السفير اليمني في سوريا للوفاق:
جاهزون لإعطاء الدم انتصاراً للقضية الفلسطينية
حول الموقف اليمني من القضية الفلسطينية ومعادلة الردع لمواجهة الكيان الصهيوني ودور محور المقاومة لنصرة الشعب الفلسطيني وأيضاً تطوّر القدرات العسكرية واللوجستية لحركة أنصار الله، أجرت صحيفة الوفاق حوار خاص مع السفير اليمني في سوريا عبدالله الصبري، فيما يلي نصه.. في البداية بعث السفير اليمني في سوريا عبد الله الصبري تحية لكل الاحرار في الجمهورية الاسلامية الذين وقفوا مع مظلومیة الشعب اليمني ويقفون دائما مع كل المستضعفين وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني.
وأشار السفير أن فلسطين هي القضية المشتركة في اطار محور المقاومة، واليمن اصبحت جزءً لا يتجزأ من محور المقاومة بعد ثورة 21 سبتمبر ووصول حركة انصار الله إلى صنعاء ومشاركتهم في السلطة وايضا حتى برغم العدوان على اليمن والحرب المستمرة منذ 9 سنوات، حيث في اطار الموقف المساند في القضية الفلسطينية سواء موقف الرسمي والشعبي ومواقف حكومة صنعاء ووزارة الخارجية فيها او من خلال المواقف الشعبية والمسيرات فترى هناك المليونية التي تشهدها اليمن مع كل حدث يتعلق بفلسطين. والاهم من ذلك ان الكيان الصهيوني على لسان قيادته يتحدثون عن الخطر القادم من اليمن وان اليمن بعد تطور قدراته العسكرية اصبح يقرع الاجراس في تل ابيب وهذا ما يجعلنا نفخر لكوننا اصبحنا ضمن المعادلة، معادلة الردع لمواجهة الكيان الصهيوني وضمن حسابات هذا العدو في اي حرب شاملة قادمة.
وأكد السفير أن الشعب اليمني مرتبط بالقضية الفلسطينية منذ شروع القضية، انما تمت محطات مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية كان الشعب اليمنی او الیمن كدولة كان ربما بعيدا عن بعض الاحداث نظراً انه كان تحت الاحتلال البريطاني وايضا لم يكن بشكل كامل جزء فاعل في القضايا العربية بشكل عام لكن مع الايام ومع توالي الاحداث كانت هناك حرب 73 هذه الحرب كان لليمن دور واضح فيها.
اغلاق مضيق باب المندب
في حرب 73 الذي حقق فيها العرب اول انتصار على الكيان الصهيوني كانت اليمن فاعلة في اطار الحرب من خلال اغلاق مضيق باب المندب في وجه الملاحة الاسرائيلية والامريكية وهذا ما جعل الكيان الصهيوني ينظر بقلق الى موقع اليمن واهمية هذا الموقع الاستراتيجي واصبح ينظر الى امنه القومي من خلال باب المندب من البحر الاحمر، وايضا في عام 82 وبعدها الاجتياح الصهيوني في لبنان بعد ان توافقت القوى العربية على خروج القوات المحسوبة على الثورة الفلسطينية وعلى جيش التحرير الفلسطيني، وقد خرجت جزءً من هذه القوات في حين كانت اليمن تعيش حالة التشتيت قبل الوحدة، فاختار منهم الذهاب الى عدن وهناك من ذهب الى صنعاء وكان في صنعاء وفي عدن معسكرات للمقاومة الفلسطينية.
