الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة وعشرون - ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة وعشرون - ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

ممثل حركة حماس في طهران:

الإمام الحسين (ع) شخصية عابرة للمذاهب والأديان

الوفاق/«أحيوا إسم وذكرى جهاد الفلسطينيين وجرائم الكيان الصهيوني، هذا العمل سيكون في اتجاه حركة الإمام الحسين (ع)، الإمام الحسين (ع)  في الواقع هو ذلك الوتد العظيم الذي ثبت الخيمة بدمه أمام العاصفة، هذه ليست أكبر ملحمة في تاريخ الإسلام فحسب، بل هي أكبر ملحمة في التاريخ. هذه الملحمة يجب أن نحفظها ونُحييها وأن نستفيد منها دائماً باعتبارها أمراً يحل العقد في تاريخ المسلمين. اليوم، فإن قضية فلسطين هي من هذا القبيل.»
الإمام الخامنئي (حفظه الله)

انطلاقاً من كلام السيد القائد بضرورة الالتفات إلى قضية فلسطين التي يعتبر إحياؤها سيرٌ في  اتجاه حركة أبي عبد الله الحسين (ع)، أجرى الناشط الإعلامي والثقافي "سرباز روح الله" لقاء مع الدكتور خالد القدومي ممثل حركة حماس في طهران عن هذا الموضوع، تنشر صحيفة الوفاق محتوى هذا اللقاء لأهمية الموضوع .
وفق اطلاعكم على الثقافة العاشورائية الموجودة في إيران ما هو التصور الموجود لدى الشعب الفلسطيني عن الإمام الحسين(ع)؟
بدايةً بالنسبة لي كشخص عاش في هذا البلد الطيب على مدى حوالي12 سنة، منذ العام 2011 والذي كان يشهد أزمات سياسية في المنطقة من الربيع العربي والمشكلة السورية، شكلت إيران بالنسبة لي ثقافة جديدة ومختلفة، أنا شخصياً أحب الثقافات الأخرى وقضيت معظم حياتي بعيداً عن الدول العربية في العالم الاسلامي وأحب التعلم من الآخرين والاطلاع على ثقافات جديدة، والاختلاف في الثقافات يتطلب أن تكون صاحب وجهة نظر تدفعك إلى الآخر والارتباط به لا أن تبعد عنه خاصةً إذا كان الآخر مسلماً وشرقياً مثلك وابن منطقتك، لذا لا يجب أن تُشكل الأفكار المسبقة عن ثقافة ومجتمع ما حاجزاً بينه وبين تقبل هذا المجتمع، من الممكن وجود شبهات وانطباعات معينة حول هذا المجتمع الذي يملك بدوره انطباعاته الخاصة،  لا أعرف صديقاً حضر إلى إيران وظل متمسكاً بأفكاره السلبية المسبقة، يأتي  معظمهم  محملين بأفكار سلبية عن إيران لأسباب مختلفة ولكن تتغير رؤيتهم بعد تعرفهم على المجتمع الإيراني.
