الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة واثنان وستون - ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة واثنان وستون - ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۳

«طوفان الأقصى» تقفز بالأسعار لأعلى مستوى في شهر

أسواق النفط تتجه إلى عصر جديد من التقلبات

قفزت أسعار النفط عالمياً لأعلى مستوى لها في نحو شهر، أمس الأربعاء، متأثرة باحتمال اتساع نطاق الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية لتشمل أطرافاً أخرى، بعد القصف الوحشي الذي يشنه الاحتلال على المدنيين في غزة.
وتتجه أسواق النفط إلى عصر جديد من التقلبات، ويعيش المتعاملون في حالة تأهب، بعدما دعت إيران إلى فرض حظر نفطي على إسرائيل، ما يلقي بضغوط على المنتجين الآخرين في المنطقة، لاسيما السعودية والإمارات، الذين يجدون أنفسهم في موقف حرج، وسط استمرار الإعتداءات الإسرائيلية على غزة.
وقفزت أسعار العقود الآجلة لخام برنت، أمس، لأعلى مستوى لها في شهر، عند 93 دولاراً للبرميل، مرتفعة بأكثر من 3% مقارنة بيوم الثلاثاء، لتصل مكاسبها إلى ما يقرب من 10% منذ إندلاع عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري التي استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية ومستوطنات متاخمة لقطاع غزة.
تصاعد التوتر في المنطقة
ويأتي تأثر الأسعار بتصاعد التوتر في المنطقة، بالتزامن مع اضطرابات في الأسواق، حيث تراجعت مخزونات الطاقة الأميركية، ويتزايد الطلب الصيني بينما تواصل منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» وحلفاؤها من كبار المنتجين، على رأسهم روسيا، سياسة خفض الإنتاج.
ويرى وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع الرئيسية لدى مؤسسة «آي إن جي غروب إن في» المصرفية في سنغافورة: أن اتساع نطاق الصراع سيفاقم بالتأكيد مخاطر شح الإمدادات في سوق النفط التي تعاني بالفعل من تشديد كبير، لافتاً إلى أن الخطر الأكبر يتركز في تهديد إمدادات النفط الإيرانية.
وطالب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في السعودية، بـ»فرض حظر فوري وكامل على الكيان الصهيوني من قبل الدول الإسلامية، وتطبيق حظر نفطي عليه»، كما حث الدول الإسلامية على طرد السفراء الإسرائيليين.
 تزايد مخاوف التجار
وتتزايد مخاوف تجار النفط من اتساع الحرب، التي ربما تجتذب إيران، وهي مصدر رئيسي للنفط، وحلفاءها مثل حزب الله لبنان. ورغم أن منتجي الطاقة الآخرين في منطقة الخليج الفارسي، بما في ذلك السعودية والإمارات، لم يتحدثوا عن وقف مبيعات النفط لإسرائيل أو لأي من حلفائها، إلا أن محللين لا يستبعدون حدوث تطورات في هذا الملف، في ظل تنامي الغضب في المنطقة من الحرب الإجرامية التي يشنها الاحتلال على المدنيين في غزة واستهداف تهجيرهم.
وقال مصدران في مجموعة «أوبك+» لرويترز: إن المجموعة لا تعتزم عقد اجتماع استثنائي أو اتخاذ أي إجراء فوري، بعد أن دعا وزير الخارجية الإيراني أعضاء منظمة التعاون الإسلامي لفرض حظر نفطي وعقوبات أخرى على إسرائيل.
وأشار أحد المصدرين إلى أن منظمة أوبك «ليست منظمة سياسية». وتتشابه تصريحات المصدر -الذي لم تكشف رويترز عن اسمه- مع تصريحات سهيل المزروعي وزير الطاقة في الإمارات، وهي عضو رئيسي في «أوبك»، عندما قال للصحافيين في الرياض، يوم الأحد الماضي من الأسبوع الماضي: إن «الصراع لن يؤثر على عملية صنع القرار في المنظمة»، مضيفاً»: نحن لا ننخرط في السياسة، ونقيّم الوضع وفق العرض والطلب، ولا نأخذ في الاعتبار ما فعلته كل دولة».
