وسط إرادة جادة لتنفيذ مشروع الربط السككي

إتفاقيات إيرانية-عراقية حول تصدير الغاز والحقول المشتركة

الوفاق/وكالات- قال وزير النفط: إن إيران توصلت إلى إتفاقيات جيدة مع دولة العراق، لاسيما في مسألة تصدير الغاز الإيراني واستخراج الغاز من مشاعل المصافي الإيرانية.
وتعهد جواد أوجي، الخميس، بإستخراج كل كميات الغاز من مشاعل شرق كارون بنهاية الحكومة الحالية، مضيفاً: سيتم إستخراج غاز نحو 21 مشعلاً بنهاية العام الجاري.
وحول زيارة وزير الخارجية العراقي إلى إيران وما إذا كان سيتم التوصل إلى إتفاق في مجال النفط والغاز، صرح أوجي: نعم، لقد توصلنا إلى إتفاقيات جيدة مع دولة العراق الصديقة، لاسيما في مسألة تصدير الغاز الإيراني واستخراج الغاز من مشاعل المصافي الإيرانية وقضية تصدير الخدمات الفنية والهندسية، والأهم من ذلك كله أننا نتابع تشكيل لجنة متخصصة مشتركة للعمل معاً في الحقول المشتركة.
وحول آخر التطورات بخصوص الخلاف على حقل "آرش/ الدرّة" المشترك مع الكويت والسعودية، قال وزير النفط: إن وزارة الخارجية الإيرانية أعلنت موقفها الأسبوع الماضي وتتفاوض حالياً لحل هذا الأمر.
وفيما يتعلق باستخراج الغاز من المشاعل، ذكر أوجي: تم إستخراج ما يوجد من غاز في مشاعل الحقول النفطية غرب كارون، كما تتابع الحكومة الحالية بجدية الإجراءات المتعلقة بمشاعل الغاز في شرق كارون البالغ عددها 52 مشعلاً، ولحسن الحظ سيتم إستخراج غاز نحو 21 مشعلاً بنهاية العام الجاري.
 الربط السككي
من جانبه، أكد السفير الإيراني لدى بغداد أن هناك إرادة جادة من قيادتي العراق وإيران لتنفيذ مشروع الربط السككي، فيما أشار الى أن الربط السككي مخصص للسياحة ونقل الزائرين.
وقال محمد كاظم آل صادق، الجمعة، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن هناك إرادة جادة من قيادتي العراق وإيران لتنفيذ مشروع الربط السككي، وبدأت خطوات وعمليات إنطلاق الربط السككي، لافتاً إلى أن الأمر حسم بأن يكون المشروع للسياحة الدينية والطبيعية وذهاب وإياب الزائرين والمسافرين بين البلدين.
وبخصوص مشاركة إيران في المعرض والمؤتمر الدولي السنوي للصحة (Health Expo Iraq) في دورته الثالثة الذي أقيم على أرض معرض بغداد الدولي، قال آل صادق: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها تطور علمي وطبي كبير، وشاركت بـ17 شركة عملاقة متخصصة بصناعة الأدوية والأجهزة الطبية، معرباً عن أمله في أن يكون هناك نوع من التبادل وكسب الخبرات والتجارب في هذا المجال بين البلدين.
وفي مجال الطاقة، أكد السفير الإيراني أن ملف الغاز مازال في مقدمة التعاون بين البلدين، وإيران ماضية بهذا الإتجاه، إذ تصدر يومياً 40 مليون مترمكعب من الغاز إلى العراق، إضافة إلى التيار الكهربائي.
 إستعمال عملات غير الدولار
من جهته، أكد المستشار المالي لرئيس الحكومة العراقية، مظهر محمد صالح، أن هناك تفاهماً يلوح في الأفق مع إيران لاستعمال سلة من العملات الأجنبية غير الدولار لتسوية التعاملات التجارية بين العراق وإيران.
وقال صالح، الخميس، في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية: إن السماح بوسيلة تسديد دولية غير الدولار والتعرف على التدفقات التجارية بصورة ذات شفافية وحوكمة عالية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضمن النظام التجاري الدولي سيسهم بلا شك في استقرار سوق الصرف في العراق، إضافة إلى تعزيز استقرار نظام المدفوعات الخارجية في بلادنا، ويقود إلى استقرار عال في حركتي التجارة والمال دون آثار نقدية سالبة يتحملها اقتصادنا الوطني. وأضاف: لذلك هناك تفهم عال لاح في الأفق في استعمال سلة من العملات الأجنبية عدا الدولار لتسوية المعاملات التجارية مع الدولة الجارة إيران، دون أن يشكل ذلك عائقاً دولياً، ويوفر في الوقت نفسه الاستقرار النقدي المنشود في بلادنا، ولا سيما سوق العملة الأجنبية.
 وسيط نقدي دولي
وأشار صالح إلى أنه من الواضح أن هنالك متلازمة بين التجارة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جانب القطاع الخاص العراقي والحاجة إلى توافر عملة تسديد دولية لتسوية التبادل التجاري، في وقت هناك حظر من جانب الولايات المتحدة في مجال التحويلات المالية فرض على إيران منذ أكثر من عقد من الزمن، ويخضع لدرجات عالية من التشدد. وتابع: مثل هكذا اشتراطات قادت بمرور الوقت إلى التعاطي إلى التسويات التجارية بالعملة الأجنبية؛ لكن من خارج الأسواق الرسمية، ولا سيما في الطلب على الدولار في السوق السوداء المحلية.
وواصل مظهر محمد صالح مؤكداً أنه بات من المنطق إيجاد وسيط نقدي دولي بديل للتسويات التجارية مع الدولة الجارة بدل عملة الولايات المتحدة ويستخدم الوسيط النقدي البديل بشكل شفاف وواضح أمام المجتمع المالي الدولي ويجنب سوق الصرف المحلية في الوقت نفسه من ضغوط القيود الدولية وتعقيداتها وآثارها على اقتصاد بلادنا.
 التعامل بأي عملة غير الدولار
وكشف رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، الإثنين الماضي، عن طلب من إيران للتعامل تجارياً مع العراق بأي عملة غير الدولار الأمريكي.
وقال السوداني خلال مقابلة مع عدد من القنوات الفضائية العراقية: لدنيا تجارة مع الجارة إيران، وإيران عليها عقوبات ولا يسمح لها بإجراء تحويلات مالية ولا يوجد بنوك، لذلك التاجر العراقي الذي قام بشراء بضاعة من إيران يذهب للسوق الموازية لتغطية نفقات البضاعة، مؤكداً أن الجانب الإيراني في آخر لقاء قال لا نريد الدولار ولنتعامل باليورو أو باليوان أو بالدرهم أو بالدينار العراقي أو بالتومان الإيراني. وأضاف: لدينا آلية الآن يعمل عليها البنك المركزي العراقي والبنك المركزي الإيراني لإعداد خطة لتنظيم التجارة بين البلدين. ويشكل العراق الوجهة الأولى للصادرات الإيرانية، إذ وصلت قيمة الصادرات الإيرانية إلى العراق خلال العام الإيراني الماضي [21 مارس/ آذار 2022 إلى 21 مارس 2023] إلى 10 مليارات و238 مليون دولار، وترمي إيران حالياً إلى رفع حجم التجارة مع العراق إلى 20 مليار دولار.

البحث
الأرشيف التاريخي