الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وعشرون - ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وعشرون - ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

خبير في الشوؤن السياسية لـ«الوفاق»:

إستراتيجية إيران لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة

حميد مهدوي راد
عادت العلاقات السياسية بين الجمهورية الإسلامية في ايران والمملكة العربية السعودية الى سابق حالتها الطبيعية بعد قطيعة دامت لثماني سنوات. وخلال فترة القطيعة، حاولت دول مختلفة عدة مرات تحسين العلاقات السياسية بين البلدين. ولعب كل من العراق والصين دوراً مهماً في هذا المجال، وفعلا اليوم، وصلت العلاقات بين البلدين الى مرحلة جديدة. ومن أجل بحث هذه القضية، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الخبير السيد حسن هاني زاده، وجاء نصه كما يلي:

ما هي العوامل التي توثر على التباعد السياسي وتوطر العلاقات بين  إيران والسعودي ؟
ما بعد أربعة عقود أي بعد انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 حتى الآن شهدت تذبذبات كثيرة، بلغت حتى مرحلة القطيعة بين الرياض وطهران، الخلافات بين البلدين المسلمين إيران والسعودية سببها التدخلات الخارجية بإعتبار إن السعودية لديها علاقات وطيدة ومصالح مشتركة مع الولايات المتحدة وبطبيعة الحال هناك خلاف جذري بين إيران وبين الولايات المتحدة. ومازال هناك تنسيق بين الولايات المتحدة والسعودية في مجمل القضايا الاقليمية والدولية. وخلال فترة الحرب الصدامية ضد الجمهورية الاسلامية، السعودية وبعض الدول في مجلس التعاون قدمت الى النظام صدامي خلال فترة الحرب (8 سنوات) ما يقارب 120 مليار دولار مساعدات مالية ولوجستية الى النظام العراقي البعثي، وهذه المساعدات دفعت النظام العراقي لأن يستمر في حربه ضد الجمهورية الاسلامية، بعد انتهاء الحرب كانت هنالك توجهات لدى إيران ولدى السعودية لأسباب تتعلق بالمنطقة وخاصة بعد غزو العراق لـ الكويت، تحسنت العلاقات بين إيران وبعض دول المجلس التعاون منها السعودية ولكن بعد أزمة سوريا بعد عام 2011 والتدخل السعودي في الأزمة السورية والعدوان السعودي ضد الشعب اليمني جعل العلاقات بين إيران والسعودية تنحصر بهذه القضايا الإقليمية ووصلت الى مرحلة القطيعة بين البلدين ولكن الحكومة الحالية (حكومة السيد إبراهيم رئيسي) دعت خلال العامين الماضيين لتحسين علاقاتها مع الدول العربية في المنطقة وكانت هنالك بوادر ومفاوضات، قد جرت بين البلدين في العراق وأيضا في سلطنة عمان وفي النهاية أسفرت المفاوضات عن اتفاقية بكين بين إيران والسعودية واستأنفت العلاقات بين البلدين والآن وصلت الى مرحلة بحيث إنّ الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وجه دعوة رسمية الى آية الله سيد إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الاسلامية لزيارة السعودية وهذه خطوة ايجابية لتعزيز العلاقات بين إيران والدول العربية خاصة السعودية.
كما هنالك عوامل كثيرة منها التدخل الأمريكي في المنطقة، اليوم هنالك تجييش من قبل الولايات المتحدة ووجود الاسطول البحري الأمريكي في مياه الخليج الفارسي بإعتبار إن الولايات المتحدة ترى ان هنالك دولا مثل السعودية ودول في مجلس التعاون هي خاضعة الى الإرادة الأمريكية. ودون جدال هذه دول الآن تساير السياسات الأمريكية سواءً من حيث الوجود العسكر الأمريكي في المنطقة وايضاً العلاقات بين الولايات المتحدة وباقي دول المنطقة، ولهذا فأن الولايات المتحدة الآن تضغط على السعودية لـ الابتعاد عن إيران، لكن يبدو من خلال المعطيات الميدانية والسياسية إن الحكومة السعودية الآن اتخذت القرار النهائي لتعزيز علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية والابتعاد عن سياساتها الماضية التي لم تجدي نفعاً لـ المملكة العربية السعودية، وهي التي خسرت الكثير خلال الحرب ضد اليمن. حيث أنفقت السعودية 350 مليار دولار خلال سبع سنوات من الحرب، أيضاً السعودية قدمت عشرات مليارات دولار للمجاميع الإرهابية في سوريا. والآن بما أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يريد أن يجعل من المملكة العربية السعودية دولة عصرية ومتقدمة وايضاً تنفيذ مشروع 2030 الرامي الى تعزيز مكانة السعودية من الناحية الاقتصادية وايضاً التقنيات العصرية. عليه، الآن السعودية ان تبتعد عن السياسات الامريكية التي تقوم بتخريب العلاقات بين دول المنطقة فلذا يبدو ان السعودية تبتعد عن الولايات المتحدة وتتجه نحو بناء علاقات جديدة ضمن معطيات سياسية وميدانية واقليمية ودولية.
