تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
والأمهات والأطفال يدعمون أطفال القطاع بتظاهرات مُهيبة..
مسيرات الشعب الإيراني مستمرة دعماً لصمود غزة
في السياق شهدت العاصمة الايرانية طهران تظاهرات حاشدة بعد صلاة، الجمعة، تنديداً بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في غزة. رسالة الإحتجاجات المندّدة باستمرار جرائم العدو الصهيوني هي أنه لن نسكت ولن نصمت، وأننا سنرفع صوتنا عاليا ضد الكيان الذي يرتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني في غزة. وأكد خطيب جمعة طهران المؤقت حجة الاسلام كاظم صديقي: إن عملية "طوفان الأقصى" التي قامت بها جبهة المقاومة وطلاب مدرسة الشهيد قاسم سليماني، ضد الاحتلال الصهيوني، تعتبر أمرا مشروعا ومقبولا سواء على الساحة الدولية والرأي العام العالمي. وقال خطيب جمعة طهران المؤقت: فيما يتعلق بالهجوم غير المسبوق والمباغت الذي قام به طلاب الحاج قاسم سليماني، أتباع مدرسة هذا الرجل العظيم الذي حطم خط مقاومة الصهاينة الغاصبين والقتلة المجرمين، فإن النقطة الأولى في توضيح هذه العملية هي أن بعض المغرضين وبعض الجهلة احتجوا على سبب هجوم حماس على الصهاينة، والدعاية الكاذبة والجهل بالواقع الخارجي والجهل بأوامر القرآن الكريم، يستوجب مثل هذه الاراجيف، مشيرا الى ان المقاتلين الذين درسوا في مدرسة القرآن والثورة الإسلامية في إيران وجبهة المقاومة ونفذوا هذه العملية تدربوا لمثل هذه الأيام.
الدفاع عن المساجد هو رخصة للحرب في الإسلام
وتابع قائلا: وأضاف: النقطة التالية هي أن الدفاع عن المساجد هو رخصة للحرب في الإسلام، والمسجد الأقصى هو أحد المساجد الأربعة المقدسة ومن أشرف وأقدس الموجودات في عالم التوحيد، يعتدون على المسجد الأقصى ويدسونه، وإذا التزموا الصمت ولم يضحوا بالدماء وإذا لم يدافعون عن حرم الله، فالصهاينة سيحتلون المسجد ويهدمونه، ولذلك فإن الحفاظ على المراكز الثقافية والعبادية هو أحد رخص الحرب، وفي هذه الحادثة وغيرها الكثير، دنس الصهاينة المسجد الاقصى ومنعوا المصلين من الدخول.
وشهدت طهران وقفة تنديد أمام مكتب الامم المتحدة، واحتجاجات غاضبة في ميدان فلسطين وسط العاصمة. وحملت المسيرات لافتات كتبت عليه شعارات منددة بجرائم الاحتلال الصهيوني، وهتف المتظاهرون تنديدا بسياسة الاحتلال، وبالصمت الدولي إزاء الجرائم التي يرتكبها العدوان ضد سكان غزة العزل.
كما شهدت العديد من المدن الإيرانية احتجاجات غاضبة عقب صلاة الجمعة، تنديداً باستمرار العدوان الصهيوني على غزة.
تضامن أمهات وأطفال إيران
في السياق، اجتمع حشد كبير من الأمهات والأطفال الإيرانيين، أمس الجمعة، في طهران دعما لأطفال فلسطين، وتنديداً بجرائم الكيان الصهيوني في قصف مستشفى المعمداني في غزة. وفي أعقاب هجوم الكيان الصهيوني الغاصب على أحد المستشفيات في غزة، والذي أدى إلى استشهاد مجموعة من النساء والأطفال الأبرياء، اجتمعت أمهات وأطفال إيران في ساحة الأم في طهران للدفاع عن اطفال غزة المظلومين.
كما أعلنت المتظاهرات غضبهن واشمئزازهن مرددات شعارات "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا"، "الله أكبر"، و"صمت كل مسلم خيانة للقرآن"، و"الموت للصهاينة" ليظهرن هذا الغضب الكبير أمام العالم.
الشعب الفلسطيني ليس وحيدا
وأعلن الأطفال والأمهات الإيرانيات اللواتي حضرن الحدث أن الشعب الإيراني سيدعم ويدافع دائما عن حقوق الإنسان وحريته، وأن الشعب الفلسطيني ليس وحيدا في مكافحة الظلم.
