ضمن أعمال دورتها الخامسة والأربعين في الرياض؛
لجنة التراث العالمي تقترح إدراج «الخانات» و«ماسولة» في قائمة اليونسكو
الوفاق/ انطلقت أعمال الدورة الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في الرياض، فيما تم ترشيح 50 موقعاً للتراث الثقافي والطبيعي لأكثر من 40 دولة لإدراجها في قائمة اليونسكو العالمية، ومن إيران، تم اقتراح ملفي (الخانات) و(منظر ماسوله)". حيث استضافت مدينة الرياض في السعودية اجتماع اليونسكو في الفترة من 10 الى 25 سبتمبر، وشارك فيه ممثلون إيرانيون، بينهم علي دارابي، وكيل وزارة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية. وبحسب ما أعلنته اليونسكو في قمة هذا العام، سيتم فحص 50 اثراً، منها 34 ملفا تراثيا ثقافيا، و9 ملفات تراثية طبيعية، وملفين عبارة عن مزيج من التراث الطبيعي والثقافي.
وقد التقى وكيل وزير التراث والسياحة والحرف اليدوية الايراني "علي دارابي"، برئيس مركز التراث العالمي لليونسكو «لازار اسومو». هذا اللقاء جرى في الرياض يوم الخميس 14 سبتمبر، وعلى هامش الاجتماع الـ 45 للجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وفيما نوّه الى أهمية اقتراحات ايران التي وُضعت على جدول أعمال لجنة التراث، اعرب «دارابي« عن تقديره لموقف اللجنة الدولية الهادف الى حماية التراث العالمي.
في المقابل، اكد «اسومو» على اهمية ومكانة ايران في التراث العالمي واشار الى عدد من الاثار الايرانية الموثقة في مركز التراث. وصرح المسؤول الاممي خلال لقائه نائب وزير التراث الايراني، بانه سيقوم بزيارة طهران قريبا. على صعيد اخر، التقى دارابي في الرياض،كلا من الممثل الخاص لوزير الثقافة السعودي والامين العام لمنظمة اليونسكو السعودية؛ مثمنا في تصريحه خلال اللقاء موقف الرياض الداعم لمقترح طهران حول توثيق طقوس «مأدبة الافطار» في قائمة التراث العالمي.
ومن الدول التي ستتم مراجعة تراثها التاريخي والطبيعي في هذه الفترة ضمن اجتماع اليونسكو، هي: الصين، منغوليا، كوريا الجنوبية، تركيا، روسيا، ألمانيا، كمبوديا، لاتفيا، ليتوانيا، غواتيمالا، الهند، طاجيكستان، تركمانستان، أوزبكستان، إسبانيا، إثيوبيا، إيران، كندا، الدنمارك، جمهورية التشيك، الكونغو، فرنسا، بنين، مدغشقر، فيتنام، أذربيجان، فلسطين، تونس، الأرجنتين، بلجيكا، الولايات المتحدة الأمريكية، سورينام، هولندا، رواندا، تايلند، إندونيسيا، كازاخستان، إيطاليا، السعودية، اليونان والبرتغال.
خانات ايران
وكان من المفترض أن تعقد منظمة اليونسكو للتراث العالمي في روسيا من العام الماضي، لكن بسبب الحرب مع أوكرانيا، تم تأجيل القمة وتقرر حجز حصة الدول ومراجعتها في القمة المقبلة. لذلك، من بين الملفات الخمسين المقترحة للمراجعة في الدورة الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو لهذا العام، هناك 24 ملفا، هي حصص لقمة العام الماضي و26 لملف لقمة 2023. ومن إيران، سيتم دراسة ملفين «خانات إيران» و«المشهد الثقافي لماسوله»، كما ستضاف غابات «ديزمار» إلى الملف العالمي لغابات هيركاني.
وفي الملف المتعلق بـ«خانات ايران» في اليونسكو، تم التأكيد على أن «الخانات» هي أحد أهم أشكال العمارة الإيرانية التي تسببت في تطوير الطرق والاحتياجات المتعلقة بمتطلبات السفر . وكانت وزارة التراث الثقافي والسياحة والصناعات التقليدية قد أعلنت في وقت سابق أن هذا الملف يشمل 56 قافلة من 24 محافظة من البلاد، رغم أنه في الملف ذي الصلة على موقع اليونسكو، تم ذكر أسماء 32 خانات حاليا.