ما هو دور الصين كنظام أمني جديد في إعادة العلاقات وتعزيزها بين إيران والسعودية؟
طبعا الصين الآن لديها مشروع اقتصادي وسياسي. تتجه ان تصل به الى مرحلة متقدمة من الاقتصاد بحيث تصبح الدولة الاولى من ناحية الاقتصادية في العالم وتشكيل منظمة شانغهاي اقتصادية، انضمام إيران الى هذه المنظمة، انضمام السعودية الى مجموعة "بريكس" وأيضاً العوامل المتعلقة بالمنطقة والمتغيرات الاقليمية جعلت من الصين ان تصبح لاعبة حقيقية وجيدة في المنطقة لـ تعزيز العلاقات بين إيران وباقي دول المنطقة، الآن الصين لديها دور ايجابي فيما يتعلق بتسوية الأزمات في المنطقة ولهذا السبب لعبت الصين دوراً هاماً فيما يتعلق بتقارب وجهات النظر بين الرياض وطهران.
كيف تقيمون قضية التطبيع بين الكيان الصهيوني والسعودية؟
هنالك ضغوطات من قبل ادارة الأمريكية الحالية على السعودية لأن تقترب من الكيان الصهيوني، ولكن هذا الكيان الاسرائيلي يعاني من أزمات داخلية قد تطيح به في المستقبل، فهناك انقسامات داخل الكيان الصهيوني، وهناك خلافات بين الاحزاب المعارضة مع الحكومة الحالية برأس بنيامين نتنياهو، هناك اخفاقات في الاداء الاقتصادي والامني للحكومة الحالية وايضاً هناك اشتباكات بين الفصائل الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية الحالية، حتى ان هناك تقارير تشير أنه خلال الاشهر الستة الماضية قامت الفصائل الفلسطينية ب 14 عملية استشهادية ضد المناطق الأمنية والعسكرية للكيان الصهيوني ولهذا السبب، السعودية، رغم انها لا توافق على سياسات الكيان الصهيوني لكن الولايات المتحدة وجو بايدن الرئيس الأمريكي الحالي يضغطون على السعودية لان تبني علاقات وتقوم بالتطبيع مع الكيان الصهوني لكن السعودية الآن تقوم بكسب الوقت حتى إجراء انتخابات عام 2024 للولايات المتحدة والتطبيع الآن بين السعودية والكيان الصهيوني لم يكن وارداً الّا بعد الانتخابات عام 2024 لـ الولايات المتحدة ومن ثمة السعودية تقوم ببناء سياسة وفق المعطيات الانتخاباتية في الولايات المتحدة.
ما هو مستقبل العلاقات بين البلدين؟
طبعا إيران لديها استراتيجية فيما يتعلق بتعزيز علاقاتها والمضي قدماً لان تصبح جار موسوم بها وحليف لـ الدول العربية وهنالك اشارات من قبل السعودية والامارات وسلطنة عمان لتشكيل مجموعة عسكرية بحرية لـ الحفاظ على الامن الخليج الفارسي وابعاد شبح الحرب عن المنطقة وايضاً إبعاد القوات الأمريكية من الخليج الفارسي وتشكيل هذه القوة البحرية يدل على مكانة وارادة إيران لبناء ثقة مع جيرانها خاصة مع السعودية وهذا الأمر يتطلب المزيد من الوقت. في الحقيقة الآن الانظار تتجه نحو الزيارة المرتقبة لـ آيت الله سيد ابراهيم رئيسي للمملكة العربية السعودية وبعد الزيارة سيكون هنالك وئام وسلام ومتغيرات فيما يتعلق بكل المنطقة وخاصة العلاقات الايرانية العربية، وهنالك اشارات من دولة مصر والأردن لبناء علاقات جديدة.
ما هو تأثير دور تشكيل تحالف بحري مشترك بين ايران والدول العربية في ما يخص أمن المنطقة؟
طبعا أن وجود القوات الامريكية كلفت كثير من الناحية المادية والمالية والسياسية والامنية لدول مجلس التعاون من هذه الدول تُقدم اموال كثيرة لـ الولايات المتحدة لان تتواجد في الخليج الفارسي ولكن مع التحالف المحتمل البحري بين إيران وسلطنة عمان والسعودية والإمارات يجعل التكلفة اقل بكثير، لأن إيران لديها قدرة بحرية تستطيع الحفاظ على أمن الخليج الفارسي وحتى المياه خارج الاقليم الايراني وهذا يدل على ان إيران الآن لديها امكانيات وقوة وتجربة فيما يتعلق بالحفاظ على أمن الخليج الفارسي وهذه الدول الآن تتجه نحو بناء قوة عسكرية اقليمية معها.
 هل تحاول السعودية تدشين محطة نووية مع الصين؟
نعم، ولكن هنالك مناقشة بين الصين والولايات المتحدة وفرنسا لتدشين مواقع القوى النووية ومحطات نووية لـ السعودية، يبدو ان التوجه السعودي يقوم نحو الاستفادة من خبرات الصين، هنالك أيضاً تهديد مبطن للولايات المتحدة ضد السعودية بحيث ان هذا التنافس يجعل الصين اكثر قوة وحضوراً فاعلاً في المنطقة وهذا لايروق للولايات المتحدة ولهذا السبب من الممكن ان تقوم الصين ببناء محطات نووية لـ السعودية. بطبيعة الحال من حق السعودية ان تستخدم الطاقة النووية لأغراض سلمية، ولكن هنالك خشية من الولايات المتحدة والدول الغربية وخاصة الكيان الصهيوني من انشاء محطات نووية لـ السعودية باعتبار أن السعودية دولة اسلامية وعربية والکیان الصهيوني لا يريد لأي دولة اسلامية وأي دولة عربية ان تستخدم الطاقة النووية حتى وإن تكون هذه الطاقة سلمية.

 

البحث
الأرشيف التاريخي