نجحت في إثبات مسؤوليتها وقدرتها بمواجهة الكيان الصهيوني
المرأة الفلسطينية ايقونة الكفاح والصمود
الوفاق/ وكالات - إن حال المرأة الفلسطينية اليوم يمكن أن يكون نموذجا لكل امرأة في العالم، لأنها قدمت أبناءها وزوجها في سبيل الله وحرية المسجد الأقصى، وهي مثال للصبر والتحمل. وفي ظل سعي المحتلين إلى كسر عزيمة وإرادة الأسيرات بكل الوسائل، فإنهن يقفن صامدات ويقاومن كل يوم، في انتظار إطلالة شمس الحرية. يرجع ذلك إلى أن قضية فلسطين اليوم لم تصبح أهم قضية للدول الإسلامية والمنطقة فحسب، بل أصبحت أيضاً قضية دولية على مستوى شعوب وحكومات مختلف البلدان من العالم وبالنظر إلى الدور الفعال للمرأة في عملية حركة المجتمعات. ولقد مرت عقود على حراك الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل وداعميها الأقوياء. وفي هذه الفترة الطويلة من الزمن، شهدت شعوب العالم ظهور ملاحم المقاومة والصمود الفلسطيني. بحيث تكون الأخبار المتعلقة بالحركة في مقدمة كافة الأخبار والتطورات الإقليمية والعالمية. حيث شهد العالم خلال هذه الفترة مشاهد حزينة ومؤسفة للغاية، أثرت في الرأي العام للأمم، والسؤال الآن يتمحور حول ماهية العوامل والدوافع التي استفادت منها هذه المقاومة الطويلة. إن ما شكل اتساع هذه المقاومة واستقرارها كأحد العوامل المهمة هو وجود المرأة الفلسطينية في الحركة ودورها ومكانتها في استمرار هذه الانتفاضة. لقد حملن السلاح جنباً إلى جنب مع رجالهم ودافعن عن حقوقهن غير القابلة للتصرف في ساحات القتال. داووا آلام وجراح أخواتهم وإخوتهم وأبنائهم وأزواجهم، وزودوا المراهقين والشباب بسلاح العلم والمعرفة، وواجهن المواقف بصلابة في الأسر بكل قوة وعزيمة.
إن المرأة الفلسطينية نجحت في إثبات مسؤوليتها وقدرتها في مواجهة الكيان الصهيوني وتعزيز المقاومة لمواجهة المؤامرات. وهن اللاتي قدمن أبنائهن في طريق الحرية والمقاومة ودافعن عن الأرض الفلسطينية ضد آلة الحرب الصهيونية. واليوم حال المرأة الفلسطينية حالة يمكن أن تكون نموذجا لكل امرأة في العالم، لأنها بتضحيتها بأولادها وزوجها في سبيل الله وحرية المسجد الأقصى أظهرت مثال عظيم على الصبر والمثابرة.
ليست كل النساء كتلك التي تبكي فلذة كبدها، أو شقيق روحها، او توأم قلبها وحبها الاول (والدها) في هذه اللحظات، فكل نساء العالم في كفة ونجمات فلسطين الصابرات في كفة، تعجز الكلمات والأشعار عن وصف المرأة الفلسطينية العظيمة لتُصبح مفردات اللغة وبلاغتها قاصرةً عن التعبير الحقيقي الذي يجب أن توصف به تلك المرأة التي تختلف عن مثيلاتها من نساء الأرض حين جسّدت أروع لوحات النضال والتضحية حُباً للوطن وحريته حيث صنعت من دمائها وجسدها الطاهر جـسراً تعـبر به إلى الجِنان، وصنعت منه أشلاءً تتطاير في السماء لتصنع منها أقماراً وقناديل تُضئ لنا درب الحرية نحو الاستقلال، فما أعظمك أيتها الفلسطينية ذات الهمة الشمّاء بعظمتك وشموخك وكبريائك وكرامتك.
عظمة الأمّ الفلسطينيّة وصبرها وصمودها ..
الفلسطينية هي التي جسّدت بنضالها ودمائها الطاهرة أروع ملاحم الصمود والتحدي والتضحية والفداء، وقدمت روحها الطاهرة قرباناً للحرية والعودة والاستقلال، وأنجبت أبطالا وقـوافل من الشُجعان ودفعتهم إلى ساحات المجد والخلود ليرتقوا أقمارا إلى العلياء، وأهدتهم للحرية شهداءً يتلوهم الشهداء ليسطروا بدمائهم الزكية ثرى فلسطين الطاهر من أجل النصر، وما أعظمكِ أيتها الفلسطينية ! ما أعظمكِ يا أم وأخت! وأنتِ تقارعين العدو الصهيوني مِقدامةً شُجاعة كالأسد الجسور في ساحات الوغى لتحصدي النصر المؤزر وتصنعي المجد الفلسطيني بأياديك الشريفة، وتُسطّري أروع آيات التضحية والفداء بتقديم دمائكِ وجسدكِ الطاهر خالصا لفلسطين ولتكتب بأزكى الدماء «بحبك يا بلادي، يا بلادي بحبك، بحبك يا فلسطين» .