رباط شرف (خراسان الرضوية)، الرباط ماهي (خراسان الرضوية)، شريف آباد (سمنان)، رباط سنغ (خراسان الرضوية)، فخر داود (خراسان الرضوي)، قدمكاه (خراسان الرضوية)، نيشابور (خراسان الرضوية)، زعفرانية (خراسان الرضوية) ، مهر (خراسان الرضوية)، مزينان (خراسان الرضوية)، مياندشت (سمنان)، ميامي (سمنان)، ده مولا (سمنان)، آهوان (سمنان)، قوشه (سمنان)، لاسجرد (سمنان)، ده نمك (سمنان)، دير غجين (قم)، عين الرشيد (سمنان)، سعد السلطنة (قزوين)، زين الدين (يزد)، برند (طهران)، فرسفج (همدان)، بيستون (كرمانشاه)، إيزدخواست (فارس)، تاج آباد (همدان)، وقصر شيرين (كرمانشاه)، رباط قلي (خراسان الشمالية)، ورباط عشق (خراسان الشمالية)، التي تم بحثها في شكل ملف بعنوان "خانات إيران" في اجتماع
اليونسكو.
وقد تم اختيار هذه الخانات من خلال مقارنة خرائط 200 خان، وهي ميزة وردت في ملف اليونسكو أنه «لا يوجد لدى أي منها خريطة مكررة، لذلك فمن الواضح أن الخانات هي نتيجة إبداع وعبقرية المعماريين الإيرانيين عبر التاريخ». كما شاركت الخانات الإيرانية بشكل مباشر في التطورات الاجتماعية والثقافية، بحيث يمكن رؤية تأثيرها في الأدب والشعر والرسم والمنمنمات والموسيقى وكذلك الهندسة المعمارية. ومن حيث المقارنة، فإن الفرق بين الخانات الإيرانية وعدة أنواع أخرى من الخانات خارج إيران، يكمن في الشكل والتصميم، لأنه يبدو أن الأنواع الأخرى من الخانات قد جاءت من نماذج أو
لية إيرانية.
المشهد الثقافي في ماسوله
الملف الآخر لإيران، والذي تم اقتراح مراجعته في قمة التراث العالمي لليونسكو، هو «المشهد الثقافي في ماسوله»، الذي تم إدراجه على «قائمة انتظار التراث العالمي لليونسكو» منذ عام 2007، وبحسب وزارة الثقافة التراث والسياحة والصناعات اليدوية، فيما يتعلق بالحفظ والإدارة، فقد استفادت من الشروط المقبولة للترشيح، للتسجيل في قائمة التراث العالمي.
وبحسب الوصف المسجل على موقع اليونسكو فإن عمر ماسولة يتراوح بين 800 إلى 1000 سنة وإن وجود العديد من المقابر داخل المدينة وخارجها يثبت سياقها القديم. المخطط الأرضي للمدينة موازي لمنحدر الجبل. والجمع بين هذه الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية يمكن أن يكون مركزاً للسياحة الوطنية والدولية.
ومنذ وقت ليس ببعيد، أثار المجلس العالمي للآثار والمعالم التاريخية (إيكوموس) اعتراضات على ملف المشهد الثقافي في ماسوله، الذي اقترحته إيران للنظر فيه في الدورة الخامسة والأربعين للجنة التراث الثقافي التابعة لليونسكو عام 2023، وأعلنت معارضتها له. ورداً على ذلك، أوضحت وزارة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية: «إن الشكوك التي أثيرت حول رأي إيكوموس فيما يتعلق بقضية ماسوله، تعود إلى الغموض الذي قدمته إيكوموس بسبب عدم إمكانية التواصل بشكل كامل مع الخبراء الذين أعدوا الملف، ومن الواضح أن هذه القضية أثارت مخاوف بشأن إثارة مسألة التسجيل العالمي لماسوله في لجنة التراث العالمي، لذلك، في الشهر الماضي، تم إرسال وفد من الخبراء في مجال التسجيل العالمي إلى اليونسكو من قبل وزارة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية وكان من الضروري خلال المشاورات توضيح قيم المشهد الثقافي لمدينة ماسولة وحل الغموض الذي أثير مع أعضاء لجنة التراث العالمي».
ضم غابات ديزمار إلى هيركاني
بالإضافة إلى ذلك، اقترحت إيران هذا العام ضم غابة ديزمار إلى غابات هيركاني، ففي عام 2019 م تم تسجيل غابات هيركاني في اليونسكو، والآن سيتم إضافة جزء آخر إليها. هذا وتشكل غابات هيركاني كتلة غابات فريدة من نوعها تمتد 850 كيلومترا على طول الشواطئ الجنوبية لبحر قزوين ويعود تاريخ هذه الغابات عريضة الأوراق إلى ما قبل 25 إلى 50 مليون سنة.
