منصة إيرانية لاكتشاف أدوية جديدة من مصادر بيولوجية
تمكن باحثون في ايران من تصميم منصة لاكتشاف أدوية جديدة من مصادر بيولوجية تتماشى مع علاج مرض السكري. حول هذا الموضوع صرّح یاسر تهمتنی رئيس مركز أبحاث الصحة الأيضية التابع لمعهد رويان للأبحاث، في مقابلة معه: يتم تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين في مرض السكري من النوع الأول؛ كما يجري تدمير جزء من هذه الخلايا المنتجة للأنسولين في مرض السكري من النوع الثاني المتقدم. ولذلك يحتاج المريض إلى حقن الأنسولين.
وفي إشارة إلى حقن الأنسولين كطريقة قياسية لعلاج مرض السكري، قال تيهمتاني: إن طريقة العلاج هذه لها تاريخ يبلغ 100 عام. وأضاف رئيس مركز أبحاث الصحة الأيضية التابع لمعهد رويان للأبحاث: تظهر الأبحاث أنه في مرض السكري، على الرغم من تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين في الجسم، لا يزال هناك عدد قليل من الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس. لكن كمية الأنسولين التي تنتجها هذه الخلايا لا تتوافق مع كمية الأنسولين التي يحتاجها الجسم.
وفي إشارة إلى انخفاض مستوى الخلايا المنتجة للأنسولين لدى مرضى السكري، قال عضو الهيئة العلمية بمعهد رويان للأبحاث: إذا تمكنا من اكتشاف جزيء لتحفيز ومضاعفة الخلايا المنتجة للأنسولين المنخفض في بنكرياس المريض، فسنصل إلى طريقة علاج فعالة لمرض السكري.
وقال: نحتاج في مراحل اكتشاف الدواء المختلفة إلى نماذج مختبرية حتى نتمكن من اختبار الجزيئات المسببة لتكاثر الخلايا المنتجة للأنسولين وتجديدها وإصلاحها؛ ولذلك أنتجنا سمكة معدلة وراثيا تسمى "السمك الزرد" لتصبح نموذجا لتدمير (خلايا بيتا) لـ"خلايا بيتا" أو نموذجا لمرض السكري من النوع الأول، والوظيفة الأساسية لهذه الخلايا هي إفراز الأنسولين.
وأوضح رئيس مركز أبحاث الصحة الأيضية التابع لمعهد رويان للأبحاث أن حجم أسماك المختبر صغير جداً وذكر: قمنا بتغيير هذه الأسماك المختبرية بطرق الهندسة الوراثية بحيث ندمر فقط الخلايا التي تنتج الأنسولين وتتحول وتحويلها إلى نماذج مختبرية لاكتشاف الأدوية المضادة لمرض السكري. وأضاف: أحد الأجزاء المهمة في التكنولوجيا الجديدة هو بناء أدوات يمكنها اختبار عدد كبير من الجزيئات البيولوجية على الأسماك المختبرية في نفس الوقت. لذلك لدينا أداة لقياس عدد كبير من الجزيئات ونموذج سمكي لاختبار الجزيئات على تحسين مرض السكري وتدمير خلايا بيتا.
وفي إشارة إلى الموارد البيولوجية الغنية في إيران، قال طهمتاني: بعض النباتات الطبية والحيوانات البحرية لا توجد إلا في إيران؛ ولذلك، من الممكن اكتشاف جزيئات نشطة من مصادر خاصة بإيران يمكن استخدامها في أمراض مختلفة.
وصرح رئيس مركز أبحاث الصحة الأيضية التابع لمعهد رويان للأبحاث قائلا أننا نستخدم النباتات الإيرانية المحلية في تنقية المركبات الطبيعية واستخلاص واختبار الجزيئات على منصة الاكتشاف البيولوجي، وذكر: تستخدم بعض النباتات الطبية مثل بق نق في العلاج مرض السكري ونحاول العثور على جزيئات محددة لاكتشاف مركبات عشبية لعلاج مرض السكري من النوع الأول.
وكشف أنه في هذا الصدد نجحنا في تصميم منصة "الاكتشاف الحيوي" (اكتشاف أدوية جديدة من مصادر بيولوجية) لعلاج مرض السكري، وقال: باستخدام هذه المنصة يمكننا تصميم مركبات طبيعية من النباتات الطبية على نماذج سمكية من حجم ثلاثة لنختبر مرضى السكر 4 ملم لمعرفة أي من المركبات الطبيعية لها تأثير مضاد لمرض السكري، وهو ما يسمى بمنصة اكتشاف الأدوية للمركبات الطبيعية، ولم يتم اختراعها في أي مكان في إيران حتى الآن، وجرى إطلاقه لأول مرة في مركز رويان للسكري. وتابع بالقول: إن هذه التقنية الخاصة باكتشاف الأدوية الكيميائية هي في متناول كبرى شركات الأدوية في العالم؛ لكن هذه المنصة تركز على المكونات الأصلية للبلاد. يمكن أن يكون هذا أمرًا واعدًا للعلماء والباحثين في إيران ليتمكنوا من تنفيذ نفس النموذج على أمراض أخرى مثل مرض الزهايمر وأمراض القلب وأمراض الكبد وما إلى ذلك.