ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 4071 بين قتيل وجريح
إعلان الحداد في المغرب.. وانطلاق مساعدات إغاثة دولية
ذكر التلفزيون الرسمي المغربي نقلا عن بيان لوزارة الداخلية المغربية، أن عدد ضحايا الزلزال ارتفع إلى 2012 قتيلا.
وأضاف أن أعداد المصابين ارتفعت إلى 2059، من بينهم 1404 أشخاص في حالة حرجة.
وأمر الملك المغربي محمد السادس بالحداد الوطني ثلاثة أيام، وتنكيس اﻷﻋﻼم الوطنية، كما ترأس جلسة عمل خصصت لبحث اﻟوﺿﻊ عقب اﻟزﻟزال الذي خلف خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وذكر الديوان الملكي المغربي، في بيان، أنّ "الملك أعطى تعليماته منذ اللحظات الأولى لتعزيز الوسائل وفرق الإنقاذ من أجل تسريع عملية إنقاذ الجرحى وإجلائهم".
وتستمر فرق الإنقاذ في البحث عن ناجين محتملين، أو جثامين ضحايا، وسط أنقاض البيوت المهدمة، مستعينة برافعات وآليات حفر.
مبادرات دولية
في غضون ذلك، أطلقت الجزائر "حملة الأخوّة العاجلة" لمساعدة المتضررين من الزلزال، كما أعلنت فتح مجالها الجوي، المغلق منذ أيلول/سبتمبر 2021، أمام الرحلات التي تنقل مساعدات إنسانية وجرحى من جرّاء الكارثة.
وفي طهران، أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن تعازيه ومواساته لأسر ضحايا الزلزال، مؤكداً استعداد ايران لتقديم الإغاثة للمنكوبين.
كما أعلن الهلال الأحمر الإيراني استعداده لإرسال فرق إنقاذ وطبابة إلى المناطق المتضررة المغربية من جراء الزلزال.
ومن تونس، غادر فريق من الحماية المدنية إلى المغرب لدعم جهود البحث والإنقاذ، بحسب ما أفادت وزارة الداخلية التونسية.
وفي قطر، طلب أمير البلاد إرسال فرق إنقاذ ومساعدات طبية عاجلة من أجل دعم جهود الإغاثة.
وأفادت وسائل إعلام مغربية بوصول فريق إنقاذ تشيكي إلى المغرب للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنّ واشنطن مستعدة لتقديم أي مساعدة ضرورية يحتاج إليها المغرب لمواجهة هذه المأساة.
وكذلك أعرب رئيس الوزراء الياباني عن استعداد بلاده لتقديم كل المساعدة الممكنة التي قد يحتاج إليها المغرب.
على مستوى المنظمات الأممية، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنّه مستعد لمساعدة المغرب على التعافي من المأساة الكارثية للزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.
وأعلنت منسقة الأمم المتحدة في المغرب أنّها تضع إمكانات المنظمة تحت تصرف الحكومة المغربية لتقديم كل المساعدة في هذه الظروف الصعبة.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن زلزال المغرب أدّى إلى تضرر أكثر من 300 ألف شخص في مراكش وضواحيها، بينما أعلن الصليب الأحمر الدولي أنّ "المغرب قد يحتاج إلى المساعدة طوال أعوام".
افتتاح مراكز التبرع بالدم
بدوره أعلن مرصد الزلازل الأورومتوسطي إنّه سجّل هزة أرضية بقوة 4.5 درجات على مقياس ريختر على بعد 77 كيلومتراً جنوب غرب مراكش، وتعد هذه إحدى توابع الزلزال الذي ضرب أجزاء من المغرب، وخلّف دماراً واسعاً في بلدات وقرى من المملكة.
وتتقاطر أعداد كبيرة من المغاربة على مراكز التبرع بالدم تلبية لنداء السلطات الصحية، التي حثت المواطنين على التبرع بالدم للمساعدة في إسعاف المصابين نتيجة الزلزال.
وفتحت السلطات أكثر من مركز للتبرع بالدم في مختلف مدن البلاد، خصوصاً في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء.
