الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون - ١٩ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون - ١٩ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

ثلاثية «الأمن، الوعي الشعبي، القيادة الحصيفة» أحبط المؤامرة

نهاية فانتازيا فورة مهسا

 تكثّفت في الآونة الأخيرة تحرّكات أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمُغرضين لتأجيج الأوضاع داخل البلاد، وذلك بالتزامن مع ذكرى وفاة الشابة مهسا أميني التي صادفت يوم السبت المنصرم، وفيما علّق أعداء الشعب الإيراني آمالهم "التي لا تتعدّى كونها أضغاث أحلام" على إشعال الشارع وتشديد الحرب المركبّة ضد ايران، شكّلت يقظة قوات الأمن التي لم یغمض لها عين لإرساء الأمن في البلاد ووعي الشعب في خضمّ هذه المؤامرة الخبيثة وحكمة وحصافة القيادة، ثالوثاً منيعاً "لا رتق فيه" بوجه مشروع الأعداء المُغرض تجاه الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية الإيرانية. المنظمات التي حاولت إثارة الفوضى في إيران، مُنيت بفشلٍ ذريع أمام تماسك وصلابة الدولة الإيرانية، مما أدّى إلى حديثٍ بشأن نهايتها كأدواتٍ وظيفية غربية.
فشل محاولة تعكير صفو الأمن والسلام
على إثر المقدمة سالفة الذكر، كان لابد لنا من إلقاء الضوء على بعض التطورات الهامة التي جرت في الآونة الأخيرة، تجلّت يقظة قوات الأمن في البلاد بصد الهجمة العدائية، حيث ثابرت الجهات المختصة ليل نهار لرصد أي تحرّك ضد الشعب الايراني، وضبطت في هذا الصدد جميع المحاولات البائسة لتعكير صفو الأمن والسلام في البلاد.
ففي آخر تطورات المنجزات الأمنية، تم القبض على اثنين من الأجانب المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي في مدینة ملارد التابعة للعاصمة طهران، كانا يخططان للقيام بأعمال تخريبية، وقال مصدر أمني: إن الشخصين المذكورين ینتمیان إلى تنظيم داعش الإرهابي، وكانا يحاولان استغلال التجمعات الشعبية الاحتجاجية للقيام بأعمال تخريبية.
ضبط عناصر إرهابية
في طهران أيضاً وفي ظلّ احباط العديد من المحاولات الفاشلة لتأجيج الأوضاع أمنياً، أعلن العقيد في الحرس الثوري "فياض الله ياري"  قائد قوات التعبئة في منطقة شهريار التابعة لطهران، عن رصد واعتقال عنصرين من الزمر الإرهابية المناهضة للثورة.  في السياق أيضاً، أعلن «نويد صحرائي» مدعي المحاكم العامة والثورية في مدينة «باوة» تفكيك عصابة لتهريب الأسلحة على يد قوات الأمن في هذه المدينة. وأكد المسؤول، أنه تم خلال هذه العملية العثور على ۳۷ مسدساً تم ادخالها الى أراضي الجمهورية الاسلامية الايرانية عبر هذه المدينة الحدودية.
جهود أمنية مستمرة
الى ذلك، أعلن مدعي المحاكم العامة والثورية في مدينة سربل ذهاب " أمير فيضي" إلقاء استخبارات حرس الثورة الاسلامية القبض على أحد المحرضين على أعمال الشغب في هذه المدينة. وفي تبريز اعلن قائد قوى الامن الداخلي في محافظة آذربايجان الشرقية "علي محمدي" إلقاء القبض على انتحاري كان ينوي القيام بعملية قتل جماعي لملبي دعوة المناوئين للثورة الاسلامية للتجمع يوم السبت المنصرم، في الذكرى السنوية لاحداث الشغب.
كما أدت يقظة القوات الأمنية الى إلقاء القبض على عدد من أعضاء الجماعات الإرهابية الذين أرادوا اغتيال أمجد أميني والد مهسا أميني في الطريق إلى مقبرة  آيتشي، وتم إحباط هذه المؤامرة. من جانبه قال العميد أمان اله كشتاسبي، قائد حرس الثورة في محافظة كردستان: ان استخبارات حرس الثورة تمكنت خلال الـ 24 ساعة الماضية من اعتقال 14 شخصاً من النواة التنظيمية للجماعات الإرهابية الانفصالية في مدن سنندج وديواندره وبانه ومريوان .
