الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وستون - ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وستون - ٢٤ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

على الصعيدين الرسمي و الشعبي

كيف تفاعلت دول أمريكا اللاتينية مع الحرب في غزة؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيداً عنيفاً بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، الذي يعاني من حصار خانق منذ أكثر من 15 عاماً، بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية و ماتلاها رد وحشي من الكيان الصهيوني على القطاع.و في هذه الأجواء المتوترة، تباينت مواقف دول أمريكا اللاتينية، بين التضامن مع الشعب الفلسطيني والتأييد لـ»إسرائيل» أو الموقف المحايد. وتعكس هذه المواقف تاريخاً طويلاً من العلاقات بين المنطقتين، والذي شهد تغيرات كبيرة على مر الزمن.
مواقف دول اميركا اللاتينية
كان أكثر المعبرين صراحة عن موقفه بين قادة أمريكا اللاتينية هو الرئيس اليساري الكولومبي غوستافو بيترو. لطالما كان بيترو مدافعًا علنيًا عن القضية الفلسطينية، ولجأ إلى تويتر لانتقاد الكيان الصهيوني،حيث غرد بيترو باستمرار حول الموضوع، مما أثار رد فعل لمنتقديه وأثار جدالات مع الدبلوماسيين «الإسرائيليين» في كولومبيا، ففي إحدى التغريدات، قارن بيترو الوضع في غزة بمعسكرات الاعتقال أوشفيتز، وشبه «الجيش الإسرائيلي» بالنازيين، وشارك على نطاق واسع صورًا ومقاطع فيديو لفلسطينيين استشهدوا في الهجمات الإسرائيلية خلال هذه الفترة ، كما أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، في البداية أنه سيقوم بإغلاق سفارته، إلا أنه على مايبدو قد تعرض لضغوط اضطرته لتغيير موقفه بعض الشيئ ،فأعلن الخميس، أن بلاده ستقوم بفتح سفارة في مدينة رام الله الفلسطينية، عقب لقائه مع مسؤولين في السفارتين «الإسرائيلية» والفلسطينية في بوغوتا.جاء ذلك في منشور على حسابه في منصة إكس، شارك فيه صوراً التقطتها مع السفير «الإسرائيلي» غالي داغان والسفير الفلسطيني رؤوف المالكي.وقال بيترو في منشوره: «لقد عبرت عن موقفي بشأن التوصل إلى مؤتمر دولي للسلام يمهد الطريق لقيام دولتين مستقلتين وحرتين"،وأضاف: «وشدّدت على تضامني مع الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يجب أن يعيشوا في سلام. سنرسل طائرة تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة. وكولومبيا ستفتتح سفارتها في رام الله بفلسطين".
و في فنزويلا أدانت كاراكاس في بيان لها النظام الصهيوني وطالبته بإنهاء احتلال فلسطين، و أصدرت بيانًا أعربت فيه عن «قلقها البالغ» إزاء تصاعد العنف وذكرت أن الوضع «هو نتيجة لعدم قدرة الشعب الفلسطيني على إيجاد مساحة في القانون الدولي للتأكيد على حقوقه التاريخية". كما شددت على ضرورة إيجاد حل للوضع الراهن وإنهاء العنف في جميع أنحاء المنطقة من خلال الحوار المباشر من أجل تحقيق السلام. كما طالبت فنزويلا الأمم المتحدة بأداء دورها في حفظ السلام والقانون الدولي.
و بدورها أعربت حكومة كوبا عن «قلقها البالغ» وأشارت في بيان لها إلى أن هذا التصعيد هو «نتيجة 75 عامًا من انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني وسياسة إسرائيل العدوانية والتوسعية". وطالبت كوبا بحل شامل وعادل ودائم يسمح للشعب الفلسطيني ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة ضمن حدود ما قبل 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها. ودعت هافانا مجلس الأمن إلى «القيام بمسؤولياته ووضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب، وهي القوة المحتلة التي وقفت الولايات المتحدة إلى جانبها طوال التاريخ".
في بوليفيا، أعرب الرئيس السابق إيفو موراليس - الذي يترشح مرة أخرى للمنصب - عن دعمه لفلسطين وانفصل عن البيان الدبلوماسي للحكومة اليسارية،  عبر تويتر حيث قال" لا يعكس بيان وزارة الخارجية البوليفية مشاعر التضامن من الشعب البوليفي تجاه فلسطين. سيدين الشعب البوليفي دائمًا الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي للأراضي الفلسطينية»، و وصف الرئيس البوليفي الأسبق أعمال الكيان الصهيوني ضد الانتفاضة الفلسطينية بأنها «إمبريالية واستعمارية»، مؤكدًا أن «التضامن بين الشعوب هو أساس مجتمع أكثر عدلاً وكرامة».
