الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وعشرون - ١٢ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وعشرون - ١٢ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

رئيس الجمعية العمانية للسينما والمسرح لصحفية الوفاق:

السينما الإيرانية.. سينما الإنسان وطبيعته

محمد أبو الجدايل
تتربّع سلطنة عمان على رأس الدول العربية التي تربطها علاقات واسعة وشاملة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علاقات لم تهزّها يوماً أعتى رياح المؤامرات الخارجية، التي ضربت وتضرب منطقتنا منذ عقود، علاقات بدأت تُثمر بشكل أكبر في ضوء أجواء التقارب التي تخيّم على المنطقة، وذلك لأن العلاقات الإيرانية - العمانية ترتكز على أسس راسخة ومتينة من الثقة والإحترام المتبادلين، وكذلك على حكمة وفطنة ودراية القيادتين السياسيتين في البلدين. لايخفى على أحد أن القواسم الثقافية المشتركة تلعب دوراً مهماً في تطوير العلاقات بين كافة الدول، وتتربع السينما على رأس تلك العلاقات الثقافية.

تعدّ إيران إحدى أهم المدارس السينمائية الآسيوية، والأفلام الإيرانية هي الاكثر تميّزا في المهرجانات العالمية وتُتوّج بالكثير من الجوائز، كما تحوز هذه الأفلام تقييماً عالياً في عدد من المواقع السينمائية المتخصصة، الأمر الذي جذب إهتمام العديد من المؤسسات السينمائية في العالم، ودفعها لتعزيز علاقاتها السينمائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
في ضوء ما سلف، شهدت العلاقات الثقافية الإيرانية – العمانية في المجال السينمائي إنتعاشاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، فبعيداً عن تلك العروض المشتركة والمُتكاثرة التي يُجريها البلدان الشقيقان في كل عام خلال التظاهرات السينمائية التي يُقيمانها، جرى في أبريل من العام المنصرم التوقيع على إنتاج أول فيلم سينمائي مشترك بين إيران وسلطنة عمان في مدينة "مسقط"، تحت عنوان "لؤلؤ" (مرواريد) بين ناشطي السينما الإيرانية والعمانية، إذ جرى الإتفاق في "مسقط" بحضور رئيس الجمعية العمانية للسينما وممثل سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في السلطنة، وأعرب حينها رئيس الجمعية العمانية للسينما والمسرح "حميد العامري" أثناء حفل التوقيع، عن أمله في أن يؤدي إنتاج اول فيلم سينمائي روائي بين ايران وعمان إلى حدوث تحول كبير في العلاقات الثقافية بين البلدين، وأن يتم عرض هذا الفيلم في دور السينما العالمية.
وفي ضوء تسارع وتيرة تطوّر التعاون السينمائي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان، أجرت صحيفة "الوفاق" الدولية حواراً شيّقاً مع رئيس الجمعية العمانية للسينما والمسرح جناب الدكتور "حميد بن سعيد العامري"، تحدّث خلاله عن الدور الكبير الذي تلعبه الجمعية في تعزيز السينما والدراما بالسلطنة، وعن آفاق وأبعاد التعاون السينمائي بين ايران وعمان في ظلّ علاقاتهما الوثيقة والمتنامية في كافة المجالات.
وتقدّم بالشكر الجزيل لصحيفة الوفاق على تغطيتها الخاصة للسينما العمانية والحراك الثقافي بالسلطنة، والترابط السينمائي بين طهران ومسقط، واستعرض د.العامري في مستهل الحوار مستجدات السينما العمانية، قائلاً: تقوم الجمعية العمانية للسينما بدور مهم في تفعيل السينما بشكل خاص والدراما بالسلطنة بشكل عام، وذلك من خلال نشر الثقافة السينمائية والفنية في المجتمع العماني، والتعريف بالسينما العمانية في الملتقيات والمهرجانات الدولية، بالإضافة إلى تأهيل أعضائها من خلال الورش والدورات الخاصة بصناعة الأفلام السينمائية، والخروج بنتاج سينمائي يتمثل في السيناريوهات والأفلام القصيرة والتي تشارك في المهرجانات السينمائية.
جهود لتنشيط الحراك السينمائي في السلطنة