اعتقال المجموعة المحرضة لأعمال الشغب في مدينة مرودشت بمحافظة فارس.
نوايا واشنطن تجاه طهران
بالتزامن مع هذه التحركات المعادية، نُشر تسجيل صوتي سري مؤخرا حيث يشير الكلام المسجل في هذا المقطع الصوتي ان اميركا كانت تنسق مع الكيان الصهيوني حول موضوع العودة للالتزام بالاتفاق النووي حيث يقول ماكغورك في هذا التسجيل السري "نحن نتجه الى الخطة البديلة (الخطة باء) بالنسبة الى ايران". وفيما يتعلق بالخطة البديلة قال ماكغوك " طرق كالعزلة الدبلوماسية والحظر والعمل العسكري والاعمال التخريبية". وكان قد أعلن رئيس النيابة العامة في محافظة هرمزكان جنوب ايران، عن ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة والأدوات الأميركية الخاصة باعمال الفوضى والشغب من لنش حين دخوله الحدود المائية جنوب البلاد.
حرب مركّبة فاشلة
وعن الحرب المركبة التي تكثّفت مؤخراً بالتزامن مع ذكرى أعمال الشغب في البلاد، لا سيما من ناحية الهجمات السياسية المكثفة التي تعرضت لها البلاد والتي ترافقت معها هجمات إعلامية مواربة شابتها تلفيقات تبعث على السخرية والتي كان من المقرر أن تتزامن مع نشاط إرهابي على الأرض، إلاّ أن أياً من ذلك لم يقع. وكان قد اعلن وزير الامن حجة الإسلام سعيد اسماعيل خطيب، أن شبكة "اينترنشنال" وسيلة اعلام ارهابية، وقال ان اي مجموعة ارهابية ووسيلة اعلام ارهابية وكل من يروج للعنف لن يكونون في مأمن، وان دعم الدول المختلفة لهم لا يقودنا الى الكف عن تحقيق أهداف إجراءاتنا الأمنية والهجومية. حيث غرقت بعض الفضائيات متورطة في ترويج وتعليم الإرهاب ودعم الانفصاليين ودعم الأعمال التي تعرف بالأعمال الإرهابية في القانون الدولي ومن أهمها، شبكة "اينترنشنال".
 تمخّض جبل المعادين فأنجب فأراً
فشل مُخطّط زعزعة الأمن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يقف عند هذا الحدّ، إذ كان لثالوث الأمن والوعي الشعبي وحصافة القيادة تأثير مزلزل على شراذم المعارضين والمناوئين المعادين للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج، فصفّوف المعادين للثورة الإسلامية المباركة مُفتّتة بشكل كبير، ولا وجود لهم على الأرض لتشكيل أي خطر على ايران كما يفتقدون لأي حاضنة شعبية داخل الجمهورية الإسلامية الايرانية، ناهيك عن النجاحات الدبلوماسية التي حققها جهاز الدبلوماسية الإيراني على المستوى الدولي، الأمر الذي أفشل محاولات عزل ايران وشيطنتها أمام الرأي العام العالمي. فتلك الناشطة التي تنشط في التحريض على زعزعة الإستقرار وتأليب المجتمع المدعوة مسيح علي نجاد فقدت حصانتها الأمريكية، بعد أن أعلنت إدارة بايدن تخلّيها عن حمايتها. وقبل أن يمضي عامٌ كامل فقط على الأحداث التي أرادها الغرب خراباً في إيران، شهدت أحزاب ومنظمات المعارضة الإيرانية انسحاباتٍ لقادتها، وهو الأمر الذي أنذر بتراكم تفاعلاته بانهيار ائتلافها الارهابي.
