الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وعشرون - ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وعشرون - ٠٣ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

أبعاد أخرى لإحباط أكبر مُخطّط إستهدف الترسانة الصاروخية للبلاد..

عندما حطّمت الإستخبارات جبروت الموساد

الوفاق- كان يعتزم الموساد الصهيوني عبر هذا النوع من الارهاب، ان يوجه اكبر ضربة لصناعة الصواريخ الايرانية، فإذا باجهزة الامن الايرانية، تجعل من العملية، التي وصفت بانها اكبر عملية تستهدف ايران خلال العقود الاخيرة، اكبر فضيحة للموساد ولصانعيه.
كانت قد جاءت تفاصيل إطلع عليها كل من يتابع الشؤون الايرانية في بيان لوزارة الدفاع الايرانية عن عملية التخريب الارهابية التي كانت تستهدف صناعة الصواريخ الايرانية، الا اننا سنتوقف امام معلومة وردت ضمن هذه التفاصيل، والتي مر الكثيرون من امامها مرور الكرام، بينت كيف نجحت اجهزة الامن الايرانية، في تجنيد الموساد لخدمتها!!. التفصيل الصادم ورد في حديث المتحدث باسم وزارة الدفاع الايرانية العميد رضا طلائي، عندما كان يتحدث عن تفاصيل العملية، وكيف تم ضبط آلاف القطع المفخخة التي حاولت شبكة الموساد إدخالها في عجلة صناعة الصواريخ الإيرانية، وكيفية تم برمجتها سابقا لتحدث تفجيرا تلقائيا في أوقات مختلفة بعد تركيبها ضمن أجزاء الصواريخ.
أبعاد أخرى للعملية
من المعروف ان خيوط هذه العملية تعود الى عام 2016، عندما كانت ايران في تلك الفترة غير مكتفية ذاتيا، في صناعة جميع القطع التي يحتجها الصاروخ، ومن هذه القطع "الموصّل"، وهي قطعة يبلغ طولها 7 سم، وتتكون من جزأين منفصلين، يشمل أحدهما 10 إلى 32 دبوساً للكابلات. تنقل هذه القطعة التوجيه إلى الصاروخ، ويبلغ قطرها من 2 إلى 3 سنتيمترات، وأخاديدها الداخلية صغيرة جدا، الا ان عملاء الموساد غرسوا دائرة كهربائية في بعض الموصلات، وليس جميعها، بحيث يمكن أن تتسبب في تعطيلها. اللافت ان الموساد لم يكن على علم بالمراقبة الاستخبارية لجهاز حماية المعلومات التابع لوزارة الدفاع والاستخبارات الشاملة، باكتشاف الموضوع، بل كان يظن أنه سيسلم ايران الموصلات من دون إدراك الخرق الأمني.
خيبة الموساد الصهيوني
عمليا اكتشفت أمر الموصلات بواسطة جهاز الحماية الأمنية قبل دخولها إلى المنظومة الصاروخية، بحيث لم تدخل إلى المنظومة الصاروخية على الإطلاق، بعد ان جرى فحص الكثير من هذه الوصلات من جانب القسم الفني والمختبرات الفنية، وعُزلت الحالات التي حدث فيها هذا التخريب، ليُعاد بناؤها واستخدامها مرة اخرى. الموساد كان يعتقد ان اجهزة الامن الايرانية لم تكتشف مخططه، لذلك كان يوفر آلاف القطع من الموصلات وبأسعار مخفضة لعملائه الذين ما إن يرسلونها الى ايران، بعد إعطابها، وفي المقابل كانت ايران، تستلم هذه الموصلات الرخيصة، وتقوم بإزالة العطب، ومن ثم تستخدمها في صناعة الصواريخ، الامر الذي قلل وعلى مدى سنوات من الكلفة الاجمالية لصناعة الصواريخ!!.
خدعة إنطلت على الأعداء
هذه الخدعة لم تنطل على الموساد فقط بل على كل اجهزة الاستخبارات الاخرى التي تواطأت معه مثل السي اي ايه الامريكي، التي كانت تتصور انه في حال نجاح مخططها، كانت ايران ستتكبد خسائر تصل الى 19 مليون دولار.
يبدو ان فضيحة الموساد المدوية، ستساهم ايضا في اسراع ايران بوتيرة تنفيذ برنامجها الشامل لتوطين قطع الغيار والمواد الأولية للأنظمة الدفاعية والأسلحة والمعدات، الذي بدأته في السنوات الأخيرة، حيث جرى توطين 90% من الأنظمة والأسلحة والمعدات نتيجة هذا البرنامج، لكن الـ10% المتبقية لم توطّن بعد، إما لأنها غير اقتصادية، وإما لأنها قطعة متوفرة بشكل عام في السوق، ولكن رغم ذلك حتى هذه النسبة ال 10% بدأت تتقلص ايضا.
إنفاق أموال كثيرة
حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الايرانية العميد رضا طلائي، بشأن إمكانية توطين قطع الغيار والمواد الأولية لدينا: في السنوات الأخيرة، هناك برنامج شامل لتوطين قطع الغيار والمواد الأولية للأنظمة الدفاعية والأسلحة والمعدات بطريقة موثقة بالكامل، وقد استخدمنا قدرًا كبيرًا من اعتماداتنا للبحث وتوريد الأجزاء الحساسة في السنوات الأخيرة. وتابع: قمنا في السنوات الأخيرة بإنشاء عدد من المختبرات الفنية، وفي العامين الأخيرين كل قطعة نحتاجها عندما نريد استيرادها من الخارج تخضع للفحص الفني في هذه المختبرات وجميع مكوناتها يتم فحصها. وبعد ذلك يتم تخصيص كود تتبع لهذه القطعة، والذي يمكن تتبعه لاحقاً. لذا؛ فان هذه القضية أيضًا هي تحت سيطرتنا اليوم. إذا كنا نتحدث اليوم عن اكتشاف عملية تخريبية كبيرة من قبل العدو، فقد تم ذلك بينما نفذ العدو عشرات العمليات التخريبية في السنوات الماضية، معظمها تم اكتشافها وتحديدها ومواجهتها. إلا أن هذه العملية التي كشفنا عن أبعاد أخرى لها اليوم هي أكبر من كل العمليات السابقة.
وتكشف ردود فعل الكيان الصهيوني والغرب تجاه القوة الصاروخية الإيرانية عن حالة الذعر الاستراتيجي التي تخيّم عليهم، هذا الذعر الاستراتيجي سببه أن الصهاينة الذين هم مصدر التهديدات في هذه المنطقة يريدون استخدام العمليات النفسية والحرب المعرفية لل‘يحاء بانهم أقوياء والآخرين ضعفاء، إلاّ أن استعداد وتأهب القوى الأمنية والقوات المسلحة في الجمهورية الاسلامية الايرانية دفع الأعداء نحو اليأس والإحباط الإستراتيجي دون شك.

البحث
الأرشيف التاريخي