رئيس الجمهورية على هامش مشاركته في الإجتماع الـ 78 للجمعية العامة الاممية:
الأمم المتحدة يجب ان تكون صوتا للشعوب وليس للمتغطرسين
الوفاق- ألقى رئيس الجمهورية "آية الله السيد ابراهيم رئيسي كلمة، ليلة أمس الثلاثاء، امام الاجتماع الـ 78 للجمعية العامة للامم المتحدة، وعلى مسامع قادة وممثلي الدول الاعضاء، تحدّث خلالها عن أبرز القضايا والتطورات الدولية من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سيما مسألة فرض العقوبات من قبل الغرب على الشعوب المستقلةـ علاوة على قضايا أخرى مشتركة مع قادة الدول المشاركين في الإجتماع.
ووصل رئيس الجمهورية، امس الأول الى مطار "جون اف كندي" في نيويورك، لحضور الاجتماع الـ 78 للجمعية العامة للامم المتحدة، يرافقه وفد سياسي رفيع المستوى؛ وفي تصريح لدى وصوله الى نيويورك، اكد السيد رئيسي بان منظمة الامم المتحدة يجب ان تكون صوتا للشعوب وليس للمتغطرسين؛ مبينا ان تطلعات الشعوب على المنظمة الاممية، هي ان تكون منظمة تابعة لشعوب العالم، لانها اذا تحولت الى منظمة للحكومات، عند ذلك سيختفي صوت الشعوب.
لقاء مع مفكري السياسة الخارجية الأمريكية
في مؤتمر صحفي له مع مجموعة من مفكري السياسة الخارجية الأمريكية عُقد مساء الاثنين، أكد رئيس الجمهورية انه لا بد لأمريكا ان تكون قد فهمت الى الآن أن استخدام لغة القوة، سواء في شكل عقوبات أو في شكل تهديدات ضد الشعب الايراني، ليس أداة فعالة، وبطبيعة الحال فان حكمنا مبني على الأفعال، وما يمكن أن يؤدي الى كسب ثقتنا، هو تغيير هذا السلوك المتغطرس والعمل على اساس الالتزامات وهو امر لم تنجح أمريكا فيه حتى الآن.
الاتفاق النووي
وفي هذا اللقاء، سرد آية الله رئيسي، ردا على سؤال حول الاتفاق النووي وآفاق العلاقات الإيرانية الأمريكية، تاريخ انتهاك الحكومة الأمريكية للاتفاق النووي رغم التنفيذ الكامل للإلتزامات من قبل الجانب الإيراني وقال: مع تغير الحكومة في الولايات المتحدة والإعلان عن استعداد الحكومة الجديدة للعودة إلى التزاماتها، أعلنت جمهورية إيران الإسلامية أيضًا استعدادها للتوصل إلى اتفاق جيد، وتابعت المفاوضات بجدية، ولكن بعد فترة تبين أن الأطراف الأخرى لم تلتزم بتعهداتها. وفي إشارة إلى الحسابات الخاطئة للأمريكيين في قضية أعمال الشغب في ايران العام الماضي، قال: إن الحكومة الأمريكية، بسبب النصائح الخاطئة التي تلقتها من بعض العناصر المرتزقة التي تدعي بانها إيرانية، وكذلك التقديرات الخاطئة لأجهزة التجسس، تخلت عن المفاوضات بعقد الامل على نتائج أعمال الشغب، في حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم عبارة عن شجرة عملاقة، لن تؤثر عليها مثل هذه الهزات.
انتصار الشعب في الحرب الهجينة
واعتبر آية الله رئيسي انتصار الشعب الإيراني في الحرب الهجينة بمثابة استمرار للانتصارات الوطنية ضد كافة أنواع الهجومات الماضية، مثل الانتصار في الدفاع المقدس (1980-1988) وكذلك التغلب على العقوبات الظالمة، وأضاف: المناوئون للشعب الإيراني سعوا إلى تكرار النموذج السوري في إيران، لكنهم أخطأوا لأنهم لم يعرفوا الشعب الإيراني والثورة الإسلامية بعد. وأشار رئيس الجمهورية إلى رغبة الولايات المتحدة في استئناف المفاوضات بعد فشل مشروع اعمال الشغب، وقال: إن المفاوضات جرت عبر بعض الدول الوسيطة، وكان من نتائجها عملية تبادل السجناء الأخيرة. وردا على سؤال حول جريمة ترامب باغتيال الشهيد سليماني، وصف آية الله رئيسي هذا القائد الشجاع بانه قائد مكافحة الإرهاب في المنطقة، وان اغتياله هو اغتيال مكافحة الإرهاب، وأضاف: الشهيد سليماني كان قائد مكافحة الإرهاب وداعش، ولو لم يتصد لداعش، لكان الإرهاب قد انتشر في جميع أنحاء أوروبا، وبطبيعة الحال قيل عن داعش بوضوح في اميركا بانه صنيعة اميركا. ووصف اغتيال الشهيد سليماني بأنه مثال على إرهاب الدولة وأكد على محاكمة مرتكبي هذه الجريمة النكراء.
