قتل ومعاناة واعتقال وسجن وتعذيب
الأسرة الفلسطينية المستهدف الاول من قبل الاحتلال الصهيوني
الوفاق/ وكالات - منذ احتلال فلسطين، بدأ مسلسل لا يتوقف من المعاناة يحاصر الفلسطينيين جراء سياسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت الشعب الفلسطيني بكل مقدراته ومكوناته وتفاصيله اليومية، من خلال جملة من الممارسات التعسفية من قتل، وجرح، واعتقال، وتشريد وإبعاد، وإقامة جبرية، ومصادرة أراض واستيطان، وجدران، وحواجز، وبوابات، واقتحامات، وحظر تجول، وحصار والقائمة تطول.
الهويّة والأسرة
أصبح مكان السّكن ونوع الهويّة التي يحملها الفرد، وما يترتّب على ذلك من امتيازات أو معاناة مما يؤثر على قرار قبول الزّواج وتشكيل الأسرة من عدمه بين حملة الهويات المختلفة من الفلسطينيين، ناهيك عن مسألة سحب الهويات والجنسيات من الفلسطينيين والقوانين العنصرية التي تمنع جمع (لمّ) شمل العائلات، ما شكّل تقويضاً لحقّ الأسرة في الحياة الأسرية السويّة، وفرض على الزوجين اللّذين يحملان هويتين مختلفتين، الاختيار بين العيش في حالة انفصال مع حرمان أحدهما من التمتّع بنشأة الأطفال، أو العيش معاً، في حالة أن يكون أحدهما من حملة الهويّة المقدسية والآخر من الضفة الغربيّة، في القدس الشرقية مع المغامرة بكون أحدهما مقيماً بصورة غير قانونية ومحروماً من حقوقه الأساسيّة إضافة للتهديد بكونه معرضاً للترحيل إذا تبيّن أنّه يعيش هناك، أواضطرار الأسرة للعيش في الضفة الغربيّة وبذلك يصبح الطرف الذي لديه جنسية أو هويّة مقدسيّة مهدّداً بتجريده منها، وقد حُرمت من لمّ الشمل بناء على أنظمة الطوارئ، التي أقرّها الكنيست.
العنف ضدّ المرأة
رغم ارتباط سوء الوضع المعيشي بالعنف الممارس على النِّساء نتيجة ما يحمله الاحتلال الصهيوني، إلا أنّ هناك مبالغة من قبل المنظّمات والمراكز النسويّة في تعميم الصّورة السلبية عن غزّة وتضخيم لحيثياتها في وسائل الإعلام، فتُظهر وضع الأسرة والعلاقة بين أفرادها بشكل سيئ، يتمثل في العنف والتّمييز ضد المرأة والقتل على خلفية شرف العائلة، وكأنّهُ واقعُ الحالِ الثَّابت والوضعُ السَّائدُ في فلسطين عموماً، مما لا ينطبق في الحقيقة على أرض الواقع، وهو ما لا تقرّها عليه غيرها من الجمعيات والمراكز الاجتماعيّة التي تُعنى أيضاً بشؤون المرأة والأسرة.
جدير بالذِّكر أنّ غزّة لا تتوفر على ملاجئ (مراكز إيواء) لضحايا العنف، في حين بدأت مثل هذه الملاجئ تظهر في الضفة الغربيّة، مع صعوبة لجوء النِّساء والفتيات لها نظراً لطبيعة المجتمع، الذي يقوم بالتوسّط لحلّ مثل هذه المشاكل عبر رجالاته من ضباط الشرطة ووجوه العشائر، وإن كانت طبيعة بعض الحالات تقتضي العرض على المحاكم ومتابعة ضحاياها نفسياً واجتماعياً إلا أنّ هناك قصوراً في هذا الجانب، والحاجة لا تخفى إلى سنّ قوانين عادلة تتواءم مع ما يظهر في المجتمع من مشاكل بحاجة إلى حل، ومن جرائم بحاجة إلى عقاب، مع ضرورة إيجاد آليات تضمن متابعة أطرافها اجتماعياً ونفسياً، وإنشاء مراكز اجتماعيّة ذات رؤية إصلاحية تنطلق من قيم الدِّين والمجتمع.
وتكمن أهمية هذه الدِّراسة في تسليطها الضوء على جملة من أبرز ما يتهدد وحدة الأسرة الفلسطينيّة وكيانها، أياً كان محلُّ وجودها، نظراً لوقوعها في أتون صراع متشعّب طويل، في ظل تحوّلات القيم والمفاهيم وتبدّلات السياسة ومواقفها.
استهداف الطفل الفلسطيني رغم المعاهدات الدولية
ولم يكن الطفل الفلسطيني بمعزل عن هذه الإجراءات التعسفية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي؛ بل كان في مقدمة ضحاياها؛ رغم الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية التي تنص على حقوق الأطفال؛ وفي مقدمتها "اتفاقية حقوق الطفل"، التي تنادي بحق الطفل بالحياة والحرية والعيش بمستوى ملائم، والرعاية الصحية، والتعليم، والترفيه، واللعب، والأمن النفسي، والسلام.