26 أثراً عالمياً لإيران في قائمة اليونسكو/ إيران من بين أفضل 10 دول في العالم
قبل الثورة الإسلامية، لم يتم تسجيل أي من الأعمال الثقافية والتاريخية والطبيعية للبلاد في قائمة التراث العالمي. في عام 1979، تم إدراج ثلاثة أعمال جغازابيل وتخت جمشيد وساحة الإمام (نقش جهان) في أصفهان ضمن قائمة التراث العالمي.
ومنذ ذلك العام ولمدة 24 عاماً تلت، تقريباً، لم يتم رفع أي ملف للتسجيل العالمي، وبعد أكثر من عقدين من الزمن، تم تسجيل تخت سليمان في محافظة أذربايجان الغربية عام 2003، ومجمع قلعة بم في كرمان عام 2003، ومجمع باساركاد في فارس عام 2004، في اليونسكو. استمرت هذه العملية في السنوات التالية، قبة سلطانية في زنجان عام2005 وموقع بيستون في كرمانشاه عام 2006 هما العملان الوطنيان السابع والثامن لإيران اللذان تم تسجيلهما في اليونسكو. ومجموعة الكنائس في أذربايجان، بما في ذلك كليسا قره وسن استيبانوس وزُر زُر في عام 2008 ومنشآت مياه شوشتر في خوزستان في عام 2009 هي الأثار المسجلة التاسعة والعاشرة لإيران التي تم تسجيلها في القائمة العالمية ومواصلة هذا الاتجاه في عام 2010، تمكنت إيران من تسجيل اثرين في القائمة العالمية، وتم إدراج سوق تبريز في محافظة اذربايجان الشرقية ومقبرة الشيخ صفي الدين أردبيلي في محافظة أردبيل في الذاكرة العالمية بسبب ميزاتهما المعمارية
والتاريخية.
من خلال تسجيل مجموعة من الحدائق الإيرانية، منها 9، وهي: حدائق باسارغاد في مرودشت فارس، حديقة إرام في شيراز، جهلستون أصفهان، حديقة فين كاشان، عباس آباد بهشهر، حديقة الأمير كرمان، أكبرية بيرجند، حديقة دولت آباد في يزد، بهلوان بور مهريز في يزد في 2011، مسجد أصفهان جامع وقبة قابوس في كلستان عام 2012 ومجمع كلستان الثقافي التاريخي في طهران عام 2013، حيث بلغ عدد آثار إيران العالمية 16 أثرا في اليونسكو خلال 35 عاماً بعد انتصار الثورة الإسلامية.
إن المدينة المحترقة في سيستان وبلوشستان، تم تسجيلها في اليونسكو عام 2014، وفي العام التالي، تم إضافة المشهد الثقافي لقرية ميمند في كرمان وموقع شوش الأثري في محافظة خوزستان إلى قائمة اليونسكو العالمية في عام 2015.
وفي عام 2016 تمكنت إيران من تسجيل آثرين وطنيين قيمين في قائمة اليونسكو العالمية، في الملف الأول، صحراء لوط التي تقع في منطقة كرمان ومحافظتي خراسان الجنوبية وسيستان وبلوشستان، قد وجدت مكانة عالمية. الملف الثاني الذي تم تسجيله عام 2016 من إيران في الذاكرة العالمية لليونسكو هو مجموعة أحد عشر قناة إيرانية، بما في ذلك قصبة غناباد، بلده فردوس، باغ زراج يزد، حسن آباد مهريز، جوهرة جوبار كرمان، توأم أكبر آباد وقاسم آباد بروات، مون أردستان، وزوان ميميه ومزداباد أصفهان، وهي من أقدم وأغرب أنظمة إمدادات المياه في العالم وتعتبر تحفة من العمارة والهندسة الإيرانية.
يعد تسجيل مدينة يزد التاريخية كأول مدينة تاريخية في إيران في عام 2017، والمناظر الطبيعية الأثرية لفارس الساسانية في عام 2018 وغابات هيركان في محافظات كلستان ومازندران وجيلان وسمنان في عام 2019 ثلاثة آثار قيمة تم تسجيلها في اليونسكو في السنوات التي سبقت تفشي كورونا، والمشهد الثقافي لأورامانات/هورامان في منطقة كرمانشاه وكردستان، والسكك الحديدية الوطنية لإيران عام 2021 تم تضمينها في قائمة اليونسكو العالمية.