ويُكمل توضيحه بشأن آخر مجريات السينما العمانية وتلك المشاريع التي تعمل عليها والجهود التي يبذلها القائمون على مؤسسة الفنّ السابع في السلطنة للنهوض بها إلى مستويات إحترافية، ويقول: تعمل السينما العمانية على تحقيق الخطط والرؤية الفنية التي رسمها مجلس ادارة الجمعية من خلال تنظيم وتأسيس عدد من المهرجانات السينمائية في المحافظات بالسلطنة، وهي إستكمال لخطة المهرجانات التي تم تدشينها في السنة الماضية 2022م، وذلك بنشر الثقافة السينمائية في كل قرية في عمان من خلال اقامة مهرجانات سينمائية في المحافظات العمانية، حيث اقيمت الدورة الأولى لمهرجانات المحافظات السينمائية، وقد تم الإحتفال بالنسخة الأولى في محافظة الداخلية ومحافظة الظاهرة ومحافظة الباطنة ومحافظة الشرقية، وهذه السنة سنستكمل النسخة الثانية من هذه المهرجانات والتي تنشط الحراك السينمائي بالسلطنة، بالإضافة إلى الترويج للمحافظات والولايات والقرى العمانية، والتعريف بالتراث والمورث الثقافي العماني.
تعزيز المنتوج السينمائي العماني
ويُردف د. العامري كلامه حول الأهداف التي ترنو إلى تحقيقها الجمعية العمانية للسينما والمسرح، موضحاً: يأتي تأسيس مهرجانات المحافظات السينمائية المنبثقة من مشروع ثقافي سينمائي وطني "اصنع فيلمك في عمان" والذي يسعى صنّاع الأفلام بالسلطنة إلى رؤيته على أرض الواقع، وبما أن الجمعية العمانية للسينما هي المؤسس لهذه المهرجانات فهي كذلك تساهم في صناعة مدراء للمهرجانات من خلال ادارة اعضاء الجمعية لهذه المهرجانات واكتساب الخبرة العملية في كيفية ادارة وتطوير المهرجان السينمائي، والدورة الثانية لمهرجانات المحافظات السينمائية تتميز هذه السنة بإستضافة سينمائية لإحدى الدول حيث يستضيف كل مهرجان دولة يتم التعرف على تجربتها السينمائية، كما يتم تقديم ورش تخرج بأفلام سينمائية لكل مهرجان، حيث يقيم كل مهرجان ورشة سينمائية قبل المهرجان وتشارك في مسابقات المهرجان، وهذا النشاط سوف يجذب صناع الأفلام للمشاركة وتقديم أعمالهم كما يضيف للمنتوج السينمائي العماني ويعطي حضورا قويا في المهرجانات السينمائية، وسنحتفل بالنسخة الثانية للمهرجانات كالآتي  في سبتمبر مهرجان الداخلية السينمائي، وشهر نوفمبر بمهرجان الباطنة السينمائي، وشهر يناير 2024م بمهرجان الشرقية جنوب السينمائي، وفبراير 2024م الشرقية شمال السينمائي "السينما والصحراء".
دعم ورش إنتاج الأفلام القصيرة
ويستطرد الدكتور العامري في إطار توضيحه لخطط الجمعية العمانية للسينما والمسرح، قائلاً: بالإضافة إلى ذلك يوجد في خطة الجمعية عدد آخر من المهرجانات وهي مهرجان المرأة والطفل الذي يقام في الجزء الأول من ديسمبر، ومهرجان السينما الجامعية الذي يقام في يونيو 2024م، بالإضافة إلى مهرجان مسقط السينمائي الدولي الحادي عشر الذي يقام في مارس 2024م. كما ستستمر الورش الإنتاجية حيث تم انتاج 3 أفلام روائية قصيرة السنة الماضية من خلال صندوق الدعم والإنتاج والذي دعم 8 أعمال أخرى لأعضاء الجمعية، في هذه الدورة كذلك سيتم انتاج 3 أفلام روائية قصيرة بالإضافة إلى فيلم روائي طويل كتابة وإخراج مجموعة من الاعضاء، كما يقوم  الصندوق بدعم الورش التي تقام لإنتاج الأفلام القصيرة.
السينما الإيرانية مدرسة سينمائية
وفي معرض ردّه على سؤال بشأن تقييمه للسينما الإيرانية، وعن التعاون السينمائي بين طهران ومسقط، يقول رئيس الجمعية العمانية للسينما والمسرح: السينما الإيرانية تعد من وجهة نظرنا مدرسة سينمائية لها اسلوب مميز ولها حضور كبير وجمهور متابع، السينما الايرانية هي السينما القريبة من الإنسان وطبيعته، سينما تتناول الموضوع السينمائي أو القضية بتحليل راقي ومحترم، تتميّز بالإبداع والإبتكار في معالجة القضايا بالطرح السينمائي الجميل. ويُكمل بالقول: بالنسبة للحضور السينمائي الايراني في السلطنة، فهناك متابعة كبيرة من قبل الجمهور العماني للأعمال الإيرانية وهذا يرجع للإشتغال القوي لهذه الاعمال، كما تشابه المجتمع والثقافة بين الشعبين.
الأفلام الإيرانية في دور العرض العمانية
ويُضيف الدكتور العامري حول عرض الأفلام الإيرانية في الفعاليات السينمائية التي تُقام بالسلطنة، قائلاً: نجد الافلام الايرانية في دور العرض السينمائية وفي المهرجانات السينمائية التي تقيمها الجمعية العمانية للسينما، وإحرازها على العديد من الجوائز، وزيارة العديد من المخرجين والممثلين والمنتجين والمصورين إلى السلطنة للتعريف بأعمالهم الفنية، كما تقوم السفارة الايرانية بدور كبير في التقارب الثقافي من خلال إقامة بعض النشاطات الثقافية السينمائية.