أثر غياب المعيل على الأسرة والفقر
بلغت نسبة الأسر التي ترأسها نساء 11%، بواقع 12% في الضفة الغربيّة و9% في غزّة([26])، ما يعني جوانب مركّبة لمعاناة المرأة؛ إذ شكّل غياب الرجل، سواء أكان ذلك بالوفاة طبيعياً أو استشهاداً، أم بالانفصال أم بالاعتقال وغير ذلك من الأسباب، سبباً لمعاناة للأسرة، إذ أدّت ممارسات الاحتلال من قتل وإبعاد واعتقال وسجن إلى ازدياد عدد الأزواج والآباء الغائبين… وأصبح الأطفال والأبناء والزوجات يتعرّضون يومياً إلى مشاهدة الجنود يدخلون بيوتهم، ويعتدون بالضرب والإهانات والإذلال على رمز السلطة في العائلة ومن يقومون بحمايتها.
واضطرّت المرأة في حالات الاعتقال إلى دوامة من الإجراءات القضائيّة وتعيين المحامين ودفع الأجور الضريبيّة، مع المعاناة النّفسية والجسديّة جرّاء تراكم المسؤوليّات ودوّامة موضوع الزيارة والانتظار، وغيرها من الإجراءات، إضافة لتولّيها مسؤولية المنزل والأسرة وتلبية احتياجاتها، وربما البحث عن عمل إن لم تكن تعمل، ما تسبّب في عجزها عن سدّ الحاجات الأساسية، وبلوغ الأسرة خطّ الفقر.
هدم البيوت والمنشآت والاستيلاء عليها وتبعاته على الأسرة
للاحتلال تاريخٌ معروف بالهدمِ والتّدمير والاستيلاء على أملاك الغير منذ زمن النّكبة، وهو مستمرٌ في سياسته هذه حتى اليوم، أما أبرز حجج الهدم فالبناء غير المرخّص، أو وقوعه في منطقةٍ تهدِّدُ أمن الاحتلال، أو أن يكون الهدم عقاباً لأسرة وأقرباء من قيل بأنّهم ألحقوا الأذى أو حاولوا إلحاقه بالإسرائيليّين، وذلك لردعِ غيرِهم ممن قد يفكِّرون بذلك، خوفاً على عائلاتهم، ويتمُّ الهدم دون محاكمةٍ ودون الحاجةِ إلى إظهار أدلّة.
إضافةً لاستيلاءِ الجماعاتِ الاستيطانية على منازل الفلسطينيين في القدس الشرقيّة وطردِ أصحابها منها تحت حماية قوات الاحتلال.
وتؤثرُ هذه السياسة بشكلٍ كبير على أصحابِ هذه البيوت ونفسيَّاتِهم، خاصّة المرأة والطِّفل، ويمتدّ هذا الأثر لفتراتٍ طويلة، لما يعنيه المنزل مِن أمنٍ وأمانٍ وبيئةٍ حاضنةٍ للأسرة، وتتعرضُ النِّساء للاعتداءات الوحشيّة من قبل الجنود خلال محاولتهنّ حمايةَ منازلهنّ ومنعِ هدمها، وقد يتخلّل الاعتداء استخدام الضَّرب والأسلحة.
ورغمَ أنّ هذه المنازل لا تشكّل أي خطرٍ يُذكر على الاحتلال، إلا أنه يتعّمد مفاجأة سكانها وإجبارهم على إخلائها ومن ثمَّ هدمها على ما فيها من أثاثٍ وممتلكات، وهذا يعني تشتيتهم وتهجيرهم قسرياً، ومحاولة قهرهم بإجبارهم على هدمها بأنفسهم.
وتضطرُّ الأسر للسُّكنى عند الأقارب أو تؤجّر سكناً مؤقتاً، وقد تضررت اقتصادياً بشكل بالغ نتيجة عملية الهدم، ما يؤدّي إلى تشويش النِّساء ويفقدهنّ القدرة على العمل دون مجالهنّ المنزلي الذي يلعب دور المُنظّم، ويغرق بعضهنّ في نوع من الحِداد، كما أنّهن يُجبرن في الكثير من الأحيان على الانتقال إلى منازل سيداتٍ أُخريات، والانتقال لدور الـ(ضيفة) التي لا تملك سيطرة على مجالها المنزلي وعلى رعاية أسرتها، إضافة للضِّيق والتّوتر نتيجة الاكتظاظ وفقدان الخصوصيّة في المسكن المؤقّت.