في تشيلي، التي تضم أكبر شتات فلسطيني خارج العالم العربي، كان الدعم للقضية الفلسطينية تاريخيًا قويًا جدا، ومع ذلك، أصدر الرئيس غابرييل بوريك بيانًا دبلوماسيًا أدان فيه حركة حماس، لكنه أضاف أيضًا «الهجمات العشوائية ضد المدنيين التي نفذتها الجيش الإسرائيلي في غزة والاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية لعقود انتهاكًا للقانون الدولي". وشدد بوريتش، على أن هجمات حماس لا يمكن أن تبرر «الوحشية التي ترتكبها دولة إسرائيل في غزة”.
 و أعرب زميله اليساري في البرازيل عن رد فعل أكثر اعتدالاً ولكنه أبرز الفلسطينيين بشكل بارز. في بيان له، أدان الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا الهجمات على «إسرائيل» ولكنه دعا أيضًا المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل «حل للصراع يضمن وجود دولة فلسطينية حيوية اقتصاديًا تعيش بسلام مع إسرائيل داخل حدود آمنة للطرفين". ودعا الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا المجتمع الدولي إلى استئناف المفاوضات فورًا بين فلسطين وإسرائيل لتسوية النزاع من خلال إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام مع جارتها «إسرائيل» ضمن حدود آمنة للطرفين. وأكدت وزارة الخارجية البرازيلية في بيان لها إدانتها لهذا التصعيد وأن «اللجوء إلى العنف لا مبرر له».
أما الرئيس السلفادوري ناييب بوكيلي، الذي هو نفسه من أصل فلسطيني، أدان الهجوم على الكيان الصهيوني ووصف حركة حماس بـأنهم لا يمثلون الفلسطينيين، إلا أنه ظل صامتًا عن أعمال الكيان الإسرائلي الوحشية، و تجدر الإشارة إلى أن والد بوكيلي كان إمامًا في مسجد بارز في العاصمة سان سلفادور، لكنه كثيرًا ما نأى بنفسه عن القضية الفلسطينية،و بوكيلي بالعموم لا يرى أي فائدة في أن يكون مؤيدًا صريحًا للفلسطينيين.و لقد كان مؤيدًا جدًا للكيان الصهيوني في الماضي، لكن السلفادور ككل كانت كذلك لفترة طويلة. و بالنظر إلى أن الولايات المتحدة كانت شريكًا وثيقًا للغاية، فإن ما تعتقده الولايات المتحدة يهم كثيرًا في السياسة السلفادورية. وكثيرًا ما كانت قضية إسرائيل-فلسطين، مثل العديد من البلدان، بمثابة بديل عن العلاقات الخارجية مع الولايات المتحدة.
و  في الوقت نفسه، تحدث الرئيس الأرجنتيني اليساري ألبرتو فرنانديز مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في 7 أكتوبر لـ «نقل تضامن الشعب والحكومة الأرجنتينيين»، كما ذكر على تويتر.و أعربت وزارة الخارجية الأرجنتينية في رد فعل غريب، عن أسفها للهجمات المسلحة ضد ما اسمته «جنوب إسرائيل» ووصفت أعمال حركة حماس «بالإرهابية» وتضم البلاد أكبر عدد من السكان اليهود في أمريكا اللاتينية، حوالي 180000، وإحدى أكبر الشتاتات اليهودية في العالم. و بدورها دعت نائبة الرئيس الأرجنتيني، كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، إلى حل الدولتين.
ولم يكن العدوان على قطاع غزة بعيداً عن المناظرة الرئاسية الثانية للانتخابات الأرجنتينية، إذ أعرب المرشحون للرئاسة خافيير مايلي وباتريشيا بولريتش وخوان شياريتي وسيرجيو ماسا عن تضامنهم مع (إسرائيل). بينما قالت المرشحة الرئاسية اليسارية، ميريام بريغمان، أن «هؤلاء الضحايا المدنيون يقعون في صراع يستند إلى سياسة «دولة إسرائيل»، حيث الاحتلال والفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني”.على مايبدو بأن اليسار في اميركا اللاتينية ليس متوافق على موقف واحد اتجاه القضية الفلسطينية، فعلى الرغم من بعض المواقف الداعمة الصريحة، إلا أن هناك مواقف خضعت بشكل أو اخر للضغوط الغربية.
الموقف الشعبي
و على الصعيد الشعبي شارك آلاف المتضامنين مع القضية الفلسطينية في عدة عواصم ومدن في أمريكا اللاتينية في تظاهرات وفعاليات للتعبير عن "رفضهم القطعي للهجوم المستمر الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر".
البرازيل
في البرازيل، تجمع المتظاهرون أمام مقر وزارة الخارجية البرازيلية في العاصمة برازيليا، للمطالبة بإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة، ولحث الحكومة البرازيلية التي تترأس مجلس الأمن الدولي، على "فتح ممرات إنسانية آمنة للفلسطينيين وإنهاء مذابح الاحتلال بحقهم".
