المدرسة الحسینیّة.. رمز لکلّ القیم ولکلّ إنتصار ورفض کلّ إستبداد وظلم
الشعب الفلسطيني يقاتل نظام الإحتلال الصهيوني في القدس منذ أكثر من سبعين عاماً، وقد أثبت أنه لن يستسلم، من ناحية أخرى، فإن الإمام الحسين(ع) هو شهيد مناهضة الإستبداد، ما علاقة مقاومة الشعب الفلسطيني بانتفاضة الإمام الحسين(ع)؟
الشّعب الفلسطینيّ بدأ نضاله من بدایة القرن الماضي وقدّم آلاف الشّهداء من أجل المحافظة علی فلسطین وعلی القدس وعلی المسجد الأقصی، من أجل المحافظة علی کلّ المقدّرات الّتي تعود إلی جمیع المسلمین لأنّ فلسطین هي أرض وقف إسلامیّة مِن واجب الأمّة أن تدافع عنها وأن تحافظ علیها.
جاء الإحتلال من خلال الإستعمار البریطانيّ وکانت هناک مؤامرة علی أن تکون فلسطین وطن قوميّ للیهود وما یریدون من وراء ذلک تّقسیم المنطقة وکانت مؤامرة کونیّة وعالمیّة إشترک فیها الکثیر من الدّول العربیّة. من ذلک الوقت والفلسطینيّ يقاتل ويقاوم ويجاهد ويقدّم الغالي والنّفیس يقدّم آلاف الشّهداء بدایة من مقاومة الإحتلال والإستعمار الإنكلیزيّ إلی فلسطین إلی رفض أيّ مشروع فیه تقسیم الفلسطین وکان آلاف الشّهداء الّذین سقطوا علی طريق تحریر فلسطین ورفض أيّ تقسیم لفلسطین ويرفض حتّى أن یکون جزء بسیط لهذا الکیان الصّهیونيّ.
هنا وجدنا أنّ الظّلم وقع للشّعب الفلسطینيّ والتّخلّي من العالم العربيّ ومن کثیر من الدّول الإسلاميّة عن الشّعب الفلسطینيّ فتّمّ الإستفراد به وفي ذلک الوقت لم تكن المقدّرات الثّقافیة لیست کالیوم وبالتّالي هناک عدد کبیر من أبناء شعبنا کانوا فلّاحین وحتّی في المدن کان هناک العدد کبیر صحیح من المثقفین الذّین قاموا وقارعوا هذا الکیان، ولکن کانت المؤامرة أکبر من ذلک وهنا وجدنا أنّ الإمام الحسین(ع) قد إنتفض ورفض الظّلم والاحتلال، وکان شامخاً وتَمّ الإستفراد به ووقف وحیداً.
الإمام الحسین(ع) إستشهد من أجل المحافظة علی دین جدّه، علی الدّین المحمّديّ الأصیل، علی القیم الإسلامیّة، علی القرآن الکریم واستشهد وقدّم أغلی ما عنده وقدّم أبناءه وأهله وقدّم أحبّ النّاس إلی قلبه من أجل المحافظة علی الدّین، دین جدّه نبیّنا ورسولنا(ص) لذلک وجد الشعب الفلسطینيّ أنّ القیم والمنطلقات الحسینیّة هي عنوان له في مناهضة العدو حتّی لو تَمّ الإستفراد بالشّعب الفلسطینيّ فکان الإمام الحسین(ع) صورة واضحة لهم أنّنا سنقارع وسنقاوم هذا الکیان وفلسطین المحرّرة التّي هي لکلّ العالم الإسلامي لما فیها من المقدّسات خاصّة المسجد الأقصی المبارک کما إنطلق علي إبن الحسین(ع) زین العابدین بعد إستشهاد الجمیع وتکاثر نسل أهل بیت الإمام الحسین(ع) من خلال هذا الفَتَی الّذي بقي علی قید الحیاة وهم الیوم من أهل بیت رسول اللّه(ص) الذّين ینتشرون في أنحاء العالم وأصبحوا يشکّلون القوّة لتدعم فلسطین من جدید وهذا ما نشهده اليوم أن التّاریخ یعید نفسه، تمّ إستفراد الإمام الحسین(ع) في الماضي فإنتصر بدمه علی سیف الأعداء وکان علي إبن الحسین(ع) هو الّذي إستمرنا بنسله وبنسل والده وجدّه إلی أن وقفت إیران الیوم وقفة مشرفة ودعمت الشّعب الفلسطینيّ الّذي قاتل وقاوم وقارع ومازال حتّی هذه اللحظة من خلال المدرسة الحسینیّة الواضحة، فسبحان الله، جاء الیوم الدّعم الإیرانيّ الحسینيّ الّذي کان فیه وفاء للشّعب الفلسطیني، هذا الشّعب الّذي حافظ علی المقدّسات و علی المسجد الأقصی و رفض أيّ مقایضات حتّی طرد الکیان الصّهیوني المجرم
من أرض فلسطین.
