الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وخمسون - ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وخمسون - ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

إشاعة الإسلاموفوبيا: استراتيجية أمريكا وتأثيرها على العالم بعد 11 سبتمبر

 

أشارت عدة تقارير دولية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية طورت سياسة محددة وثابتة لنشر الإسلاموفوبيا في العالم خلال العقدين الماضيين، بحيث تدل القوانين الموضوعة في هذا البلد والسياسات الثابتة للحكومات الأمريكية المتعاقبة تجاه المسلمين والدول الإسلامية، على اعتبار الإسلاموفوبيا محور السياسة الأمريكية الرئيسي في الحاضر والمستقبل. ومع مراجعة انتشار الإسلاموفوبيا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، يتضح أن المسلمين كانوا أكبر ضحايا تلك الأحداث، إذ إن إجراءات أمريكا بحجة تلك الحادثة من أجل غزو منطقة غرب آسيا واحتلال الدول وقتل المسلمين، إلى جانب نشر الإسلاموفوبيا في وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، منحت بعض الأنظمة الاستبدادية مثل ميانمار مبررات وتراخيص لقمع المسلمين على نطاق واسع. وكان المسلمون في أمريكا أول من عانى من الإجراءات المعادية للإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث ما زالوا هدفا للهجمات العنصرية بعد مرور 22 عاما على تلك الأحداث.
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ بكلية الحقوق في جامعة واين ستيت بولاية ميشيغان خالد علي بيضون في تصريح لوكالة أناضول أن الإسلاموفوبيا ستظل محور السياسة الأمريكية المستقبلية، لاعتبار صانعي القرار الأمريكيين المسلمين أسهل هدف يمكن التضحية به لتقدم تلك السياسات. مضيفا أن أمريكا صدرت الإسلاموفوبيا للعالم بعد أحداث 11 سبتمبر مانحة الحكومات الأخرى ترخيصا لقمع المسلمين. كما أكد نهاد عوض المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية وهي أكبر منظمة حقوق مدنية إسلامية في الولايات المتحدة، أن الإسلاموفوبيا ظهرت بشكل قبيح وعنيف جدا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. مضيفا أنه في الوقت الذي استهدفت تلك الأحداث جميع الأمريكيين، واجه المسلمون في البلاد ردود فعل وانتقاما عنيفا، حيث عوملوا كمسؤولين واتهموا بالارتباط بالإرهابيين. مؤكدا استمرار الإسلاموفوبيا في أمريكا بعد مرور عقدين.
والجدير بالذكر أن هذا المجلس وعددا آخر من المؤسسات والجمعيات الإسلامية وضعت على القائمة السوداء للمنظمات تحت المراقبة في أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث خضع أعضاء تلك الجمعيات والمؤسسات الإسلامية لتفتيش منفصل ودقيق جدا في جميع المطارات. كما واجه المسلمون في أمريكا تهديدات ومشاكل كثيرة بعد 11 سبتمبر 2001، حيث دمرت عدة مساجد في أنحاء البلاد وفقا للتقارير الرسمية. كما تشير تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى ارتفاع حاد في الهجمات العنصرية ضد المسلمين بين عامي 2000 و2001 مسجلة أعلى معدل نمو في الجرائم ضد المسلمين في التاريخ الأمريكي. ولعبت وسائل الإعلام الغربية ولا سيما الأمريكية دورا رئيسيا في نشر الإسلاموفوبيا في العالم بعد 11 سبتمبر 2001، حيث سعت إلى تصوير الدول والمسلمين كالمسؤولين عن تلك الهجمات وغيرها من التهديدات الإرهابية، تبريرا للتدخلات العسكرية الغربية في المنطقة أمام الجمهور الغربي، فضلا عن تغطية دور الحكومات الغربية في رعاية ودعم الإرهاب. ورغم الكشف عن بعض الجرائم والفضائح الأمريكية مثل التعذيب وقتل المسلمين في أبو غريب وغوانتنامو، ومجازر القوات الأمريكية للمدنيين في غرب آسيا، ما تزال أمريكا تعلن نفسها الداعم الرئيسي لحقوق الإنسان في العالم. في حين يعرف الجميع أن تدخلات أمريكا وحلفائها الغربيين العسكرية في العراق وليبيا وسوريا واليمن وأفغانستان أودت بحياة ملايين البشر ودمرت البنى التحتية الاقتصادية لتلك الدول. وهي التركة التي جلبتها الديمقراطية الكاذبة الأمريكية للدول الإسلامية في المنطقة.

البحث
الأرشيف التاريخي