وتعيد دعوة طهران إلى فرض حظر نفطي على إسرائيل إلى الأذهان، ما أقدمت عليه السعودية ومنتجون آخرون في «أوبك» قبل 50 عاماً من تجميد التدفقات إلى الغرب في أعقاب حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973. ويتزايد غضب شعوب المنطقة من استمرار العدوان الإسرائيلي، وما يصفه محللون بتخاذل بعض الأنظمة في الضغط على إسرائيل وحلفائها، لاسيما الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لهذه الحرب.
وقال فيفيك دار، المحلل في بنك الكومنولث الأسترالي، وفق ما نقلت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية: إن الأوضاع الحالية تعزز سيناريو صعود خام برنت فوق 100 دولار للبرميل، خاصة أن التطورات الأخيرة تزيد من خطر توسع الصراع وربما تنخرط فيه إيران مباشرة.
 إتساع نطاق تصعيد الصراع
وحذرت طهران من اتساع نطاق تصعيد الصراع، وقالت في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن مثل هذه النتيجة أصبحت «حتمية». وصدرت إيران 2/2 مليون برميل يومياً خلال أول 20 يوماً في أغسطس/ آب الماضي، وفق تقديرات نشرتها شركة «تانكر تراكرز»، التي توفر بيانات بشأن شحنات النفط إلى الحكومات وشركات التأمين والمؤسسات الأخرى.
وجاء أغسطس/ آب الأعلى من حيث تدفق النفط الخام، بما يزيد قليلاً عن 200 ألف برميل يومياً. وجاءت هذه الصادرات وسط تخفيف الولايات المتحدة عقوباتها بغية السماح بتدفق المزيد من الإمدادات للأسواق لتهدئة أسعار النفط التي تدفع التضخم للبقاء عند مستويات مرتفعة بما يضع البنك الفيدرالي الأميركي في مأزق بشأن محاولة خفض أسعار الفائدة، بعدما رفعها إلى أعلى مستوى في 22 عاماً بهدف كبح التضخم.
ويتعزز صعود أسعار النفط مع انخفاض مخزونات الخام الأميركية بنحو 4/4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بحسب بيانات معهد البترول الأميركي الصادرة، مساء الثلاثاء، وذلك مقارنة بتوقعات أشارت إلى انخفاض قدره 27/1 مليون برميل. كما أظهرت البيانات انخفاض مخزون البنزين بمقدار 58/1 مليون برميل، وتراجع مخزونات المقطرات بمقدار 612 ألف برميل، خلال الفترة ذاتها.
كما يتزامن صعود الأسعار مع ظهور بيانات صينية تفيد بأن الاقتصاد الصيني نما بأفضل من المتوقع بنسبة 9/4% في الربع الثالث من العام الجاري (من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول)، مما يشير إلى أن الطلب على النفط في ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد يرتفع.
 عصر جديد من التقلبات
ويواجه الاقتصاد العالمي عصراً جديداً من التقلبات، ربما يكون الأخطر منذ عقود، بحسب تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.
ووفق جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك «جيه بي مورغان» الأميركي، فان المخاوف من نشوب صراع أوسع في المنطقة أضافت إلى المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي الذي هزته بالفعل الحرب الروسية في أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/ شباط من العام الماضي، ومازال يشعر بتوابع جائحة فيروس كورونا التي انتشرت عالمياً قبل ثلاث سنوات.
ووفق «فايننشال تايمز»، فان الاقتصاد العالمي نادراً ما بدا مضطرباً إلى هذا الحد منذ السبعينيات، مما يسلط الضوء على كيف أن العودة المأساوية للصراع إلى الشرق الأوسط تؤكد فقط على نمط المخاطر الجيوسياسية المتزايدة.
وقال آندي ليبو، رئيس شركة «ليبو أويل أسوسيتس» الاستشارية: إن المخاطر التي تهدد أسواق الطاقة والأسواق المالية فورية وحقيقية، إذ يستعد المحللون لارتفاع أسعار النفط والغاز بشكل أكبر بسبب الخوف من أن الصراع قد يجذب لاعبين آخرين، وفق ما نقلت مجلة «بوليتيكو» الأميركية.

البحث
الأرشيف التاريخي