الممرات المائية الدولية
وفي جزء آخر من هذا اللقاء أكد آية الله رئيسي على أمن الممرات المائية الدولية، وقال: إن تواجد الأميركيين في الخليج الفارسي والتطاول على السفن والاستيلاء عليها يسبب زعزعة الأمن في المنطقة. وردا على سؤال آخر حول آثار انضمام إيران إلى البريكس، اشار الى البارز للدول الأعضاء في الاقتصاد والإنتاج الإجمالي في العالم، وقال: نظرا لقدرات إيران البارزة وموقعها في المنطقة، فإن انضمامها لهذه المجموعة سوف يجعلها أكثر قوة.
العقوبات
واضاف آية الله رئيسي: فيما يتعلق بالعقوبات، قال بايدن في بداية عمله إنه لا يقبل أسلوب ترامب في الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة، لكننا لم نشهد حتى الآن أي إجراء مختلف على أرض الواقع. المتوقع من الحكومة الاميركية أنه إذا قالت إنها تلتزم بتعهداتها بالكلام، فعليها ان تظهر التزامها بالممارسة ايضا. واعتبر آية الله رئيسي إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الأنشطة النووية الإيرانية سلمية دليلا واضحا على ظلم العقوبات ضد إيران وقال: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قبل أي قانون أو ضوابط أو رقابة، تعتبر وفقا لفتوى سماحة قائد الثورة الإسلامية، أي إنتاج واستخدام للأسلحة النووية امرا محظورا.
وضع المرأة في ايران
وردا على سؤال حول وضع المرأة في إيران، سرد نجاحات المرأة في مختلف المجالات العلمية والرياضية وحضورها الفعال في القطاعات السياسية والإدارية والاجتماعية، واعتبر استغلال الغرب لأحداث العام الماضي غطاء خادعا للدفاع عن المرأة، وقال: في حادثة العام الماضي عندما تعرضت فتاة لحادث أظهرت جميع التحقيقات الطبية أنها لم تتعرض للضرب من قبل الشرطة ولكن هل ابدت وسائل الإعلام الغربية والأمريكية استعدادها لتبيان هذه الحقيقة؟. وذكر آية الله رئيسي أن أكبر عدد من السجينات في العالم هو في الولايات المتحدة، وأضاف: في الآونة الأخيرة، قُتلت امرأة شابة وحامل على يد الشرطة الأمريكية للاشتباه في قيامها بالسرقة من أحد المتاجر، وهذه الحالة واحدة من 1200 حالة لاشخاص قتلتهم الشرطة الأمريكية العام الماضي، لكن لماذا لا يبحث الإعلام الأمريكي عن السبب الجذري ويوضح تفاصيل مثل هذه الجرائم؟.
الحرب في اوكرانيا
ورداً على سؤال آخر حول الحرب في أوكرانيا، قال: نحن ضد الحرب في اوكرانيا وأعلنا استعدادنا للوساطة من أجل إنهائها، لكن ضرائب الشعب الأمريكي تدفع ثمن صنع الحرب وملء جيوب مصانع الأسلحة من مكان بيع الأسلحة في هذا البلد. واعتبر آية الله رئيسي مزاعم تزويد ايران لروسيا بالأسلحة أمراً منافيا للواقع، وأضاف: نصيحتنا للحكومة الأمريكية هي وقف القتال والكف عن فرض العقوبات على الشعوب. تشير المعطيات التاريخية إلى أن أمريكا لم تكن في حالة حرب لمدة 20 عاما فقط خلال الـ 250 عاما الماضية.
المفاوضات النووية
وفي جزء آخر من هذا اللقاء أكد رئيسي أن الجمهورية الإسلامية لم تترك طاولة المفاوضات قط لأن لديها منطقا واضحا وثابتا لتوجهاتها وتصرفاتها، وقال: اصول إيران المحررة في كوريا الجنوبية كانت من حق إيران وعلى أمريكا أن تجيب لماذا وقفت بصورة ظالمة امام احقاق حقوق شعبنا.
