وعدد الشهداء يتجاوز 2450
الاحتلال يبيد عائلات بكاملها في غزة.. وخشية من كارثة صحية
لليوم التاسع على التوالي، يستمرّ الاحتلال الإسرائيلي في شنّ غاراته على قطاع غزة، فيما أفادت وسائل إعلام، صباح الأحد، بأنّ حصيلة الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة ترتفع بوتيرة عالية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، ارتفاع أعداد الفلسطينيين الذين ارتقوا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 2450 شهيد، فيما وصل عدد الجرحى إلى 9042 معظمهم من النساء والأطفال.
أعلى عدد من الشهداء في 24 ساعة
وأكّدت وسائل الإعلام أنّ الـ24 ساعة الماضية سجلت أعلى عدد من الشهداء تجاوز الـ 300، فيما لا تزال الغارات الإسرائيلية متواصلة على غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إنّ ما قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال 8 أيام من عدوانها الوحشي تجاوز ما قتلته في 51 يوماً خلال حرب 2014، ما يؤكد أن ما ترتكبه من جرائم بحق شعبنا "ترقى للتطهير العرقي".
وذكرت وسائل إعلام أنّ عشرات العائلات في غزة أبيدت بكاملها نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحةً أنّ الاحتلال الاسرائيلي يواصل عمليات القتل الجماعي لمئات الفلسطينيين يومياً في غزة.
وأشارت إلى ارتفاع عدد الشهداء في قصف منزل آل زنون فجراً في حي الجنينة في رفح إلى 7، مؤكّداً أنّ عائلة آل زنون استشهدت بكاملها باستثناء ابنة واحدة بقيت على قيد الحياة.
كذلك، أوضحت أنّ الاحتلال استهدف منزل حاتم زيدان بدير البلح في منطقة وادي الشيخ داوود وسط قطاع غزة على ساكنيه في القصف الأخير، مؤكّداً أنّه جرى انتشال جثامين 4 شهداء من المنزل.وفي السياق نفسه، جرى استهداف عدّة شقق سكنية في برج مرتجى محيط ملعب فلسطين غرب مدينة غزة.
وأفادت بوصول المزيد من الشهداء الى المستشفيات بينهم أطفال من جراء العدوان على دير البلح والزوايدة وسط مدينة غزة. ولم يكتفِ الاحتلال بذلك بل استهدف محيط مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح، ونتيجة هذا القصف وصل المزيد من الشهداء والجرحى إلى المستشفى.
فيما، سجلت وزارة الداخلية في غزة ارتقاء 15 شهيداً وعدد من المصابين باستهداف طائرات الاحتلال لمنزلين شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأنّ شهيد و5 إصابات وصولوا إلى المستشفى الأندونيسي بعد قصف الاحتلال عدّة منازل في منطقة التوام شمال قطاع غزة.
والجدير ذكره أنّ هناك أطفالاً مجهولي الهوية يقبعون في المستشفيات استُشهدوا، وأطفالاً آخرين أُبيدت عائلاتهم بأكملها.
كارثة صحية
وحذّر نقيب الممرضين ومشرف تمريض مستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزة، خليل الدقران، الأحد، من توقّف المستشفيات نتيجة نقص كميات الوقود ما يؤشر على كارثة صحية في قطاع غزّة.
وأوضح الدقران أنّ "كميات الوقود المتوفرة في مستشفيات غزة تكفي لساعاتٍ محدودة"، مشيراً إلى أنّ كل قطاع غزة يتعرّض لقصفِ قوات الاحتلال وأعداد الشهداء والجرحى تفوق قُدرات المستشفيات.
وطالب الدقران المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لفتح ممراتٍ إنسانية لنقل الحالات الحرجة ووصول الإعانات.كذلك، أكّد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، أنّ توقف خدمات الأونروا وإخلاء مراكزها يحرم 70% من سكان منطقتي غزة وشمال غزة يحرمون من الخدمات الصحية.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أنّ طواقم الإسعاف تواجه صعوبة كبيرة في إخلاء الضحايا نتيجة التدمير الهائل الذي لحق بالأحياء السكنية والطرقات داخلها.