وأعلنت المحتجات بحضورهن الكبير في المسيرة، دعمهن لأطفال وأمهات غزة، ويعتزمون إيقاظ الرأي العام العالمي ضد الجريمة الإنسانية الكبرى التي حدثت في هذه المنطقة من العالم، ويريدون أن يقولوا: إن العالم يجب أن يستيقظ على هذا الظلم الكبير وألا يبقى غير مبال، لأن الأطفال والنساء العزل في غزة في خطر.
تظاهرة أمام السفارة السويسرية
كما تجمّعت مجموعة من أهالي وطلاب طهران أمام السفارة السويسرية احتجاجا على مقتل الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين على يد الكيان الصهيوني، ودعم أمريكا العلني لهذه الجرائم. ورفع المتظاهرون لافتات مكتوبة بخط اليد، مشيرين إلى دور أمريكا في قتل الشعب الفلسطيني المظلوم، وطالبوا الشعب الأمريكي بالوقوف ضد جرائم حكامهم. وأدان الطلاب والأهالي الحاضرون في هذه المسيرة قتل الشعب الفلسطيني المظلوم مرددين الشعارات وطالبوا المجتمع الدولي بعدم الصمت أمام قتلة الأطفال من قبل الغاصب الصهيوني.
جرائم ستقضي على النظام العالمي الظالم
من جانبه، انتقد رئيس الجمهورية "آية الله السيد ابراهيم رئيسي" النظام العالمي الحالي لكونه يسمح للقوى الاستكبارية ان تلجأ الى قانون النقض "الفيتو" ضد اي اقتراح في الامم المتحدة لوقف عمليات القصف واستهداف المناطق الاهلة بالسكان والمدنيين، مؤكدا: ان المجازر والابادة الجماعية الجارية حاليا بفعل امريكا والكيان الصهيوني في قطاع غزة، ستقضى على النظام العالمي الحالي قطعا. واضاف رئيس الجمهورية: الامة الاسلامية تمرّ اليوم في ظروف قاسية جدا، حيث تشهد شعوب العالم الجرائم المروعة التي يقترفها المستكبرون وقوى الهيمنة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة.
وتابع الرئيس رئيسي: ان موجة الغضب والكراهية التي تغمر قلوب الشعوب من كافة المذاهب والعقائد، هي ناجمة عن طبيعة النظام العالمي الجائر الذي يتم فيه اضطهاد النساء والاطفال. ووجه الرئيس الايراني خطابه الى القادة الغربيين، بالقول: ما يجري اليوم في غزة حيث الجرائم المروعة التي تطال المدنيين، تكشف جانبا من الحضارة والحرية والحقوق الانسانية التي يروج لها الغرب، لكنها تؤلم قلب اي انسان وجميع الشعوب لتحمل الغيظ والكراهية من امريكا والكيان الصهيوني.
ايران تتطلّع لوقف جرائم الحرب في غزة
من جهته، أكد وزير الخارجية حسين أميرعبداللهيان، قبيل مغادرة السعودية باتجاه طهران، أمس الأول، وفي معرض الإشارة إلى الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الذي عقد الأربعاء بمدينة جدة، أن الظروف الراهنة في المنطقة باتت بمثابة برميل ممتلئ بالبارود، والذي يكاد أن ينفجر وتخرج الأمور عن السيطرة في كل لحظة، وقال: إن طهران تتطلع إلى إنهاء جرائم الحرب ضد أهالي غزة فورا. وأوضح أميرعبداللهيان أن جميع وزراء الخارجية المشاركين طالبوا بوقف جرائم حرب الكيان الصهيوني ضد سكان قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية المحتلة.
وأضاف: إن الجميع أكدّوا على النشطاء السياسيين بأن لا يتخذوا جانب الصمت إزاء المجازر بحق المدنيين والنساء والأطفال، بل يتعيّن عليهم أن يُقدموا على خطوات عملية لإنهاء هذه الأزمة. كما تطرق وزير الخارجية الإيرانية إلى مباحثاته الثنائية مع نظرائه لدى بعض الدول الأعضاء، وصرح أنه شاهد انتقادات شديدة على أداء الرئيس الأميركي جو بايدن، لكونه أعلن وهو في طريقه إلى المنطقة، أنه يدعم الطرف الصهيوني المعتدي رغم قصفه مشفى في غزة راح ضحيته المئات من المدنيين إلى جانب أفراد من الطواقم الطبية والمرضى. وأكمل قائلا: إن مجيء الولايات المتحدة بكافة الإمكانات الإعلامية الداعمة لحكومة نتنياهو إلى المنطقة، لتوجيه أصابع الاتهام في مجزرة المشفى المعمداني إلى المقاومة الفلسطينية، ليست إلا محاولة فاشلة لن يصدقها أحد، وأمريكا بهذه المساعي عاجزة عن تبييض صورة نتنياهو الإجرامية على الإطلاق.