وقال آية الله رئيسي: انه على أمريكا ان تكون قد أدركت الى الآن بأن استخدام لغة القوة، سواء في شكل عقوبات أو تهديدات ضد الشعب الإيراني، ليس أداة فعالة، وبطبيعة الحال فان حكمنا مبني على الأفعال، وما يمكن أن يؤدي الى كسب ثقتنا، هو تغيير هذا السلوك المتغطرس والعمل على اساس الالتزامات وهو امر لم تنجح أمريكا فيه حتى الآن.
نشر السلام والأمن في العالم
كما اعتبر رئیس الجمهوریة لدى لقائه الامين العام لمنظمة الأمم المتحدة "انطونيو غوتيريش"، ان شعوب العالم تتوقع من الأمم المتحدة منع أطماع أصحاب الهیمنة، مؤكدا استعداد إيران للمشاركة في نشر السلام والأمن في العالم والحیلولة دون اضطهاد الشعوب. وثمّن آية الله رئیسي في هذا اللقاء جهود الأمانة العامة للأمم المتحدة وأمين عامها، معتبرا اهتمام الدول بتطبيق العدالة والقضاء على التمييز والفقر، وإرساء الأمن، من بين المهام والواجبات الرئيسية لهذه المنظمة. وقال: ان شعوب العالم تتوقع من الأمم المتحدة منع أطماع الهیمنة، مؤكدا استعداد إيران للمشاركة في نشر السلام والأمن في العالم والحیلولة دون اضطهاد الشعوب. وأضاف: إن إشعال الحروب هو طبيعة الدول العظمى ونظام الهيمنة، معتبرا تحركات الأمم المتحدة ضرورية لمنع هذه الإجراءات الخطيرة التي تعطل السلام والاستقرار في العالم.
جشع النظام الاستعماري
وأشار إلى قلق الدول بشأن المستقبل السياسي والاجتماعي لأفغانستان واليمن وسوريا، فضلا عن النزعة الانفصالية في أفريقيا في ظل جشع النظام الاستعماري، ورغبة نظام الهیمنة في السلطة، وذكّر بالدور المهم الذي تلعبه الأمم المتحدة في منع اضطهاد شعوب هذه البلدان.
وأضاف: إن الجمهورية الإسلامية الإیرانیة ترید التعاون مع الأمم المتحدة، وهي مستعدة للمشاركة في توسيع السلام والأمن في العالم ومنع اضطهاد الدول.
لقاءات رئيس الجمهورية
على هامش مشاركته في الاجتماع الـ 78 للجمعية العامة للامم المتحدة، إلتقى رئيس الجمهورية نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، وأشار خلال هذا اللقاء الى الطاقات الكبيرة جدا لدى ايران والجزائر، مؤكدا ضرورة عزم المسؤولين في البلدين على رفع مستوى العلاقات وخاصة في المجالات التجارية والاقتصادية. وأشار رئيسي في هذا اللقاء إلى القدرات الجيدة جدا لإيران والجزائر وأكد على الجهود من قبل المسؤولين في البلدين للارتقاء بمستوى العلاقات خاصة في المجالات التجارية والاقتصادية بعد توقفها بسبب انتشار جائحة كورونا، وقال الرئيس الايراني: "ليس لدينا مشكلة في توسيع العلاقات مع دول الجوار"، معتبرا تدخلات الدول الغربية، وخاصة أمريكا، سببا في اضطراب العلاقات بين دول المنطقة.
ولدى لقائه نظيره الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، أمس الأول، رأى الرئيس رئيسي، ان جوار إيران وكازاخستان وعضويتهما في منظمة شنغهاي يشكلان أرضية جيدة لتطوير العلاقات بين البلدين، وقال: ان زيادة تبادل البضائع سواء عن طريق البحر أو عن طريق سكك الحديد يعود بالنفع على البلدين ودول المنطقة. كما أشار رئيس الجمهورية لدى لقائه مع رئيس قرغيزستان "صدر جباروف"، إلى التقدم العلمي اللافت للشباب الإيراني رغم العقوبات الظالمة، مؤكدا استعداد إيران للتشارك في الإنجازات العلمية مع قيرغيزستان. وقال: للاسف، على الرغم من رغبات حكومتي إيران وقرغيزستان، فإن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لم تتوسع بعد وفقا للإمكانيات الحالية للبلدين. مؤكداً أهمية التحرك السريع لإزالة العوائق أمام تطوير العلاقات بين البلدين.