الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة وعشرون - ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة وعشرون - ٠٥ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

الإمام الحسين(ع) وضع الشهامة في أبهى صورها بين أيدينا

 

الوفاق/ خاص
إبراهيم الكحلاني
لقد كان الإمام الحسين عليه السلام شخصية استثنائية بكل المقاييس إذا ما نظرنا إلى مواقفه في كل محطات حياته التي مرَّ بها، فقد كان عليه السلام شخصاً كاملاً في كل مراحله العمرية منذ ولادته عليه السلام وحتى صعوده إلى ربه شهيداً عظيماً.. فقد قدَّم لنا مثالاً حياً ونموذجاً راقياً للكمال البشري لننهل منه معيناً صافياً وأسوة حسنة حفيداً وابناً وأباً وأخاً وعماً وصاحباً..
الامام الحسين(ع) حفيد المصطفى
«حسين مني وأنا من حسين»، هكذا لخص الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم حياة حفيده الامام الحسين(ع) معه، فقد كانت حياةً مميزة جعلت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عن الامام الحسين عليه السلام أنه منه، بل أكثر من ذلك وهو أن رسول الله نفسه من الحسين؛ كي يشد هذه الأمة إلى هذا الشخص العظيم ولتعرف مقامه ومنزلته العالية والعالية جداً جداً عند التعامل معه.
الحسي (ع) ن الابن
«ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً»، لم يكتفِ الامام الحسين(ع) الابن بدور المشاهد والمتفرج عندما عزم أبويه العظيمين الإيفاء بنذريهما بل شاركهما برفقة أخيه الحسن عليه السلام، ليصطر الامام الحسين الابن عليه السلام مع بقية أفراد أسرته العظيمة أروع معاني الإنسانية ليسمي الله تبارك وتعالى السورة بسورة الإنسان ليقول لنا ولجميع البشرية هذه هي الإنسانية في أنصع صورها تجسدها هذه الأسرة الكريمة سليلة الكرام.
الحسين(ع) مع أخيه الحسن(ع)
«الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»، هكذا كان الحسين(ع) الأخ مع أخيه الحسن(ع)، فقد شكَّلا ثنائياً أخوياً كانت ثمرته أن أصبحا في الجنة سادة أهلها وليسا مجرد أفراد عاديين فيها.
«الآن انقصم ظهري»، بهذه العبارة المؤثرة والموجعة لخص الإمام الحسين عليه السلام علاقته الحميمية والعجيبة التي جمعته مع أخيه العباس قمر بني هاشم، وما الذي كان يمثله أخوه العباس له في تلك الظروف الصعبة والقاسية والتي قلَّ فيها الناصر والمعين، والسند والركن الوثيق، فكل تلك الصفات والمعاني وجدها الإمام الحسين عليه السلام في أخيه العباس وعلى أرقى صورها وأنقى معانيها.
الحسين (ع) الأب
«اصبِرْ حَبيبي، فإنّك لا تُمسِي حتّى يَسقيك رسولُ الله بكأسه»، هكذا كانت مشاعر الحسين الأب عليه السلام مع ابنه وفلذة كبده علي الأكبر عندما شكاه العطش بقوله: يا أبتاه العطش!
لم ينكسر الامام الحسين(ع) الأب عليه السلام أو تنهار مشاعره وعواطفه بل تغلب عليها كلها رغم صعوبتها ووقعها الأليم على قلبه، ليعطي جميع الآباء درساً عظيماً وعملياً في كيف تكون الرحمة الحقيقية مع الأبناء؟!
لأن الرحمة المزيفة مع الأبناء هي أن تخاف على ولدك هنا في الدنيا اقتحام الوغى والمخاطر لتورثه الشقاء الأبدي هناك في الآخرة، وهذا ما لم يفعله الامام الحسين الأب عليه السلام مع ولده علي الأكبر بل إنه شجعه وطلب منه الصبر القليل الذي يعقبه الراحة الطويلة.
الحسين (ع) العم
«يا عماه في نصرتك أحلى من العسل»، وهذا رد القاسم بن الحسن لعمه الحسين عليه السلام عندما سأله كيف الموت عندك؟..
هذه الإجابة التاريخية للقاسم والتي بقيت ما بقى الزمان لم تأتِ من فراغ بل كان وراءها عم رأى فيه القاسم كل معاني وتجليات الحب والجمال جعلت القاسم يُخرج تلك العبارة بكل عفوية نابعة من صدق المشاعر والأحاسيس مع عمه الحسين عليه السلام.
الحسين (ع) الصاحب
«انطلقوا جميعاً في حلٍ ليس عليكم حَرجٌ منّي ولا ذمام، هذا الّليلُ قد غشيكم فاتّخذوه جَمَلا»، هذه الشهامة في أبهى صورها يضعها بين يدينا الحسين الصاحب عليه السلام بهذه الكلمات التي ملؤها النخوة والرجولة، فلم يرد أن يصيب أصحابه أي أذى أو ينالهم أي مكروه بسببه..
ولأنه عظيم الصحبة كانت ردة فعل أصحابه معه هي: والله لا نخليك حتى يعلم الله أنَّا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيك، والله لو علمت أني أُقتل ثم أُحيا ثم أُحرق حياً ثم أُذر يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك.
ذلك هو الإمام الحسين عليه السلام منذ ولادته وحتى استشهاده، لم تغيره المواقف ولا السنون، بل ظل كاملاً عظيماً مع الكبير والصغير، والبعيد والقريب.. وكاملاً عظيماً في السراء والضراء، والشدة والرخاء..
إن الامام الحسين عليه السلام قد عبر البحر الذي لم نصل نحن إلى شاطئه.. فسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليهم السلام.     

 

البحث
الأرشيف التاريخي