الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وخمسون - ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وخمسون - ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

ينطوي على مخاطر كبيرة لمستقبلهم

انتهاك خصوصية الأطفال في عصر الإنترنت

الوفاق/  يبالغ معظم الأهل ويفرطون في نشر صور أولادهم على برامج ووسائل التواصل الاجتماعي منذ ولادتهم، وربما من قبل الولادة بنشر حتى صور التصوير الصوتي أثناء الحمل، او صور تحديد جنس المولود، وذلك بهدف مشاركة البهجة مع المعارف عند كل حدث جميل يعيشه الاطفال.

ناشطون في مجال حقوق الأطفال يحذرون
معظم هؤلاء الأطفال، الذين أصبحت صورهم متاحة للعامة حتى في المواقف الخاصة، على سبيل المثال أثناء النوم أو في حوض الاستحمام، فأكيد انهم لا يشاركون في هذه العملية بسبب صغر سنهم. ويتم نشر هذه الصور عن طريق آبائهم ولذلك يحذر الناشطون في مجال حقوق الأطفال في السنوات الأخيرة من انتهاك خصوصية الأطفال في عصر الإنترنت من خلال نشر صورهم على شبكات التواصل الاجتماعي.
تثير مسألة نشر الصور والمعلومات حول الطفل عبر الانترنت، حتى الأكثر دنيوية منها، مثل الحالة المتعلقة بمزاج الطفل جدلا حول جدواها، لتصبح أساسية الحق، وهو الحق في عدم الكشف عن هويته لانها تدخل ضمن سياق مستقبل الطفل.
معظم المستخدمين جربوا شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت في مرحلة البلوغ، لأنه بشكل عام خلال طفولتهم لم يكن هناك إنترنت أو على الأقل شبكات اجتماعية بالحجم والانتشار الذي نعيشه اليوم، وبالتالي أتيحت لهم فرصة اختيار تواجدهم أو مدى تواجدهم ولكن بالنسبة للطفل الذي ولد اليوم في العصر الرقمي، فإن مثل هذا الاختيار ليس مشكلة، فهو لديه تراكم للصور والمعلومات على الإنترنت قبل أن يتمكن من اتخاذ القرار، وذلك في حين أنه من الصعب أو المستحيل حذف المعلومات المنشورة على الإنترنت.في كل مرة يتم تحميل صورة أو مقطع فيديو، يتم إنشاء بصمة رقمية للطفل، والتي يمكن أن تستمر حتى يصبح بالغاً. ويمكن العثور على تطبيقات تسمح بالتعرف على وجوه الأشخاص في الصور وتقديم معلومات عنهم. في بعض الاحيان تقوم مجموعة من المتسللين بإنشاء تطبيق يسمح للمستخدم بمسح وجه الشخص في الصورة وتلقي المعلومات الأساسية بسرعة مثل اسمه ومدينته، ويتم تصميم تقنية التعرف على الوجه أيضاً هذه قد تكون مجرد البداية، ويظهر قدوم مثل هذه التقنيات إلى السوق مدى صعوبة إبقاء عمل أطفال اليوم الذين سيصبحون بالغين في المستقبل مجهولين ولهم الحق في عدم الكشف عن هويتهم.
إن متابعة المعلومات المنشورة للطفل منذ الولادة وحتى البلوغ يمكن أن تخلق خوارزمية من التغييرات والاتجاهات في حياته والتي من شأنها أن تتحدى وظيفة الطفل أو حتى مناصبه التعليمية في المستقبل، لذلك، يتوقع أنه في يوم من الأيام سيسعى الاغلبية إلى تغيير اسمهم؛ وبهذه الطريقة يمكنهم التخلص من المعلومات التي نشروها بأنفسهم أو بواسطة الآخرين عنهم في شبكات التواصل الاجتماعي أثناء طفولتهم ومراهقتهم من صور ومعلومات عنهم والتي ممكن ان تزعجهم وغير لائقة لمنصبهم اليوم.