على مرّ التّاريخ، تشکّلت العديد من حركات التّحرير، كيف ترى الفرق بين الحركة الحسينيّة وهذه الحركات؟
الحرکة الحسینیّة الّتي إنطلق منها الإمام الحسین(ع) إنطلقت من مبدأ رفض الظّلم وتثبیت الحقّ والمحافظة علی العقول وعلی القیم والأخلاق ونصرة المظلوم ورفض الإستبداد وإعادة الحق إلی أصحابه ورفض الهیمنة ورفض السّلطة الباطلة. فکانت مدرسة صادقة والإستشهاد رمزها، لأنّ الحرکة الحسینیّة عنوانها التّضحیة والحفاظ علی القیم والدّین، فأيّ حرکة الیوم تسیر علی النهج الحسینيّ ستکون متماهیة مع الحرکة الحسینیّة وعلی القیم الحسینیّة ومع المدرسة الحسینیّة وبالتّالي ستنتصر لأنّها تقوم علی القیم وعلی رفض الظّلم وتقوم علی الثورة وعلی رفض المفاوضات.
الثبات عنوانها والصّبر والتّضحیة عنوانها، عند ذلک هذه الحرکات تنتصر إذا تأسّست وتمثّلت بحرکة الإمام الحسین(ع) وسارت علی نفس المعاني، أمّا إذا کانت الحرکات تقوم علی القیم الزّائفة والقیم الباطلة والشّعارات الفارغة، فهذه الحرکات والثورات ستضمحل وستزول لأنّ ینبغي لأيّ حرکة أن تقوم من مطالب الشّعوب وتقوم من خلال رفض الظّلم والقهر والإستبداد والمحافظة علی القیم والأخلاق والدّین ولذلک نجد الیوم کثیر من الحرکات لا قیم لها علی الإطلاق وفي المناسبة نحن نؤکد أن الحرکة الحسینیّة تقوم علی المحافظة علی القیم والأخلاق وترفض أيّ نوع من أنواع التّعدي ونحن کمسلمین وحتّی کأصحاب أدیان وحتّی کأصحاب الحرکات الّتي تقوم علی القیم ینبغي أن تقاتل وتقارع وترفض القیم الزّائفة الّتي تقوم الیوم علی الشّذوذ وترید أن تدخل إلی مجتمعاتنا لتغزوا أفکار شبابنا فینبغي أن نقف أمامها .
وأيّة ثورة وأيّة حرکة الیوم نستطیع أن نقیّمها من خلال رفضها لهذه الحرکات الشّذوذیّة الّتي ترید أن تتآمر علی عقول شبابنا وتقضي علی کلّ قیمهم وهذه کلّها من صنع الصّهیونيّ الّذي هو فعلاً من صنع الشّیطان یرید أن یغیّر العالم من خلال ضرب القیم وتذویب القیم والأخلاق عند الإنسان حتّی لا یبقی الأثر ولا یبقی النّسل ولا شيء، هناک.
