هروب الفئران القذرة مِن بيت العنكبوت
طوفان الأقصى يفجّر طوفان الفن
الوفاق/ المقاومة تصنع يوماً تاريخياً ملحمياً في هذا الهجوم المقاوم الاستراتيجي غير المسبوق ”طوفان الأقصى” والذي يذكر بنصر أكتوبر ويوم العبور الذي تتزامن ذكراه هذه الأيام، ، رداً على جرائم وعدوان الاحتلال الصهيوني من تهويد وعنصرية وإرهاب واستيطان استعماري وقتل ميداني وتنكيل بالأسرى واستباحة للأماكن المقدسة. أحدثت انتصارات المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى في الأيام الماضية إثارة لدى الجميع، وتنتشر هذه الإثارة في التيارات الثقافية والفنية في العالم، وقد صور الفنانون والشعراء شغف المقاومة الفلسطينية في أعمالهم.
كل فنان شريف ينبري إلى الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وحرية الأرض المقدسة، ابتكر عملاً بوسائله التعبيرية المختلفة، من الشعر والأدب إلى الجرافيك والرسم والموسيقى والسينما، لمساعدة المقاومة الفلسطينية ونشر شغف الحرية بين الناس. وكان ذلك من خلال خلق أعمال فنية؛ فنانون إيرانيون وأجانب ابتكروا "طوفان الأقصى"، أحدث مصممو الجرافيك والرسامون طوفان بإبداعاتهم بعد ساعات من بدء عملية "طوفان الأقصى" في فلسطين.
الملصق والكاريكاتير والرسم
تزامناً مع عملية "طوفان الأقصى" في فلسطين، نشر فنانون إيرانيون وأجانب العديد من تصاميمهم وأفكارهم على شكل ملصقات ولوحات.
من أعمال الفنانين المقاومين، يمكننا أن نذكر مسعود نجابتي، وسيد مسعود شجاعي طباطبائي، وحسن روح الأمين، ومحمد صابر شيخ رضائي، وميكائيل براتي، ومجتبي مجلسي، وغيرهم.
مسعود نجابتي، مصمم الجرافيك وفنان الخط، الذي رسم صورة للكيان الصهيوني على الجدار العازل في العام الماضي، قام بتصميم ونشر العمل التالي في نفس وقت عملية "طوفان الأقصى".
كارلوس لطوف، فنان ورسام كاريكاتير برازيلي بارز تشير أعماله إلى قضايا مثل معاداة الصهيونية ومعاداة العولمة ومعاداة الرأسمالية وغيرها، نشر عملاً لعملية "طوفان الأقصى". كما قام محمد صابر شيخ رضائي بتصميم العديد من التصاميم والملصقات الخاصة بعملية "طوفان الأقصى"، أحدها يلفت الانتباه، بحيث ينقل تصميم الكلمات انفجاراً عاصفاً للمشاهد.
وكتب محمد صابر شيخ رضائي في شرح هذا الملصق: "كيف أصبح ملصق لجذب السياح إلى فلسطين رمزا لمقاومة الشعب الفلسطيني؟"
وذكر شيخ رضائي قصة يهودي نمساوي يدعى "فرانس كراوس" فرّ من أوروبا تزامناً مع الدعاية للمنظمة الصهيونية أثناء صعود هتلر وقام بتصميم ملصقات مختلفة للجماعات الصهيونية والتي طبعتها أيضاً جمعية تنمية السياحة الفلسطينية .
وبعد قيام الكيان الصهيوني الغاصب عام 1948، أشار معظم اليهود الإسرائيليين إلى الأرض الواقعة بين الأردن والبحر الأبيض المتوسط باسم "فلسطين"، واستخدمت عبارة "زوروا فلسطين" في هذا الملصق لسنوات لجذب السياحة أو المهاجرين.
لقد عرف شكل هذا الملصق وظل رمزاً للمقاومة الفلسطينية طوال 87 عاما، ويتغير استخدامه وفقاً للأحداث المختلفة في هذه الأرض من قبل مصممين من جميع أنحاء العالم مع تفسيرات وإشارات جديدة.
كما نشر الفنان والمصمم والرسام ميكائيل براتي تصميمه بمناسبة انتصار هذه العملية.
ونشر حسن روح الأمين، الرسام الإيراني الشهير، عمله الجديد بعنوان "هروب الفئران القذرة" عبر قناته على التليجرام، والذي يشير بشكل ساخر إلى مقطع فيديو يظهر الصهاينة وهم يفرون في الصحراء.
