الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة واثنان وعشرون - ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة واثنان وعشرون - ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

المستشار الثقافي الإيراني في العراق حجة الإسلام أباذري للوفاق:

الزيارة الأربعينية اجتماع روحي برسالة ثقافية إنسانية

موناسادات خواسته
الزيارة الأربعينية حديث باقٍ إلى أبد الدهر، حيث يتوافد الجمهور وتلتحق افواج الزائرين كالأنهار لكي يصلوا الى هذا البحر الإنساني المتلاطم إلى كربلاء المقدسة وزيارة الإمام الحسين(ع) في أربعينيته، وهكذا بعد أكثر من 1400 سنة مضت على واقعة الطف الأليمة نشهد زيادة الوفود المتجهة إلى كعبة الأحرار الإمام الحسين(ع)، ففي هذه الأيام وقبل حوالي شهر تقوم جميع الجهات العراقية بتمهيد إستقبال الزوّار، كما أن المستشارية الثقافية الإيرانية تقوم بنشاطات ثقافية كثيرة إضافة إلى نشاطاتها على مدار السنة، فبهذه المناسبة إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مفصلاً مع المستشار الثقافي الإيراني في العراق والمتحدث باسم اللجنة الأربعينية الإيرانية في العراق حجة الإسلام غلامرضا أباذري، وفيما يلي نص الحوار:

الأربعين إجتماع روحي ورسالته إسلامية وإنسانية
بداية طلبنا من حجة الإسلام أباذري يتحدث لنا عن نشاطات المستشارية على أعتاب الزيارة الأربعينية، فقال: هذا اجتماع روحي وثقافي، ونحن نعتقد أنه ينبغي مراعاة ما هو أكثر من جوانب الأكل والشرب والأداء والضيافة، بل يجب مراعاة الجوانب الفكرية والروحية.
إن رسالة هذه المسيرة العظيمة إلى العالم هي رسالة إسلامية وإنسانية ورسالة فكرية وعاطفية، لا تنسى بعد أكثر من 1400 عام، محبو الإمام الحسين(ع) الذين وقفوا بوجه الظلم، ويوماً بعد يوم يتزايد مجد المقاومة ضد الاستكبار، وتنتشر في العالم حياة وأسلوب حياة المقاومة.
البرامج الثقافية والمواكب العلمية
و یتابع حجة الإسلام غلامرضا أباذري: فضلا عن أن أعزاءنا في العراق بمختلف أقسامهم الفكرية والثقافية خططوا برامج والأصدقاء العراقيون أنفسهم لديهم برامج ثقافية، كما أن جميع العتبات المقدسة لديها برامج ولقاءات ثقافية وفكرية مهمة وكثيرة.
تتمتع بعض المراكز والبيوت بممارسات ثقافية جيدة جداً، وقد قامت مرجعية النجف الأشرف بتوظيف وتنظيم عدد كبير من رجال الدين والروحانيين للإجابة على المسائل الشرعية، ويصل عددهم أحياناً إلى عدة آلاف، ليتمكن عدد كبير من الزائرين من طرح قضاياهم الشرعية.
وأيضاً بعض البرامج التي تعتبر من البرامج الدينية للأربعينية، مثل صلاة الجماعة التي تقام بحضور كبار علماء النجف الأشرف.
وبدأ هذا العام تصميم مواكب علمية، بحيث يتم طرح مواكب علمية حسب الامكانات، وفي هذه المواكب يمكن تشكيل المناقشات العلمية بسرعة وبصورة مختصرة.خاصة وأن الطقس في العراق حار هذه الأيام والزوّار يحضرون في المواكب نهارا أو في أماكن ذات أسطح، ويذهبون للسير على الأقدام في الليل، فإبمكاننا أن نغتنم هذه الفرصة بأفضل صورة.
كما نخطط أيضاً لإرسال الإخوة والأخوات الروحانيين إلى العراق للقاء الزوّار الناطقين بالفارسية والذين يريدون طرح مسائلهم الشرعية، وهناك عشرات البرامج الأخرى.
برامج خاصة للنساء والأطفال
وتابع حجة الإسلام أباذري: بالإضافة إلى كل هذه القضايا الثقافية والتنسيق بين الحكومة العراقية والمرجعية الدينية في العراق والشعب العراقي، قمنا أيضاً بتخطيط برامج ثقافية للزوّار الإيرانيين، والمستشارية الثقافية الإيرانية في العراق تأخذ على عاتقها مسؤولية اللجنة الثقافية الأربعينية، وتم التخطيط لمجموعة واسعة من النشاطات، ومنها المجالس القرآنية، حيث تم إيفاد نحو 40 قارئاً إلى العراق، إقامة المجالس الروحانية لخطباء بلدنا الحبيب، حيث يتحدث فيها حوالي 50 خطيباً.