إخلاء شمالي ووسط غزة مستحيل التنفيذ
وفي السياق، أكّدت منظمة العفو الدولية، أنّ طلب "جيش" الاحتلال إجلاء سكان شمالي القطاع ومدينة غزة "مستحيل التنفيذ".
وأضافت أنّ قرار "الجيش" "ليس تحذيراً، وقد يرقى لتهجير قسري، وهو انتهاك للقانون الدولي".
وعلى الرغم من إطلاق الاحتلال التهديدات بشكلٍ مكثّف، لإجلاء مناطق شمالي وادي غزة، أي محافظتي الشمال وغزة، إلّا أنّ سكان المدن المعنية ما يزالون صامدين في بيوتهم.بدورها، شجبت منظمة أطباء بلا حدود، الدعوة إلى الإخلاء، قائلة إنها "تشجب من دون أيّ لبس هذا العمل، وسفك الدماء المستمر والعشوائي والهجمات على الرعاية الصحية في غزة"، ولفتت إلى أنّ عملية الإخلاء "معقّدة".
استهداف حشود عسكرية إسرائيلية
بدورها أعلنت كتائب القسام، الأحد، استهداف حشود عسكرية إسرائيلية شرق مستوطنة "مفلاسيم" في غلاف قطاع غزة برشقة صاروخية.
واستهدفت الكتائب أيضاً حشداً لقوات الاحتلال قرب مستوطنتي "مفتاحيم" و"رعيم"، بالإضافة إلى استهداف مستوطنة "سديروت" برشقة صاروخية.بالتوازي، أعلنت الكتائب قصف "تل أبيب"، وذلك رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة.
وأعلنت كتائب القسام استهداف جنود العدو ومواقعه العسكرية بالطائرات الانتحارية خلال المعركة.
وسلّطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على "حجم الكارثة" التي ضربت المستوطنات الإسرائيلية المحيطة في قطاع غزة، من جرّاء استهداف المقاومة الفلسطينية لها منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" السبت الفائت.
في غضون ذلك، قال الناطق باسم "الجيش" الإسرائيلي، في مقابلة مع قناة "CNN" الأميركية، إنّ "التقدير هو أنّ الأسرى الإسرائيليين محتجزين في أنفاق في غزة".
كذلك، تطرّق إلى العملية البرية المخططة للقوات الإسرائيلية داخل أراضي قطاع غزة، وقال: "نحن نعلم أنّ أي عملية برية في غزة ستكون معقدة بسبب الأنفاق".
بدورها، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، بتأجيل الاحتلال الإسرائيلي اجتياحه البري لقطاع غزة "بسبب الظروف الجوية".
في غضون ذلك، ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أنّ المستشفيات الإسرائيلية تضم 377 جريحاً إسرائيلياً، بينهم 99 حالتهم شديدة.
من جهتها، أفادت "القناة 13" بوصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1300، و3400 جريح و126 أسير على الأقل.
شهيد كل 5 دقائق نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل
بدورها قالت وزارة الصحة في غزة إن شهيدا واحدا يسقط كل 5 دقائق في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وأكد المتحدث باسم الوزارة أن خطوات الاحتلال التصعيدية في غزة هي حكم بالإعدام على سكانها، مشيرا إلى أن المنظومة الصحية في القطاع "هشة للغاية وتفتقر للمقومات الدوائية".وأضاف أن الاحتلال يدرك أن المنظومة الصحية في غزة غير قادرة على التعامل مع تداعيات القصف، وأنها "تلفظ أنفاسها الأخيرة في ظل المجازر الإسرائيلية".
سكان غزة يرفضون تهديدات الاحتلال
في المقابل لم ينجح قصف الاحتلال الإسرائيلي والأوامر التي وجهها إلى سكان قطاع غزة بالتوجه إلى جنوب القطاع، إذ رفض أهالي غزة الخروج من مناطق سكناهم رغم القصف والتدمير وأصروا على البقاء فيها.
