بمناسبة اليوم العالمي للاطفال
الأطفال إلى القمة
الوفاق/ الأطفال هم نعمة الحياة ورأس مال المجتمع المستقبلي، ومن أجل نموهم وتطورهم، فإن لديهم احتياجات، وبمعنى أكثر دقة، حقوقاً يجب معالجتها بشكل صحيح، ونظراً لدور الأسرة الذي لا يمكن الاستغناء عنه في نمو شخصية الطفل، ينبغي على الأسرة أولاً ومن ثم المجتمع أن تعرف هذه الحقوق جيداً وأن تعتبر نفسها ملزمة بحمايتها.
إحدى الطرق لإضفاء الشخصية لدى الأطفال هي أن يلعب الآباء معهم ولا يستغرق هذا العمل إلا القليل من وقت الوالدين، لكن له آثارا جيدة جداً على الطفل، اللعب مع الطفل وقراءة الشعر والقصص له ينمي افكاره ويقوي شخصيته .
اليوم العالمي للطفل يعتبر سبباً للدخول إلى عالم الأطفال؛و لكي ندخل هذا العالم، علينا أن ننسى علمنا وننضم إلى جهل أطفالنا.
تسمية اليوم العالمي للطفل
في عام 1946، بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا، أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة منظمة تسمى اليونيسف، والتي كانت تسمى لأول مرة «الرابطة الدولية للأطفال التابعة للأمم المتحدة» من أجل حماية الأطفال. وفي عام 1953، أصبحت اليونيسف جزءاً دائماً من الأمم المتحدة وتم تسمية يوم 8 أكتوبر باليوم العالمي للطفل.
والتميز التعليمي للأطفال والمراهقين في «الأسرة، المدرسة والمسجد» هي إحدى أولويات النظام الثقافي في البلاد وانطلاقا من ذلك فإن الشعار الاستراتيجي لليوم العالمي للطفل هذا العام في إيران، «الأطفال إلى القمة».
التوازن في المحبة هو عامل النمو والتطور للاطفال
يتحول أطفال اليوم تدريجياً إلى أشخاص مدللين وراضين عن أنفسهم بسبب الاهتمام الشديد من والديهم والازدهار النسبي. بعض الآباء يهتمون بأبنائهم اكثر مما يكون، فان كثرة الحب والدلال تضر بالطفل وتجفف جذور الأمل والحيوية والحياة فيه، فالتوازن في المحبة هو عامل النمو والتطور، فان الأمر في الدين هو الاعتدال.
الهدف من التربية الصحيحة هو أن تقرن حياة الطفل بالسعادة، وتكلّل جهوده بالنجاح. إذ الحياة على طولها تتضمن صراعاً مع المشاكل وهكذا يواجه الفرد كثيراً من المنخفضات والمنعطفات والمصائب في مختلف أدوار حياته. والوالدان القديران هما اللذان يعملان على تنشئة جسم الطفل وروحه على أحسن الأساليب بحيث يعدّه للمقاومة والثبات أمام صعوبات الحياة.
وكما أن جسم الطفل يقوى نتيجة للمراقبة الصحية، والتوازن في أكله ونومه وحركته ورياضته، ويستطيع مقاومة البرد والحر، والجوع والعطش، والمرض على أحسن وجه، فكذلك روحه فإنها تنمو قوية في ظل الصحة الروحية والتعاليم الخلقية، والتوازن بين أساليب العطف والحنان والشدة والخشونة... وبذلك يتمكن من الصمود أمام المصائب والمشاكل والإندحارات الروحية.
وبالعكس فإن الأطفال الذين يواجهون المحبة والرأفة الزائدتين، ويستسلم لهم آباؤهم وأمهاتهم بدون أي قيد أو شرط، ويستجيبون لجميع مطاليبهم من صالح أو طالح، وبالتالي ينشأون على الاستبداد والاعجاب بالنفس... فإنهم يحملون أرواحاً ضعيفة ونفوساً سريعة الانهزام من ساحة المعركة، ويتأثرون من دور الطفولة حتى آخر لحظة من العمر من مواجهة أبسط الأشياء، وأخف المصائب، وينكسرون أمام مشاكل الحياة بسرعة. إن الأفراد الذين نشأوا في ظل الحنان المفرط، هم أتعس الأفراد، لأنهم يعجزون عن حل مشاكل الحياة الاعتيادية، فيلجأون في الشدائد الى الضرر في النهاية الحتمية لفشلهم يجب أن تبرّر بالإنهزام من معركة الحياة.