ضرورة وقف جرائم الاحتلال في غزة
في السياق، شدّد وزير الخارجية "حسين أمير عبداللهيان"، في اتصال مع نظيره الجزائري، على ضرورة تعزيز المشاورات الدبلوماسية بين الدول الإسلامية من أجل وقف جرائم الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين وسكان غزة.
وأجرى أميرعبد اللهيان، الخميس، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الجزائري "أحمد عطاف"، تناول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية الأخيرة، لا سيما الوضع الإنساني في قطاع غزة والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المظلوم. وفي هذا الاتصال الهاتفي، أكد أمير عبداللهيان أن الأولوية العاجلة في الوضع الحالي هي وقف جرائم الكيان الصهيوني ضد المدنيين وإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
السلاح الامريكي سيعقّد الاوضاع
من جهته، صرح رئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري، في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع التركي ياشار غولر، ان إرسال اميركا الأسلحة والذخائر إلى الكيان الصهيوني سيؤدي إلى تعقيد الاوضاع في غزة. وأشار اللواء محمد باقري، الى إجراءات الكيان الصهيوني الأخيرة في تكثيف الضغوط والعدوان على الشعب الفلسطيني وتدنيس المسجد الأقصىي، وقال: يجب اتخاذ إجراءات جدية لمنع استمرار جرائم الكيان الصهيوني في هجماته الوحشية على المدنيين في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم، بما في ذلك الغذاء والدواء. كما اعتبر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية الدعم الاميركي الواسع، بما في ذلك توفير الأسلحة الثقيلة والذخائر للكيان الصهيوني، بمثابة مشاركة الحكومة الأميركية في جرائم الكيان الصهيوني، واصفا ذلك بانه عامل في تعقيد الاوضاع في غزة وحذر من عواقبه. وقال اللواء باقري: ان إرسال الاسلحة والذخائر الحربية الى الكيان الصهيوني سيعقد الاوضاع.
نقل الأسلحة الأمريكية إلى الأراضي المحتلة
كما اكد رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية خلال مباحثات هاتفية منفصلة، مع وزير الدفاع الروسي الفريق "سيرغي شويغو" ونظيره القطري خالد بن محمد العطیة؛ أنه على دول العالم بان تنمع نقل الاسلحة والاعتدة العسكرية من القواعد الامريكية في المنطقة الى الاراضي المحتلة الفلسطينية. وفي اتصال مع وزير الدفاع الروسي، اعتبر رئيس الاركان الايرانية، ان ما تقوم به فصائل المقاومة الفلسطينية يأتي في اطار نضالهم المشروع لمواجهة الاحتلال وناجم عن القمع والظلم والمجازر التي مارسها كيان العدو طوال اكثر من 70 عاما في حق الشعب الفلسطيني، لاسيما التصعيد الاجرامي الاخير ضد المسجد الاقصى وتدنيس مقدسات المسلمين داخل الاراضي المحتلة.
واضاف: نحن قلقون جدا بشان استمرار الازمة الكبيرة والمجازر الوحشية التي تطال المدنيين العزل؛ مؤكدا بان هذه الممارسات الإجرامية لاتطاق وبما يلزم على الدول المستقلة ان ترد بشكل حازم عليها. وحذر "اللواء باقري" في هذا الاتصال، بشأن تداوم المجازر الصهيونية بدعم مباشر لبعض الدول، من انه سيزيد الوضع تعقيدا ومن شانه ان يؤدي الى تدخل لاعبين اخرين في هذه المعركة.
حماس والجهاد تثمنان دعم المرجعية
الى ذلك، أقيم حفل إحياء ذكرى شهداء غزة وإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم من قبل المرجع الديني آية الله حسين نوري همداني في مدينة قم المقدسة، حيث أعرب ممثلا حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين عن تقديرهما لدعم سماحته للشعب الفلسطيني ومقاومته. وحضر هذا الحفل، العديد من العلماء ورجال الدين في مكتب المرجع الديني آية الله العظمى حسين نوري همداني في مدينة قم المقدسة. وحضر الحفل خالد القدومي ممثل حركة حماس، وناصر أبو شريف ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وثمنا دعم المرجع آية الله حسين نوري همداني لجبهة المقاومة والشعب الفلسطيني. وأكد حجة الإسلام مجتبى ذوالنوري نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، أن عملية طوفان الأقصى وجها ضربة قوية وغير مسبوقة للكيان الصهيوني وقال: إن سلوك هذا الكيان اليوم يعود لعجزه وفشله.