الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وخمسون - ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وخمسون - ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

بمناسبة يومه العالمي

الفقر.. تأثيرات سلبية خطيرة على الأجيال الصاعدة

الوفاق/ وكالات - يُحتفل باليوم العالمي للقضاء على الفقر كل عام في 17 أكتوبر في جميع أنحاء العالم.نظرا لعيش ملايين الناس في الكرة الارضية بفقر حاد. ولا يقتصر الفقر على المشاكل المالية والاقتصادية فحسب، بل إن عوامل وطرق أخرى تتدخل في ذلك منها ضعف القدرات الأساسية للعيش، إلى جانب الدخل غير المناسب.
إن الأشخاص الذين يقضون أيامهم في الفقر، يتعرضون لجميع أنواع الحرمان، وبذلك يفشلون في معرفة احتياجاتهم وحقوقهم بشكل صحيح ولا يستطيعون إيقاف عملية اقتحام الفقر المستمر لحياتهم.
وقد تم اختيار شعار اليوم العالمي للقضاء على الفقر لعام 2019 ليتمكن العالم من تقديم المساعدة للأطفال وأسرهم ومجتمعاتهم، بهدف القضاء على الفقر، فمن المهم أن نتذكر بعض هذه الحقوق، مثل الحقوق الاجتماعية والسياسية والمدنية والاقتصادية والثقافية لكل فرد بغض النظر عن عرقه أو دينه أو قدراته، ويسلط الضوء على قضية فقر الأطفال.
تمثل اتفاقية حقوق الطفل، بطريقة ما، حقوق جميع الأطفال في التمتع بمستوى مرغوب فيه من النمو البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي ويمنع الفقر النمو الحقيقي للأطفال وتطورهم، وفي المستقبل وفي مرحلة البلوغ، سوف يتسبب في انخفاض دخلهم وحالتهم الصحية.
عندما يتم الاعتراف بالفقر باعتباره انتهاكاً لحقوق الأطفال، يقع على عاتق المسؤولين والوكلاء واجب قانوني يتمثل في تعزيز حقوق الأطفال ودعمها وإعمالها. كما أنه من المهم جداً إيلاء اهتمام خاص للتمييز الذي تتعرض له الفتيات في مرحلة الطفولة، للتعرف على أشكال التمييز وتسليط الضوء عليها، ومن خلال التذكير المتكرر بحقوق الطفل واستعراض مختلف الشعارات والفعاليات التي تهتم بتحرير الأطفال من الفقر، فقد حان الوقت للوفاء بالالتزامات اللازمة لضمان صحة طفولة الأطفال ومستقبلهم الصحي في مرحلة البلوغ، بحيث يتزايد عدد الأطفال ولكي تنخفض الأسر التي تعاني من الفقر تدريجياً.
تأثيرات الفقر خطيرة تعدت ما دونها
قد تعاني المجتمعات من الفقر؛ وذلك لتأثيراته الاقتصادية أو الاجتماعية، وغيرها من التأثيرات، إلا أن هناك تأثيرات خطيرة للفقر قد تعدت ما دونها من تأثيرات؛ حيث يعود خطرها على مستقبل المجتمع الذي يعاني من الفقر، ألا وهو تأثير الفقر على الأطفال الذين يتربون في أحضان الفقر، فإن الفقر - وبلا شك - يعد أحد أهم العوامل التي لها تأثيراتها الكبيرة والخطيرة على حياة الأطفال، ليست فقط فيما يخص قلة المال؛ وإنما تعدى ذلك إلى تأثيرات سلوكية ونفسية، قد تجعل الطفل الذي تغيب عنه الرقابة الأسرية من الوالدين نتيجة الفقر أيضاً، قد تجعله يتجه بشكل قوي إلى طريق غير مرغوب فيه، مليء بالفساد فيما يُعرف بعالم الجريمة، وهنا يظهر دور الدولة في توجيه هؤلاء الأطفال، فيجب ألا يركن المجتمع إلى كونه مجتمعاً فقيراً، ويترك هذه الأجيال التي تعد بناة المستقبل، فلا يتركونهم هكذا دون توعية، وإنما يكرسون كل جهودهم من أجل حماية هؤلاء الأطفال حيث أكد الكثير على ضرورة أنْ تضمن الدولة حقوق الأطفال المفروضة عليها، والتي أقلها الحق في التعليم، وتبادل المعرفة بشكل يجعل من أطفال المجتمع نواة تطوير هذا المجتمع؛ من خلال إخراج جيل متعلم قادر
على الابتكار والإبداع.
