الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وثلاثون - ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وثلاثون - ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

مؤكداً على رواية الواقع الفلسطيني للأجيال القادمة

وزير الثقافة: علينا عدم التقصير أمام شبابنا في مواجهة الثقافة الأجنبية

انطلق أمس الإثنين الإجتماع الـ12 لوزراء ثقافة الدول الإسلامية تحت شعار "نحو تجديد النشاط الثقافي في العالم الإسلامي"، وقد وصل وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمدمهدي إسماعيلي العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد لحضور الاجتماع الـ 12 لوزراء الثقافة للدول الإسلامية، وكان في استقبال  وزير الثقافة لدی وصوله، الشيخ أحمد بن سعود آل ثاني مستشار وزير الثقافة القطري، والتقى وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي بالمسؤولين القطريين ونظرائه من الدول الإسلامية في هذا الإجتماع، ومنهم الأمين العام للمنظمة الإسلامية العالمية للتربية والعلوم والثقافة «إیسسکو».

اعتبر اسماعيلي في لقائه مع  الأمين العام لإيسسكو، التعاون مع العالم الاسلامي يأتي ضمن اولويات سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية، وأشار إلى أهمية موقف إيسسكو وأكد اهتمام بلادنا بمواصلة التعاون مع هذه المنظمة.
وقال: إن مجال الاهتمامات الثقافية في العالم الإسلامي متنوع وهناك حاجة لمزيد من التشاور والحوار بين مسؤولي الدول الإسلامية في هذه المجالات ويمكن لإيسسكو أن تلعب دورا مهما في هذا المجال.
وأشاد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، بالنهج الشامل الذي تتبعه ایسسکو تجاه جميع المسلمين في العالم وقال: إن التعاون مع العالم الإسلامي والمجتمعات ذات الاهتمامات المشتركة في المجال الثقافي يشكل أولوية بالنسبة لجمهورية إيران الإسلامية. وأكد إسماعيلي في إشارة إلى التاريخ الحضاري والثقافي لبلادنا منذ آلاف السنين ودور إيران في نشر الثقافة الإسلامية، والتعاون المشترك مع ایسسکو ودعا أمينها العام لزيارة طهران.
كما أعلن سالم بن محمد المالك، الأمين العام للإيسسكو، في هذا اللقاء، استعداده لزيارة طهران وقال: ان إيران تتمتع بثقافة عريقة. وذكر أن إيران كانت من الدول النشطة في بداية تأسيس ايسسكو وأضاف: تتمتع إيران بثقافة غنية وقوية في المجالات العلمية والثقافية والتعليمية ويمكن أن تلعب دورا هاما في تطوير برامج الإيسسكو، ويمكننا أن نفعل أشياء كثيرة بالتعاون مع إيران.
زيارة متحف الفن الإسلامي
من جهة أخرى زار وزير الثقافة محمدمهدي اسماعيلي متحف الفن الإسلامي في الدوحة، وفي ختام زيارته لأقسام هذا المتحف الذي يمثل تاريخ الثقافة والفن الإسلامي، شكر إسماعيلي جهود أهل الثقافة والفن القطريين في إنشاء هذا المتحف وكتب تذكارية في دفتر ذكريات المتحف.
كلمة الوزير في الإجتماع
وانطلق الإجتماع أمس الإثنين بحضور وزراء الثقافة في العالم الإسلامي وألقى وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي كلمته في هذا الإجتماع، حيث خاطب المدير العام لمنظمة إيسسكو وممثّلو الدول الأعضاء، وأعرب عن شكره وامتنانه، قائلا: "وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا، وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلىٰ شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها، كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ" (آل عمران ۱۰۳).
تُعتبر المرحلة الراهنة مرحلة مهمة للغاية بالنسبة للعالم، وخاصة العالم الإسلامي. فمن ناحية، إن العصر الحالي هو عصر التغير والانتقال حيث يجب أن تتغير متطلبات عصر الإستقرار لعصر الإنتقال، ويجب استشراف إجراءات حديثة. ومن ناحية أخرى، يجب الاهتمام بأنه لا ينبغي أن ينحرف أساس التعاليم الإسلامية عن الدائرة الرئيسية بسبب تلك التغيرات.