وأيضاً الرواديد الأعزاء، حيث يشارك حوالي 35 رادودا من بلدنا العظيم يقومون بإقامة مجالس العزاء وإنشاد أبيات شعرية في هذا المجال، وهذا العدد هو عدد الأشخاص الذين قاموا بالتنسيق معنا، ومن الممكن أيضاً أن يتم إرسال آخرين ويكون لديهم برامج اخرى ونحن نرحب بأي شخص يمكنه العمل لخدمة الإمام الحسين (ع) وزوّاره، فهذا مهم جداً بالنسبة لنا، فقد خططنا لبرامج خاصة للنساء وبرامج خاصة للأطفال.
ميزات أربعينية هذا العام
وأضاف المتحدث باسم لجنة الأربعينية الإيرانية في العراق: أما من ميزات هذا العام هي أن الإستعدادات والتسهيلات والتنسيق بين البلدين إيران والعراق ادت الى تقليل معاناة الزوّار الكرام لكي تكون عندهم رحلة سهلة وسريعة وتقل تجمعات مئات الآلاف من الناس خلف الحدود ومشاكل انتظارهم لفترة طويلة، وقد وصل حتى الآن نحو مليونين وسبعمائة ألف شخص إلى كربلاء المقدسة، وهو مستوى عال من التنسيق بين البلدين.
والميزة الثانية للأربعينية في هذا العام هي النظام والانضباط الذي شهدناه من قبل الزوّار الإيرانيين، الذين كانوا متعاونين للغاية في حركة المرور وغيرها، وكانوا كخدّام للإمام الحسين(ع) وزوّاره.
وهناك نحو 40 محوراً من محاور العمل الثقافي، تقام في مختلف المجالات منها: مجال القرآن الكريم، الأطفال والمراهقون،  المرأة وطلبة الجامعات والمواكب وغيرها.
التعاون العلمي الإيراني والعراقي
بعد ذلك طلبنا من المستشار الثقافي الإيراني حجة الإسلام غلامرضا أباذري أن يقدم لنا نبذة عن النشاطات الثقافية لمستشارية ايران الثقافية في العراق، فأجاب: هناك نشاطات ثقافية كثيرة تقوم بها مستشارية ايران الثقافية ومن النقاط التي يمكن شرحها باختصار شديد هي أن لدينا تعاونا جيدا مع الحكومة العراقية فيما يتعلق بالمجال الأكاديمي والتعليم العالي، وقد شكلت كل من وزارة التعليم العالي في إيران والعراق لجنة علمية مشتركة وقد تم عقد الاجتماع الأول للجنة العلمية المشتركة ويأتي العديد من الطلاب من العراق إلى إيران للدراسة، وهناك عدد كبير من الطلاب يتلقون التعليم، وهذه العلاقة الطلابية جيدة جداً، علاوة عن علاقة الوزارتين الإيرانية والعراقية الجيدة، والعلاقة الطلابية، يتم حل المشاكل التي تلاقي الطلاب العراقيين.
نعمل معاً على تقليل مدة قبول الطلّاب ونفكر في منحهم سكن لدراستهم والإقامة في ايران لأكثر من سنة وحل مشكلة خروجهم وعودتهم بشكل متكرر.
كما أن طلاب جامعاتنا يتمتعون بعلاقات جيدة مع بعضهم البعض، ومعظم جامعاتنا تتمتع بعلاقات جيدة مع بعضها البعض، وجامعاتنا من المستوى الأول وقعت مذكرات تفاهم مع العراق، ولدينا حوالي 80 مذكرة تعاون.
ومؤخراً، ومع المتابعة التي تمت، تم الاعتراف بـ 62 جامعة من جامعاتنا في العراق كجامعات مقبولة وشهاداتها معتبرة من قبل وزارة التعليم العالي في العراق، كما يمكن للجامعات الايرانية قبول الطلاب العراقيين بناء على تعميم وزارة التعليم العالي في العراق وبعد الاختبار في يوم واحد ستكون شهاداتهم معادلة.
السينما ومعارض الكتب والفن
وأضاف حجة الإسلام أباذري: في مجال معارض الكتاب، فإنه المحور الثاني لتعاوننا مع العراق ولدينا حضور جيد جداً في معارض الكتاب الدولية، سواء التي تقام في بغداد أو البصرة أو كربلاء المقدسة  أو النجف الاشرف أو المحافظات العراقية الأخرى.