ولكن حتى لو كان نشر صور الأطفال لا يسبب أي مشاكل، فإن السؤال يطرح هل هذا العمل أخلاقي ولا ينتهك خصوصية الطفل؟ فاكيد انه عمل غير لائق وغلط.
يجب على الأسرة تعليم الأطفال احترام الخصوصية
ويؤكد معظم علماء نفس الأطفال على أنه يجب على الأسرة تعليم الأطفال احترام الخصوصية منذ سن مبكرة وتعليمهم ما هي الخطوط الحمراء التي تحدد هذه الخصوصية وكيفية حماية خصوصيتهم وعدم انتهاك خصوصية الآخرين، يعتقد علماء النفس هؤلاء أنه إذا تم شرح مسألة الخصوصية للمواطنين منذ سن مبكرة، فلن يتم رؤية العديد من الانحرافات الأخلاقية في الفضاء الإلكتروني.
لكن علماء النفس يعتبرون أن النتيجة الأخرى لنشر الآباء لصور أطفالهم هي الحساسية المفرطة لمظهرهم، ومشاركة صورة طفل على مواقع التواصل الاجتماعي تثير الكثير من التعليقات من أشخاص مختلفين حول مظهر ذلك الطفل، مما يجعل الطفل يشعر أن مظهره دائماً تحت مجهر الآخرين، ولهذا السبب، فإن الحصول على مظهر جميل أو ارتداء ملابس خاصة منذ الصغر يصبح قيمة لذلك الطفل.في بعض الأحيان قد يؤدي نشر صور الطفل على شبكات التواصل الاجتماعي إلى تعليقات سلبية من الآخرين حول مظهره أو سلوكه، مما يقلل من ثقة الطفل بنفسه ويجعله يشعر بالنقص، وهذا السلوك يؤثر على نفسية الطفل وخاصة في المستقبل، وأحياناً يضطر الأطفال إلى الوقوف أمام الكاميرا لساعات لالتقاط الصور، وأحياناً يتم وضع مكياج ثقيل على الأطفال، وكل ذلك فهذا يسبب الأذى للطفل.
خطر سرقة الهوية واختطاف الأطفال افتراضياً
عندما يتم نشر صور الأطفال وعرضها على الجمهور، فإن الأمر ينطوي على مخاطرة كبيرة بالإضافة إلى ذلك، فإن اهتمام الطفل يسبب أضرارا جسيمة لشخصيته ويلقي بظلاله عن غير قصد على مسار حياة الطفل ومهنته المستقبلية، لكن نشر صور الأطفال ينطوي أيضاً على مخاطر أمنية بالنسبة لهم.على سبيل المثال، عادةً ما يذكر البالغون اسم الطفل وتاريخ ميلاده في إعلانات عيد ميلادهم والمشاركات الأخرى على مواقع مثل الفيس بوك والانستغرام وهذا يعرض الأطفال لخطر سرقة الهوية واختطاف الأطفال افتراضياً، مما يعني أن شخصاً ما قد يلتقط صوراً لأطفال آخرين ويقدمها على أنها خاصة به، ويقوم بعض الآباء بنشر معلومات في الوقت الفعلي حول موقع أطفالهم، مما قد يعرض سلامتهم للخطر.
وفي بعض الاحيان لا يشعر الكثير من الآباء بالخوف والذعر من نشر معلومات وصور أطفالهم، لاعتقادهم أن أصدقائهم على شبكات التواصل الاجتماعي فقط هم من سيطلعون على هذه المعلومات؛ لكن لسوء الحظ، وبحسب الإحصائيات، فإن 76% من سرقة الأطفال و90% من الجرائم ضد المراهقين يرتكبها الأصدقاء أو المعارف.
يجب عدم وصف الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال
في الواقع، فإن وصف الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال واهتماماتهم وما إلى ذلك، يمكن أن يسهل الأمر على الأصدقاء والمعارف الذين يسعون إلى إساءة معاملة الأطفال، ولهذا يحذر الكثيرون من أن الآباء يعرضون أطفالهم للخطر من خلال نشر صورهم.
ولكن حتى معرفة مخاطر وأضرار نشر صور الأطفال عبر الإنترنت لن يمنع بعض الآباء من القيام بذلك، ولذلك فمن المناسب مراعاة هذه النقاط عند تحميل أي صورة للطفل: أما بالنسبة تردد، فمن الأفضل أن تفكر بنفسك فيما إذا كان نشر الصورة سوف يكون بالنسبة للطفل مفرحاً أو محرجاً، إذا لم تكن متأكداً، فمن الأفضل عدم نشر الصورة.
من خلال تغيير الإعدادات في الشبكات الاجتماعية، لا تنشر صور طفلك علناً، بل شاركها فقط مع مجموعة صغيرة من الأقارب الموثوق بهم. يجب على الأهل التأكد من مشاركة صور أطفالهم مع أشخاص لن يقوموا بتنزيلها أو مشاركتها مع الآخرين أو استغلالها بأي طريقة أخرى، ويجب عليهم أيضاً التأكد من أن الأشخاص الذين يمكنهم الوصول إلى الصور المشتركة للأطفال لديهم أطر خصوصية قوية، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يراقبون وصول الأشخاص الآخرين إلى حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
كن حذراً جداً عند نشر صورة طفلك
كن حذراً جداً عند نشر صورة طفلك مثلاً في روضة أطفال أو معهد لغات، ألا يكون عنوان أو اسم المكان واضحاً حتى لا تعطي إشارة إلى مكان الطفل لمشاهد الصور، وهذا يمكن أن يقلل من المخاطر المحتملة، وانتبه أيضاً إلى أن بعض التطبيقات تسجل موقع الصورة تلقائياً يمكنك إزالة خيار الموقع.لا تنشر أي صور لوجه الطفل بالكامل لاستبعاد إمكانية التعرف عليه بواسطة البرنامج، هذه النصيحة خاصة لأولئك الذين قد يكونون جشعين، مثل رجال الأعمال الأثرياء أو أي شخص لديه حساسية تجاه أطفالهم.
من المهم دائماً الحصول على إذن من أطفالك قبل نشر صورة أو مقطع فيديو، ويطلب المدافعون عن حقوق الطفل من الآباء أن ينظروا إلى طفلهم كإنسان مستقل يجب أن يتعلم منذ الصغر أنه المالك الوحيد لجسده وعليه اتخاذ القرارات بشأن تصويره ونشر صورته أو إرسالها.
عندما يبلغ الطفل من العمر ويستطيع التحدث، فتستطيع أن تترك هذا الخيار له ومثلا تُطلب منه مثلا إرسال صورته إلى أجداده، ومن خلال القيام بذلك، لا تتم حماية خصوصية الطفل فحسب، بل يتم تعليمه احترام خصوصيته وخصوصية الآخرين.
ومن المهم جداً ان يُعلم للطفل بعدم التعليق على الصور والاقتباسات، وكذلك وصف إنجازاتهم والتحديات التي يواجهونها ويجب ان يدرك الأطفال هويتهم الشخصية في سن الرابعة مثلا في هذه السن المبكرة، يكونون قادرين على تكوين صداقات والتفكير ومقارنة أنفسهم بالآخرين، يمكن للوالدين الذين يشاركون المعلومات بانتظام عبر الإنترنت التحدث مع أطفالهم حول الإنترنت ويجب أن يسألوهم عما إذا كانوا يرغبون في أن يعرف الأصدقاء والعائلة ما تتم مشاركته.
فلا ننسى أن الأطفال الذين يكبرون مع شعور بالسيادة على خصوصياتهم والذين يدعمهم آباؤهم هم أكثر نجاحاً في الحياة.

البحث
الأرشيف التاريخي