وجمع رسام الكاريكاتير الأردني لطيف فتياني، تاريخ بدء عملية اقتحام الأقصى، 7 أكتوبر 2023، مع علامة "النصر" (ويكتوريا) بيده، في تصميم بسيط لكنه دقيق. ونشر مراسل الجزيرة في طهران هذا الرسم على حسابه في تويتر بعنوان "من يزرع الريح يحصد الطوفان".
أسامة حجاج، رسام كاريكاتير أردني آخر، أخذ الفكرة من الصورة المنشورة للفلسطينيين المنتصرين وهم يجلسون على دبابة الميركافا وأبدع عملاً يظهر فيه حركة هذه الدبابة مع العلم الفلسطيني بجانب جثث جنود الصهاينة في الأسر.
طوفان الكلمات في شعر الشعراء
كما عكس الشعراء عاطفة الطوفان التي أحدثتها المقاومة الفلسطينية في العبارات والكلمات.
- "طوفان الأقصى": رحّب عليرضا قزوة، الشاعر ورئيس مكتب الشعر والموسيقى والأناشيد في الإذاعة والتلفزيون الإيراني، بعملية "طوفان الأقصى" بقصيدة جاء فيها:
"طوفان الأقصى/ طوفان عز الدين القسام/ طوفان الحرية/ طوفان الإسلام/ غضب سليماني/ غضب أهل غزة الشجعان/ دوّى في الكون/ سمعة طوفان الأقصى/ أنظر إلى نهر المروّة الهادر/ سوف تقلع/ سوف تهب/ أساس الجبن/ أنظر، الجدران الحديدية السخيفة/ وهؤلاء الأكثر وهنا من بيت العنكبوت/ يبحثون عن الرحيل/ أنظروا، طوفان الأقصى سوف ينعش العالم/ مبارك لكم هذا الفتح والنصر العظيم/ صباح حرق الظلم مبارك لكم/ الآن العالم في الفجر الأقصى/ يضحك مع الشمس/ الغد لنا/ انهض يا طفلي/ الصباح هو رمز الليل مرة أخرى/ غدا اسم رمز الليل، "طوفان الأقصى" مرة أخرى".
- "غزة": استقبل الشاعر الإيراني "أفشين علا" المناضلين الفلسطينيين بمناسبة هذه العملية البطولية بقصيدته تحت عنوان "غزة" والتي جاء في قسم منها: "أرأيت كيف امتلأ صبر الله على مكر هؤلاء القوم؟/ بعطسة من غزة المظلومة انطفأ شر هؤلاء القوم/ سد طريق النَفَس عليهم ضيق مثل سجن/ وكأن البحر الأبيض المتوسط أنهار على بيدرهم/ تطفو في الدم فلسطين، صحراء القيامة فلسطين/ ورحل الغاصبون وبقيت مؤن هؤلاء القوم ووسائلهم..".
- "طعم النصر جاء من الانتفاضة": كتب محمود جوليدة، الشاعر الديني الإيراني قصيدة بمناسبة هجوم فصائل المقاومة الفلسطينية المسماة "طوفان الأقصى" على المناطق التي يحتلها الكيان الصهيوني، كتب قصيدة تحت عنوان " طعم النصر جاء من الانتفاضة" جاء في قسم منها:
"السلام يا حماس المضحية بنفسها/ يا فلسطين أنشدي بشوق وشغف/ جاءت نصرة من سلطان النجف/ لقد أُصبتِ يا مقاومة الهدف/ طعم النصر جاء من الإنتفاضة/ وجاءت لحظة وعد الإمام/ طوفان الأقصى سيحي العالم..".
- "طوفان الأقصى سيحي العالم": أهدى الشاعر الشيرازي قصيدته تحت عنوان "طوفان الأقصى سيحي العالم" للمناضلين الفلسطينيين، فكتب هاشم كروني قصيدة يصف فيها نضال الفلسطينيين خلال عملية "طوفان الأقصى" جاء في قسم منها:
"طوفان الأقصى سيحي العالم/ زهرة الدم سوف تحيي البركان/ أجواء الانتفاضة في قلوب الناس/ فإنه يحيي الذكرى الطيبة لصاحب الزمان(عج)/ أي شخص يحب الحاج قاسم سيفهم/ طوفان الأقصى سيحي العالم..".
- "رحلة الدمار": ونشر الشاعر حسين مؤدب قصيدة بهذا الخصوص عبر حسابه على الإنستغرام نقرأ فيها:
"وصلت رحلة الدمار! لقد وصل الموسم الأخير!/ يا له من خريف! الرعد! ما المطر! يا لها من طوفان!/ قل مع المغتصبين! هذا المنزل لديه أيضا مالك!/ قل لشداد... لقد دُمّرت حديقته!/ قل لأهل خيبر: لقد جاء جيش المصطفى(ص)!/ قل أنها لم تعد مربحة! جهود الندم!/ انظروا، لقد أُذُل الشيطان مرة أخرى/ خاتم سليماني الأحمر بيدنا!/ ولن يكون هناك من يعارض جيش حيدر(ع)/ بقوة أبو سفيان! أو بتزوير سفياني!/ يا لها من رائحة مألوفة... يوسف يأتي من هنا/ لقد جاء هذا الطوفان بالخبر... يا أهل كنعان!".