برامج الأطفال والتليفزيون
يتأثر الأطفال بالأفلام والبرامج التلفزيونية أكثر من اليافعين، فالرسالة التي تقدمها للطفل من خلال البرنامج التلفزيوني تطبع في ذهنه وروحه، وقد يكون هذا الدور إيجابياً أو سلبياً حسب خصائص البرامج
التلفزيونية، فمن ناحية، يمكن جعل المفاهيم الأكثر جفافاً على شكل برامج جذابة ومقبولة للأطفال.
ومن ناحية أخرى، ان تقديم برامج تمكّن الطفل من التعرف على عالم الواقع مثل الرسوم المتحركة الخيالية، مع أبطال أسطوريين والسحر القوي الذي يغرقه في العالم غير الواقعي يضر بالطفل.
إن العنف والمغامرة والعواطف الكاذبة، إذا كانت متطرفة وضخمة في البرامج التلفزيونية، سوف يكون لها تأثير سلبي على نمو شخصية الطفل وتخلق تشوهات نفسية خطيرة لدى الطفل عند البلوغ، ولذلك فإن افضل شيء يمكن أن يفعله الآباء تجاه أطفالهم هو الإشراف عليهم أثناء مشاهدة التلفاز.
تعريف الطفل بالصعوبات
من أساليب تنمية شخصية الأطفال تعريفهم، وخاصة الأولاد، بالصعوبات حتى يتمكنوا من محاربة المشاكل في المستقبل؛ لأن الأطفال يجب أن يفهموا عمليا أن الحصول على أي شيء يتطلب جهدا وعملا شاقا، وإذا لم يكن الطفل على دراية بالمشاكل والمصاعب، فإنه في المستقبل سوف يشعر بالانزعاج وخيبة الأمل في نهاية المطاف في مواجهة مختلف المحن
في الحياة.
التعليم في مرحلة الطفولة
يكون التعلم في مرحلة الطفولة أسرع وأفضل بكثير من الأوقات الأخرى، وذلك بسبب الاستعداد العقلي العالي لدى الأطفال، الطفل هو نسخة من شخص بالغ مع محدودية في الفهم وفهم المحتوى، وفي التعاليم الإسلامية صدرت أوامر كثيرة بتعليم الأطفال، وهناك أضرار التأخر في هذا الأمر أو عدم الاكتراث به.
تحذير من إساءة معاملة الأطفال
لسوء الحظ، في كل مجتمع، هناك أطفال يتعرضون للإيذاء من قبل والديهم أو غيرهم من البالغين المسؤولين عنهم. وهذه الانتهاكات إما أن تكون تعذيباً جسدياً أو نفسياً، الحرمان من الطعام والملبس وقلة الاهتمام والرعاية والحرمان من الحب والإذلال واللوم أو التمييز والإهانة تعتبر من أنواع إساءة معاملة الأطفال الأخرى، إن الاعتداء الجسدي والعقلي على الطفل يترك آثاراً مدمرة على روح الطفل وعقله وشخصيته.
الآباء الذين يعاملون أطفالهم بهذه الطريقة ويعتبرونهم ممتلكاتهم الشخصية ومالكين حياتهم، هنا من تعاليم الإسلام الواهبة للروح والإنسانية بمحبة الأطفال وتحذير البالغين من إساءة معاملة الأطفال، ويقول النبي (ص): "من لم يرحم الصغير فليس منا".
الانحراف والأطفال
يتأثر الانحراف عند الأطفال واليافعين بعوامل مختلفة، وبما أن البيئة الأسرية هي البيئة الأولى التي ينمو فيها الإنسان، فيمكن اعتبارها أهم هذه العوامل، وفقاً لعلماء النفس، إذا كان الشخص في البيئة الأسرية غير راضٍ من حيث تلبية الاحتياجات الجسدية والعقلية الأساسية مثل الاحتياجات العاطفية، فهناك احتمال كبير للانخراط في سلوك غير اجتماعي في المستقبل.
إن انعدام المودة والتواصل والتفاهم المتبادل هو أحد العوامل الفعالة في انحراف الأطفال واليافعين، فالطفل المحروم من محبة والديه أو غير المشبع بالشكل الصحيح يشعر بالنقص والحرمان ويكون مستعداً لأي انحراف.