الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة وأربعون - ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة وأربعون - ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

الطريق إلى القدس.. وحدة الساحات أمام الهجمة الصهيونية

يذكر "طريق القدس" أن القدس تعرّضت للتدمير مرتين، وحوصرت 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوها وفقدانها 44 مرة.
كتاب غنيّ موثّق وحافل بالمعلومات. سهل العبارة، بعيد عن الجفاف والتعقيد، وبين دفّتيه إضاءات وافية على مجمل تاريخ القدس وفلسطين وقضيتها من وجهة نظر إسلامية.
يفرد الباحث قسطاً وافراً من مؤَلَّفِه للحديث عن نضالات الجيوش الإسلامية عبر التاريخ في سبيل القدس وتحريرها. يُعتبر النزاع القائم حول وضع القدس مسألةً محورية في الصراع العربي الإسرائيلي.
توحيد الساحات
يؤكد الباحث صالح في كتابه أن فلسطين والقدس عاصمتها لن تتحرّر إلّا بعد تحقيق كلمة التوحيد، والرجوع الكامل إلى دين الله، وتحكيم شريعة الله، معتبراً هذا من أعظم أسباب النصر والتمكين، فما أخذ بالقوة لا يُرد إلا بالقوة. وهذا يفتح الباب على أهمية وضرورة العمل بمقتضى خطة "توحيد الساحات"، بخاصة وأن الثورة المتواصلة بهدف التحرير باتت تضمّ "معسكراً" واسعاً، ينتشر على مدى عربيّ وإسلاميّ رحبٍ وغنيّ ومتماسك يقف في مواجهة جهود العدو في عزل أهل الأرض عن عمقهم على امتداد العالمين العربي والإسلامي.
إلا أن وعي قوى المقاومة وبيئتها الشعبية الحاضنة، وتفعيل قوى المقاومة بعد معركة "سيف القدس" التي خاضتها "الجهاد" بكفاءة عالية، وتأسيس الكتائب المجاهدة في مناطق الشمال، وتنشيط العمليات الجهادية في الضفة الغربية، مع التحوّل من طريقة التفكير الفردي والفصائلي لحل المشاكل ومواجهة الصعوبات، إلى حالة من التفكير الجمعي الذي تشاركت فيه مختلف القوى والبنادق، تفكيراً وتدبيراً واجتراحاً للحلول، كلّ ذلك أفشل مخططات العدو في إيقاع الفرقة والتشرذم داخل الصف المقاوم، وأعجزه عن دقّ الأسافين بين الفصائل الفلسطينية من جهة، وبين المقاومة وبيئتها
في الداخل.
برزت البندقية المقاومة كساحة قادرة على قلب موازين المعركة من عمق الجبهة الداخلية للاحتلال، وعاد الداخل ليكون مسرحاً للمقاومة من خلال العمليات الفردية التي تولّت مهمة الرّد على جرائم الاحتلال في غزّة والضفة منذ أواخر العام 2021، وارتفعت وتيرتها ونوعيتها في عامي 2022 و2023، بعد إجماع الفصائل الفلسطينية على أنّ الداخل هي أرض فلسطينية مشروعة للعمل المقاوم أو للرّد على الاحتلال.
خاتمة
بعد أن يُنهي الكاتب بحثه عن التجربة الإسلامية الحديثة والمعاصرة في فلسطين، يعتبر أن ما يجري هو صراع وجود وليس صراع حدود، وأنه كما واجه المسلمون الصليبيين والتتار، فهم يعملون على مواجهة المحتل الغاصب، مدعومين من ساحات عربية وإسلامية متكاتفة لا تنفصم عُراها.
وقد بات واضحاً اليوم أن النضال الفلسطيني المتكاتف في الداخل يرتكز خارجياً على أرضٍ صُلبة منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران. فالحدث رفع من أسهم القضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية والإسلامية من خلال دعوة الإمام الخميني(قدس) الى إحياء يوم القدس، الأمر الذي ساهم في ترسيخ فكرة أنّ فلسطين ملك للأمة العربية والإسلامية جمعاء، وبالتالي فمهمة تحرير هذه الأرض يقع على عاتق كل مسلم، ومن واجب العرب والمسلمين جميعاً أن يقفوا إلى جانب فلسطين، الإنسان والأرض والمقدّسات. وفي نهاية كتابه يختتم صالح بخلاصات عن التجربة الإسلامية التاريخية على أرض القدس وفلسطين، وفق تصوّر ينبع من فهم المسلمين لهذه القضية المقدّسة، وبما يتوافق مع تراثهم وهويتهم الحضارية، وهذا ما افتقرت إليه العديد من الأبحاث والكتب المتعلّقة بقضية فلسطين.

 

البحث
الأرشيف التاريخي