كما يعرّج العامري على الدور البارز للسينمائيين الإيرانيين في التفاعل مع السينما العمانية والمُساهمة في تطويرها والإرتقاء بها الى أفضل المستويات، قائلاً: بالنسبة للسينما والعمل السينمائي فيوجد العديد من الإخوة الإيرانيين المقيمين اعضاء في الجمعية العمانية للسينما، التي تفتح عضويتها لكل محبي السينما في السلطنة، والاستفادة من خبراتهم في المجالات السينمائية ونقلها الى باقي اعضاء الجمعية، ومشاركتهم في الأنشطة والفعاليات التي تقيمها الجمعية.
وقد خرج هذا التعاون بعدد من الأعمال من ضمنها فيلم "مدرسة الإصلاح" للمخرج جميل اليعقوبي، ومسلسل "يوميات مصبح" للمخرج جلال الدين، وبعض الأعمال السينمائية. كذلك الفيلم الروائي الطويل "المبادلة" من إخراج الإيراني "ياسر احمدي"، فهناك تعاون مشترك مع المنتج العماني محمد الكندي في تقديم الفيلم.
تعزيز التعاون السينمائي
كذلك حضور بعض الفنانين والمخرجين العمانيين في المهرجانات السينمائية الايرانية سيُسهم في تقوية وتعزيز هذا التعاون، كما سيلعب دوراً في تقريب وجهات النظر بين الجانبين.
لكن لا يقف الدكتور العامري عند هذا الحدّ من التعاون بل يُطالب بالمزيد منه بين البلدين، إذ يقول: نتمنّى ان يكون هناك تعاون أكبر، سيما في مجال تقديم مجموعة من الاعمال السينمائية العمانية الايرانية، حيث تملك السينما الايرانية الخبرات الفنية والإمكانيات المثرية للجانب السينمائي، كما تملك حضورا جماهيريا يُدعّم المردود الاقتصادي لصناعة الأفلام.
دور السينما في تحسين العلاقات
كما يتناول رئيس الجمعية العمانية للسينما، دور السينما في تحسين العلاقات بين دول المنطقة والتقريب بين الشعوب الاسلامية، موضحاً لـ "الوفاق": للسينما تأثير قوي على البشرية وعلى الحياة بشكل عام، السينما ساهمت في تطوير الطب والهندسة وعالم الطيران والفضاء، حيث تطرح السينما الأفكار بتقنيّة وبُحرّية وبرؤية مستقبلية، والمشهد البصري الذي تنقله السينما لا يحمل فقط الالوان ولكن يحمل المشاعر والأحاسيس التي يبثها للمتلقي.
وُيردف بالقول: تعد السينما من أقوى الوسائل إنتشارا وتأثيرا، ولكن تبقى القضية في مخرج الفيلم، فالفيلم هو ناقل لفكر مخرجه، فنجد أفلام كثيرة تحمل أفكار لا نتفق معها، ولكن لا يمكن أن نرفضها اذا امتلكت المواصفات الفنية للفيلم، ولأهمية هذا المعيار أو قوة هذا الدور فنرى أنه يجب على الدول والحكومات أن تدعم السينما حتى يمكن من خلالها أن توجه الرسائل عبر القوّة الناعمة والتي يتفاعل معها المشاهد بأفضل الأشكال.
على الدول الإسلامية الإهتمام بالسينما
ويوجّه الدكتور العامري خطابه للدول الإسلامية، داعياً إياها لتوحيد الجهود في إطار العمل السينمائي الموحّد، ويقول: يجب على الدول الاسلامية الاهتمام بالسينما وتقديم أعمال تحمل الاهداف والقيم والمبادئ التي تسعى الى نشرها من خلال تقنية مواكبة للتطور التقني والثورة التقنية التي تتسارع في العالم. مُضيفاً: العالم برُمّته يحتاج الى طرح سينمائي ممتع بعيد عن التوجيه المباشر، وأعتقد نجحت السينما الايرانية في طرح مثل هذه الافلام، ولقد تعرف الكثير من الجماهير على الشعب الايراني من خلال الاعمال الايرانية.
كما يتطرّق رئيس الجمعية العمانية للسينما والمسرح الى نخبة المخرجين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويقول: الحقيقة تعجبني الأفلام الإيرانية التي تطرح القضايا بسلاسة وأسلوب ممتع بدون الطرح النمطي والتكرار أكثر من الإنتباه إلى اسم المخرج، هناك مخرجون ايرانيون في ذاكرة كل السينمائيين والذي لا يمكن المرور عليها مرور الكرام، لا بد من التوقف واحترام ما تم تقديمه من أعمال، يأتي المخرج أصغر فرهادي في مقدمة هذه الأسماء حيث قدّم فيلم "انفصال نادر وسيمين" وحاز على جائزة الأوسكار مرتين، الأولى كانت لفيلم "انفصال نادر وسيمين" عام 2012م والثانية لفيلم "البائع" عام 2016م، ومن ينسى فيلم "أطفال السماء" لمجيد مجيدي وجعفر بناهي صاحب العديد من الأفلام من أهمها فيلم "تاكسي طهران"، وسعيد بالتعرف على العديد من المخرجين الإيرانين منهم المخرج ياسر أحمدي صاحب فيلم "سراليش" والمخرج صادق صادق.

 

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي