الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وثلاثون - ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وثلاثون - ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

الشيخ عبدالرضا البهادلي للوفاق:

الشباب أولاد الأمس وقوة المستقبل.. عطاءهم ازدهار للمجتمع

سهامه مجلسي
إن مشكلة إنحراف الشباب من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمع، والتي ينبغي أن نسخّر كل الإمكانات لمواجهتها والقضاء عليها؛ لما لها من نتائج سلبية على المجتمع بل على الأمة بأسرها.  لقد فرض الفضاء الإفتراضي، ثقافة مختلفة على مجتمعاتنا الإسلاميّة عمّا تعودنا عليها في حياتنا الشخصية، حيث لايرغب أغلبية الشباب في العصر الراهن بمتابعة أسلوب الحديث الذي كان شائعا بين القدامى حيث لايَقتنعون بكلام الآخرين إلّا مع الأدلّة المنطقية والتي تناسب جيلهم الجديد. لم نُخطِئ لو نقول خلق الفضاء الإفتراضي فرصة وتهديداً في نفس الوقت لمجتمعاتنا فالتهديد هو إبعاد الشباب والبنات عن الأساليب والقيم التي يعتبرها مجتمعنا حياتيّة وضروريّة فالفرصة أنّهم إذا يواجهم كلام منطقي يقبلونه مما يعني نحن لم نخسر الجيل الجديد بل يجب علينا خاصّة الكبار في العمر أن يحادثوهم بلغة منطقية ومستدلّة حتى يتمكّنوا من تقريبهم إلى أنفسهم، وفي هذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الباحث في الفكر الاسلامي والفقه المقارن الشيخ الدكتور عبدالرضا البهادلي وفيما يلي نص الحوار:

ما الذي يتبادله الجيل الجديد مع القديم؟
لا شك بان العالم الذي نعيشه اليوم يختلف عن الاجيال التي سبقته، وذلك نتيجة الثورة العلمية والتكنلوجية التي حدثت في العالم، ولا سيما ثورة تكنلوجيا الانترنت والتي جعلت العالم قرية واحدة، فما يحدث اليوم في اي بلد تسمع به او تراه خلال دقائق، فكانت الاسرة تجلس واحدهم قريب الى الآخر يتحادثون في شؤون الحياة والاسرة والمجتمع، ولكن الجيل اليوم ادى بالكثير منهم ان يعيشوا اجواء الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، وحتى لو حدثت له مشكلة قد يذهب الى الانترنت ويأخذ الجواب منها ولا يستفيد من الجيل القديم في ذلك.. ولأجل ذلك يجب على الجيل القديم ان يسعوا بكل ما امكنهم من اجل زرع القيم والاخلاق والمبادئ الربانية في نفوس الجيل الجديد حتى يحافظوا عليها ويعطوهم امانة الى الاجيال التي سوف تأتي بعدهم، والا فان الخطر جسيم بهم وبالاجيال التي سوف تأتي  بعدهم وبذلك تزول المبادئ والقيم وينهار المجتمع.   
 ما هو أهم ما يميز الشباب كقوة تغيير مجتمعية؟
تعتبر مرحلة الشباب هي المرحلة الأفضل والأجمل والأكمل للانسان من حيث العنفوان والقوة والاندفاع والابداع والعطاء والتمتع بالنشاط والحيوية، ولأجل ذلك تنطلق منهم عملية التغيير الاجتماعي، واغلب التغيير الاجتماعي الذي حدث في التاريخ من خلال الشباب فهم الطاقة التغييرية في المجتمع، ولكن بشرط ان يوجه الشباب التوجيه الصحيح من قادة ربانيين وعلماء وحكماء المجتمع وبدون ذلك لا يمكن ان ينهض المجتمع، كمن عنده الاموال ولكن لا يعرف التصرف بها ويهدرها ويبذرها.
ما هي أهمية التربية السياسية وضرورتها في عصرنا الحالي؟
كما قلنا في النقطة السابقة بأن الشباب عماد المجتمع وهم طاقة كبيرة اذا ما استثمرت الاستثمار الصحيح، ولأجل ذلك فالشباب هم قادة المجتمع، ولكن  يجب ان يتحلى الشباب بالوعي والفكر السياسي الذي يمكن من خلاله قيادة المجتمع، فنحن اليوم بازاء عالم يختلف عن العصور المتقدمة، ومن اجل ان يكون الشباب لهم الامكانية من اخذ دورهم في الحياة والمجتمع وقيادته لا بد ان يكتسبوا الخبرة اللازمة لقيادة المجتمع ولمواجهة التحديات التي يتعرض لها المجتمع، وهذا يأتي من خلال الدورات المكثفة والمؤتمرات والبحوث من أهل الأختصاص واخضاع الشباب للتجربة العملية في المؤسسات لمعرفة ومقدار ترسيخ الوعي السياسي لديهم.
ما هي أهداف التربية السياسية للشباب؟
يمكن القول ان اهداف التربية السياسية للشباب هي كما يلي:     
1- وعي الشباب: يعرّف قاموس أكسفورد الوعي بأنه «حالة دراية المرء بمحيطه والاستجابة له»، ولاجل ذلك يجب ان يعيش الشباب حالة الفهم وادراك الواقع الخارجي الذي يعيشونه، ويميزوا بين الحق والباطل والصحيح والخطأ ثم ينطلقون الى التفاعل ونصرة الحق ضد الباطل في الساحات المختلفة في الحياة.   
2- حصانة الشباب: اليوم امريكا والغرب واسرائيل لهم مؤسسات تعمل ليلا ونهارا من أجل افساد الشباب العربي والمسلم وابعادهم عن دورهم في حفظ اوطانهم ودينهم وقيمهم ومبادئهم والانقلاب على المفاهيم الاسلامية والرموز الدينية، وهنا لا بد ان تأخذ المؤسسات التربوية والتعليمية والفكرية دورها في ترسيخ قيم العقيدة والاخلاق والعمل بالاحكام الالهية.  
3 - الشعور بالمسؤولية تجاه الأمة والمجتمع: من أهم اهداف التربية السياسية للشباب هو الحس والشعور بالمسؤولية في خدمة المجتمع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبناء المجتمع البناء الصحيح، بل يجب ان يتعدى ذلك الى الامة وليس فقط للمجتمع الذي يعيشه فأي مسلم في العالم يعيش الظلم يجب ان يقف معه كما ورد في الحديث الشريف: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم» بل يجب ان يقف مع كل انسان في هذا العالم يعيش المظلومية.
4- التعاون بين الشباب: من الأهداف المهمة بل في غاية الأهمية دفع الشباب نحو التعاون فالتعاون من الأسس المهمة التي دعى لها الاسلام فقال تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى». فالتعاون يقضي على الأنانية بين افراد الشباب المؤمن.
5- دعم وتشجيع الكفاءات العلمية الشبابية: من القضايا المهمة التي ترتقي بالمجتمع وتطوره هو الكفاءات العلمية، ولاجل ذلك يجب دعم الشباب اصحاب الكفاءات العلمية وهذا مما يسهم في اطلاق التنافس بين الشباب في المجتمع.
6- التشجيع على القراءة: كذلك من الأهداف المهمة ان يرتقي الشباب بانفسهم بمطالعة الكتب المختلفة والاطلاع على الثقافات الاخرى بما يعزز كيفية ادارة مواجهة الأزمات الأجتماعية المختلفة.
7-  قبول الرأي والرأي الآخر: يقع في السياسية الكثير من الاختلاف ولأجل ذلك يجب ان نقبل الرأي والرأي الآخر من اجل الوصول الى التفاهم الذي يمكن من خلاله الوصول الى النتائج الصحيحة. وعلى قول بعضهم «رأيى صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيرى خطأ  يحتمل الصواب»  وهناك أخرى شائعة عن الفيلسوف الفرنسي فولتير يقول «قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك».
هل المشاكل الاجتماعية والسياسية لدى الشباب تسبب توقف عجلة التنمية؟
مما لا شك ولا ريب فان المجتمع العربي ونتيجة لتسلط اكثر الحكام التابعين لامريكا والغرب اسهموا بشكل مباشر في توقف عجلة التنمية التي  رأس مالها الشباب، فلا نجد المصانع والمعامل والمزارع والمؤسسات الفكرية والعلمية والتكنولوجية التي يمكن من خلالها بناء المجتمع والحفاظ على الشباب، ولذلك نرى ان الشباب يعيش البطالة والضياع والقلق ويضطر الى الهجرة خارج بلده. ومن ناحية ثانية فان الشباب لا دور لهم في الحياة السياسية وذلك ان الحكام والمؤسسات السياسية والحزبية لا تعطي لهم الدور بل يمكن القول ان الحكومات تقمع هؤلاء الشباب اذا ما فكروا في الخروج على حكوماتهم،  ولأجل ذلك يجب على الحكومات والأحزاب ان تعطي مساحة مهمة في كسب الشباب الى العمل الساسي وايصالهم الى مواقع مهمة في قيادة المجتمع، وهذا مما يعطي ويعيد الثقة بين الشباب وبين الحكومات والاحزاب.
ما هي مشاكل الشباب في العصر الحديث؟
في الحقيقة هناك عدة مشاكل يعاني منها الشباب اليوم، ومن أهم هذه المشاكل، انعدام الهدفية في الحياة، فالكثير من الشباب اصبح لا يفرق بين الهدف في الحياة والوسيلة، فالهدف في الحياة ان يعيش العبودية لله تعالى والعزة والكرامة والمبادئ والقيم، والوسيلة هو ان يحصل عليها الانسان من أجل عيشه الكريم من ملبس ومسكن ومأكل وغير ذلك، والشباب اليوم عندما تسأل احدهم يقول هدفي ان اكون موظفا واتزوج بعد التخرج واحصل على سيارة وغير ذلك من امور ولوازم الحياة، بالاضافة الى ذلك البطالة المنتشرة في المجتمع، وكذلك الاستخدام السيء للانترنت، وادمان المخدرات التي اصبحت ظاهرة في المجتمع الى غير ذلك من المشاكل، وهذا مما يستدعي دق ناقوس الخطر من اجل انقاذ هؤلاء الشباب من قبل المؤسسات الدينية والاكاديمية وان لا تبقى هذه المؤسسات مكتوفة الايدي في ضياع هؤلاء الشباب.