ويدرك عديد من الفلسطينيين أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد، وأن المقصود هو تهجيرهم خارج بلدهم، فقد قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن" إسرائيل" تريد إخلاء قطاع غزة باتجاه صحراء سيناء المصرية، ولاحقا إخلاء الضفة الغربية من الفلسطينيين، وفق الدويري.
بدوره، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن أهل غزة متجذرون في أرضهم، متمسكون بوطنهم، ولن يخرجوا من أرضهم ولن يهاجروا، مضيفا "أقول للعدو إن الضربة الإستراتيجية التي لحقت بكم تشير إلى أن تحريرنا وعودتنا قريبة المنال، فلا هجرة من الضفة ولا من غزة، وأقول لا هجرة من غزة إلى مصر، وأحيي الأشقاء في مصر وأقول لهم إن قرارنا أن نبقى في أرضنا، وإن قراركم هو قرارنا".
ويفترش آلاف المشردين من سكان غزة ساحات المستشفيات أمام الأعداد الهائلة من الجرحى الذين تضيق بهم ممرات المستشفيات.
وفي انتهاك واضح وصريح لكل القيم الإنسانية، لم تتوقف قوات الاحتلال عن ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، لا سيّما الأطفال ممن لم يتجاوزوا سن السادسة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنّ 66% من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة هم من الأطفال والنساء.
وفي محاولة لإنقاذ أطفال القطاع، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" إلى إعلان هدنة إنسانية في غزة وممرات آمنة للوصول إلى الأطفال والأسر المحتاجة لتقديم الدعم لهم.
القدس والضفة تغذيان "طوفان الأقصى"
إلى ذلك استشهد الشاب الفلسطيني كرم أيمن دويكات (17 عاماً)، الأحد، متأثراً بإصابته برصاص قوّات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهاتٍ في بلدة بيتا، جنوبي نابلس.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله أنّ الشاب دويكات أُصيب بجروحٍ خطيرة في البطن برصاص الاحتلال الحي ليعلن لاحقاً عن استشهاده، خلال مواجهاتٍ في جبل العرمة في بلدة بيتا.
ومع استشهاد الشاب دويكات يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 56 شهيداً، و1200 جريح.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية تنفيذ حملات اعتقال هي الأعلى منذ سنوات مقارنة مع مستوى الاعتقالات، والمدة التي نفذت خلالها حملات الاعتقال، حيث اعتقل الاحتلال فجر الأحد، 65 فلسطينياً من الضفة بينهم قيادات من حركة حماس.
ووصل عدد حالات الاعتقال منذ بدء معركة "طوفان الأقصى"، إلى 470 حالة اعتقال، شملت كافّة الفئات، وتركّزت عمليات الاعتقال في محافظة الخليل التي سُجّل فيها أعلى نسبة.
وتستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي في فرض تشديداتٍ كبيرة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى المبارك، وتدقق في هوياتهم.
وكان مقاومون فلسطينيون، استهدفوا مساء السبت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص، خلال اقتحامها مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية، في تواصلٍ للتصدي للموجة المتصاعدة من اقتحامات قوات "جيش" الاحتلال والمستوطنين لمدن وقرى الضفة الغربية.
إنذار بإخلاء المستشفى الكويتي وسط مدينة رفح
إلى ذلك قال مصدر محلي إن الجيش الإسرائيلي وجه الأحد إنذارا بالإخلاء للمستشفى الكويتي وسط مدينة رفح، وإن إدارة المستشفى رفضت الأمر.
وقال مدير المستشفى الكويتي، إن "كل الموجودين في المستشفى مدنيون عزل، لن نخرج من المستشفى إلا إلى الجنة".
وأضاف "العالم كله خذلنا ولن نترك أهلنا وحدهم.. الاحتلال الإسرائيلي لا يريد إلا الإبادة الجماعية لأهل غزة".