الموقف الشعبي في اليمن
ايضا الموقف الشعبي في اليمن ظل وفيا للقضية الفلسطينية، وكان هناك اتفاق من كل التيارات والاحزاب اليمنية حتى عندما كانت تختلف الاحزاب اليمنية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ورأينا في الاحداث الأخيرة ما بعد الربيع العربي كيف ان الربيع العربي جاء على حساب القضية الفلسطينية، لكن في اليمن جرى تصحيح المسار في ثورة 21 سبتمبر عام 2014 عندما التحمت الثورة الشعبية وحققت انتصاراً لمواجهة المؤامرات الخارجية وخرجت اليمن من الوصايا السعودية وظهر موقف اليمن المؤيد والمساند للقضية الفلسطينية وشعار الصرخة الذي بدا به الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي "الموت لامريكا الموت لاسرائيل"، تحولت الثقافة الشعبية اليمنية الى ثقافة مقاومة وعام بعد عاما رأينا كيف اصبحت اليمن عنوان لهذا المحور وعنوان لالتزام للقضية الفلسطينية حتى السيد القائد عبدالملك الحوثی قال في احدى خطاباته اننا مستعدين في اليمن لكي نتقاسم رغيف العيش مع الشعب الفلسطيني رغم الحصار والاوضاع الصعبة في اليمن. ايضا استمراراً لهذه المواقف تم تأسيس جمعية الاخوة الفلسطينية اليمنية هنا في سوريا وذلك وفاءً من الفصائل الفلسطينة المقاومة لدور الشعب اليمني والقيادة اليمنية في القضية الفلسطينية.
دور حكومة صالح في القضية الفلسطينية
وفيما يخص تأييد حكومة صالح ودعمها للقضية الفلسطينية آنذاك، قال السفير اليمني عبد الله الصبري، لم تكن القضية الفلسطينية محل الخلاف لكن بالنسبة لنظام صالح كانت القضية الفلسطينية محل مزایدة كانت مواقف النظام السابق المؤيدة لفلسطين كانت مجرد اقاويل لاستهلاك الاعلام وكانت للمزایدة السياسية بينما حركة انصار الله ومشروع الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، حوّل الموقف من القضية الفلسطينية إلى آلية عملية، اولاً باعلام الموقف وشعار البراءة من امريكا و" اسرائيل" والصرخة في وجه المستكبرين وثانيا من خلال ربط الثقافة القرآنية لانتصار القضية الفلسطينية باعتبارها قضية دينية عقائدية وليست مجرد قضية سياسية یمکن ان تکون محل مساومة، الانطلاق اليوم في اليمن هو انطلاق عقائدي.
دعم القضية الفلسطينية واجب ديني
اننا ننتصر للقضية الفلسطينية من منطلق الواجب الديني باعتبار أن في فلسطين تقع اهم المقدسات الاسلامية بما فيها المسجد الاقصى بالاضافة الى حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم ايضا فاصبحت القضية مرتبطة بالدين وبالعقيدة وايضا اصبحت الى جانب ذلك مرتبطة بالمتغييرات التي تشاهدها المنطقة ولا يذيع سراً بان العدوان على اليمن كان من ضمن اسبابه هو موقف انصار الله من القضية الفلسطينية، فـ" اسرائيل" حرضت على هذه الحرب وامريكا تبنت هذه الحرب والسعودية قادت هذا العدوان على اليمن وكل ذلك في اطار خدمة اهداف الكيان الصهيوني وليس مفاجئاً اذا عرفت ان كل الدول التي اشتركت في تحالف العدوان كانت اما مطبعة مع الكيان الصهيوني او طبعت مع هذا الكيان بعد هذا العدوان فبالتالي فهناك قاسم مشترك بين دول العدوان على اليمن باعتبارها دول تخدم المشروع الصهيوالامريكي في المنطقة بينما حركت انصار الله ومشروع السيد حسين بدر الدين الحوثي كان عائقاً في وجه الاستكبار العالمي وعلى ضد من الهيمنة الامريكية.
شعار الموت لـ" اسرائيل"
كذلك شعار الموت لامريكا والموت لـ" إسرائيل" جاء متزامنا مع تداعيات احداث سبتمبر والاحتلال الامريكي لافغانستان والعراق وكان هناك تحذير بان اليمن قد تتعرض للاحتلال الامريكي، لهذا نبه السيد الشهيد القائد إلى خطورة احتلال امريكا لليمن وقال اننا يجب ان نستعد لمثل هذا الاحتمال من خلال الوعي الثقافي، والوعي الثقافي يتطلب اعلام موقف من امريكا ومن" اسرائيل" وبالتالي اصبح الشعار او الصرخة هي الوجه الآخر لحركة انصار الله، هي الاداة التعريفية لانصار الله، حتى ان النظام السابق كان يعتقل من يؤدون الصرخة في الجوامع و المساجد سواء في صعدة او صنعاء وعندما اعتقل المئات من المجاهدين كانوا يلقبون بالمكبرين اي اللذين يقولون الله اكبر الموت لامريكا الموت لـ" اسرائيل".
