الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وعشرون - ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وعشرون - ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

الوفاق تحاور زوّار اربعينية الإمام الحسين(ع)

معبر شلمجة الحدودي... العبور نحو اجتماع القلوب

الوفاق/ خاص
امل محمد شبيب
وحدهم العاشقون يعرجون حبّاً وشوقاً تلبية لنداء الإمام الحسين عليه السلام في اربعينية العشق والوفاء سيراً على الأقدام، تتهافت قلوبهم ليوم اللقاء، لا يأبهون لحرارة الشمس ولا لساعات الإنتظار، فالهدف أسمى والإمام الحسين(ع) أعلى وأرقى، وتلبية النداء حق ضد الباطل، فحياتنا الحسين(ع) والحسين حياتنا.
المعابر الإيرانية - العراقية بوصلة الأربعينية
الطريق الى الأربعينية تبدأ من مدينة قم المقدسة، الجميع يتجهزون للتوجه نحو قبلة العشق ليصلوا الى «محطة الحافلات» في مدينة قم المقدسة، فتجد نفسك بين الآلاف من الزائرين المنتظرين لصعود حافلة العبور نحو اجتماع القلوب في كربلاء.
مهران، شلمجة، وجذابة، ثلاثة معابر تصل بين الحدود الايرانية- العراقية، لكننا اخترنا معبر شلمجة لنواكب الزائرين بكل تفاصيلهم حتى الوصول الى قبة العشق في كربلاء في العشرين من صفر.
حياتنا الحسين(ع)
انطلقنا في الحافلة مع زائرين من مختلف الدول، هؤلاء من ايران، وأولئك من العراق، وآخرون من لبنان ومنهم من باكستان وجمهورية آذربيجان وافغانستان وتركيا والهند وسوريا والبحرين والسودان وافريقيا وكل دول العالم، يجمعهم حب الحسين(ع) ويرفعون شعار «حياتنا الحسين» ويتشاركون الدمعة، وبكاؤهم المقدّس، والوجهة الواحدة.
في الحافلة كما في جميع الحافلات، المئات من الزائرين، الشيوخ والنساء والشباب والرجال والاطفال والرّضّع، ينتقلون من مكان الى آخر على طول المسير حتى الوصول الى معبر شلمجة بعد ١٨ ساعة مسافة الطريق.
"هلا بزوّار ابو علي"... ترحيب خاص بالزائرين
عند معبر شلمجة عالم آخر، المواكب الحسينية والمضائف مصفوفة على جانبي الطريق، «هلا بزوّار ابو علي» عبارة الترحيب بالزوّار الكرام، كل ما يحتاجه الزائر موجود على تلك الحدود، حيث قامت الجمهورية الاسلامية بتجهيز المكان بكل ما يمكن للزائر ان يحتاجه، هذه مضائف هنا، وتلك مستشفيات نقالة هناك، والخيم الحامية من اشعة الشمس وحرارتها المزوّدة برش الماء على الزوّار، وهنا توزيع الماء في كل الأماكن والجهات، وهذا الشاي والمثلجات موزع على طول الطريق، حتى الأطعمة يتم توفيرها لكل العابرين في رحلة الحب والمشقة هذه.
نعبر الحدود الإيرانية بكل إحترام، ثم الحدود العراقية، لندخل الأراضي العراقية وتبدأ رحلة  المشي على الأقدام.
خدمة زوّار ابي عبد الله شرف لنا