جداريات
هذا وإضافة إلى ذلك، ليلة السبت، تم أيضاً الكشف عن اللوحة الجدارية الجديدة لساحة وليعصر(عج) في طهران. يصور التصميم الجداري الجديد للنجمة السداسية رمز العلم الصهيوني كأن ضفائر الكوفية الفلسطينية تغسلها من الحائط.
التصميم الجرافيكي لجدارية "طوفان الأقصى" من إنتاج بيت مصممي الثورة الإسلامية، قام به صالح كوشكي، وجاء في شرح هذه الجدارية كلام قائد الثورة الإسلامية: "إذا نجحت فلسطين في مشهد المواجهة الشجاعة هذا الذي خلقته لنفسها اليوم، فهو نجاح للعالم الإسلامي كله".
كما تم تركيب جدارية ساحة فلسطين في طهران مع التركيز على عملية "طوفان الأقصى" بعنوان "بداية عملية الحرية الكبرى". من جهة أخرى وتزامنا مع عملية طوفان الأقصى، تم عرض فيديو خاص مع صورة العلم الفلسطيني في برج آزادي بمناسبة انتصارات المقاومة الفلسطينية.
يا لهذا الطوفان العظيم
منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، ومواقع التواصل الاجتماعي غارقة في طوفان من تعليقات المثقفين والفنانين المصريين في ما يشبه الاحتفالية الإلكترونية. الصور الواردة من العملية جعلت بعضهم يستعيد ما حدث في حرب العبور أو 6 أكتوبر عام 1973 .
منذ إعلان عملية "طوفان الأقصى" ومواقع التواصل الاجتماعي غارقة في طوفان من تعليقات المثقفين والفنانين المصريين في ما يشبه الاحتفالية الإلكترونية بما فعله الشباب من "كتائب القسام" في فلسطين ضد المحتل الصهيوني. استحضر عدد كبير من المثقفين المصريين صورة الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة (استشهدت برصاص الاحتلال في عام 2022) وهي تقول في تغريدة "بدها طول نفس... خلي المعنويات عالية" التي نشرتها في 11 أيلول 2021، أثناء الهجوم الصهيوني على قطاع غزة.
كما أدت عملية "طوفان الأقصى" أيضاً إلى استحضار آخرين صورة المجند المصري محمد صلاح، الذي تسلّل عبر الحدود في بداية حزيران (يونيو) من العام الحالي (في أثناء عمله في قوّات حرس الحدود المصري) وإثر اشتباك مع قوات إسرائيلية، قتل ثلاثة جنود إسرائيليين، كما استشهد محمد صلاح في الاشتباك.
ردود فعل الكتّاب والروائيين
الكاتبة والروائية مي التلمساني نشرت بدايةً خرائط وعلقت عليها بالإنكليزية، متوجهةً إلى متابعيها من كندا حيث تعيش لكي تعرّفهم إلى ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين. وقالت إنّ ما يحدث في غزة الآن هو نتيجة أعوام من الاحتلال والحرب والقتل الممنهج للفلسطينيين. وهاجمت التلمساني من يعدّون ما تفعله حركة حماس "إرهاباً"، متسائلة: "هل أصبح عنف دولة مستعمِرة على مدار عقود فجأة مسألة وجهة نظر؟".
أما الروائي عزت القمحاوي، فقال إن "المقاومة حق مشروع للشعوب المحتلة"، والروائي والسيناريست عبد الرحيم كمال سجّل فرحته بالعملية أكثر من مرة، وعدّ أنّ ما حدث من الفلسطينيين "في الصالح جداً ونعمة كبيرة".
وأضاف أنّها "عملية عظيمة في أيام عظيمة"، متابعاً "عاش أهالينا الفلسطينيون، وثبتهم الله ونصرهم نصراً عزيزاً". ونشر السيناريست والكاتب بلال فضل، علم كيان الاحتلال ممزقاً، وعلق عليه بأنه ظالم ليست هناك عدالة، فليس هناك سلام.
كما أن فرقة الاسراء أيضاً قامت بإنشاد نشيد "طوفان الأقصى"، ومازالت نجوم الفن تواصل دعمها للشعب الفلسطيني ضمن عملية طوفان، وتستمر عملية المؤازرة الفنية عبر وسائل التواصل الإجتماعي في كافة أنحاء العالم.