التفافة شعبية حول السيد عبدالملك الحوثي
حيث أن النظام السابق بدل ان يستعد للمواجهة مع امريكا ذهب وقدم اوراق اعتماد لدى الرئيس الاسبق جورج بوش الابن وقال انهم جاهزون لما تطلبه امريكا في اطار ما يسمى الحرب على الإرهاب، وعندما قدمت هذه الاوراق للامريكان عاد النظام السابق لكي يتلاعب ويتذاكى على الامريكان ويزعم ان الارهاب الذي يحاربه اليمن هم هؤلاء الذين يقولون الموت لامريكا والموت لـ" اسرائيل"، وترك القاعدة والتكفيرين وقدم نفسه بانه يحارب الارهاب ويقدم خدمة للامريكان، وشن النظام السابق 6 حروب على صعدة، هذه الحروب شكلت مظلومية كبيرة ولكن بقدر ما شكلت مظلومية، شكلت التفافة شعبية حول السيد عبدالملك الحوثي بعد استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي رحمة الله عليه، التف ثلة من المجاهدين حول السيد عبدالملك الحوثي وخاضوا هذه الحروب مع النظام السابق الى ان انتصروا في 2010.
دعم يمني وتبرعات شعبية للفلسطينيين
وحول التعاون الشعبي اليمني مع القضية الفلسطينية وحکومة الانقاذ الوطني أكد الصبري، أن الشعب اليمني جاهز كل الجهوزية لكي يكون جزءا من اي حرب شاملة لمواجهة الكيان الصهيوني، جاهز من خلال تطوير قواته العسكرية، وقدراته الصاروخية واللوجستية وجاهز ايضا بالمقاتلين، الآلاف من شباب اليمن مستعدين وجاهزين لكي أن يكونوا جزءً من هذه المعركة وهذا اهم شيء، اننا جاهزون لاعطاء الدم انتصارا للقضية الفلسطينية، وفي الاطار المجتمعي ايضا كما اسلف هناك تحرك شعبي دائما واكب كل التطورات في فلسطين من خلال المسيرات و الندوات وحتى التبرعات المالية وهذه التبرعات الشعبية سلمت لقادة فصائل المقاومة في صنعاء ولاقت استحسان وتكريم كبير لدى الشعب الفلسطيني.
وسائل الإعلام تعطي القضية الفلسطينية أولوية كبيرة
ايضا وسائل إعلامنا الرسمية والشعبية تعطي القضية الفلسطينية أولوية كبيرة في مختلف التناولات سواء الإعلام المرئي او المسموع او الالكتروني، وخطابات السيد القائد لا تخلو من القضية الفلسطينة واهمية انتصار القضية الفلسطينية وأهم ما في الموقف اليمني انه موقف يؤيد المقاومة بشكل عام ويرفض مسار التطبيع ومسار التسویات ويؤكد على حق الفلسطينين استعادة كل شبر من ارض فلسطين من البحر الى النهر وايضا يؤكد على تعزيز التنسيق بين الدول ومكونات محور المقاومة وهناك من الاخوة الفلسطينيين من يعرفون التفاصيل التي احيانا قد لا يكون مناسبا للبعد الاعلامي.