الناشرون الإيرانيون متواجدون في المعارض العراقية لكن الحضور قليل جداً للأسف بسبب ارتفاع الأسعار، ولكن  نحن كمستشارية ايران الثقافية قمنا بالمشاركة في جميع معارض الكتب في العراق.
على صعيد السينما، بيننا تعاون جيد جداً وتم عرض العديد من الأفلام وكان لدينا عدة أسابيع سينمائية، وكان آخرها العام الماضي حيث أقيم أسبوع الفيلم الايراني بعرض أفلام مختلفة، وفيما يتعلق بموضوع الأطفال والمراهقين، نسعى لإقامة أسبوع الطفل والمراهق.
وفي مجال المعارض والأعمال الفنية، أقيمت معارض جيدة في وزارة الثقافة العراقية، وتم استقبال الأعمال الجيدة للفنانين الإيرانيين بشكل ملفت.كما اقمنا معرض في منطقة شارع المتنبي، والعديد من الفنانين من بلادنا يتنقلون الى العراق ذهاباً وإيابا بشكل مستمر، وقد نشأت علاقات جيدة في المجالات الفنية، وفي مجال توجيه الدعوة لأعمال بموضوع شهداء مكافحة الإرهاب، والشهيد الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، نقوم بتنفيذها منذ 3 سنوات . وقد أنتج حوالي 500 فنان أعمالاً لهذه الدعوة، واستلمنا خلال هذه الفترة أكثر من 700 عمل تم تحكيمها في مختلف مجالات الفيلم القصير والرسوم المتحركة والشعر والمقالة والكلمة، وقدّمنا الجوائز حسب رأي الحكّام.
المرأة والدورات التدريبية
وتابع أباذري: كذلك في مجال المرأة، لدينا أنشطة جيدة في مجال الدورات التدريبية، وفي مجال الشباب، لدينا دورات TOT، أو دورات تدريبية لمديري المستقبل، وقد لاقت دوراتنا استحساناً كبيراً من الجانب العراقي، بما أن العراق وإيران دولتان متشابهتان من حيث الثقافة والعادات وقضايا العشائر، والأعراق، وما إلى ذلك.
لدينا الآن حوالي 17 إلى 18 دورة تعليم اللغة الفارسية شهرياً، والتي تقام في دار الثقافة لجمهورية إيران الإسلامية في بغداد، وهذا جزء من أنشطتنا، وإذا أردنا أن نذكر الباقي، فالقائمة طويلة جداً في مجال الإيرانيين المقيمين وغيرها من المجالات.
الأعمال الثقافية المشتركة
وعندما سألناه عن رأيه حول دور الثقافة المشتركة بين ايران والعراق في إنتاج أعمال فنية مشتركة، قال حجة الإسلام أباذري: تتأثر ثقافتا إيران والعراق ببعضهما البعض بشكل كبير، ويمكننا أن نرى ذلك في الكثير من الحالات، ويتم استخدام كلمات لغوية متشابهة في العراق وإيران، حيث يتم استخدام بعض الكلمات باللغة العربية، وهذا دليل على تقارب الثقافات، ونشهد نفس الشيء الذي يظهر في اللغة يظهر أيضا في حالات أخرى، على سبيل المثال في مجال العشائر، نصف العشيرة في إيران والنصف الآخر
في العراق، والخ.
لذلك نفس الشيء يمكن ملاحظته في الأعمال الفنية واللوحات وأعمال فنانينا، فنرى أن هناك العديد من الأعمال الفنية يتم عرضها كعمل مشترك مع أعلام البلدين (ايران والعراق) وكذلك المحبة بين البلدين وترحيب الزوار ويتم نشر كل هذه الأمور في الفضاء الإفتراضي.
وتظهر هذه الأمور أن الثقافة المشتركة لها تأثير على الفن وأن الفن يتأثر أيضاً بالثقافة المشتركة وقد تحرّك الفنانون واتخذوا خطوات جيدة نحو الأعمال المرتبطة بالثقافتين.
الإقبال على الدورات التدريبية
وحول غالبية الأعمال الثقافية الإيرانية التي تواجه إقبالاً كبيراً في العراق، قال المستشار الثقافي الإيراني: في رأيي أن أكثر عملنا ترحيباً فيما يتعلق بالعراق هو المجال العلمي والأكاديمي والدورات التدريبية، وفي مجال الدورات التدريبية تحظى اللغة الفارسية باستقبال جيد جداً للتعلم.لأنها لغة السياسة، التي يريد سياسيو البلدين الإلمام بها، وهي لغة الأعمال، وتربط بين رجال الأعمال في البلدين علاقة، وهي أيضاً لغة الزوّار، ولها تأثير على بعضها البعض.