للمرأة الفلسطينية دور كبير وهي تنهض بمسؤولياتها جنبا إلى جنب مع الرجل للتحرر من القيود على اختلافها والارتقاء بدورها في عالم تتطور فيه الحقوق والمساواة بين الجنسين كعلامة فارقة في الحياة المعاصرة. وتبدو المرأة الفلسطينية هنا عاقدة العزم على انتزاع حقوقها وهي تستلهم في ذلك ما كان لها من مكانة في تراث هذه البلاد حيث كان للمرأة فيها مكانة خاصة في التاريخ.
تشكل المرأة الفلسطينية حالة غير مسبوقة بصمودها على الأرض لتضرب في عمقها جذور البقاء والنضال من أجل الحرية وتقرير المصير، واقتراح الحلول الممكنة لمواجهة انتهاكات الاحتلال والحروب، التي فرضت على المرأة الفلسطينية أعباء مركبة ما بين دورها في الحياة العامة والحياة الأسرية الخاصة. لكن ما زالت المرأة الفلسطينية تعاني من المحددات الثقافية والاجتماعية في المجتمع الفلسطيني كغيره من المجتمعات الشرقية، المبنية أحيانا كثيرة على الظلم والقهر والتمييز تجاه النساء كما لا زال العنف ضد المرأة بكافة أشكاله يمارس بحق النساء والفتيات دون اتخاذ الإجراءات الكفيلة للحد منه، حيث لا زالت تحمل التشريعات النافذة نصوصا تمييزية تجاههن. كما تعاني النساء والفتيات ذوات الإعاقة من تمييز مركب بحكم اعاقتهن.
وقد طرحت المرأة الفلسطينية قضية فلسطين في كل المحافل الدولية وبرزت وعززت وجود النساء من خلال المشاركة في الندوات والمؤتمرات وورشات العمل وأكدت على إخراج القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية ناهيك عن ان المرأة الفلسطينية لها دور في صنع القرار ولم يكن دورها تكميلي أو تجميلي بل كان دورا مكملا للرجال في الدفاع عن القضية الفلسطينية، بل كان دورها فعالا وأصبح لها تمثيل في رسم السياسات العامة والاستراتيجيات.
وبرغم كل الألم والمعاناة التي تعيشها المرأة الفلسطينية في ظروف الاحتلال القاسية وظروف الحصار الظالم على المرأة في قطاع غزة إلا أنها تقف جنبا إلى جنب مع الرجال في كافة الميادين. وتشارك الرجل في النضال والبناء، وتحقيق أهداف الشعب في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. المرأة الفلسطينية لا زالت تواصل كفاحها من أجل حقها العادل في المشاركة في عملية البناء والتنمية للوصول إلى المواقع الريادية والقيادية في المجتمع رغم كل التحديات التي تطال حقها وتقويض أسس الحياة الاقتصادية والاجتماعية خاصة في قطاع غزة . فصمدت على أرضها في مواجهة الاستيطان، وتعرضت للقمع والتعذيب، وسقطت شهيدة وجريحة في ميادين النضال، منذ بداية مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني الرافضة للاحتلال.
برغم كل انجازات المرأة الفلسطينية المشرفة إلا أنه تتغيب حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية لدى العالم الذي يتغنى بحقوق المرأة، متناسيا هذا العالم إنها المرأة صانعة الرجال صانعة الثورة والكفاح الوطني والتي تساهم في بناء الدولة الفلسطينية فكانت رمزا للعطاء والتضحية والفداء وانطلقت مع انطلاقة الثورة لتكون رافدا أساسيا للبناء الوطني.
هي سيدة فوق السطوح تراقب النجوم، هي ام الشهيد الصابرة ، هي مفتاح القدس، فنور وجهها يغطي الأضواء، هي مدرسة يتخرج من بين يديها الابطال والمعلمين والمهندسين والأطباء والعمال، صنعت التاريخ للحاضر والمستقبل، هي الأم والأخت والأسيرة والشهيدة والرفيقة وهي الحياة بأكملها. إن التاريخ النضالي للمرأة الفلسطينية حافل في مسيرة كفاح شعبنا الفلسطيني من أجل التحرر وبناء الدولة، قدرت فيها المرأة آلاف الشهيدات والجريحات والأسيرات، ولا يكفيها مقال أو ألف مقال، ولكن هذا جهد متواضع لنتذكر جزء بسيط من تجربة المرأة النضالية في تاريخنا الفلسطيني، فكل التحية لك أيتها المرأة الفلسطينية العظيمة التي جسّدت أروع آيات النضال والتضحية حُباً للوطن وحريته، فأنت اليوم وعلى مر التاريخ سيدة نساء الأرض.