الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وستون - ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وستون - ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

رحلة مريرة للنجاة من براثن الموت

الآثار النفسية للحروب والصراعات على الأطفال واليافعين

 

الوفاق/ وكالات - تولِّد الحروب والنزاعات دمارا يطال البنيان، والإنسان بالقتل والإصابات الجسدية، ويتعدى ذلك إلى صدمات نفسية من هول ما يراه الفرد ويعيشه فيدخل البعض في حالة من الذهول وفقدان القدرة على استيعاب ما يجري حولهم وإنكاره، وقد يعيش من ينجو في جحيم الآثار النفسية للحروب وما تخلفه من جروح نفسية عميقة وذكريات مؤلمة. ولا تزول آلام الحرب بمجرّد وقف إطلاق النار واِنتهاء العمليات العسكرية، بل تمتدُّ المأساة لسنوات طوال بعدها، عندما يصحوا الناس على ما خلّفته الحروب من ندوب عميقة داخل نفوسهم كباراً وصغاراً.
فما هي صدمة الحرب؟
تعرف الصدمة النفسية أو صدمة الحرب بأنها الاستجابة العاطفية التي تحدث بعد التعرض مباشرة لأحداث مؤلمة تفوق قدرة الشخص على تحملها وتُفقِده الشعور بالأمان فيسيطر عليه العجز وقلة الحيلة ويصاب بحالة من الذهول وإنكار ما يحدث، وقد يظهر ذلك في صورة خوف وذعر، وقلق، وكذلك الارتباك وصعوبة التركيز، وربما الغضب أو الشعور بالذنب. ويمكن أن تصيب صدمة الحرب الأطفال والكبار، وقد تختلف القدرة على استيعاب الأحداث الصادمة من شخص لآخر فالبعض يستطيع تجاوز الأمر مع مرور الوقت، بينما يعاني آخرون من الآثار النفسية للحروب فترة طويلة ويصابون باضطرابات نفسية مزمنة.
كيف تؤثر الحروب على الصحة النفسية؟
إن ما يعيشه الأشخاص في ظل اشتعال الحروب من تهديد بالموت، والتعرض للإصابات الجسدية والعنف، وفقدان الأهل أحيانا، وتدمير المنازل والممتلكات وصولاً إلى التهجير والعيش في ظروف قاسية يعرضهم للإصابة بصدمة نفسية أو صدمة الحرب. ويمكن أن تؤدي الضغوطات النفسيّة الناتجة عن الحروب؛ إلى تفكك العائلات واِرتفاع معدّلات الطلاق، وزيادة المشاكل بين الزوجين والعنف الأُسري، إلى جانب إهمال تربية الأولاد والاِعتناء بصحتهم.
وكما هو معروف أن الأُسرة هي النواة الأولى والمكوّن الأساسي للمجتمع، وإنَّ إلحاق الضرر بها يؤدي لإحداث خللٍ يطالُ المجتمع بأسره. هذا بعينه ما يحدث عند قيام الحروب، لا سيما في المجتمعات ذات الروابط الاِجتماعية الوثيقة، إذ لا يقتصر التأثير السلبي للحرب على من عاشوا داخل مناطق النزاع، بل يمتدُّ ليشمل ذويهم الذين فرّوا خارج البلاد.
الأضرار النفسية للحرب على الأطفال
يعد الأطفال أكثر عرضة للإصابة بصدمات نفسية جراء الحروب وما يتبعها من اضطرابات نفسية، فالطفل لا يزال في مرحلة النمو والتطور العاطفي والجسدي والسلوكي، وقد يؤدي تعرضه للتوتر الشديد والخوف من هول الأحداث في الحروب إلى التأثير على التطور الطبيعي للدماغ والذي بدوره يؤثر على صحة الطفل النفسية والبدنية، كما قد يواجه صعوبة الاندماج في المجتمع. كما تترك الحرب جراحاً خفية في قلوب ونفوس الأطفال الأبرياء، الذين ولدوا في رحم المعاناة وذاقوا أشكال القهر والفقر والرعب، علاوة عن الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم خلال الحرب، أو من تعرّضوا للاِعتداء والاِستغلال.
كيفية التعامل مع تبعات الحرب النفسية
