عضو في المكتب السياسي لحركة حماس للوفاق:
طوفان الأقصى مسار جديد وإنحدار كفة العدو
مختار حداد
حول آخر التطورات في غزة وقيام العدو الصهيوني بمجازر في القطاع بحق الشعب الفلسطيني وعملية طوفان الأقصى التي حققت خلالها المقاومة انتصار كبيراً في مواجهة الاحتلال الصهيوني،إلتقت صحيفة الوفاق عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين-حماس،حسام بدران،وفيما يلي نص الحوار:
كيف تقيمون أهمية هذا الانتصار العظيم الذي حققته المقاومة؟
هذا الانتصار المبارك ليس انتصارًا عسكريًا نوعيًا في تاريخ الصراع مع العدو فحسب، بل هو تأسيس لمرحلة كبرى في صراعنا الطويل والممتد مع الاحتلال، تنتقل فيه المبادرة للشعب الفلسطيني، ويؤسس لمسار جديد عنوانه انحدار الكفة الاستراتيجية للعدو.
برأيكم ما هو الذي حدث خلال هذه الأعوام الذي أدى إلى هذه المفاجأة الكبرى للعدو الصهيوني؟
لقد بذلت كتائب القسام جهدًا مضنيًا خلال السنوات السابقة، وفق استراتيجية جهادية وقتالية فعالة، تركز على تطوير القدرات الدفاعية، ومراكمة القوة العسكرية، تمهيدًا لامتلاك المبادرة الهجومية. فخلال السنوات السابقة جرى تطوير البنية العسكرية تنظيميًا ونوعيًا، وبناء الخطط والاستفادة من كل جولات القتال مع العدو لدراسة نقاط ضعفه وقوته، مما راكم لدى المجاهدين معرفة كاملة بالعدو وجيشه، وتحديد أنسب الوسائل والأوقات والخطط لمفاجئته والحاق هزيمة عسكرية متكاملة في جيشه.
كيف تنظرون اليوم الى صمود المقاومة الباسلة و كيف سيكون مستقبل هذه العملية المظفرة؟
يراهن العدو على استراتيجيته الانتقامية، وقدرتها على تركيع المقاومة الفلسطينية وإخضاع مجتمعها، لزرع الفرقة بين المقاومة وحاضنتها الاجتماعية، لكن المجتمع الفلسطيني يقاتل منذ أكثر من ٧٠ عامًا، ولديه الخبرة الكافية في الصراعات الطويلة، وبمقدوره ليس التعايش معها فحسب، بل تحويل كل تهديد لفرصة ومباغتة ضد الاحتلال. إن مستقبل هذه المعركة كما هي بدايتها، نصر المقاومة وإساءة وجه العدو.
نرى تخبط نتنياهو و قادة كيانه الهش،كيف تقيمون وضع العدو و هذا الفشل الكبير للكيان الصهيوني و وضعه الداخلي و أزماته المستمرة؟
لم يستطع العدو حتى اللحظة التعافي من لحظة الصدمة المدوية، فما زالت آثار أصابع المقاومة على وجهه وجبهته، ويدرك العدو تمامًا بأن كتائب القسام عندما اتخذت هذا القرار الاستراتيجي والضخم، تدرك هشاشة بنيته الاجتماعية والسياسية، وحجم المأزق الذي يعيشه الكيان في السنوات الأخيرة، ورغم محاولة الكيان تحويل هذه الضربة الضخمة لأداة حشد لمجتمعه وشعبه، لكنه قريبًا وعندما يتخذ قرار الانتحار الذاتي في حربه البرية، سيدرك يقينًا بأن هجوم ٧ أكتوبر كان أقل مفاجئات الكتائب خلال هذه المعركة.
اذا قام العدو الصهيوني باجتياح بري كيف سيكون رد المقاومة؟
جواب هذا السؤال لأهل الميدان، والذين ما تركوا جهدًا ولا وقتًا إلا وبذلوه لبناء منظومة دفاعية متماسكة ومبادرة، وإن الذي استطاع هزيمة العدو في أكثر مواقعه تحصينًا، سيكون أقدر على هزيمته في أرضه التي يعرفها ويحفظ كل متر فيها.
لماذا يقوم العدو الصهيوني بهذه المجازر في غزة؟ هل هذا الإجراء يأتي لتغطية هزيمته النكراء؟ وكيف تنظرون الى سياسته لتهجير أبناء القطاع؟
العدو يحاول ما يسميه "استعادة صورة الردع"، بعدما بعثره أبناء القسام في غلاف غزة. هذا الردع الذي يحاول بناءه وترميمه على أجساد المدنيين وأشلائهم لن ينجح في ردع أي مقاتل ومجاهد في غزة، وسياسة الردع مع الشعب الفلسطيني ثبت فشلها كل مرة. ولذا ولإدراكه بفشل سياسة الردع، يريد ابتكار نظرية إبادة جديدة، تقوم على اخراج وتهجير سكان القطاع، والضغط على المجتمع بهذه الخطوات، وهو لا يدرك بأننا لن نهجر مرتين في بلادنا، وأن الهجرة القادمة ستكون باتجاه بلادنا.
تحدثت المقاومة عن التنسيق بين المحور المقاومة ونرى ردود من جانب المقاومة الإسلامية في لبنان ردا على الاعتداءات الصهيونية، ما هو مستوى هذا التنسيق و أهمية هذه الرسالة؟
هذه معركة مختلفة تماما عن كل المعارك السابقة، التي خاضتها المقاومة ضد الاحتلال، وكل الأطراف تعرف جيدا ما هو المطلوب في هذه المرحلة وليس الاعلام هو مكان الحديث عن التفاصيل العملياتية.
كيف تنظرون الى تحركات الاستكبار الامريكي وتهديداتها؟
أمريكا هي راعية هذا الكيان، وهي التي أمدته بكل سبل البقاء، ولا يمكن تخيل بقاء ووجود هذا الاحتلال بدون أمريكا واستكبارها. ولذا هذه التحركات والتي تحاول ردع قوى أمتنا وقاومتها لن تنجح، ورسالتنا لأمريكا بأن استثماركم في الكيان هو استثمار خاسر، وستتحول هذه الدولة لعبئ كبير عليكم بمرور الأيام.
رسالة للأمة الاسلامية و محور المقاومة..
ج-حماس ركن ركين من عموم هذه الأمة العظيمة، التي واجهت وعلى مدار القرون حملات وحروب بالجملة، وخرجت منها جميعًا منتصرة ومظفرة، ولذا فإننا نطالب أمتنا بجعل لحظة الانتصار الكبير في ٧ أكتوبر لحظة انطلاق وبعث حضاري تمتلك فيه زمام المبادرة. وأما محور المقاومة، فانه يدرك يقينًا أهمية هذه اللحظة الفارقة في الصراع مع العدو، وكونها الفرصة التاريخية لإلحاق هزيمة استراتيجية في مشروعه.