كبير مساعدي وزير الخارجية، للوفاق:
طهران دعت موسكو لتحرك جاد إزاء إعتداءات الصهاينة على سوريا
أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة، علي اصغر خاجي، تحدّث خلاله عن آخر التطورات في سوريا واليمن والموقف الراسخ الذي وقفته الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع حكومات هذه الدول في حربها ضد الإرهاب من جهة، والمساهمة في حلّ أزماتها السياسية والداخلية من جهة أخرى، كما عرّج خاجي خلال حواره المُسهب مع الوفاق على الدور البارز الذي تلعبه ايران في تخفيض حدّة التوتّر بين سوريا وتركيا، وتبحّر كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة في فضاءات الأزمة السورية وسبل حلّها كاشفاً عن المساعي الحثيثة التي بذلتها وما تزال تبذلها طهران لإرساء الأمن والسلام في المنطقة.
فيما يتعلق بسوريا ومسألة الوجود العسكري والعمل السياسي وحل الأزمة السورية، يبدو أن الأطراف الخارجية تتطلع إلى إخراج إيران من المحادثات السياسية! هل تقبلون بذلك؟
بداية أودّ أن أشكر صحيفة الوفاق القيمة على منحنا هذه الفرصة للحديث عن سوريا واليمن، يجب أن أقول بأننا کنا مع الحكومة السورية منذ عام 2012، عندما بدأت الأزمة السورية، وحاولنا منع الإجراءات التي تطبقها تيارات مختلفة على نطاق واسع ضد الحكومة السورية وخطّ المقاومة. كما تعلمون، تم إرسال إرهابيين مختلفين إلى سوريا من 60 إلى 70 دولة مختلفة، ودخلت إلى سوريا تنظيمات من قبيل داعش والقاعدة وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية التي لا تزال في سوريا حتی الآن ونفذت عمليات إرهابية وإرتكبت مجازراً فظيعة واحتلت الأراضي. لقد وقفنا إلى جانب حكومة وشعب العراق وسوريا في الحرب ضد الإرهاب، ولم نسمح لهذه الجماعات الإرهابية بتحقيق أهدافها الشريرة على الأرض. واستمر هذا الوضع حتى الآن وسوريا في حالة مستقرة مقارنة بما كانت عليه قبل 12 عاما.
تيارين في الأزمة السورية
النقطة الأولى هي أن العديد من الدول العربية والأوروبية والغربية يئست بشأن محاولاتها الإطاحة بالحكومة السورية من خلال خلق وتعزيز الإرهاب والعمليات العسكرية، والنقطة الثانية هي أن الدولة الأولى التي عقدت اجتماعاً بحضور المعارضة السورية والحكومة السورية كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنذ بداية الأزمة السورية نحن حاولنا حلّ المشكلة السورية عبر الحل السياسي. كنا نواجه تيارين في الأزمة السورية، اولاً كان هناك عدد من الأشخاص الذين اعترضوا على الوضع الحالي ويجب محاسبة الحكومة في هذا الصدد. لكن الأمر الآخر كان تدفق الإرهاب، الذي عارضته الحكومة والشعب السوري. ونحن حاربنا الإرهابيين وحاولنا فتح طرق الحوار بين الشعب والحكومة السورية وقد تم ذلك. اللقاء الأول كان في طهران وبعد ذلك نظمنا لقاء أستانا بحضور الخصوم وبعد ذلك كان اجتماع جنيف. إن المجموعة الأولى التي استطاعت أن يكون لها حضور فعال في حل الأزمة السورية هي عملية أستانا، حيث كان لنا حضور فاعل ومؤثر في هذه العملية، لأن الدول الثلاث إيران وتركيا وروسيا كان لها حضور فعال في اجتماع أستانا . ولذلك، لعبت جمهورية إيران الإسلامية دورا هاما ومركزيا في التطورات السياسية المحددة لهذه القضية. والأمم المتحدة تعترف في تصريحاتها بأن الاجتماع الأهم لحل الأزمة السورية كان عملية أستانا.
حلّ الخلاف تركيا وسوريا
النقطة التالية هي حل الخلاف التركي السوري، والتي قد تكون ذات صلة بما طرحته. فمن الضروري أن تركيا نفذت حتى الآن ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا، واحتل الجيش التركي جزءًا من الأراضي السورية. منذ نحو عامين، تصاعد الخلاف بين تركيا وسوريا حول قضايا الحدود، وكنا على مشارف عملية عسكرية لتركيا على الأراضي السورية. وفي ذروة التوتر العسكري بين تركيا وسوريا، عقدنا قمة أستانا في طهران في عهد الحكومة الحالية. وجاء بوتين وأردوغان إلى طهران وعقدا اجتماعًا ثلاثيًا مع السيد رئيسي، الذي استضاف الاجتماع. وعلى هامش هذا اللقاء، التقى السيد بوتين والسيد أردوغان مع المرشد الأعلى، وهو أوضح في هذا اللقاء أن الهجوم العسكري التركي على سوريا ليس في صالح تركيا، ولن يؤدي إلى إنجاز لتركيا، ولن يكون مفيداً لسوريا. ولذلك فإن حل مشكلة سوريا وتركيا في هذه القضية هو الحوار السياسي.
حضور ايراني فعّال في الحوار السياسي
ولذلك، بعد ذلك، جرت فترة من الحوارات السياسية، التي نشارك فيها أيضاً. والآن تجري المفاوضات بين تركيا وسوريا. ونحن، إلى جانب روسيا، نتولى قيادة المحادثات السورية التركية كضامن وعضو مراقب في هذه المحادثات. كما عقدت اجتماعات على مستوى وزراء الدفاع شارك فيها وزير دفاع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأجرينا محادثات أمنية بين أجهزة المخابرات في هذه الدول. وكان لدينا اجتماع مع نواب وزير الخارجية وأنا كنت حاضرا فيه. وأيضا كان اجتماعنا الأخير هو اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد قبل الانتخابات التركية. وكان لدينا أيضًا اجتماع رباعي في موسكو وبعد الانتخابات الترکية. ولذلك كان لنا حضور فعال ومؤثر وقوي في كل النقاشات السياسية، وتأثير الحضور الإيراني واضح وجليّ.
هل لديك أي تفاصيل عن هذه الاجتماعات لمشاركتها مع قرائنا؟
هناك مشاكل بين تركيا وسوريا، إحدى هذه المشاكل هي الوجود العسكري التركي في سوريا، وتعتقد سوريا أن الوجود العسكري التركي في سوريا يجب أن ينتهي، وترى سوريا أنه يجب تحرير أراضيها من الاحتلال التركي أولاً ثم التوجه نحو المحادثات السياسية. ومن ناحية أخرى، تقول تركيا: إن لدينا مشكلة أمنية على الحدود مع سوريا، وأن الإرهابيين يغزون تركيا من الأراضي السورية، وينفذون عمليات إرهابية هناك، ممّا يقوّض أمن تركيا.
نحن أمام حقيقتين، وكلاهما صحيح. إن احتلال الأراضي أمر غير مقبول، كما أن التمتع بأمن الأراضي هو قول صحيح أيضًا. وبالنظر إلى هذا الموضوع، تسعى الحكومة التركية إلى حسم الموضوع قبل مناقشة الإجلاء العسكري، وترى أنها لا تستطيع معالجة مسألة انتهاء العمليات العسكرية طالما أن مسألة تسلل الإرهابيين من سوريا تتم مناقشتها. ومن ناحية أخرى، ترى سوريا أن تركيا دولة محتلة. ولكن ينبغي النظر في كلا الاعتبارين وفي إطار حسن الجوار واللوائح الدولية والحفاظ على مصالح وأمن البلدين وتأمينهما والمفاوضات مثل تلك التي جرت في أضنا، ينبغي علينا مساعدة القوات العسكرية السورية على التمركز على الحدود وإرساء الأمن الحدودي الذي سوف يجب إزالة مخاوف تركيا وكذلك يجب على القوات التركية مغادرة الحدود.
ملفّ عودة اللاجئين والدور الأممي الغائب
ومن الأمور التي تتم مناقشتها الآن كيفية التعاون بين تركيا وسوريا مع مشارکة إيران وروسيا، لبسط الأمن على الحدود وإنهاء الوجود العسكري التركي في سوريا. أما كيفية تنفيذ هذا الموضوع فلم تتحدد آليته بعد. لكن من القضايا المهمة في هذا الاتفاق مسألة مكافحة الإرهاب التي يتفق الطرفان على هذا المبدأ المشترك. والقضية التالية هي عودة اللاجئين السوريين. إن الدولة التركية لها حق ومخاوفها مبررة، لأن لدينا أكثر من ثلاثة ملايين نازح في تركيا. لكن كيفية عودة هؤلاء اللاجئين هي مسألة خلافية. يجب أن يعود هؤلاء اللاجئون، وليس لدى حكومة السيد بشار الأسد أي اعتراض على عودة اللاجئين السوريين، ولكن عودة هؤلاء اللاجئين تتطلب المرافق والبنية التحتية المناسبة. لأنه الآن في سوريا لا بيت ولا ماء ولا طعام ولا مرافق فكيف يعودون؟! ويجب على المجتمع الدولي أن يساعد، وينبغي تنفيذ الترتيبات الخاصة بهذه القضايا في اجتماعات بمساعدة البلدان والمنظمات الدولية، ولا تزال المفاوضات مستمرة حتى يمكن التوصل إلى نتيجة مقبولة.
باعتبار أن سوريا طلبت المساعدة من إيران وروسيا لمحاربة الإرهاب، فإن مسألة انعدام الأمن تُطرح. وأحد المواضيع هو وجود القوات الأمريكية في سوريا. باعتبار أن الأميركيين غزاة وجاؤوا من دون دعوة ويسببون المتاعب وزعزعة الأمن لسوريا وحلفائها وينهبون النفط السوري، فهل كان هناك حديث أو عمل حول هذا الأمر؟
إن مناقشة وجود قوات الاحتلال الأجنبية المتمركزة في سوريا كانت دائمًا من القضايا الصعبة بالنسبة لسوريا وروسيا ولنا. والأميركيون يتواجدون الآن في شرق الفرات ويهيمنون على آبار النفط السورية مثل مدينة كنک وحقل العمر وغيرها من المناطق. وكما هو معروف، فإن نهب النفط السوري يتم على يد الأميركيين، الذين يرسلون هذا النفط بمساعدة بعض القوات الكردية إلى دول الجوار ويبيعونه هناك. بينما الشعب السوري نفسه يواجه مشكلة نفطية كبيرة وهو مستورد للنفط. إن تعاون أمريكا مع الجماعات الإرهابية للضغط العسكري على الحكومة والأمة السورية کان دائما واضحًا ومفتوحاً وغير مخفي، وكان الاثنان دائمًا يتفاعلان ويتعاونان مع بعضهما البعض. العالم كله يتحدث عن هذه العلاقة؛ الروس يقولون، والسوريون يقولون، ونحن أيضا قد أظهرنا الأدلة، مثل وثائق قاعدة التنف وغيرها من القواعد الأميركية.
عجز الأميركيين
المسألة التالية هي مسألة المواقف الأميركية وهم على مدى اثني عشر عاما، بذلوا قصارى جهدهم للإطاحة بالحكومة السورية وتحقيق أهدافهم. لکن الآن يشعر الأميركيون أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء في المرحلة العسكرية، لذلك يدفعون بشكل أساسي في المرحلة الاقتصادية. إن العقوبات الصارمة المفروضة على الحكومة السورية تحت مسمى قانون قيصر تهدف في الواقع إلى تدمير الشعب السوري من الناحية الاقتصادية. ولذلك فإن الحكومة السورية تؤكد دائماً على ضرورة انسحاب القوات الأمريكية من هناك وعدم التدخل، وعدم القيام بمثل هذه التصرفات اللاإنسانية التي تفرضها أمريكا عبر الحصار والضغط الاقتصادي، ولطالما لعب الأمريكيون دوراً سلبياً في هذه الأزمة وقد أدى ذلك على الدوام إلى تفاقم الأزمة في المنطقة.
وفي المقابل هناك أكراد سوريون، بعض هؤلاء الأكراد موجودون مع الشعب السوري ويعيشون معه، لكن قسماً آخر يحاول السعي للانفصال عن سوريا بمساعدة ودعم الأميركيين. ويستخدمهم الأمريكيون كورقة لزعزعة الأمن.
هل من الممكن أن نشهد مواجهة مباشرة مع الأميركيين؟ لأن الأمريكان أثروا سلباً على خط العبور الذي يربط إيران والعراق وسوريا بتعطيلهم.
هذه الحقيقة موجودة. فشلوا وعارضوا ذلك دائماً، ومارس الأميركيون ضغوطاً على جميع الأطراف. سياستنا في سوريا ليست قائمة على الصراع العسكري مع أمريكا، لكننا سندافع عن وجودنا ومواقفنا المشروعة.
الآن قامت معظم الدول العربية بتحسين علاقاتها مع سوريا واتجهت نحو تحسين هذه العلاقات، ولكن كان من بين هذه الدول، دولة شاركت في الأزمة السورية، وهي قطر. فهل اتخذت إيران أي إجراء في هذا الشأن وتحدثت مع الأطراف القطرية؟
يسعدنا أن العالم العربي راجع سياساته تجاه سوريا، واتخذ موقفا إيجابيا تجاه سوريا، وعادت سوريا إلى الجامعة الدول العربية، وشارك السيد بشار الأسد في اجتماع جدّة. تعلمون أن اجتماع لجنة متابعة الملف السوري انعقد في القاهرة خلال الأيام الماضية. وكان هذا الاجتماع لقاءً جيداً، إذ بعد تطبيع العلاقات العربية مع سوريا، شكلت الجامعة العربية لجنة لمتابعة العلاقات مع سوريا تشمل دولاً مثل مصر والسعودية والعراق والأردن ولبنان. لقد تم تقديم خطة عربية، والتي بادر بها الأردن تحت عنوان خطة "خطوة بخطوة".
إن قضية اللاجئين قضية مهمة، فكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد على حلّ هذه القضية الإنسانية التي يتفق عليها الجميع، حتى تتحقق الأهداف المنشودة ويعود الشعب السوري إلى دياره ويعيش حياة طبيعية في المجتمع.
محاولات لعرقلة عودة العلاقات العربية مع سوريا
وللأسف فإن الأمريكان والأوروبيين عارضوا هذه العملية وكلهم يحاولون وقف هذا التطبيع ونتائجه الإيجابية ويحاولون خلق الاضطراب والتعطيل في هذا المجال. بخصوص قطر، أنا تحدثت مع المسؤولين القطريين حول سوريا عدة مرات. كما جرت مباحثات مع دولة قطر على مستوى وزير الخارجية. ومع الأسف، لم نشهد حتى الآن أي تغيير في سلوك قطر، ونأمل، إن شاء الله، أن تلتحق قطر أيضاً بهذه القافلة وتتخذ موقفاً جديداً. وبطبيعة الحال، أعتقد أنه إذا سارت المحادثات التركية السورية بشكل جيد، فمن الممكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الجانب القطري، وسوف يلتحقون هذه القافلة العربية ويتعاملون معها بشكل إيجابي.
منذ حوالي عام أو عام ونصف، تمّت محاكمة ضابط سوري في ألمانيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ويبدو أن هذا الاتجاه سيستمر في المستقبل وسيقومون بهذا النوع من العمل في أوروبا وأمريكا. ما هي الإجراءات التي اتخذتها وتتخذها إيران وسوريا في هذه الحرب القانونية؟
كلما اقترب النظام في سوريا من الظروف الطبيعية والاستقرار النسبي والأمن، زادت الضغوط التي تمارسها الدول الغربية على سوريا لكسر مقاومة الشعب والحكومة السورية. وما لم تتحقق أهدافهم السياسية في الحالة السورية كما نصوا. وعلى الرغم من أن قرار الأمم المتحدة يؤكد على وجوب مساعدة سوريا وإعادة الإعمار الأولي حتى يتمكن الناس من العودة، لکن الأمريكيين، بالإضافة إلى العقوبات، صرحوا بوضوح أنهم لن يفعلوا أي شيء وسنمنع أي شيء حتى تتحقق شروطهم السياسية، ولقد جعلوا جميع الشروط مشروطة ومتوقفة على تحقيق شروطهم المسبقة غير العادلة.
ضغوط سياسية مستمرة
لقد حدثت هذه الحادثة التي ذكرتها، وتقع بجانبها أحداث أخرى. على سبيل المثال، قضية جرائم الحرب، رغم المحادثات مع الأمم المتحدة، فإنهم يريدون إرسال قضية الحرب السورية إلى محكمة العدل الدولية للضغط السياسي. أو المحاكم التي أقاموها أو الاعتقالات التي يقومون بها أو هذه الاتهامات التي يوجهونها؛ نعم، هذه الضغوط تتزايد ونحن على اتصال دائم مع السوريين لمنع مثل هذه الأعمال.
في هذه الأثناء، ما هو الدور الذي يلعبه الإسرائيليون في استفزاز الولايات المتحدة أو غيرها من الدول لدفع الأميركيين نحو عرقلة مسار حلّ الأزمة السورية؟
إن إسرائيل نظام معتدٍ. ولذلك فإن إبقاء هذا النظام وحياته هو في خلق عدم الاستقرار والعدوان والحرب وانعدام الأمن. إن الدولة السورية كانت ولا تزال داعمة للمقاومة، ولذلك فإن الأولوية الأهم للإسرائيليين هي المواجهة الفعلية لهذا النظام وإسقاطه حتى يتم هزيمة خط المقاومة هذا وإضعافه.
وفي هذا الصدد، بذلوا كل جهدهم لجعل النظام السوري غير آمن، وحتى لو لم يتمكنوا من تحقيق أي شيء، فلا يزال بإمكانهم تنفيذ عمليات عسكرية، إما بإطلاق الصواريخ أو القصف الجوي. في الواقع، إنهم يواجهون النظام السوري، وعندما كان الشعب السوري والحكومة السورية يقاتلون الإرهابيين، كانوا يقومون بعمليات عسكرية ويقصفون سوريا.
ولن أنسى حتى عندما حدث الزلزال السوري، عندما كان الناس يدفنون أحباءهم ويخرجونهم من تحت الأنقاض، جاءوا ونفذوا عمليات عسكرية وقصفوا سوريا، وأغمضت الدوائر الدولية أعينها وصمتت. والمغزى من هذه الحالة هو أن الحديث عن قصف سوريا لا يقتصر على المناطق العسكرية، بل يستهدف الموانئ والسفن والمناطق السكنية. وهذا يعني العصيان التام للمواثيق الدولية واتفاقية شيكاغو، وما زالوا يرتكبون مثل هذه الجرائم، وهي ذات طبيعة همجية.
وإذا كنا نتوقع أي شيء آخر من إسرائيل فهو توقع خاطئ وفي غير محله لأن هذا ما نراه هي الطبيعة الحقيقية لهذا النظام.