معارضة مُشرذمة
حيث أثارت أسماء أبرز المنسحبين، شيرين عبادي، ومسيح علي نجاد، وعبدالله مهتدي من حزب "كومله"، وحامد إسماعيليون، هزّة كبيرة في صفوف كل الذين عوّلوا على تشكيل تجمّعهم ورقةً يتمّ استخدامها لتكرار إشعال الشارع الإيراني، وذلك بعد أقل من شهرٍ فقط على تشكيل ما سُمّي مجموعة "التحالف من أجل الديموقراطية والحرية في إيران"، حيث ندّد إسماعيليون بـ"أساليب المجموعة غير الديموقراطية"، في انتقادٍ لمؤسّسها، رضا بهلوي. من جهتها، أشارت الممثّلة والناشطة، نازنين بونيادي، والتي كانت أيضاً عضواً في الائتلاف الأساسي إلى أنّ "الانقسامات القديمة" التي تعاني منها المنظمات، "توسّعت وتعمّقت بعد تشكّل الائتلاف"، لتكتب في مقالٍ نشره موقع "إيران واير": "في نهاية المطاف، أثبتت المعارضة بأنّها أكثر تصدّعاً من النظام، وهو موحّد".
ما يؤكد ذلك أيضاً، هو خمود نشاطات منظمة مجاهدة خلق الارهابية في ألبانيا، بعد أن أقدمت الحكومة الألبانية على مداهمة معسكرهم وتعريتهم من جميع معداتهم التي كانوا يستخدمونها لغرض تأجيج الأوضاع ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
بالإضافة الى ذلك، فشلت جماعة بهلوي ابن الطاغوت في ترك أي أثر على الرأي العام الشعبي في ايران خلال هذه المدّة، إذ قوبلت دعوته التي وجّهها الى الشعب الإيراني بشأن إمتناعهم عن السفر الى شمال البلاد (التي تشتهر بأنها منطقة للإستجمام) خلال الذكرى السنوية لأعمال الشغب وذلك بغرض تأجيج الشارع من جديد، إلاّ أن دعواته لم تلق آذاناً صاغية و اصطدمت بحائط التجاهل الشعبي بالكامل، حيث إكتظت خلال العطلة التي جاءت بعد تمام زيارة الأربعين في ايران ربوع الشمال الخضراء في شمال ايران بالسياح من داخل البلاد للترويح عن أنفسهم.
الإخفاقات المتلاحقة لتيارات المعادين
وترافقت هذه الإخفاقات المتلاحقة لتيارات المعادين للثورة والمغرضين في الخارج بفشل مشروع تحريك ورقة الجماعات الكردية الإنفصالية في محافظة كردستان، سيما من جانب الفصائل الارهابية المستقرة في إقليم كردستان العراق، وذلك عقب تنفيذ الإتفاق الأمني بين طهران وبغداد، والضغوط التي مارستها الحكومة المركزية في العراق على أربيل لطرد الجماعات المسلحة من القرب من الحدود مع ايران، وهو ما وجّه صفعة شديدة لكل من كانت تسوّل له نفسه من قبل تلك الفصائل لتأجيج النزعة الإنفصالية الكردية داخل البلاد.
المحاور التي تطرّقنا لها في هذا التقرير والتي كشفنا خلالها كافة أبعاد فشل مشروع تأجيج الوضع في داخل ايران بالتزامن مع ذكرى أعمال الشغب، لم تك مجرّد إستنباطات غير مُدعّمة بالوثائق والأدلة المنطقية، إنما إستُمدت من عدّة قراءات ووجهات نظر لمجريات وتطورات الوضع الماثل داخل وخارج ايران، وما يؤكد صحّة ما أوردناه في هذا التقرير هو إعتراف قناة بي بي سي الناطقة بالفارسية بفشل مشروع المعادين لايران، حيث كشفت في تقرير لها عبر برنامج اسبوعي يحمل مُسمى "الصفحة الثانية" بأن صفوف ما يسمى المعارضة الايرانية مُقسّمة ولا يوجد لها حضور عملياتي على الأرض كما أنها تفتقر للجدية في نشاطاتها ناهيك عن الخلافات الغارقة فيها، لتؤكد القناة أن ما يسمى مشروع ذكرى وفاة مهسا أميني بات في طيّ النسيان.
البحث
الأرشيف التاريخي