ما هو دور الشباب في بناء المجتمع؟
يمكن للشباب ان يقوموا بادوار متعددة في بناء المجتمع فلا يقتصر دورهم على شكل او جهة او نوع من النشاطات فالشباب هم القوة التي يمكن ان تنهض بالمجتمع من خلال حضورهم في مختلف المواقع الاجتماعية.
فالشباب يمكن لهم القيام بتثقيف ووعي المجتمع وهذه من اهم الامور التي يجب ان يقوم بها الشباب لان الوعي اساس نهضة الشعوب، وكذلك يمكن للشباب من القيام بمشاريع صناعية او زراعية تسهم في الاقتصاد ورفع الفقر عن المجتمع، وكذلك للشباب اكبر الأثر في الحفاظ على البلد من الحروب المختلفة التقليدية والناعمة والغزو الثقافي الذي يأتي من الأعداء، وكذلك يمكن للشباب ان يلعبوا دوراً في السياسية من خلال الترشح للانتخابات والوصول الى المراكز المهمة في البلد، وكذلك يمكن للشباب في عقد الاجتماعات والمؤتمرات التي فيها نهضة للامة والمجتمع، وكذلك يمكن للشباب ان يقوموا بجمع التبرعات الى المحتاجين ومن يتعرضون الى الحوادث والزلازل، وهكذا للشباب الكثير من الادوار يمكن ان يقوموا بها، الشباب أولاد الأمس وقوة المستقبل.. عطاءهم ازدهار للمجتمع.
ما دور الشباب في حل المشاكل المستعصية؟
يمكن للشباب اذا ما سنحت لهم الفرصة ان يقوموا في حل كثير من المشاكل المستعصية فهم القوة الجبارة التي يمكن لها ان تقهر المستحيل والتاريخ يشهد للشباب في الفتوحات الاسلامية ونشر الاسلام في بقاع الارض والامام علي(ع) هو اول شاب استطاع ان ينتصر في كل المعارك التي دخل فيها من اجل نصرة الاسلام ومعركة أُحد هي احدى المعارك حينما قال رسول الله(ص) ضربة علي يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين.
وهكذا شبابنا اليوم يمكن لهم ان ينهضوا بالامة فكرياً وصناعياً وزراعياً ويقضوا على الكثير من المشاكل المستعصية التي تعاني منها الامة والمجتمع في المجال الصناعي والزراعي والتكنولوجي وكل ما يمكن ان ينهض بالمجتمع ويصل به الى الاستقلال ورفض التبعية الاجنبية التي تحتكر العلم والصناعة والتكنولوجيا .
 ما التأثير الإيجابي والسلبي على الشباب  
اول ما يمكن ان يؤثر على الشباب هو التفكير الذي هو الاساس في كل عمل صالح ام طالح، يقول احد الباحثين  "ان الأفكار الايجابية تترك أثرها الايجابي على الانسان وتتيح له فرص ذهبية لتحقيق النجاح، اما الافكار السلبية فأنها تترك أثرها السيء، وكثيرا ما كانت هذه الافكار سببا في تضييع الفرص الذهبية في حياة الانسان والشباب على وجه التحديد".
ولاجل ذلك يجب ان نجعل الشباب يعيشون الافكار الايجابية في حياتهم، ويبتعدون عن الافكار السلبية فهي طاقة سلبية يمكن ان تجعل منهم اداة فاسدة في المجتمع بدل ان نصنع منهم طاقة لبناء الحياة والمجتمع.

 

البحث
الأرشيف التاريخي