الشهيد القائد أبو عمار التميمي
ولد الشهيد في ناحية عقرقوف التابعة لقضاء "أبو غريب" في بغداد في عام 1980م في أسرة عريقة تنحدر من سلالة الشيخ "إبراهيم حسون التميمي" المعروف بكرمه ونبله وثقافته وقيادته لأبناء عشيرته. وفي كنف هذه الأسرة الكريمة تلقى المثل والقيم الإسلامية والأخلاقية الأصيلة والتي انعكست على سلوكه طيلة حياته.
بداية المسيرة الجهادية
كان يستمع بشغفٍ كبير إلى محاضرات الشيخ "أحمد الوائلي" التي شكلت له المصدر الأول الذي استلهم منه أفكاره الإسلامية الجهادية، وهذا ما دفعه للإنضمام لمجموعة تُعادي وتواجه النظام الصدامي، رصدت قوات الأمن تحركات هذه المجموعة وتم إلقاء القبض على أفرادها وإعدام غالبيتهم، باستثناء البعض ومن بينهم الشهيد والذي نجح في الخروج من العراق، لتُشكل هذه الحادثة بداية مسيرته الجهادية والرافضة للظلم.
مقاومة الاحتلال الأمريكي
بعد سقوط النظام الصدامي، نشط الشهيد القائد في إطار مرحلة جديدة من الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي واشترك في عدة عمليات جهادية ضده عبر تنفيذ عمليات تستهدف آليات العدو المارة في الطريق الدولي الرابط بين الأردن وبغداد وخصوصاً في منطقة"أبو غريب" بوصفها مركز الدعم اللوجستي للإحتلال.
ونتيجة لدوره الفعال في المقاومة، جرت محاولة لإغتياله في العام 2005 من قبل الجماعات الإرهابية المرتبطة بقوات الاحتلال. فما كان من الشهيد سوى الانتقال من بغداد في إطار تنظيم الصفوف وتوحيدها لمقاتلة الجماعات الإرهابية ا(القاعدة) وقوات الإحتلال الأمريكي. وبالفعل لم تمض سوى أشهرٍ قليلة حتى عاد في أواخر عام 2006 ليقود مقاومة باسلة مع رفاقه من كوادر "حزب الله" .
تركز نشاطه الجهادي في تلك الفترة بالتصدي للعمليات الإرهابية من قبل تنظيم القاعدة في منطقة أبو غريب، ولم يقتصر دوره على القيام بالعمليات الأمنية الثقافية ، بل تعداه الأمر إلى الجانب الثقافي وذلك عبر توعية أهالي المنطقة وتثقيفهم بمبادىء وأهداف
الثورة الحسينية.
العروج الملكوتي
وبعد إطلاق سراحه الذي تزامن مع انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق، عاد الشهيد القائد لممارسة نشاطه الجهادي ملتحقاً بشكلٍ رسمي بكتائب سيد الشهداء ، وشارك مع أصدقائه في مهمة الدفاع عن مقام السيدة زينب (ع) وبقي في سوريا لمدة عام كامل، وكانت أمنيته الشهادة وهي الأمنية التي قدر الله له أن تتحقق ليس في مرقد السيدة زينب (ع) وإنما في مراقد أهل البيت(ع) في العراق. ونال الشهادة بتاريخ 2014م ، في منطقة الضابطية، فعند اقتحامه منزلاً يسيطر عليه تنظيم داعش، استفزته صورة تدنيس القران الكريم عبر وضع حذاء عليه، وأثناء رفع الحذاء عن كتاب الله انفجرت القنبلة الموضوعة داخله، وارتقى شهيداً.