على طول الطريق من اهواز الى الحدود العراقية تستوقفك مواكب المشاية على طول الطرقات، حاملين رايات سوداء وشعارات «هيهات منّا الذلّة» و«لبيك يا حسين»، أما في الأراضي العراقية، يتم استقبال الزوّار أحسن استقبال، يقترب منك خادم، يقدم الماء والشاي والطعام والفاكهة، وعبارة «هلا بزوّار ابو علي» لا تفارق لسانه، سألته عن اسمه، اكتفى بقول «خادم الإمام الحسين وزوّاره» فهو الخادم كما قال في هذه البقعة منذ سنوات، نذر نفسه للأربعينية وما زال على العهد، شرف لي خدمتكم، يقول، الإمام الحسين عليه السلام ليس إنساناً عادياً، فهو من حمل راية الحق ضد الباطل، ودافع عن الإسلام في وجه الطاغوت، ونحن تربينا على ثقافة حب الحسين(ع) وخدمته منذ كنا صغاراً، وكل شيء يهون أمام اسم الامام الحسين(ع) فقط، فكيف بزوّار ابي عبد الله، فنحن مستعدون أن نخدمهم بعيوننا.
من جمهورية آذربيجان: الإمام الحسين (ع) للجميع
يكمل خدمته بتوزيع الشاي والماء وكل ما يحتاجه الزائر وأكمل أنا جولتي بين الزائرين.من جمهورية آذربيجان أتينا، تقول عائلة تجلس تنتظر الانطلاق نحو البصرة ومنها الى النجف الاشرف، الإمام الحسين(ع) ليس لطائفة دون اخرى، إنه لنا نحن جميعاً، لا تصدقوا من يقول الحسين(ع) لنا فقط، الحسين للعالم أجمع، جئت مع اطفالي الثلاثة، نعم صغار في السن لكن اريد ان يكبروا ويتربوا على حب الامام الحسين(ع)، ليفتخروا يوماً ما بأنهم تربوا على الثقافة الحسينية وقيمها ومبادئها.
عظمة الإمام الحسين(ع) بشهادته وما بعد استشهاده
على الجانب الآخر تجلس مجموعة من الشباب من الجنسية الافريقية، قال احدهم، عندما جئت للمرة الأولى الى الاربعينية لم اكن اتوقع ان اتعلق هكذا بهذه الزيارة والمراسم، فالإمام الحسين(ع) امام عظيم، وعظمته ليست في شهادته فقط بل في هذه الحشود البشرية التي تجتمع وتأتي منذ ايام لتصل الى كربلاء يوم الاربعين وتلبي نداء: لبيك يا حسين... انا وكل اصدقائي عاهدنا الامام الحسين(ع) ان نشارك سنوياً بهذه المسيرة.
المرأة وزيارة الأربعين.. جهاد في سبيل الله
أما المرأة فحضورها في الأربعينية دليل على أهمية المناسبة بزمانها ومكانها، فها هي النساء الزينبيات يتوافدن بالمئات للمشاركة بزيارة الأربعين، تقول خالدة، زائرة من طاجيكستان، نحن هنا جئنا لنؤكد ان نهج السيدة زينب عليها السلام نهجنا، وقضية الامام الحسين(ع) تخطت القارات والحدود، وارتفعت عن كل الطوائف، هذا طريق الحق ضد الباطل وما اكثر الباطل في عصرنا هذا، ونحن واجبنا مواجهة الباطل لنرسّخ قيم الحق مهما كلفنا الأمر، المرأة وجودها هنا في الاربعين جهاد في سبيل الله، لم نأت فقط لنواسي الامام الحسين(ع) في هذه الذكرى، بل لنقول ان المرأة الى جانب الرجل في القضية والجهاد والتبيين، انا عندما اشارك في هذه الأربعينية انقل مظلومية الامام الحسين(ع) لعائلتي ولمجتمعي ولكل المجتمعات، واجبنا ان نضيء على القيم العاشورائية الغنية.
اذاً هي حال واحدة لكل الجنسيات هنا، الحسين يجمعهم، وكربلاء تختصر المسافات،
نكمل مسيرنا من معبر شلمجة الى البصرة، ومنها الى النجف الاشرف، حيث الحكايا هناك، والإنتظار هناك، وحب الامام الحسين(ع) سيبدأ بكل خطوة من هناك...
من معبر شلمجة نقلنا لكم وقائع الإستعداد لمشاية اربعينية الإمام الحسين(ع)، لننقل لكم مشاهد جديدة من النجف الاشرف حتى كربلاء.

 

البحث
الأرشيف التاريخي