تضم ابنية تعود الى صدر الاسلام؛
مدينة تون التأريخية بمحافظة خراسان الجنوبية
الوفاق/ مدينة تون التأريخية، البالغة مساحتها نحو 90 هكتارا، تقع جنوب غرب مدينة فردوس بمحافظة خراسان الجنوبية، وتحتوي على ابنية تأريخية من صدر الاسلام الى فترة الحكم القاجاري، وبصفتها من مدن بداية الفترة الاسلامية في خراسان، لعبت كأكبر المدن الحكومية دوراً مهماً في اقتصاد المنطقة.
ويسميها اهاليها (المدينة القديمة)، وكان اسمها قد تغير الى (فردوس) العام 1929م.وقد ادرجت في العام 1999م في قائمة الآثار الوطنية الايرانية.
ويبلغ ارتفاع مدينة فردوس 1275 مترا عن سطح البحر، وتبعد مسافة 340 كيلومترا عن مشهد و200 كيلومتر عن مدينة بيرجند عاصمة محافظة خراسان الجنوبية. وتقع على هامش المناطق الملحية، وتعتبر منذ القدم واحدة من حلقات الوصل المهمة بين شرق وغرب ايران.
وتفيد الادلة التأريخية على ان مدينة تون كان لها في الازمنة البعيدة اهمية ومكانة تأريخية وتعداد سكاني كبير، وخاصة في فترة صعود قوة الاسماعيلية بل وحتى بعد ذلك، وكانت تعود لأقليم قهستان، وهي ومدينة قاين كانتا من المدن المهمة في هذا الاقليم.
وفي الفترات الزمنية الاخيرة، عندما فقدت أهميتها السابقة جرى دمجها ومدينة طبس في منطقة واحدة واصبحت تسمى (تون وطبس) بدلا من (تون وقاين).
ويبدو ان اول وأقدم كتاب وصف تون كمدينة في ناحية الصحراء هو كتاب (اشكال العالم للجيهاني) في نصف القرن الرابع للهجرة، حيث عدد هذا الكتاب النواحي البرية والصحراوية، قائلا، من الاماكن على جانب هذه البرية.. من جانب خراسان، قهستان وتون وطبس وكريت وقاين.
من بين الآثار المتبقية في مدينة المتبقية في مدينة تون والتي صنعتها ايدي البشر في مختلف الفترات التأريخية، ويمكن ذكر مدرسة عليا العلمية من الفترة الصفوية، مسجد تون الجامع أو المسجد الجامع القديم من الحقبة السلجوقية، مسجد وخزان ماء وحمام كوشك، حيث يعود المسجد لبداية الفترة الاسلامية والحمام لايام الحكم التيموري، حما فيروز الذي بني في العهد الصفوي، حوض ومستودع ومسجد سيدي من الفترة الصفوية، حمامي جانبار وسردشت من الفترة الصفوية ايضا، وكلها مدرجة في قائمة الآثار الوطنية.
وقد اشار اليها المقدسي في كتاب (أحسن التقاسيم)، قائلا: مدينة عامرة وكثيرة السكان، يعمل اهاليها بالحياكة والصناعات اليدوية، وفيها علماء كبار. وتحتوي على قلعة، وفي وسطها المسجد.
كما وصفها ناصر خسرو في مذكرات اسفاره (444هـ.ق)، مدينة تون كانت في السابق كبرة. لكن عندما شاهدتها كان معضمها متهدم. وتحتوي على مياه جارية وقناة. وعلى قسمها الشرقي كانت توجد الكثير من البساتين المحاطة بجدران متينة. وقيل انه كان فيها 400 مصنع لحياكة السجاد، وكانت مليئة باشجار الفستق.
يذكر ان مدينة تون اصابها قدر كبير من الخراب في الزلزال عام 1968م، حيث تهدمت جميع ابنيتها عدا بعض الابنية القديمة. وبعد الزلزال، انتقلت هذه المدينة من موقعها السابق الى موقع جديد مجاور.