الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وعشرون - ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وعشرون - ٠٤ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

أرضية صالحة لتحقيق أهداف ومقاصد النهضة الحسينية

دور المسيرة الأربعينية في تنمية فكر الشباب

الوفاق/ وكالات - شكلت المسيرة الأربعينية بُعداً إجتماعياً يتمثل بالقيم الخالدة، وأصبحت من شعائر الشيعة بكل جوانبها الحماسية. هذه المسيرة تتجدد في كل عام وتُولد من جديد لتحقيق أهداف ومقاصد النهضة الحسينية، لما لها من تأثيرات إستثنائية في تجييش الوجدان الإنساني وكسبهم أعلى درجات الثقافة حيث تشكل الزيارة الأربعينية الرافد الثقافي العقائدي للشباب، فهي تمدهم بنبع الأفكار الثقافية الجماعية على نحو سنوي، ففي كل سنة في نفس التوقيت يعيش الشباب المسلم أجواء الزيارة الخالدة، ويستمدون منها ثقافة إيجابية لاسيما في مجال الأفكار التي تدعم مساراتهم الإنسانية السليمة في الحياة. كما تعمل على تحريك طاقاتهم وتثوير أفكارهم، ومن ثم منحهم حيوية مضاعفة تجعلهم أكثر أملا بالحياة وأكثر تشبثاً بالتطور والتقدم والإنتاج والإبتكار. وهذا ما تشهده أرض كربلاء كل عام من الجموع الغفيرة التي تعمل على تفعيل كل الفعاليات الفكرية والثقافية والخدمية المتعددة فهي التي خرّجت أولئك الشبان الذين يحترقون شوقاً للذهاب إلى الجبهات القتالية ضد الظلم، ويطلبون الشهادة ويفخرون بها. حيث تلعب الدور الحاسم في حفظ حرية التعبير بجرأة عن القناعات التي غيّرت معالم العديد من الدول.
الشباب الأكثر نشاطاً في احياء الاربعينية
ما نشاهده من حضور مليوني من كافة دول العالم في أرض كربلاء لا يحدث في دولة أخرى، لذا ينبغي الإستفادة من هذا الحدث من توفر أجواء التحفيز والتشويق وأجواء الحرية وحث الناس على شد الرحال نحو الأرض المقدسة الطاهرة المباركة، وتحفيز الناس للقيام بالأنشطة والفعاليات التي تحيي فيها الشعائر وأمر آل البيت عليهم السلام وتحفز الناس لدخول الأرض المباركة بمختلف مستوياتهم وفئاتهم ومذاهبهم، دون تمييز ليتأثرون بأثرها الذي تحدثه في النفوس، ليزداد المؤمن إيماناً ولإعطاء الأمل في نفوس المقصرين لعل الله يحدث في قلوبهم أملا ببركة هذه الزيارة المباركة.
ويقع الدور الأبرز الذي يقوم به الشباب في كونهم الأكثر نشاطاً ،في احياء أربعينية الإمام الحسين(ع) فالفئة الشابية رجالاً ونساءاً هم من ينشئون أجواءً تتلاءم مع هذه المناسبة ليدخل الزائر في أجواء الزيارة من تحفيز وممارسة الشعارات وإقامة المجالس واللطميات وتقديم الخدمات وتنظيم المسيرات وحماية الزوار هم الذين يعملون على ضخ الثقافة الحسينية في عقولهم وأذهانهم حيث يقع على عاتقهم إستثمار أجواء زيارة الأربعين لتحفيز باقي الشباب على الإستفادة من الثقافة الحسينية من جوهر هذا الفكر، لاسيما في مجال رفض الخنوع وعدم الإستجابة للظلم ومقارعة الإنحراف بكل أشكاله، فعند تسلح الشباب بهذا الخط يستطيعون مواجهة مخاطر الثقافات الوافدة والتي تعمل بكل الوسائل والطرق للترويج لأفكار الترويض لصالح الطغاة والظلمة.
الإستفادة من الثقافة الحسينية من جوهر هذا الفكر، لاسيما في مجال رفض الخنوع وعدم الإستجابة للظلم ومقارعة الإنحراف بكل أشكاله، فعند تسلح الشباب بهذا الخط يستطيعون مواجهة مخاطر الثقافات الوافدة والتي تعمل بكل الوسائل والطرق للترويج لأفكار الترويض لصالح الطغاة والظلمة.
كربلاء مدرسة للتربية ونبراس للمجاهدين والأحرار
وما يسعى اليه الطغاة في هذا العالم لحث الشباب للإنحراف عن هذا النهج المستقيم باستخدام شتى الطرق والوسائل. لكن كربلاء مدرسة للتربية ونبراس للمجاهدين والأحرار ومصدر للإشعاع الديني والفكري بقيت وزهق الباطل واندحر وأتبعوا في هذه الدنيا لعنةً « ذهب الطغاة والجبابرة»، من يرى الجماهير الحاشدة في الزيارة الاربعينية يلاحظ عمق المناسبة وصاحبها، وهذا الصوت الخالد يعيش في نفوس الناس. إنه تصرف غريب لمن يجهل قدسية تدليك واراحة جسم الزائر، هذه الصفات من العطاء التي يعجز المرء عن وصفها ، هذه البقعة المباركة محطة للتزود بالقيم والنبل والمثل التي تختص بالتطور والرقي للشعوب.
كما أصبحت كربلاء المقدسة أفضل وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، ففي الأربعينية تُدمج ثقافات كل الشباب بثقافة واحدة هي الثقافة الحسينية ثقافة التضحية والإيثار، تتوحد الغايات والأهداف، الكل يحترم الآخر، وهذا التلاحم والتعارف بين الشباب، ينتج رأس مال إجتماعي بينهم وينعكس بحد ذاته على تلاحم الشعوب وإندماجها مما يخلق صيغا جديدة للتعاون والتبادل والحوار وفتح العلاقات بين الدول، وهذا من أرقى صور التعاون والتلاحم بين البشر الذي يسوده السلام والمحبة. نعم إن كربلاء المقدسة روضة من رياض أهل الجنة.
إن هذا التوحد والتكاتف في الأفكار يعمل على شحذ الهمم والنفوس بالمعنويات التي تعتبر الغذاء الروحي لمواجهة التحديات والمشاكل، هذا الغذاء الذي يستمر معهم عند عودتهم من الزيارة لينعكس في تصرفاتهم وأفعالهم كرفضهم لكل أنواع الظلم والوقوف مع الحق والخير والسلام وإن ما يشهده العالم من حروب ونزاعات، وكيف لفئة قليلة تغلب فئة كبيرة من خلال استمداد القوة من هذا الغذاء المعنوي والروحي مقتدين بالإمام الحسين(ع) وما جرى في واقعة كربلاء ومتخذين الإمام الحسين(ع) أنموذجا لمحاربة أعداء الإسلام والمفسدين في هذا العالم.
مسيرة الاربعين مصدر اشعاع ثقافي للشباب المسلم
وكما يؤكد العلماء والمعنيون بفحوى هذه الزيارة المباركة وأهدافها الانسانية الكبيرة والاستفادة القصوى منها، فأننا نحتاج الى أن تكون هذه الزيارة المباركة مصدر اشعاع ثقافي للشباب المسلم، وشباب الشيعة واتباع اهل البيت(ع)، وهذا يستدعي تهيئة وتحضير واعداد برامج ثقافية فعلية، يتم وضعها مسبقا من لجان لها الخبرة والكفاءة التامة في هذا المجال، فالثقافة باتت من المشاريع العملية المهمة التي ينبغي أن ترافق بحضورها زيارة الاربعين، وينتهز القائمون عليها، هذا الكم الهائل من الشباب، لضخ الثقافة الحسينية في عقولهم وأذهانهم، حتى يكونوا اكثر استعدادا لتطوير حياتهم على المستوى الفردي والاجتماعي ايضا.
ولابد أن يفهم الشباب جوهر الفكر الحسيني، على ان يتم استثمار اجواء زيارة الاربعين من اجل تحفيز الشباب ثقافيا على الاستفادة من جوهر هذا الفكر لاسيما في مجال رفض الخنوع وعدم الاستجابة للظلم ومقارعة الانحراف بكل اشكاله، هذا هو جوهر الثقافة الحسينية التي ينبغي أن يتسلح بها الشباب المسلم في مواجهة مخاطر الثقافات الوافدة، والتي غالبا ما تروج لأفكار الترويض لصالح الظلم والطغيان.
فالطغاة كانوا ولا يزالون يخشون مبادئ الثقافة الحسينية، كونها هي التي تقف لمآربهم بالمرصاد، ولهذا يسعى الظالمون الى تعطيل طاقات الشباب عبر نشر الثقافات المضادة للخير، والمؤازرة للظلم والفساد، فعندما يتمكن الاعداء من خلخلة الثقافة لدى الشباب وإضعاف ايمانهم وعقيدتهم، سوف يمكنهم تحقيق اهدافهم، ولذلك سعى الحكام الطغاة الى محاصرة الثقافة وتكميم افواه المثقفين الرافضين للانحراف؟، لاسيما أن الثقافة الحسينية تستمد جوهرَها من الفكر الحسيني الرافض للقمع والظلم، لذلك منذ أن ظهر الاشعاع الثقافي الحسيني وهو يحمل في كيانه بذرة الرفض لأفعال الطغاة وأفكارهم، من هنا نشأ ونما هذا العداء التاريخي بين الثقافة الحسينية وبين الظلم وأصحابه.

 

البحث
الأرشيف التاريخي