كثرة الاهتمام الشعبي اليمني للقضية الفلسطينية
وحول أسباب كثرة الاهتمام الشعبي اليمني على القضية الفلسطينية، أكد السفير اليمني عبد الله الصبري، ان القضية الفلسطينية هي محورية في مشروع انصار الله والمسيرة القرآنية، وهي محورية في الاطار الفكري وفي الاطار الديني والسياسي وبالتالي اصبحت جزءً من الثقافة العامة للمجتمع اليمني وخاصة في المناطق التي تتبع حكومة الانقاذ، من منطلق ان الصراع العربي او الصراع الاسلامي مع الكيان الصهيوني هو الصراع على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وهو ايضا صراع في اطار مؤامرة كبيرة تعرضت لها منطقتنا منذ وعد بلفور ومرورا باعلان الكيان الصهيوني وحتى تجزية الدول العربية وتقسيمها على النحو الذي نشاهده اليوم وبالتالي كما نحن ندعو الى تعزيز الوحدة الفلسطينية ندعو إلى تعزيز الوحدة الاسلامية ونبذ الفرقة الطائفية والتداعي لمواجهة المؤامرات الخارجية التي كانت الغرب هی رأس الحرب فيها.
جهود التطبيع بين الدول العربية والاسلامية
وقال صبري أن اليمن يرفض هذا المسار ويعتبره خيانة للفلسطينيين وهو يمدد لكل خطوة تطبيعية كانت سياسية او اقتصادية او حتى ثقافية مع هذا الكيان الصهيوني، مؤكداً أن هذا المسار التطبيعي نعتبره خدمة لمشروع الهيمنة الاسرائيلية على فلسطين بعد المنطقة العربية ونعتبره سلاحاً على الموقف الاسلامي تجاه حقوق ومقدسات الامة في فلسطين ونعتبره ايضا تجاوز لواقع شعبي يرفض التطبيع حتى في الدول التي نحن نعرف ان شعوبها ترفض هذا التطبيع وكما حدث في كأس العالم في قطر جاء الموقف الشعبي العربي والاسلامي مناهض لأي تطبيع حتى بشكل جزئي مع" اسرائيل". وفي الحقيقة نجد وضع حرج جدا سواء في المتغيرات الدولية حيث نجد ان الغرب وامريكا يتبنون الرواية الصهيونية ويدعمون" اسرائيل" في كل تحرکاته مع الأسف الشديد وايضا نرى العالم الاسلامي منشغلاً ومتجاهلاً القضية الفلسطينية ونرى كثير من الدول العربية تنحو نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني ومحاولة التقارب مع هذا الكيان.
الضوء الوحيد هو محور المقاومة ومواقف الجمهورية الاسلامية
وشدد السفير اليمني على أن الضوء الوحيد في هذا الظلام الدامس هو محور المقاومة ومواقف الجمهورية الاسلامية في ايران التي كانت منذ شرارتها الاولى مع القضية الفلسطينية عندما سلّم الامام الخميني (رض) السفارة هناك للفلسطينين وعندما اعلن عن يوم القدس العالمي وعندما دعم المقاومة في فلسطين وحزب الله في لبنان وعندما دعم ايضا سوريا وهي ايضا قلعة المقاومة في مواجهة" اسرائيل" وايضا في الفترة الاخيرة الدور الذي قامت به الجمهورية الاسلامية في مواجهة الجماعة التكفيرية وعلى راسها داعش الإرهابي ونحن نعرف ان داعش كانت تنفذ مخططات لصالح الكيان الصهيوني لكن الشعبين العراقي والسوري تلقيا دعم من الجمهورية الاسلامية الايرانية وانهيا ما يسمى دولة الخلافة في المنطقة والدعم ايضا في اليمن في مواجهة العدوان السعودي الامریکي هذا كله شكل محوراً مقاوماً من صنعاء الى دمشق الى طهران والى بيروت والى بغداد والمنامة هذه العواصم الوحيدة التي تعبّر بصدق ومصداقية عن دعمها لفلسطين. وايضا حتى اليوم في مواجهة الهجمة التي تنال المقدسات الاسلامية ما فيها المصحف الشريف لم نجد تحركا الا في الدول المقاومة ما شاهدناه في السويد و هولندا من استفزاز بمشاعر ملايين المسلمين مع ذلك لم يتم التحرك بشكل كبير الا في دول ومجتمعات محور المقاومة.