ترجمة الكتب إلى العربية
وفيما يتعلق بالكتب الإيرانية المترجمة إلى العربية قال حجة الإسلام أباذري: أما الكتاب الفارسية التي تم ترجمتها إلى اللغة العربية، قامت المستشارية الثقافية بترجمة العديد من الكتب وإتاحتها للمتلقين العراقيين، وسلسلة من هذه الكتب عبارة عن موضوع مذكرات عن عهد حزب البعث العراقي، وبعض الأفكار الأخرى الديناميكية والفتاوى المستحدثة لقائد الثورة الإسلامية في مختلف القضايا، ونظرته مثلاً إلى المرأة، ونظرته إلى نشر الإسلام، ونظرته في مسائل أخرى، وبعض الكتب عن أهل البيت عليهم السلام التي تم ترجمتها إلى العربية، مثل كتاب "رجل عمره مائتان وخمسون سنة"، وبعضها مثل كتاب "يادت باشه" (إتذكّر) ومذكّرات المدافعين عن المراقد المقدسة الذين ذهبوا للدفاع عن المراقد المقدسة، السيدة زينب(س) والسيدة رقية(س)، فالكتب المترجمة كثيرة العدد، وكذلك كتاب "قَدَم بقي" وفي أجزاء أخرى كتب أخرى أيضاً، والكتاب الأخير هو تاريخ الثقافة الحديثة بين إيران والعراق، والذي يصدر إن شاء الله عن منشورات الهادي التابعة لرابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية، وسيصدر باللغتين العربية والفارسية.
كتاب المواكب
وتابع حجة الإسلام أباذري: آخر عمل كتبته بكل فخر واعتزاز هو كتاب "المواكب" عن تاريخ المواكب في العراق وطقوس وعادات المواكب أهديت هذا الكتاب إلى النبلاء والشجعان والمتسامحين والصابرين وهم الشعب العراقي.
يبحث هذا الكتاب حول مكانة المواكب الحسينية في تاريخ وثقافة الشعب العراقي وآثارها الثقافية والإجتماعية والسياسية في الزمن المعاصر. ويقع في 205 صفحات و 18 فصلا تناول كتاب "مواكب" مواضيع مختلفة منها كَرم وضيافة الشعب العراقي لزوّار سيد الشهداء عليه السلام.
ومن الموضوعات المهمة في هذا الكتاب دراسة دور العشائر العراقية في إحياء تقليد إقامة الموكب، ويعد دور المنظمات والمؤسسات غير الحكومية أحد الموضوعات الأخرى التي تم تناولها،  كما تمت مراجعة ودراسة مواقف وسائل الإعلام المتوافقة والمعارضة فيما يتعلق بالمواكب وكذلك موضوع نقل ثقافة المواكب إلى الدول المجاورة، والأشكال المختلفة للمواكب ومجالاتها الخاصة.وهناك كتب كثيرة لا يمكن ذكر جميعها هنا.
نشكر الشعب العراقي
وأخيراً قال حجة الإسلام أباذري: النقطة الأخيرة هي أنني أود أن أطلب من زوار الأربعينية أن يأخذوا بعين الإعتبار أنه في هذه المسيرة يتواجد هناك حوالي 20 مليون زائر، من العراقيين والإيرانيين وجميع البلدان، فلا يمكن ان نقول أنه لا يوجد أي نقص، هذا ليس صحيحاً، طبعاً هناك توجد نواقص، لكن الشعب العراقي والحكومة العراقية والجيش العراقي وقوات الأمن العراقية يحشدون جهودهم جميعاً ليكونوا قادرين على تقليل هذه النواقص، لذلك يجب علينا دائماً أن نشكرهم لهذه الضيافة، وهذه الجهود لتقديم الخدمة لزوار الإمام الحسين(ع).
هم وعائلاتهم يقومون بتقبيل أقدام الزوّار، وهم فخورون بهذا التقبيل، وهذه الثقافة ثقافة عظيمة في العراق، هي الثقافة الحسينية والسماوية، وبالنظر إلى هذا الموضوع، اخترنا شعار الأربعين لهذه السنة "حياتنا الحسين(ع)".
إن الحياة الحسينية، وأسلوب الحياة الحسينية، يجب أن يتم الترويج لها، وحياتنا وأسلوب حياتنا وكل الأمور التي تعلمها على عاتقنا يجب أن تكون مشابهة لحياة الإمام الحسين(ع)
إن شاء الله.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي