تهويد القدس: محاولات التهويد والتصدي لها من واقع النصوص والوثائق والإحصاءات
الوفاق / وكالات - تهويد القدس هو مصطلح يصف ما يعتبره البعض المحاولات المستمرة من قبل السلطات الإسرائيلية من أجل نزع الهوية الإسلامية والمسيحية التاريخية من مدينة القدس وفرض طابع مستحدث جديد وهو الطابع اليهودي.
الاستيطان ومصادرة الأراضي
سعى الكيان الصهيوني في العقود الماضية إلى استكمال مخططه الاستيطاني الهادف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس، حيث عمل على تحقيق ذلك عبر توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقاً وشمالاً، وذلك بضم مستوطنة "معاليه أدوميم" التي يقطنها حوالي 20 ألف نسمة، كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافةً إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة مثل "عنتوت، ميشور، أدوميم، كدار، كفعات بنيامين" من الجهة الشرقية، "وكخاف يعقوب، كفعات زئييف، كفعات حدشا، كفعات هاردار" من الشمال. ما أدى إلى مضاعفة عدد المستوطنين وفي الوقت نفسه تقليل نسبة السكان العرب الفلسطينيين.
محاولات طمس الهوية العربية الإسلامية
تستهدف المخططات الإسرائيلية تهويد مدينة القدس، من خلال مؤامرات عديدة ومحاولات يهودية، مستمرة، لتزوير هوية العاصمة الدينية والتاريخية والسياسية والاقتصادية لسكان فلسطين الأصليين. وقد بدأت هذه المخططات الإسرائيلية الإجرامية بعمل "حفريات" تحت المسجد الأقصى، وبناء الكنس اليهودية، ومحاولات عدة لحرق وهدم المسجد واجتياحه، وحتى "تهويد السكان" عن طريق طرد العرب والمسلمين من المدينة، واستقدام يهود آخرين لتغليب تعداد اليهود فيها، ومروراً بـ "تهويد ملامح المدينة" عن طريق هدم المنازل وردم الآثار الإسلامية، وبناء مستوطنات على أنقاضها. وتهدف هذه الدراسة في هذا الكتاب الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية إلى تقديم وصف وقائعي، يستند إلى أوثق المصادر الإحصائية المتوافرة، وتفنيد بعض الروايات المضلِّلة، وتحليل المضمون عن طريق استيعاب النصوص والوثائق والأرقام، ثم تحليلها. وقد عُني الفصل الأول بالتشديد على عروبة القدس من خلال النصوص والمصادر اليهودية والتوراتية قبل العربية والإسلامية، وكلها تشهد بعروبة فلسطين، ومدينة القدس. وجاء الفصل الثاني "آليات التهويد" ليبيّن الأساليب الإسرائيلية الشيطانية في التحريف والتزييف، حيث تتعرض مدينة القدس، بصفة عامة، والمسجد الأقصى المبارك، بصفة خاصة، لاعتداءات يومية من قِبَل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تعمل ليل نهار على إزالة وطمس الهوية العربية – الإسلامية، لكي ينجح المحتلون في تركيب تاريخ يهودي مزوّر، وبالتالي فرض أغلبية يهودية مطلقة، وجعل القدس عاصمة الكيان الصهيوني، ومركز الحكم بحلول العام 2020، وتحقيق "حلم الآباء.