الإمام الحسین(ع) والمدرسة الحسینیّة والحرکة الحسینیّة هي عناوين لرفض کلّ أنواع الحصار ورفض أنواع کلّ الشّذوذ وکل المؤامرات وکل الظّلم فأيّ حرکة تقوم علی هذا النّهج هي حرکة صحیحة وأيّ حرکة لا تقوم علی هذا النّهج هي حرکة تعتبر فاسدة ولا قیم لها علی الإطلاق.
نحن نعتبر المدرسة الحسینیّة والحرکة الحسینیّة رمز لکلّ القیم ورمز لکلّ إنتصار ورفض کلّ إستبداد وظّلم وهي رمز التّضحیة ویکفی أنّ صاحب هذه المدرسة هو الإمام الحسین(ع) إنتصر لدین جدّه وأنتصر للدّین الإسلاميّ الحنیف الأصیل رافضاً المفاوضات والمساومات ويرید فقط إرضاء ربه عزّ و جل من خلال المحافظة علی هذا الدّین. فرفض أن یکون رجلا یحکم الإسلام وهو فاسق کیزید وغیره، فرفض الإمام أن یؤتیه کلمة فحمل السّیف لیس دفاعاً عن روحه بل دفاعاّ عن دین جدّه دفاعاً عن قرآنه، دفاعاً عن إسلامه، دفاعاً عن قبلته الکعبة الشریفة دفاعاً عن صلاته، عن حجّه، عن زکاته، عن خمسه، دفاعاً عن کلمة لا إله الّا الله محمّد رسول الله.
فهذه هي الحرکة الحسینیّة وهذه هي الثّورة الحسینیّة و هذا هو الحسین أبن عليّ علیه السلام، فبأبي أنت وأمّي یا امام! یا حسین(ع) بأبي وأمّي أنت یا من قدّم نفسه قرباناً أجل أن یبقی هذا الدّین الّذي نحن الیوم من المدرسة الحسینیّة الصّادقة السّلیمة الّتي أوقدت في قلوبنا وفي عقولنا وفي أجسادنا، الثّورة الحسینیّة التّي ترفض أيّ نوع من أنواع الإستبداد، ومن خلال هذه الثّورة یا إمام! یا حسین! یا من یعلّمنا کیف ننتصر بإذن الله من خلال مدرستک ومن خلال حرکتک سننتصر علی هذا الکیان الصّهیونيّ وإن شاء الله سیکون اللّواء مرفوعاً وهیهات منّا الذّلّة والحسین(ع) هو شعارنا وسنرفع علم لا اله الا الله وعلم هذا البیت والحسین(ع) علی مآذن مساجدنا ومآذن المسجد الأقصی المبارک إن شاءالله محررین لفلسطین للقدس من خلال شعارات الحسین(ع) ونسأل الله سبحانه وتعالی أن یجعلنا من الّذین یصلّون في المسجد الأقصی مع الإمام والقائد السّید علی خامنئي حفظه الله وأطال في عمره ومع جمیع الصّادقین من أمّتنا ومع السّید حسن نصرالله وکلّ المجاهدین والرّحمة للشّهداء الکبار الّذین سقطوا علی درب فلسطین وعلى رأسهم شهید فلسطین قاسم سلیماني الّذي استحق وسام الشّرف دفاعاً عن فلسطین و الّذي کان یترأس جیش القدس وإن شاء الله هذا الجیش سیصلّی في المسجد الأقصی.
کیف لا؟ والمقاومة في کلّ المنطقة هي جیش القدس إن شاء الله ومحور المقاومة هو من أجل فلسطین وهي تحت لواء جیش القدس کان کذلک قائد هذا اللّواء الشهيد قاسم سلیماني علی مدرسة الإمام الحسین(ع) سقط شهیداً علی درب الإمام الحسین(ع) کما سقط قدوته الإمام الحسین(ع) من أجل الدفاع عن الحقّ ونصرة المظلومین، إن شاء الله تعالی أنّ الحق سینتصر وأنّ الباطل مزهوقاً، "قل جاء الحق وزهق الباطل، إنّ الباطل کان زهوقاً".