وردد المشاركون شعارات حرية فلسطين، والإدانة لجرائم "إسرائيل" مصفين إياها بـ"دولة الأبارتهايد"، وأنها تمارس "جريمة إبادة بحق سكان قطاع غزة الأبرياء".
وفي ولاية ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، شهدت فعاليات متعددة، حيث نظم نشطاء برازيليون متضامنون مع القضية الفلسطينية مهرجانًا خطابيًا كبيرًا للإدانة للهجوم على غزة ولإظهار حجم الجرائم التي يقوم بها الاحتلال ضد الفلسطينيين.
كما قال اتحاد المؤسسات الفلسطينية في البرازيل (فيبال)، إن "المقاومة الفلسطينية، أطلقت عملية دفاع عن نفسها، أمام شعب يعاني من الاحتلال والاستعمار وانتهاك المواثيق والقوانين الدولية".
وأكد البيان، الذي ترجمته "قدس برس" أن، " (إسرائيل) رفضت جميع خيارات السلام المبنية على التوافق والقانون الدولي"، مضيفًا "لذلك من حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه".
وشدد البيان، على أن "(إسرائيل) تستغل كل فرصة لتصعيد العنف والاستمرار في تحقيق المشروع التاريخي للصهيونية، وهو التطهير العرقي للسكان الأصليين الفلسطينيين، والاستيلاء على كامل مساحة فلسطين التاريخية".
وقال الناشط الفلسطيني في البرازيل، حبيب عمران، في تصريحات لـ"قدس برس"، إن "بعض الفعاليات البرازيلية حضرها ألف متضامن مع القضية الفلسطينية وممثلون عن بعض الجمعيات والأحزاب البرازيلية " مضيفًا، " نحن بحاجة لكل جهد تضامني مع فلسطين في البرازيل لأن هناك سيطرة للرواية الصهيونية في الإعلام البرازيلي".
وأوضح عمران، أن "البرازيل ورئيسها الحالي من المؤيدين للحق الفلسطيني، لكن الدعم هذه المرة دون المستوى، فالموقف الرسمي البرازيلي كان مخيبًا للآمال، بل واتهم قوى المقاومة الفلسطينية بالإرهاب ووضعها على قدم المساواة مع آلة الإجرام الصهيونية".
تشيلي
في تشيلي، نظمت الجالية الفلسطينية، تظاهرة جماهيرية في ساحة الدستور وسط العاصمة سانتياغو، رافعة الأعلام الفلسطينية، ومنددة "بدور الغرب المشين في دعم جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ومنحه غطاءً دوليًا لإبادة الشعب الفلسطيني".
تبعتها تظاهرة نظمها مئات المتضامنون التشيليون، أمام المقر الرئيسي للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (ECLAC)، وهي إحدى المنظمات الإقليمية التابعة للأمم المتحدة.
وطالب المتظاهرون بتدخل الأمم المتحدة لحماية سكان القطاع، رافعين شعار "غزة تقاوم، فلسطين حية".
كما أقام نادى فلسطینی فی تشیلی ، محاظرة جماهیریة ، حول " حقیقة ادعاءات (إسرائیل) بشأن السلام ، مقارنة بواقع قتلها وإبادتها للفلسطینیین فی قطاع غزة ".
الأرجنتین
فی الأرجنتین ، نظمت احزاب يسارية و عدد من المؤسسات المتضامنة مع فلسطين مسيرة تضامنية توجهت إلى سفارة (إسرائيل) في العاصمة بوينس آيرس. ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها «تضامنا مع الشعب الفلسطيني»، «كرامة غزة»، و»كامل الدعم للشعب الفلسطيني”. فيما قال النائب الأرجنتيني اليساري، جابرييل سولانو، نحن «نشارك في هذه التظاهرة نحو السفارة الإسرائيلية، لنقول أن الدولة الإسرائيلية الإرهابية هي المسؤولة عن الضحايا في الشرق الأوسط". 
المكسيك
 نظم مجموعة من المكسيكيين، للمرة الثانية خلال أيام، وقفة أمام السفارة «الإسرائيلية» في العاصمة مكسيكو، وساروا من هناك إلى مكاتب منظمة الأمم المتحدة، للمطالبة بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل ضد سكان قطاع غزة.  ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها «فلسطين حرة بلا احتلال»، «يسقط جدار الفصل العنصري”، “قاومي فلسطين ، صوتك لي” و”من النهر إلى البحر، فلسطين”. كما أعربوا عن إدانتهم لـ «أعمال الإبادة التي تقوم بها (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني. وتهدف هذه الحرب الاستعمارية والإمبريالية إلى تجريد الشعب الفلسطيني بأكمله من ملكيته".

البحث
الأرشيف التاريخي