو إحضار مهندس مدني من طهران للتأكد من أن ما نقوم ببنائه هو عمل علمي جيد. فإن ما نقوم بانشائه سواءاً كان حمام أو طريق أو مسجد فإنه يجب أن يعمل لسنوات طويلة.
وقد تمكنت من إحضار مهندس مدني متخرج من الهند إلى كرمانشاه. فأنا شخصياً أجيد عملي لأن مجال دراستي كان الهندسة الكهربائية أما بالنسبة لأمور الهندسة المدنية فقد كنا بحاجة لمتخصص في هذ المجال. وبعد سنة وبضعة أشهر اضطررت للأسف للعودة الى طهران بسبب وفاة والدي وكنا قد تمكنا من توصيل الكهرباء الى القرى بمقدار ماتم في كل فترة ماقبل الثورة، القرى الكبيرة وتلك التي تعتبر مناطق نائية.
قمنا بإنشاء مشاريع عمرانية جيدة جداً؛ أنشأنا حمامات ومساجد جميلة جداً وفي تلك الفترة القصيرة قمنا بأعمال غاية في الروعة؛ لأن نظرتنا كانت نظرة علمية وبالطبع الى جانب النظرة العلمية لدينا روح الجهاد
وحب العمل.
جذور الإيمان بالعمل
لقد تشكلت وحدات الجهاد الأكاديمي في كل الجامعات تقريباً، كما أصبح هناك العديد من الطلاب الذين ينشطون في المراكز. فبالنهاية نحن وبسبب حبنا للأعمال الهندسية كنا نقوم بأعمالنا في جامعة العلم والتكنولوجيا نفسها، وأنشطتنا كانت عبارة عن جهاد تقني. وكان كل همنا أن ننتج التقنيات اللازمة لبلدنا ونصنع النماذج والمعالم المختلفة لنتمكن من القول بأن بلدنا لديه الامكانية والقدرة على انجاز هذه الأعمال. وكنا بالطبع نعتبر الأنشطة الثقافية جزءاً من عملنا فكنا نقوم بالاعمال الثقافية، وإضافة الى ذلك فقد بدأنا بالأعمال التعليمية حول التقنيات التي تمكنا نحن من انتاجها. وقد توصل جميع الأعضاء الى هذه القناعة أنه لاتوجد لدينا أية مشكلة في الصناعات التكنولوجية. لقد كنا مؤمنين بذلك لأننا مسلمون ونعلم أن الله تعالى سيكون عوناً لنا وهو الذي أودع الفكر كاستثمار في عقول البشر ولايمكن القول بأن الانسان الغربي أكثر ذكاءاّ وأن الأسيوي أو الافريقي أقل ذكاءاً. كلا فإن الله سبحانه وتعالى جعل هذا الاستثمار –العقل- في متناول جميع البشر وبالنهاية الأمر يرجع الى كيفية استخدام هذه القدرة لترجمة القول الى فعل.
يتبع...