فيما تعود الحياة إلى طبيعتها في المغرب
حصيلة وفيات فيضانات ليبيا ترتفع إلى 11300
أفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية، أنّ الفريق المكلف من "حكومة الوحدة الوطنية" قدّر العدد الإجمالي للمباني المتضررة من السيول والفيضانات بنحو 1500 من إجمالي 6142 مبنى في درنة.
وأوضح الفريق في إحصائية أولية أن عدد المباني المدمّرة بشكل كامل بلغ 891 مبنى، وبشكل جزئي 211، وأنّ نحو 398 مبنى غمرها الوحل، كما تقدّر المساحة الإجمالية للمنطقة التي غمرتها السيول والفيضانات في درنة بـ 6 كيلومترات مربعة.
وبعد أسبوع على الفيضانات، التي اجتاحت مدينة درنة على سواحل شرق ليبيا، تواصل أجهزة الإسعاف الليبية، بمساندة فرق أجنبية، البحث عن آلاف القتلى والمفقودين من جراء الكارثة.
كذلك، تسببت الكارثة بنزوح 40 ألف شخص في شمال شرقي ليبيا، وفق ما أوردت المنظمة الدولية للهجرة.
وأعلنت الأمم المتحدة ارتفاع حصيلة وفيات فيضانات مدينة درنة إلى 11.300، أمّا 10.100 آخرين فلا يزالون في عداد المفقودين، بالاستناد إلى أرقام الهلال الأحمر الليبي.
ووسط الخراب الذي عمّ المدينة، يتم انتشال جثث كل يوم من تحت أنقاض الأحياء المدمرة أو من البحر ودفنها.
وفي المناطق المحيطة بدرنة التي شهدت سنوات من النزاعات المسلحة، حذّرت الأمم المتحدة من مخاطر الألغام الأرضية التي جرفتها مياه الفيضانات من مكان إلى آخر، مشيرةً إلى أنها تهدد المدنيين الذين يتنقلون سيراً على الاقدام.
وكانت العاصفة "دانيال" قد ضربت ليل الأحد الاثنين شرقي ليبيا، مصحوبةً بأمطار غزيرة، فتسبّبت بانهيار سدّين ما أدى إلى فيضان النهر الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة فتدفقت مياه بحجم تسونامي جارفة معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق وموقعة آلاف الوفيات.
وبدأت المساعدات الدولية تصل منذ السبت إلى ليبيا، لدعم الناجين من الفيضانات في درنة، وأعلنت هيئة الحشد الشعبي العراقية وصول قافلة مساعدات إغاثية أرسلتها إلى ليبيا، تحمل مواد إغاثية مختلفة برفقة وفدٍ عراقي بحث مع مسؤوليين ليبين توفير الدعم للمتضررين مِن جرّاء كارثة إعصار "دانيال"، الذي ضرب شرقي البلاد.
وأوضحت الهيئة في بيان أنّ القافلة الجوية انطلقت بطائرتين مِن بغداد متوجهةً إلى مطار "بنينه" في بنغازي، وحملت على متنها مواد طبية وغذائية وخياماً وأغطية، مؤكّدةً أنّها "ستوزّع على الأشقاء الليبيين المتضررين".
كما حطت في مطار بنينا في بنغازي، كبرى مدن شرقي ليبيا، طائرتان واحدة إماراتية والأخرى إيرانية، أفرغتا أطناناً من المساعدات تمّ تحميلها في شاحنات لنقلها إلى المنطقة المنكوبة الواقعة على مسافة 300 كلم إلى شرقي البلاد.
إلى ذلك وصلت أطنان من المساعدات بينها معدات طبية من السعودية والكويت إلى شرقي ليبيا.
وأعلنت سفارة إيطاليا وصول سفينة قبالة سواحل درنة تنقل بصورة خاصة خيماً وأغطية ومروحيتين للبحث والإنقاذ وجرّافات.
كذلك حطت في شرقي ليبيا طائرتان فرنسيتان لنشر مستشفى ميداني في درنة، وفق ما أفاد سفير فرنسا في ليبيا مصطفى مهراج.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية وصول طائرة إلى بنغازي تحمل 29 طناً من الإمدادات الطبية، من مركزها اللوجستي العالمي في دبي، "تكفي لمساعدة نحو 250 ألف شخص".
من جانب آخر، بعد أسبوع على فاجعة الزلزال الذي هزّ أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت في المغرب، بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى الدوار التابع لجماعة أداسيل، وبدأ السكان يتأقلمون مع الوضع الجديد، بعدما خيّم الموت والخوف عليهم، ليل يوم الجمعة الماضي.
ولا تزال المباني المنهارة شاهدة على الفاجعة الكبيرة التي عمت المكان، فيما فقد الكثير من سكان المنطقة أقاربهم.
الخيم التي نصبت في الأماكن صارت تعويضاً عن خسارة المنازل، وتساهم اللوحات الشمسية في إنارة المكان، بينما تمّ وضع مراحيض يتم استعمالها بشكل مشترك.
ويؤكد سكان الدوار، أنهم بدأوا يتناسون الكارثة، بسبب الكم الكبير من التضامن معهم. ووفق أحد شبان الدوار المنكوب، فإنّ التعاطف الكبير من المغاربة كان سنداً لهم في تجاوز المحنة، ونسيان ما حدث في تلك الليلة التي لم يعودوا يرغبون في تذكّر تفاصيلها.
وقال معهد أميركي إنه قد تكلّف أضرار زلزال الحوز المغربَ فاتورةً اقتصاديةً "باهظة الثمن"، تتراوح قيمتها بين مليار و9 مليارات يورو، بما يعادل 8% من الناتج المحلي الإجمالي، الذي سجّلته الرباط العام الماضي، وذلك وفقاً لبيانات كشف عنها معهد المسح الجيولوجي للولايات المتحدة الأميركية، "USGS".