هذه الأفكار المسبقة موجودة لدى الطرفين، أستغرب كثيراً ، انطباعات أصدقائي الإيرانيين حول رؤية الشعب الفلسطيني للإمام الحسين (ع)، فالإمام الحسين (ع) لو كان في زماننا هذا لكان فلسطينياً بكل ما تعنيه الكلمة، الإمام الحسين (ع) بدون أي تكلف وبعيداً عن كوني سنياً أو شيعياً أو عربياً أو أنتمي لأي قومية أو دين، كل من يعيش ما عاشه الشعب الفلسطيني لا بد أن يتقمص شخصية الإمام الحسين (ع) الثورية المواجهة للظلم، تبنى الشباب الفلسطيني المجاهد شعارات الثورة الحسينية "هيهات منا الذلة"، فالشهيد القائد "عماد عقل" وهو أحد قيادات كتائب عز الدين القسام أوجد فكرة الوصول إلى الهدف مباشرة ًوالإصابة صفر وصاحب فكرة العمليات الاستشهادية، استشهد عام 1993 م وكان مصدر قلق للاحتلال الصهيوني، كان يُكنى بأبي حسين، فهو حارب العدو الصهيوني في حرب غير متكافئة كما فعل الإمام الحسين (ع) عندما خرج برفقة ثلاثة وسبعين فرداً من عائلته وأصحابه لمواجهة جيش يبلغ قوامه  5000جندي، من وجهة نظر حسابية المعركة غير متكافئة والإمام الحسين (ع) كان يعرف ويرى شهادته ومن معه بعينه ولكنه أصر على أن تحيا الفكرة، وهذا ما قام به الشهيد " عماد عقل"  الذي كان يعرف مصيره وهو الشهادة ولكنه لا يقف عند الظلم ولا يقف عن مقارعة الظالمين، فالإمام الحسين (ع) إسماً وثقافةً وشخصيةً وفكراً هو تجسيد للشخصية الفلسطينية السنية والشيعية وحتى المسيحية المواجهة للعدو الصهيوني.
ما هي العلاقة التاريخية بين فلسطين وثورة الإمام الحسين(ع)؟
استشهد الامام الحسين في سنة 61 ه بعد مرور خمسين سنة على وفاة الرسول (ص)،  عندما استشهد أُحضر رأسه الشريف إلى مدينة عسقلان في  فلسطين المحتلة ودفن هناك، إلى أن نُقل إلى القاهرة في سنة 548 ه، وقد ذكر ذلك المؤرخ "أبو العباس المقريزي" في كتابه،  الذي يروي فيه كيفية نقله وتوديع أهل عسقلان للرأس الشريف في رحلته إلى القاهرة التي استقبله أهلها بالترحاب.
وقد بُني مسجد في ذلك الزمان بالقرب من المقام، ويزوره الناس وكل من يعاني من أزمة من ظلم من ضغط، يجد راحته النفسية في المقام.  ولكن للأسف بعد الاحتلال الصهيوني  عام 1948 لبلدة المجدل حيث يقع المقام، عمل الاحتلال وضمن برنامج منظم على إنهاء الهوية الإسلامية للقرى الفلسطينية المحتلة، فقد دمر الاحتلال ومسح 500 قرية عن الخريطة لإثبات خلو هذه الأرض من السكان، ولكن بقي هذا الشعب وبقيت هذه المقامات وبقيت الذكرى خالدة.
والجدير ذكره في هذا الصدد أنه  في العام 1953 اجتمع أهل الخير من فلسطين وإيران لإعادة تأهيل وبناء المسجد بعد عمليات تخريب واسعة له على أيدي الاحتلال الصهيوني، لم يسمح الاحتلال بإعادة بناء المسجد، لكن أعيد بناء المقام، وهو مفتوح حالياً للزوار الذين يشكل أغلبيتهم السياح الأجانب.
 ذكرت الارتباط التاريخي وحالة الشهداء الذين ارتبطوا بعلاقة جدية مع الامام الحسين (ع) ما هو رأي الشعب الفلسطيني في نظرة الشيعة حول الإمام الحسين (ع)؟
أغلبية الشعب الفلسطيني تعتنق المذهب الشافعي مع وجود بعض المذاهب الأخرى من أهل السنة والجماعة كالحنبلية والمالكية الموجودة في الضفة الغربية ومناطق أخرى، أماّ المذهب الشيعي في منطلقاته الفكرية لم تحظ منطقتنا بوجوده، ولا أعلم العلة التاريخية في عدم التواجد، لكن عموم شعبنا الفلسطيني يحب الإمام الحسين وأهل البيت (ع)، والدليل  انتشار مقاماتهم الشريفة في فلسطين مثال مقام  "أبوذر الغفاري" ومقام رأس الامام الحسين (ع) وغيرها من المقامات المنتشرة في عموم فلسطين.