ويعتبر الدم من أكثر المستلزمات التي تحتاجها المستشفيات، في مثل هذه الظروف، حيث تجُرى آلاف العمليات الجراحية بشكل متزامن ومتواصل وفي أكثر من مستشفى في المناطق المنكوبة بالزلزال.
أعمال الإنقاذ مستمرة
في السياق شيّع المغرب، الأحد، ضحاياه بعد الزلزال العنيف الذي أودى بحياة 2012 شخص، وفق حصيلة رسمية من المتوقع أن ترتفع مع تواصل عمليات البحث، وفق التلفزيون الرسمي في الرباط.
وتعد ولاية الحوز مركز الزلزال والأكثر تضرراً حيث سقط 1293 قتيلاً، تليها ولاية تارودانت التي سقط فيها 452 قتيلاً، وفي هاتين المنطقتين الواقعتين جنوب غربي مدينة مراكش السياحية دمر الزلزال قرى بأكملها.
بالتزامن، أجرى مدير مكتب "اليونيسكو" بدول المغرب العربي، إريك فالت، زيارة لمدينة مراكش استغرقت ساعتين، وقال: "بعد كارثة كهذه، الأمر الأهم هو الحفاظ على حياة البشر، ولكن يجب علينا أيضاً التخطيط فوراً للمرحلة التالية".
وأوضح فالت أنّ "المرحلة التالية ستشمل إعادة بناء المدارس والبنايات الثقافية المتضررة من الزلزال"، مضيفا أنّ "مراكش تضم الكثير من الأماكن التي أدرجتها اليونيسكو ضمن التراث العالمي". كما أفاد بأنّ "صومعة الكتبية (البناء الأكثر رمزية) شهدت تصدعات كبيرة، إضافة إلى الدمار شبه الكامل لصومعة مسجد خربوش بساحة جامع الفنا، كما تضررت أسوار المدينة في العديد من الأماكن".
وفي هذا السياق، أعرب فنانون فرنسيون من أصل مغربي، عن تضامنهم مع المغرب، ودعوا إلى حملة للتبرع تحت عنوان "المغرب في القلب".
كما أعربت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك، عن تضامنها مع المغرب، ووعدت بأن تكون فرنسا إلى جانب الشعب المغربي لإعادة بناء التراث القديم الذي تضرر بشدة.
أنقاض البيوت المهدمة
وخلّف هول الزلزال صدمة ورعباً امتدا الى عدة مدن، لكن الصدمة أقوى في نفوس سكان المناطق المنكوبة قريباً من مركزه. وأثار موجة تضامن عبر العالم، وعرض دول كثيرة تقديم المساعدة إلى الرباط.
وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن زلزال المغرب أدّى إلى تضرر أكثر من 300 ألف شخص في مراكش وضواحيها، بينما أعلن الصليب الأحمر الدولي أنّ "المغرب قد يحتاج إلى المساعدة طوال أعوام".
فرق الإنقاذ تسابق الزمن
وتواصل فرق البحث والإنقاذ عملياتها للوصول إلى جميع المناطق التي ضربها الزلزال، ولا سيما المناطق الجبلية والنائية.
ونقلت وكالات أنباء أن معظم الضحايا قضوا في المناطق الجبلية، خصوصا أن الزلزال ضرب منطقة جبال الأطلس الكبير. وتصعّب طبيعة المناطق عمل فرق الإنقاذ بسبب الوعورة وبعد المسافات وصعوبة إيصال المعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ.
سوريا تعزي
من جهتها أعربت وزارة الخارجية السورية عن تعازيها ومواساتها بضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، وأوقع أكثر من ألفين وفاةٍ إضافةً إلى مئات المصابين. وذكرت الخارجية السورية، في بيانٍ نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أنّ وزير الخارجية، فيصل المقداد، وجّه رسالة تعزيةٍ إلى نظيره المغربي، ناصر بوريطة، بضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب عدّة أقاليم في المغرب وخلّف المئات من الضحايا والمصابين والدمار في عددٍ من الأبنية.