إن العالم يمرّ بظروف قد وفّرت التكنولوجيات الحديثة فيها الراحة والسرعة إلا أنها تُعرّض الأخلاق والروحانية التي هي الثقل الرئيسي لخلق الهدوء والسلام للخطر. لقد تسبب تأثير وتغلغل الثقافات الأجنبية في نزع الروحانية وتشويه الهوية للغة والثقافة والفنون الأصيلة للشعوب، وإذا استمرّت هذه الحالة فستحتاج الأمم إلى تفسير وتبيين حتى تفهم تراثها المكتوب وأسس هويتها الوطنية. في حين إنّه في ظل انتشار الجهل الحديث وظهور الجماعات المتطرفة والتكفيرية من جهة ومعاداة الإسلام من جهة أخرى ، نحن بحاجة إلى الأخلاق والروحانية أكثر من أي وقت مضى. وبالأساس فإن البعد عن الأخلاق والروحانية قد أدّى إلى ظهور الجماعات المتطرفة والتكفيرية وكذلك الجماعات المناهضة للإسلام. إنّ تدنيس القرآن الكريم في الأيام الماضية في السويد وغيرها من الدول يدل على أن الناقمين على وحدة العالم الإسلامي وانسجامه يفعلون كلّ ما بوسعهم لخلق الفرقة والانشغال العقلي وصرف أذهان المسلمين. فهل لهذه التصرفات سبب آخر غير البعد عن الأخلاق والروحانية؟
القدس وتراثها الثقافي والديني
وأضاف وزير الثقافة: على سبيل المثال إنّ قضية القدس وهي قضية "قدس الأقداس" لدى المسلمين في العالم والأديان الأخرى، وكذلك قضية فلسطين وتراثها الثقافي والديني والحضاري وبكلمة واحدة جوهرها الأساسي، قد تعرّضت لمحاولات التدمير الشامل على يد الصهاينة فاقدي الهوية منذ سنوات وينبغي أن توضع في جدول أعمال المؤتمر من أجل اتخاذ اجراءات جادة وطارئة لإيجاد حلول لإنقاذها.
وعلى الرغم من أنه لفترة طويلة، وبسبب السلوك العدواني والتعسفي للكيان الصهيوني القاتل للأطفال وفي ظل انعدام الوحدة، أصبحت قضية فلسطين هي الكلمة الرمزية لبداية أزمة عالمية عظيمة ربما لا تكون لها نهاية. إن القدس والمسجد الأقصى وبسبب مكانتهما الروحية العالية، يجب أن يبقيا بمعزل عن الصراعات والمنافسات الدينية أو التاريخية ووفقاً لأحكام اليونسكو، واتفاقية جنيف، وقواعد القانون الدولي الإلزامية، وقرارات مجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان، يجب على النظام الصهيوني عدم إجراء أي تغيير في أوضاعه. لكن مع الأسف الشديد إن سلوك هذا النظام المتعطش للدماء في القدس تجاه الشعب الفلسطيني قد حول رمز وحدة الديانات والثقافات التوحيدية والإبراهيمية إلى علامة صراع وتعصب ديني ومواجهة ورفض للآخر. وإذا استمرت هذه السياسة التوسعية المخالفة للأنظمة الدولية على أساس الفكر القائم على التمييز العنصري والفصل العنصري، فسنشهد بالتأكيد انفجارا اجتماعيا هائلا في العالم الإسلامي بل في العالم كله في المستقبل القريب.
يرفض المسلمون رفضاً باتّاً أية محاولة لهدم المسجد الأقصى، قبلتهم الأولى ومكان معراج النبيّ (ص) إلى السماء، وأيضا بسبب المكانة التي تحتلها هذه المدينة بين مسيحيي العالم بسبب موضع يسوع المسيح وكنيسة القيامة بين المسيحيين في العالم. ولذلك لن يبقى أحد من أتباع الديانتين صامتا أمام تغير أوضاع هذا المكان المقدس.
لا يخفى على أصدقائي المثقفين والمحترمين أنّ الحروب الدينية كانت ولا تزال أسوأ وأطول الحروب في العالم بسبب معتقدات اجتماعية عميقة الجذور، وبالتالي فإن واجب هذه المنظمة هو منع ظهور أي حرب دينية من خلال إدانة سلوكيات الكيان الصهيوني الداعية إلى الحرب ومحاولة منع مثل هذه الأزمة، وفي غير ذلك فإن حياة الكثير من الناس قد تتعرّض للخطر.
نصرة الفلسطينيين والحضارة الإسلامية
وتابع إسماعيلي: إن القضية الفلسطينية تؤلم قلوب المسلمين منذ زمن طويل في حين إنّه بإمكان المجتمع الإسلامي ومن خلال قوة وحدته، أن يضع قضية نصرة الفلسطينيين والثقافة والحضارة الإسلامية التي تتعرّضان للخطر في منطقة فلسطين على جدول أعمالهم.
ومن ناحية أخرى ومن أجل الحفاظ على التراث الثقافي للفلسطينيين وإظهار جرائم النظام الصهيوني ومظلومية الشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة، والحفاظ على هوية المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف، فلا بد من الرواية وهذه الرواية تتحقق بأفلام المؤلفين والأدباء.
جائزة فلسطين العالمية للآداب
وخاطب وزير الإرشاد الدول الإسلامية وقال: من هذا المنبر أطلب من الدول الإسلامية المشاركة أن تنضم إلى الحركة التي بدأتها جائزة فلسطين العالمية للآداب ونشطاء النشر والكتّاب والاتحادات الأدبية في الدول الإسلامية والتي انطلقت دورتها الأولى العام الماضي بحضور مختلف الدول في بيروت عاصمة لبنان. إذا قصّرنا اليوم في بيان الرواية فالعدو سيدمّر عقول العالم والجيل القادم بأكاذيبه ورواياته المشوهة. فيمكن لكتابنا وشعرائنا ورواتنا المحنّكين وبمساعدة الحكومات الإسلامية أن يقوموا بإيصال صوت مظلومية الشعب الفلسطيني ومقاومته الشجاعة والقدس الشريف من خلال الانضمام إلى الحركة الأدبية لجائزة فلسطين العالمية للآداب لكي نكون قد ساهمنا في تنوير الرأي العالمي وتوثيق هذه الحقبة من التاريخ الفلسطيني والتي استغرقت 75 عاماً.
نمط حياة الأطفال والشباب المسلمين
وتابع إسماعيلي: إن الاضطراب في نمط حياة المجتمعات وحياة الأطفال والشباب المسلمين في الفضاء الافتراضي والابتعاد عن الفضاء الحقيقي قد وفر أرضية أكبر لتأثير الثقافة الأجنبية على المجتمعات الإسلامية. إن حماية الثقافة الإسلامية والوطنية وتوسيع الروحانية في العالم الإسلامي، وكذلك استعادة أيام مجد الحضارة الإسلامية، تتطلب اتخاذ تدابير ثقافية جديدة، وهو الموضوع الرئيسي لهذا المؤتمر. مع الأسف الشديد يتعرّض الشابّ المسلم اليوم لهجوم الثقافة عديمة الهوية والثقافات المحايدة، ولا توجد وسيلة حماية تحميهم من هذه الهجمات. كل هذه الهجمات سلبت قوة  التشخيص من شباننا وجعلتهم منغمسين في الارتباك.
 هذا وجاء في القرآن الكريم: "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجعَل لَكُم فُرقانًا" (انفال/299).
مواجهة الغزو الثقافي وحماية أصولنا الثقافية والفنية
وأضاف وزير الثقافة: منح الله الإنسان وسيلة لتمييز الحق من الباطل  وذلك هو التقوى، أي الالتزام بالأوامر واجتناب النواهي. إن العودة إلى الثقافة الإسلامية هي السبيل الوحيد لمواجهة الغزو الثقافي.
إن اجتياز الوضع الحالي، وهو فترة الانتقال من الحداثة إلى ما بعد الحداثة، يتطلب الاستعانة بالحكمة والإرادة الجماعية وتبادل الخبرات. لم يشهد العالم بعد هذا المدى من التغيير الذي نواجهه اليوم. ولذلك، نحن بحاجة إلى مزيد من الوحدة والتضامن لتحقيق أهداف العالم الإسلامي.
ولحماية أصولنا الثقافية والفنية والأخلاقية والروحية، نحتاج إلى مشاركة أفكارنا وأنشطتنا من خلال الحوارات الثقافية والسعي للاستفادة من قوة بعضنا البعض.
تشكيل أمانة الحوارات الثقافية
واقترح اسماعيلي أن يتم تشكيل أمانة الحوارات الثقافية ضمن الأمانة العامة للإيسسكو، وأن يتم تشكيل حوارات النخب الثقافية في هذا الإطار، لأنه من خلالها سيزداد التعارف، ويتم تبادل الخبرات والمستجدات في مجال العلوم والثقافة.
وقال: الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة لبدء الجولة الأولى من هذه المحادثات إذا تمت الموافقة عليها. والآن تبدو التفاعلات الداخلية بين وزراء الثقافة في الدول الإسلامية أكثر ضرورة من أي وقت مضى. هناك العديد من القضايا الثقافية والفنية المشتركة بيننا والتي لا يمكن حلها إلا من خلال التفاوض والتوافق، والإقناع الذي يظهر بعد الحوار يكون أكثر استدامة وفعالية.
قوة الإيسيسكو في الشأن الثقافي
وأخيراً قال وزير الثقافة: إن قوة الإيسيسكو في الشأن الثقافي قوة عظيمة وإذا تم توجيهها نحو مصلحة العالم الإسلامي عبر الجهود الكبيرة التي يبذلها مدير عام الإيسيسكو المحترم، فسيكون لها آثار دائمة.
ولخلق التعاون والتقارب في مجتمع محبي القرآن الكريم، تخطط الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعقد "المؤتمر الدولي الأول لعلماء القرآن" في إيران يومي 21 و22 أكتوبر من هذا العام ولقد أرسلنا دعوة رسمية إلى وزراء الثقافة والشؤون الدينية في الدول الإسلامية، وآمل أن تكون قد وصلت إليهم الآن، ولكنني أريد أن أغتنم هذه الفرصة وأدعو جميع الشخصيات البارزة للمشاركة في هذا المؤتمر.

البحث
الأرشيف التاريخي