هل يتخلّى أردوغان عن طموح الانضمام للاتحاد الأوروبي؟
زينب عقيل
كاتبة ومحللة سياسية
في حزيران 2023، وقبل مغادرته لحضور قمة الناتو، كان أردوغان صريحًا عندما قدّم شرطا جديدًا للموافقة على عضوية السويد – والتي يعطلها منذ حوالي العام- في حلف شمال الأطلسي، والشرط كان "فتح الطريق" أمام تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يربط فيها أردوغان طموح بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بجهود السويد لتصبح عضوًا في حلف شمال الأطلسي.
حينها قال أردوغان للصحفيين في اسطنبول "تركيا تنتظر على باب الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من 50 عامًا، وجميع الدول الأعضاء في الناتو تقريبًا أعضاء في الاتحاد الأوروبي". وكرّر: "أوجه هذه الدعوة إلى هذه الدول التي أبقت تركيا تنتظر على أبواب الاتحاد الأوروبي لأكثر من 50 عاما". وأضاف "تعالوا وافتحوا الطريق لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. عندما تمهد الطريق لتركيا، سنمهد الطريق للسويد كما فعلنا لفنلندا".
ليس هناك شك في أن أردوغان قد جعل نفسه مصدر إزعاج في الناتو. وقد أغضب أعضاء التحالف بمنع السويد من الانضمام إلى التحالف بسبب دعم ستوكهولم المفترض للأكراد المنشقين. لكن ما لا يعترف به الأوروبيون أنّ أوروبا تنفست الصعداء مع بقاء أردوغان في السلطة، فالرجل الذي رفض العقوبات على روسيا هو نفسه الذي كان وسيطًا لاتفاقية شحن الحبوب في البحر الأسود، وهو أيضًا الرجل الوسيط بين هذه الدول وبين الرئيس بوتين في اجتماعات القمم لقادة الدول. لقد نجح أردوغان في أن يكون وسيطًا قيمًا خاصة عندما يحين الوقت للتحدث عن السلام.
تركيا تتخلى عن الانضمام
مباشرة في أعقاب نشر التقرير الأخير قال أردوغان إن تركيا قد "تنفصل" عن الاتحاد الأوروبي بشأن محاولتها الانضمام إلى الاتحاد. وقال للصحفيين في اسطنبول قبل السفر إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "خلال الفترة التي يتخذ فيها الاتحاد الأوروبي خطوات للانفصال عن تركيا، سنقوم بتقييمنا مقابل هذه التطورات وبعد هذه التقييمات، قد ننفصل عن الاتحاد الأوروبي إذا لزم الأمر".
وقالت وزارة الخارجية التركية في وقت سابق هذا الأسبوع إن تقرير البرلمان الأوروبي تضمن مزاعم وتحيزات لا أساس لها من الصحة واتخذ نهجا "سطحيًا وغير رؤيويا" لعلاقات البلاد مع الاتحاد الأوروبي.
لا يمكن الجزم بأنّ أردوغان سينهي طموحه بعد طول انتظار. خاصة أن لديه أوراق قوة من شأنها أن تؤرق الإتحاد الأوروبي خاصة فيما يتعلق بملف اللاجئين، ولديه البحر الأسود الذي ينقل الغاز الروسي، كل هذا يجعل الاتحاد الأوروبي (الذي يحبّ زعماؤه شدّ العصب الشعبي من خلال الإسلاموفوبيا وهذا هو العائق الحقيقي)، يجعله يفكّر مرّتين قبل قطع
أمل أردوغان.