في سلسلة مقابلات تحت عنوان «قادة التقدُّم»
«الوفاق» تحاور باحثين إيرانيين صمّموا منازل ذكيّة
الوفاق/ خاص
كبرى أميري
نجح مجموعة من الباحثين في جامعة شريف للتكنولوجيا بتصميم وإنتاج معدات وأجهزة ذكية للمنازل بأعلى وأحدث جودة. وتعتبر المعدات التكنولوجية هذه أكثر مناسبة من حيث التكلفة وهي أفضل من مواصفات المنتجات الأجنبية المماثلة في السوق، ويمكن أن توفر الراحة والسلام وتوفير الطاقة للعائلات الإيرانية.
شركة فرتاك رایانش أبري شریف المعروفة بالإسم التجاري "لكسيت" هي إحدى الشركات الموجودة في مجمع العلوم والتكنولوجيا بجامعة شريف، والتي تعمل في مجال التشغيل الآلي للمنازل. المجال الرئيسي لأنشطة شركة "لكسيت" هو "إضفاء الذكاء على المنازل، وأن تصبح سبيلاً شاملاً للمنزل الذكي"؛ وفي هذا الصدد، قامت بتطوير مجموعة منتجاتها بناء على بروتوكول WIFI.
أعضاء هذه الشركة هم "علي أشرفي" و"سجاد كجوئي" و"أشكان كرامي"، وهم من طلاب وخريجي الماجستير والدكتوراه في جامعة شريف للتكنولوجيا وجامعة طهران.
صحيفة الوفاق، ومن منطلق رسالتها الإعلامية، تنوي إجراء سلسلة من المقابلات تحت عنوان "قادة التقدُّم" مع الباحثين والخبراء وطلّاب الجامعات الإيرانية المرموقة والناجحة، الذين احتلوا مكانة متفوقة بين مراكز البحث العلمي في البلاد والعالم، وفيما يلي الحلقة الأولى من هذه المقابلات:
نرجو أن تقدموا لنا شرحاً عن المنازل الذكية.
المنزل الذكي يعني أن منزلك يحتوي على نظام ذكي يتصل بأجهزتك لأتمتة مهام معينة وعادةً ما يتم التحكم فيه عن بُعد. ويمكنك استخدام نظام المنزل الذكي لجدولة سقي النباتات مثلاً، وإعداد ومراقبة نظام أمان منزلك والكاميرات أو التحكم بالأجهزة مثل الثلاجة أو تكييف الهواء والتدفئة.
هذا ويبحث الكثير من الأشخاص عن أفكار عملية حول المنزل الذكي وكيفية عمله أو أتمتة مهام معينة، وفيما يلي بعض مزايا المنزل الذكي:
• على الرغم من محاصرة المنزل من خارجه ووجود برامج حماية من السرقة وإشعارات التواجد، إلا أن المنزل الذكي يزيد من أمان المنزل بشكل أعلى بكثير.
• إمكانية التحكم بالأجهزة عن بُعد من خلال الهاتف وبنقرة واحدة تمنحك راحة ورفاهية أكثر من ذي قبل.
• تمنحك المنازل الذكية مزيداً من التحكم في استخدام الطاقة، بينما تقوم بأتمتة أشياء مثل ضبط درجة الحرارة وتشغيل وإطفاء الأضواء، وفتح النوافذ وإغلاقها، وضبط عملية السقي حسب الطقس.
• توفر المنازل الذكية معلومات حول حجم استهلاك الطاقة، والتي يمكن أن تساعدك في تحديد المناطق التي تستخدم فيها طاقة أكثر مما تحتاج، ما يسمح لك بتقليل استهلاكك في تلك المناطق وتوفير المال.
عندما تم تقديم المنازل الذكية لأول مرة، كانت الإجابة غامضة بعض الشيء؛ ولكن مع انضمام الشركات الكبرى إلى هذه الصناعة التكنولوجية، أصبح من الأسهل على المستهلكين فهم واكتساب التقنيات التي يحتاجونها للبدء بها. وما تحتاجه لتحويل منزلك العادي إلى منزل ذكي، هو:
1) شبكة Wi-Fi للاتصال بها
2) أجهزة منزلية ذكية
3) نظام منزلي ذكي لربط الأجهزة ومراقبتها والتحكم بها
هل يعود هذا الإنجاز لشركتكم؟
تمت عملية إنتاج البرامج والأجهزة بالكامل لهذا المشروع بواسطة شركة "لكسيت" وجميع المعلومات مملوكة لهذه الشركة. وتقوم شركتنا بتصميم الدوائر الإلكترونية المطبوعة لتغليف المنتجات. بالطبع، نظراً للحاجة إلى الإنتاج على المستوى التجاري، يتم تنفيذ بعض الخطوات في خط الإنتاج المستأجر في ورش حول طهران وتحت إشرافنا المباشر.
ما هي الدول التي تمتلك التكنولوجيا الخاصة بالمنازل الذكية؟
تكنولوجيا المنازل الذكية بشكل عام وعلى أعلى مستوى متاحة لدول مثل أمريكا وألمانيا وإيطاليا وغيرها؛ ولكن في مستواها الأولي تمتلكها أيضاً دول مثل الصين وتركيا وعدد من الدول الصناعية الأخرى. النقطة المهمة هي أن الإنتاج الكامل لهذه التقنية، حتى في المستويات الأولية، يتطلب منصة علمية قوية يمكنها مراقبة جميع الأجهزة والتحكم فيها ودمجها.
ما أثر جعل المنازل الذكية في التحكم بإستهلاك الطاقة والبيئة؟
نظراً لأن نتاجات شركة "لكسيت" تتمتع بالقدرة على تحديد استهلاك الطاقة ومراقبتها وعرضها للمستخدم، فهي بهذه الطريقة تمنح المستخدم مراقبة استهلاك الطاقة في المنزل أو المكتب أو المبنى والتحكم به وتحديد طريقة ووسيلة إدارة إستهلاك الطاقة.
في إيران، وبسبب انخفاض تكاليف الطاقة، لا يتم الاهتمام بهذا الجزء من التوفير إلا في المؤسسات الكبيرة. إذا لاحظ مشتركو المنازل توفير الطاقة في المنازل الذكية وشعروا بتأثيرها على المدى الطويل على تكاليفهم والبيئة، سيكونون أكثر اهتماماً باستخدام هذه التكنولوجيا.
بالنظر إلى نجاحكم في هذا المجال، ما هي خططكم لاستخدام الذكاء في الصناعات المكتبية والمراكز الأخرى؟
يقوم فريق "لكسيت" بتطوير منصته وأجهزته ومنتجاته للمراكز التجارية والإدارية والصناعية وسيقدم قريباً منتجات للسوق، تتمتع بالقدرة على جعل هذه المراكز ذكية. وبطبيعة الحال، من حيث البرمجيات، تمكنا من تلبية معظم احتياجات البيئات المكتبية. النقطة المهمة هي بما أن كامل هذا المنتج تحت تصرف فريقنا، فيمكن لصاحب العمل تخصيص "لكسيت" بالكامل أيضاً (والذي يعتمد بالطبع على حجم المشروع وهو قابل للتفاوض).
هل قمتم بتصدير هذه التكنولوجيا إلى بلدان أخرى؟ وهل لديكم عملاء أجانب خاصة من دول المنطقة؟
تم بيع وتنفيذ منتجات شركة "لكسيت" على شكل مشروع وبتداول منخفض في كندا وإنجلترا وقطر؛ ولكن لم يتم النظر في خطة منهجية للتصدير حتى الآن. وبالنظر إلى الاستقبال الجيد لمنتجات لكسيت داخل إيران وإلى التقدم الذي أحرزه السوق العالمي نحو ذكاء الشركة، فان برنامج التصدير مرحب به للغاية، وخاصة التصدير إلى دول المنطقة.
هل لديكم كلمة أخيرة؟
نحن سعداء جداً بأننا بقينا في بلدنا واستطعنا تكوين فريق قوي -رغم أنه صغير حالياً- من المواهب والعباقرة، ومنذ البداية عندما كنا 3 أشخاص معاً وحتى اليوم بعد أن أصبحنا 15 شخصاً بشكل مباشر وحوالي 50 شخصاً بالتعاون معنا بشكل غير مباشر، حاولنا دائماً أن نكون كشركة ديناميكية قوية نقدم أفضل وأعلى مستوى من خدمات المنزل الذكي لعملائنا.