فلا شك أن الفقر له تأثيراته السلبية الخطيرة على الأجيال الصاعدة في المجتمعات النامية والفقيرة؛ فإن الفقر يؤثِّر بدرجة كبيرة في تكوين ذكاء الأطفال، ومدى قدرتهم على الابتكار والتطوير في المستقبل، فإن الفقر يعد حاجزاً أمام الأطفال وأسرهم، ولا يعطيهم فرصة حتى ينخرطوا داخل المجتمع، ويتبادلوا فيه العلم والمعرفة، فكثيراً ما نجد أطفالاً يتحلون بدرجة كبيرة من الذكاء الفطري الذي يكون في حاجة إلى تنمية وإثراء من خلال العلم، إلا أن هذا لا يحدث كثيراً، فغالبية هؤلاء الأطفال يخرجهم أسرهم من التعليم؛ لعدم قدرتهم على الإنفاق على مراحل التعليم المختلفة، فنجد هؤلاء الأطفال يركنون إلى أعمال لا تساعد على الابتكار، أو حتى تساعد على تعلم مهنة، أو حرفة بعينها. وهؤلاء الأطفال ينتهي بهم المطاف في نهاية الأمر إلى حياة مأساوية، يعانون فيها من أميتهم التي كانت سبباً في امتهانهم لأعمال ثانوية وغير مستقرة، حتى وإن كانوا أصحاب حرفة أو مهنة بعينها، ولكنهم ما زالوا أميِّين غير قادرين على الابتكار في مهنتهم هذه، مشيراً إلى ضرورة تعميم التعليم، وفرضه على الجميع، لا سيما في المراحل الأولى منه؛ لأن ذلك سيعود بالنفع على هؤلاء الأطفال في المستقبل، كما أنه سيعود بالنفع على مجتمعهم، ويساعد في تقدمه وازدهاره.
الفقر يؤثر بدرجة كبيرة في تكوين ذكاء الأطفال
وهناك العديد من الدراسات التي أكدت على أن الحالة الاقتصادية لها تأثيرها الواضح على الأطفال من حيث آلية عمل المخ؛ حيث أكدت هذه الدراسات على أن هناك اختلافاً بين الأطفال المتفاوتين في الحالة الاقتصادية من حيث التوصيلات العصبية، ورسم المخ في الفص الأمامي منه، وهو الأمر الذي يفرق طفلاً عن طفل آخر من حيث عملية التركيز، مشيراً إلى أن الطفل الذي ينشأ في بيئة فقيرة عندما يريد الوصول إلى معلومةٍ ما أو عمل أمر ما، يكون في حاجة إلى مجهود أكبر من أجل بذل مزيد من السيطرة على المخ، على العكس من الأغنياء في الجانب الآخر.
وهناك تأثيرات كثيرة ومتعددة للفقر على الأطفال؛ فهناك التأثيرات السلوكية، وهناك التأثيرات النفسية، وكذلك هناك التأثيرات الاجتماعية، ولعل هذه هي أهم وأخطر التأثيرات السلبية على الأطفال، والناجمة عن الفقر؛ فإن ما يترتب على الفقر داخل الأسرة الفقيرة لا يمكن إجماله فقط في قلة المال، والتغذية السيئة، والمسكن غير الصالح للعيش، فكلها أمور خطيرة، إلا أن الأخطر منها يتمثل في نشأة الطفل في بيئة مؤججة بالسلوكيات الخاطئة، والتربية النفسية غير الصحيحة، وشبه انعدام الوعي والرقابة الأسرية بشكلها الصحيح التي يجب أن نراها داخل الأسرة.
المشكلات النفسية والسلوكية للفقر
وهذا كله يجعل هؤلاء الأطفال في مواقف صعبة، ويجعلهم يواجهون تحديات هم أصغر منها تمر عليهم، وتذهب تاركةً آثارَها السلبية عليهم، الأمر الذي يضعهم وجهاً لوجه أمام المشكلات النفسية والسلوكية، التي تؤثر عليهم سلباً في المستقبل الذي يُعَدُّون هم اللبنة الأولى لبنائه، ومن ثم يتجهون إلى أشكال مختلفة من الانحراف والجريمة، مشيراً إلى أن الدول الفقيرة دائماً ما تكون مليئة بالأحياء التي ينتشر فيها الرذائل، والجريمة، والانحراف، فهذه الأحياء ينشأ بها الأطفال الصغار الذين يقعون فريسة الفقر، الأمر الذي يجعلهم يقلدون غيرهم من الكبار، ويختلطون معهم فيما يقومون به من أمور مرفوضة، تجعل الطفل يأخذها سبيلاً له في المستقبل، بدلاً من أن يسلك طريقاً صحيحاً ينفع به نفسه ومجتمعه.
ولا شك أن أخطر وأهم مرحلة يمر بها الإنسان في حياته هي مرحلة الطفولة، التي يتشكل بها سلوك الطفل ويتربى عليها، سواء كانت سلوكيات سلبية أو إيجابية، فهي في النهاية سلوك تربى عليه الطفل، وسيظل منتهجاً له طيلة حياته، مشيراً إلى أن هذا يعد دافعاً قويّاً وكافيّاً، يجعل الاهتمام بالنشء أمراً في غاية الأهمية؛ باعتبارهم حَمَلة المستقبل ونواته، ومن ثم يجب انتشال هؤلاء الأطفال، والعمل على تلبية كافة المتطلبات التي تساعد على نشأتهم بطريقة صحيحة، سواء كانت من الناحية البدنية، أو العقلية، أو النفسية، أو المعرفية.

 

البحث
الأرشيف التاريخي