اعتقال النِّساء والأطفال
لا يميّز الاحتلال في سياساته القمعية، ومنها الاعتقال، بين ذكرٍ وأنثى، أو صغيرٍ وكبير، والأنثى الفلسطينيّة، أكانت أماً أو حتى قاصر، معرّضةٌ لأن يتمَّ اعتقالُها في أيِّ وقت، وتخضعُ خلاله لذاتِ الأشكال والأساليب المتبعة لاعتقال الرجل، وحتى توقيت الاعتقال، فغالباً ما تعتقل من البيت وبعد منتصف الليل.
ويحصل خلال مداهمات المخيّمات، استخدام متواصل للغاز المسيل للدموع ذي التّأثير المدمِّر على الصحّة العقليّة والبدنيّة، ما يعرّض الحوامل والأطفال والمسنِّين للخطر، إضافةً لما يحصل في عمومِ المداهمات من تخريبٍ للممتلكات واحتجاز أفرادِ الأسرة وترهيبهم، خاصّةً الأطفال، باستخدام الكلاب البوليسيّة والقنابل والأسلحة، وانتهاك خصوصيّاتِ الأسرة والنِّساء.
الآثار النّفسية والاجتماعيّة
تركَ الاحتلال خلال عمليّاته الحربيّة توقيعه العنيف على غزّة وعلى نفسيّة وأجساد أهلها، وأبنيتها ومنشآتها، ومسيرة ترميمِ طويلة للأسرة أو ما تبقّى منها، في ظلِّ ظروفٍ مأساويّة من فقدانِ المأوى أو المعيل، والمقتنيات المنزلية، والاستعاضة عنها بأدوات بدائيّة تُضاعف من معاناةِ المرأة، تماما كمعاناة أختها في الداخل الفلسطيني، وربّما شعورَها بالعجز وثقلِ المسؤولية، مع انقطاع الكهرباء وتأثير ذلك على حياتها اليومية وأداء مهامها المنزلية، ما يؤثّر على تماسكِها وقدرتِها على تقديم الدَّعم المعنويّ لزوجها وأبنائها.
فلسطين حلم القادة الشهداء
على إسمها درج الشهداء فهي الهوية وهي الإنتماء، هي القبلة والبوصلة.. الحاضرة في وجدان السيد المؤسس السيد المغيب موسى صدر والشيخ راغب حرب والسيد عباس.. هي حلم القادة الشهداء، الحاج عماد والسيد مصطفى بدر الدين واللواء الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس..
هي فلسطين.. وقدسها الأبية.. هي تاريخنا وقضيتنا وكل الجهات فلسطين.. بين ثقافة الخنوع والاستسلام والارتهان وثقافة المقاومة والمواجهة والتصدي حكايات عشق صاغتها معركة طوفان الأقصى هي معركة تتبير العدو الصهيوني، والرد على جرائم الاحتلال.
مجاهدو قطاع غزة بدأوا عملية واسعة بهدف الدفاع عن المسجد الأقصى وتحرير الأسرى وانقاما لدماء آلاف الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن القدس وفلسطين..
بينهما آهات وعذابات معتقلين ومعذبين ومهجرين وآلام جرحى.. فلسطين حكاية كل شريف يأبى الاستسلام والخضوع..
يأبى التطبيع والارتهان فنحن أمة صان تاريخها جهاد فتيةٍ أباة أحرار لم ولن يسلموا الراية.. أحرارٌ من الطراز الأول.. أبناء الجنوب والضاحية ودمشق وحلب والقلمون والقصير وغزة وبغداد وكربلاء والكاظمية والنجف.. أبناء الجزيرة العربية واليمن.. أبناء العروبة الذين رضعوا حليب الكرامة فما وهنوا وما استكانوا وما رضخوا ولن يسلمو الراية..
سلامٌ على السيد الإمام الخميني(قدس)، محقق حلم المستضعفين وناصر المظلومين ومقيم دولة الإسلام القرآني العزيز.. سلامٌ على الذين ما غاب وإن رحل فارثه ووصيته فلسطين.. لمواجهة كل صنوف الاستكبار الامبريالي والجشع الاستعماري المتوحش.. نحن ابناء ذاك الإمام وشهداؤنا عشقوه وحققوا رغبته بأن تسقط الدماء دفاعًا عن فلسطين..
نحن قوم كرامتنا تصونها الدماء، هذا ما نعلمه لابنائنا..
اما ثقافة السلام المزعوم الملغوم والاستسلام المشين المهين فهي فن وثقافة المستسلمين والخونة والعاقين..
لهؤلاء طرائقهم في الهزيمة ولنا في المقاومة والممانعة عِظة وصمود وكرامة وعزيمة..
فلسطين هي البوصلة وهي الدرب وهي البداية والنهاية وفيها سنحيي عرس النصر على انقاض كيان الجريمة والعنصرية والوحشية والاستعمار..
قدسنا اقدس أمانات الشهداء.. ولها نبذل الدم والمال والأرواح.. لن تسقط والله راية فلسطين.. الكيان الصهيوني يحتضر. هنيئاً لكم يا شهداء.