إن أول خطوة في التعامل مع الصدمة والآثار النفسية للحروب هي الخضوع للعلاج النفسي الذي يساهم في تخفيف حدة الأعراض لدى الشخص، ويقلل من احتمالية تطور الأمر للإصابة باضطرابات نفسية. وعادة يتبع الطبيب في العلاج النفسي أساليب مختلفة للتخفيف من حدة الألم النفسي الذي يسيطر على الشخص، وتعليمه كيفية التعامل مع الذكريات المؤلمة التي مر بها دون الشعور بالقلق أو الذعر. وهناك بعض الطرق أيضاً التي قد تفيد في تخفيف وقع الأحداث الصادمة والتعامل مع الذكريات المؤلمة، مثل:
الاختلاط بالآخرين وتجنب البقاء وحيداً، الانخراط في الحياة الاجتماعية ومحاولة العودة للممارسة الحياة الطبيعية قدر الإمكان، التطوع والمشاركة في الأعمال الخيرية، التحدث مع الأصدقاء والتعبير عن المشاعر السلبية، المشاركة في الأنشطة الترفيهية والممتعة خاصة للأطفال، محاولة اتباع نمط حياة صحي، الانضمام لمجموعات الدعم النفسي.
الصحة النفسية في مخيمات اللجوء ومناطق النزوح
بعد رحلة مريرة للنجاة من براثن الموت، يصلُ اللاجئون إلى المخيمات ومناطق النزوح فاقدين كلّ ما لديهم من طاقة جسدية ونفسية، لتبدأ بعد ذلك حلقة جديدة من مسلسل الألم الذي لم ينتهي، لتعلن الأزمات النفسية والعقلية ظهورها تدريجيّاً في مجتمعات اللجوء. وتسوء الحالة النفسية للاجئين يوماً بعد يوم، بالتوازي مع تردّي الظروف المعيشية في المخيمات، إذ يعاني النازحون مجموعة من المشاكل التالية:
اِنتشار الفقر واِنعدام فرص العمل وسبل كسب العيش، سوء الخدمات الصحية،  مشاكل سوء التغذية ونقص التمويل، نقص مياه الشرب ومشاكل الصرف الصحي،  تفشّي الأمراض والأوبئة.
دور الأسرة ومنظمات المجتمع المدني في التخفيف من حدة الآثار
الدعم النفسي للمتضررين من الحرب  ليس رفاهية! إنما هي ضرورة قصوى تقع مسؤوليتها على عاتق المنظمات الحقوقيّة ومؤسسات المجتمع المدني. انطلاقاً من هذه الرؤية، نسعى في منظمة بنيان الإغاثية إلى تحسين الحالة النفسية للاجئين والمكلومين من خلال نشاطاتنا المختلفة.
ما هو الاضطراب ما بعد الصدمة؟
هو اضطراب نفسي ينجم عن التعرض لحدث صادم يتطور لدى بعض الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة نفسية، حيث تستمر أعراض الصدمة أسابيع أو شهور. يظهر اضطراب ما بعد الصدمة في استعادة الشخص للذكريات المؤلمة مراراً وتكراراً، والشعور بالخوف الشديد من تكرار معايشة الحروب، وكذلك تجنب المواقف والأماكن التي تحيي ذكريات الحرب المؤلمة بداخله.
قلق وخوف دائمان.. كيف تؤثر الحرب على الأطفال في غزة؟
تعد أكثر المشاكل التي تواجههم هي تلك المتعلقة بالنوم، حيث يخاف الأطفال أن يناموا ليستيقظوا على أصوات الطائرات والرصاص أو على الجنود المتواجدين فوق رؤوسهم، بالإضافة إلى المشاكل المرتبطة بالخوف، كالخوف من الظلام الذي يحمله اشتداد المعارك وارتفاع عدد الموتى. وتأثير الحرب على أطفال غزة هو على مدى سنوات، أن نحو 91% من الأطفال يعانون من مشاكل نفسية ولا سيما اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق وعدم القدرة على التركيز والبعض يعاني من اكتئاب. ذلك إن الطفل يتعرض لصدمة جراء مشاهد عنيفة ومشاهد دمار وقتل وتعرضه لأذى نفسي أو جسدي، ويختزن هذه المواقف في ذاكرته وقد يتفاعل معها آنيًا أو تأتي متأخرة بعد أيام أو أسابيع من تعرضه للمأساة".

 

البحث
الأرشيف التاريخي