بمحافظة زنجان؛
قبر جلبي أوغلي.. صاحب ونديم الشاعر المولوي
الوفاق/ قبر جلبي أوغلي، هو من المعالم الجذابة، ويقع على مسافة 500 متر جنوب غرب مدينة سلطانية في مكان يسمى باللهجة المحلية (كجه بورك) قبعة اللباد.
سلطانية هي احدى المدن التأريخية بمحافظة زنجان، والتي يقال بأنها تأسست ابان حكم الايلخانات المغول، وهي بعد تبريز اكبر مدينة للايلخانيين وكانت تحضى بأهمية بالغة، ولهذا السبب تحتوي على آثار وابنية تاريخية كثيرة، ومن هذه الآثار ضريح حسام الدين حسن جلبي الذي كان صاحباً ونديماً للشاعر المولوي، وديوان الشعر (مثنوي معنوي) هو تذكار لهذه الصحبة مع هذا الشاعر الكبير، بل حتى ان تنظيم كتاب المثنوي كان بطلب منه (اي جلبي)، ويعزى اسم مبنى جلبي أوغلي الى اسمه.
يشار الى ان مجمّع الضريح يتألف من قسمين، دير ومقبرة، ويعتقد بعض المؤرخين ان الدير بني قبل تأسيس المقبرة والبعض الآخر يرى ان العكس هو الصحيح.
ويقول دونالد ويلبر في كتابه (الهندسة الاسلامية الايرانية) حول تأريخ انشاء هذا المبنى، يحتمل ان تكون المقبرة تأسست قبل الدير. وان يكون ذلك في العام 1330م.
من جهة اخرى يرى البعض بأن عام البناء كان 1328م وآخرون يعتقدونه في العام 1333م، في حين تدل الدراسات ان بناء الدير كان قبل تلك الاعوام، لأن سنة البناء كان في اواخر فترة حكم ابو سعيد، عندما كانت الحياة السياسية والأقتصادية في السلطانية والحكومة آنذاك آخذة في الافول، وان تأسيس مبنى مثل هذا في ذلك المكان أمر بعيد عن التصور.
وهناك لوحة على العمود الجنوبي في الايوان الجنوبي للمبنى، وتعتبر بمثابة وثيقة تؤكد على تاريخ البناء. وهذه اللوحة مؤلفة من 3 قطع، واحدة في اعلى الأيوان والأثنتين الآخريين على طرفي الأيوان، وقد تضرر جانب من هذه اللوحة التي مدونة عليها القاب مثل (صاحب معظم) و(فخر ايران).
وهي القاب شمس الدين جويني، الذي كان شاعراً وكاتباً ووزيراً مشهوراً في العهد الايلخاني، واخذاً بنص اللوحة بنظر الأعتبار لم تكن السنة 1333م هي سنة تأسيس البناء، بل السنة التي كتبت فيها اللوحة. لذا يحتمل ان البناء تاسس خلال الفترة بين 1259م و1284م.
يتكون الدير من صحن مركزي موجود غرف في جانبيه الغربي والشرقي.
وهندسة هذا المكان تأثرت بمعتقدات الصوفية، وصمم كل قسم من اقسامه لغرض محدد. فأحدها مخصص لدخول الفقراء، ثم طلبة العلوم في الدرجة التالية. اما الغرف المنفردة في الصحن المركزي فلها ابواب قصيرة ومخصصة لعبادة المريدين كل حسب مكانته.
يشار الى ان صحن الدير كان مكان تنفيذ فيه الترنيمات الجماعية، حيث كان السلطان في الوسط، والمريدين يشكلون حلقة في طرف الصحن.
اما ضريح السلطان جلبي فهو ذو 8 أضلاع ومبني من الحجر، وفوقه طابوق يرتفع الى نحو مترين. وداخل المقبرة مقسم الى اقسام، حيث قبر السلطان في الوسط وقبور المريدين على اطرافه طبقاً لمكانة ومنصب كل واحد منهم.
وهذا المكان تم ادراجه في قائمة الآثار الوطنية الايرانية وجرى تعميره عدة مرات. وتستخدم حجراته كغرف هوتيل في الوقت الحالي.