أمّا من وجهة النظر السياسية مثلاً كيف ينظر الشعب الفلسطيني لإيران، نجد جوابه في المؤشر العربي الذي تم نشره مؤخراً في أواخر  العام 2022 والذي يصدره مركز الدراسات العربية للدكتور عزمي بشارة في الدوحة ويغطي مساحة كبيرة في العالم العربي وبالتالي لديه مصداقية ومعيارية كبيرة، فكان السؤال الذي طُرح على عدد كبير من المواطنين العرب المنتمين إلى جنسيات مختلفة ، بنظركم من هو العدو؟ أجاب 13 في المئة فقط بأنهم ينظرون إلى إيران كعدو، ومن هذه النسبة كان هناك واحد في المئة من المستطلعين الفلسطينيين.
وعلى ضوء هذه النسبة الضئيلة، أرى أن نظرة بعض الفلسطينيين السلبية لإيران والشيعة يرجع إلى التشويه السياسي الدائر في المنطقة، يتمتع الشعب الفلسطيني بثقافة عالية ونسبة أمية منخفضة جداً ، لأن الشعب الفلسطيني يؤمن بسلاح العلم الذي يسمح لنا بنقل روايتنا كفلسطينيين إلى العالم رواية المظلومية الذي تعرضنا لها،  لذلك نظرتنا لثقافة الإمام الحسين (ع) ومعركته ضد الباطل جاءت بعمق أكاديمي وعمق فكري وعمق تاريخي، ولكن التشويه الذي حصل في المنطقة خلال 12 سنة الماضية والفتنة التي أريد لها أن تكون في المنطقة قد تكون قد أثرت على الشعب الفلسطيني من وجهة النظر السياسية وليس النظرة التاريخية.
 بغض النظر عن الرؤية السياسية الفلسطينية، ما هي الرؤية التاريخية والمذهبية حول عاشوراء؟
تنقسم وجهة النظر الفلسطينية حول تاريخ عاشوراء إلى قسمين تاريخ النجاة وتاريخ  الجهاد، تاريخ النجاة حيث نجّا الله "سبحانه وتعالى" سيدنا موسى من فرعون فكان بنو اسرائيل يصومون ذلك اليوم فعلم الرسول (ص) بذلك فقال:" أنا أولى بموسى من بني اسرائيل لإن عشت إلى قادم لأصومن التاسع والعاشر". نحن كفلسطينيين ننظر إلى هذا اليوم على أنه يوم النجاة، فكما نجّا الله فيه موسى ممثل المستضعفين وهو حسين ذلك الزمان من فرعون ، سينجينا من فرعون هذا الزمان وهو الكيان الصهيوني.
أمّا يوم الجهاد ففي هذا اليوم خرج الإمام الحسين(ع) متجهاً نحو الشهادة، وهو لم يخرج بجيش ولم يكن مسلحاً، وقد خُدع وخُذل من شرذمة أهل الكوفة ، فكرة مواجهة الظلم رغم قلة العدد والخذلان زرعها الإمام الحسين (ع) في قلوب المظلومين، وتبناها الشعب الفلسطيني المظلوم واعتمدها نهجاً وسياسةً لمواجهة العدو الصهيوني.
لقد حمل الشعب الفلسطيني السلاح وقرر الجهاد ضد العدو الصهيوني هل حماسة الإمام الحسين (ع) موجودة في قلوب المجاهدين ؟
حماسة الإمام الحسين(ع) موجودة لدى شبابنا المجاهدين والتي نراها في وصاياهم وخطاباتهم ، الشهيد الشيخ عدنان خضر يرى في كيفية ان تكون حسينياً وزينبياً أن تكون فلسطينياً، وهو استشهد مضرباً عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني، ما هو دافعه وما أجبره على ذلك سوى عقيدته وإيمانه بأن هذا هو الحق وهو طريق الامام الحسين (ع) في مقارعة الظلم، نرى كذلك بعض الشهداء الفلسطينيين يرددون شعار الامام الحسين(ع)  أمام عبيد الله بن زياد "هيهات منا الذلة" ، وأخرين يطلبون في رسائل خاصة لأهلهم قبل استشهادهم استحضار بطولة الإمام الحسين (ع) في كربلاء ومواجهة الظلم عند سماعهم باستشهاده. هؤلاء الشباب ليسوا نُخباً سياسية بل نخباً جهادية اصطفاهم الله للشهادة في هذه الحرب الغير متكافئة.
يعتبر البعض الإمام الحسين (ع) سيد أحرار العالم،  وهم لا يحدّون الإمام الحسين (ع)  في دائرة الاسلام فقط بل في دائرة كل طالب للحق والعدل، ما هي وجهة نظركم حول هذا الموضوع؟
من الظلم حقيقةً وليس فقط الظلم بل غياب الحقيقة تصنيف الإمام الحسين (ع) كشيعي، فهو لا يختص بمجموعة أو مذهب معين بل هو فكر وعقيدة  لكل من يواجه الظلم، راية الإمام الحسين (ع) مرتفعة في كل نقطة من فلسطين ليس على شكل الراية السوداء ولبيك يا حسين، بل على شكل الفكرة ، عندما نرى شاب يقتحم العمق الصهيوني متخطياً كل الحواجز الأمنية وينفذ عمليته بكل جرأة وشجاعة، هذا الشاب يعتنق فكر الإمام الحسين (ع)، لذا لا يمكن حصره (ع) بمذهب أو دين ، فأولئك الساعون لتحرير بلدانهم سواء كانوا في فرنسا أو في أمريكا اللاتينية أو في شرق آسيا أو في فلسطين أو في أي مكان في العالم  يعتنقون فكر الإمام الحسين (ع) التحرري والثوري. ثورة وأفكار وشخصية الإمام الحسين (ع) لا يُحصر في مذهب أو في دينٍ معين بل هو شخصية عابرة للمذاهب والأديان، فالإمام الحسين (ع) هو سيد أحرار العالم.
في العالم الذي نعيشه، هل تعتبرون انتفاضة الإمام الحسين (ع) والنموذج الذي قدمه مع أصحابه القلة الحل لمواجهة العدو الصهيوني؟
من أوجه التشابه بين واقع الفلسطينيين وواقعة كربلاء، انقسم المحيطون بالإمام الحسين (ع) إلى قسمين، منهم من خذله من أصدقاء والمقربين منه، إذ حاولوا تثبيط همته للقيام ومواجهة الطاغية يزيد أو حتى التأجيل ، لكنه رفض لأن الأمر لا يحتمل التأجيل، والقسم الاخر استعداه وحاصره ومنع عنه الماء، وهذا ما حصل ويحصل مع الشعب الفلسطيني من حصار لقطاع غزة وعن التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وعن تقطيع  مناطق الضفة الغربية بحواجز أمنية للاحتلال وعن بقر بطون الحوامل من قبل العدو الصهيوني وعن حرق الأطفال في مناطق 48 وعن منع الماء والطعام عن أهالي غزة هذا كله يظهر كأننا في ميدان كربلاء. في المقابل مقاومة شعبنا الفلسطيني وفكر المقاومة ليست فقط مقصورة على الفلسطينيين لدينا محور متشكل في المنطقة، فراية الإمام الحسين (ع) مرفوعة من شمال فلسطين وجنوب لبنان حتى آخر نقطة في فلسطين فكراً ومقاومةً منهجاً في مقارعة الظلم وفي التصميم والصمود إلى التحرير وللوصول إلى الهدف الأسمى ليس للفلسطينيين فقط بل لكل المقاومين وهو تحقيق العدالة وتحقيق المفهوم الأساسي لكُنه الدين وكُنه إسلامنا وهو التوحيد والعدالة الذي رفع رايته الإمام الحسين(ع).

البحث
الأرشيف التاريخي