تواجد المرأة في المسيرة الأربعينية.. استحضار لدور السيدة زينب(ع) الرسالي
القضية الأساسية في الأربعين هي سبي النساء والأطفال من قبل جلاوزة يزيد، ومسيرة الأربعين مخصصة في المقام الأول للنساء والأطفال، لأن وجود النساء في مسيرة الأربعين هو اقتداء بصاحبة الرسالة العظيمة التي شاهدت كل الاحداث وهي السيدة زينب(ع) في كربلاء.
تعتبر مسيرة الأربعين من الطقوس الدينية المهمة عند المسلمين، والتي يتمسك بها جميع محبي اهل البيت عليهم السلام، المرأة كانت ولازالت شريكة الحياة ورفيقة الرجل في كل الأدوار، لها دور مهم في قلب الأحداث والتوجيه الناجع من أجل إنشاء روابط أسرية مجتمعية متماسكة ملتزمة بالدين بكل تفرعاتها خصوصاً ونحن نواجه العديد من الأفكار المحرضة على الدين والإسلام وتحاول توطين الأمور الدخيلة للمجتمع وانحراف المنظومة التربوية والأخلاقية وها هي اليوم تستعد لتجدد دورها الأهم في قضية الإمام الحسين(ع) لتقتدي بصاحبة الرسالة العظيمة التي شاهدت كل الاحداث وواقعة الطف والتي قالت (مارأيت الا جميلاً) انها السيدة زينب (ع). ومن خلال مراسم مشاية الأربعين، تقيم جميع الشعوب علاقات ودية مع بعضها البعض، ويمكن رؤية مظاهر إنسانية جميلة جداً في هذه المراسم التي لا مثيل لها في العالم، ومن خلال حضور هذا الحدث، يمكن للنساء أن يتعلمن طريقة الحياة الإسلامية القائمة على التضحية بالنفس والتفاني والتسامح والكرم والبساطة.
فتجدها في زيارة الأربعين تعيد إلى الأذهان وتذكر العالم بدور السيدة العظيمة زينب (ع) ودورها الرسالي والاخلاقي ولولاها ما عرفنا القضية الحسينية وأهدافها حيث تقف مع الرجال بكل عفة وشرف لتؤدي دورها الأهم وهو إيصال صورة المرأة المسلمة الحسينية ذات المبدأ الصامد والموقف الشجاع لتجسيد صور الأربعين بعدة ادوار بما يليق بسيدة نساء العالمين وأم ابيها فاطمة الزهراء(ع).
أهمية دور المرأة في مسيرة الأربعين
قد يقول بعض الرجال أنه لا ينبغي للمرأة أن تكون حاضرة حتى نتمكن من العمل أكثر وأفضل، ولكن وجود النساء والأطفال لا يعيق أي شخص أو أي نشاط، ويمكن أن يكونوا مفيدين للغاية.
ان أهمية حضور المرأة في مسيرة الأربعين يجسد الحضور الزينبي بشكل مؤثر وفاعل ويعكس القيم التي من اجلها جاهد الإمام الحسين(ع) والتي دافعت عنها السيدة زينب(ع) ولدور المرأة وحضورها اهمية قصوى منها يعيد إلى الذاكرة حضور السيدة زينب(ع) إلى كربلاء متمثلاً بالدور العظيم الذي قامت به ولولاه لما عرفنا شيئاً عن الثورة وأهدافها وكما يقول العلماء إن للثورة عدلان عدل هو الدم، دم الشهادة الذي اريق في كربلاء والعدل الثاني هو الحضور النسوي الصوت المدوي المتمثل بدور السيدة زينب(ع) لإعلامي للدفاع عن ثورة الإمام الحسين(ع) وأفكارها وأهدافها وبالتالي الحضور النسوي يمثل الدور الفاعل لثورة الإمام الحسين(ع) وايضا يذكر العالم أجمع بمكانة المرأة المسلمة في الإسلام فليست هي منزوية ولاهي قابعة في البيت إنما هي إمرأة تشارك وتضع بصماتها على مر التاريخ ولها دور في رسم خارطة الحياة، وأن الحضور النسوي دليل على أدوارها المهمة لبث الحياة في شرايين الامة الاسلامية وهذا يأخذنا إلى تعلم درس عظيم من دور السيدة زينب(ع) في كل مسيرة وكل ثورة والأمر المهم أن حضورها يجسد القيم التي من اجلها دافع الإمام الحسين(ع) وانتفض وثار وقاتل وقتل وحملت لواءه السيدة زينب(ع) ودافعت عن تلك القيم التي ضحى من اجلها الامام الحسين عليه السلام ومن أهم هذه القيم «العفة والحجاب» والالتزام والصلاة والمحافظة على نهج الثورة والقضية الحسينية وأخلاقها واستثمارها في الحياة والتربية والإصلاح خصوصاً ونحن نواجه تحدياً كبيراً لما تفرضه الدول الإستكبارية من مناهج معادية للإسلام وتحرض على الدين واخلاقياته.. والفكر القرآني... وأشارت أننا لا ننسى أن السيدة زينب(ع) تركت بصمة عظيمة خلدها التاريخ وبذلت وقتها وراحتها واخوتها واولادها في سبيل الله والحق والعفة والشرف وإنتصار الصوت الحر وبدورنا نوجه سؤالا لكل النساء، انت ايتها المرأة المسلمة ماذا قدمتي أمام هذه التحديات الكبيرة والتحريف والتكنولوجيا والأفكار الدخيلة التي تمر بها الرسالة الإسلامية ومن هنا نشير إلى أن دور المرأة في مسيرة الأربعين هو اقل ما يمكن تقديمه للتذكير بالتاريخ العظيم والمشوار الطويل الذي قطعته هذه السيدة العظيمة في سبيل الدفاع عن الرسالة وللحفاظ على العفة والشرف والأخلاق وان التطور والتقدم لاينقص شيئا من ديننا كما أن الدين لاينقص شيئا من تقدمنا وتطورنا في الحياة...
الخدمات التطوعية خلال مسيرة الأربعين
يجب على الجميع أن يحاولوا تسهيل حضور العائلات لموكب الأربعين إن الدين الإسلامي يعطي أهمية كبيرة للمرأة والأسرة، ويؤكد على وجود المرأة في معظم المجالات. ولا ينبغي للرجال أن يستبعدوا النساء من المشاركة في المسيرة الأربعينية بحجة انعدام الأمن؛ لأن المرأة ذات القوة الايمانية وقوة العفة يمكن أن يكون لها حضور بارز في جميع أركان المجتمع الإسلامي.
في المسيرة الأربعينية المباركة تتجلى الحقيقة بأبهى صورها وفي جميع المجالات ومنها مجال الخدمة التطوعية للمرأة خلال ايام المشاية الأربعينية حيث باتت تمثل العنصر الرئيس في المجال التعبوي وتقديم الخدمات اللوجستية التي تعد العمود الفقري في استدامة هذه الزيارة، وليس هذا فحسب بل أننا لو اجرينا احصائية لعدد المشاركين في احياء هذه الشعيرة لوجدنا ان الكفة تميل للمرأة أو للنساء والاطفال في معدل الاعداد المشاركة نسبة للرجال رغم أنها تحمل مسؤولية التنشأة الاسرية ورعاية الاطفال بل أنها تأتي بأطفالها وحتى الرضع منهم وتتحمل التعب الشديد والارهاق الذي لا يوازي طبيعتها التكوينية وضعف البناء الجسماني وفي ظروف جوية قاسية ورغم ذلك نجدها تنهل من صبر السيدة زينب(ع) وتساهم في حمل الرسالة بكل فخر واعتزاز.
وكذلك هناك مساهمات اخرى متنوعة في التصدي لتنظيم الزيارة من خلال الكثير من الوحدات التنظيمية النسوية الخدمية التابعة للعتبات المقدسة وكذلك المنظمات النسوية الحسينية التطوعية ففضلاً عن اعمال تفويج الزائرات وتنظيم الاعمال العبادية في المراقد المقدسة فهناك فرق الاسعاف والاخلاء الفوري وهناك الفرق الاعلامية والثقافية التي لها الدور الأبرز في التصدي للحرب الناعمة والغزو الثقافي ومحاولة تشويه الصورة الحقيقية للمرأة المسلمة والمرأة العراقية الحسينية على وجه الخصوص .
في مسيرة الاربعين نجد المرأة العراقية الأصيلة المجاهدة المجتهدة الى جانب ابيها واخيها وزوجها وابنائها تخدم الزائرين من الرجال والنساء في الاطعام والايواء وتوفير مؤونة المسير الى سيد الشهداء، حيث نجد الجود والسخاء والكرم بلا حدود بل يصل الأمر الى حد يقف عنده العقل البشري مذهولاً مما يجري.
موضحاً ان المرأة العراقية الأصيلة تعلمت من مدرسة الأربعين لتكون هي الحجر الطاهر الذي انجب الرجال الذين كسروا انف داعش وحققوا الانتصار العظيم في ملحمة الصمود والجهاد لحماية امن وسيادة ومقدسات العراق.
خدمات النساء في المواكب
يستعد الاهالي بفتح البيوت والمواكب لاستقبال زوار الإمام الحسين(ع) من داخل وخارج العراق والجيمع لهم لهفة وعزم واستعداد لهذه الأيام التي ينتظرونها بكل صبر على مدار السنة، خدمة الحسين(ع) هو توفيق من الله عزوجل إن يكونن مواسيات لسيدة العزاء وصاحبة المصاب زينب عليها السلام وعملهم في الموكب لايقتصر فقط على الاكل والشرب وغسل الملابس ولكن الأسمى والأكبر أن يثبتون للعالم أن السيدة زينب(ع) بقيت ذكراها ووصاياها وتاريخها حاضر إلى الآن وأنهم متمسكون بكل حرف وأمر ذكرته السيدة زينب عليها السلام وليشاهد العالم المرأة الحسينية الزينبية وهي تحافظ على العفة والأخلاق والتربية التي كانت من أهداف سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام والجيمع يستعد كل سنة بروح معنوية عالية وبسعة صدر حسينية بلا تعب ولا كلل وكل سنة يمر عليهم محرم يزيدهم عزما وإصرارا على الاستمرار بخدمة ال البيت عليهم السلام ونصرة الإمام الحسين(ع) وكل هذا يعتبر قليلا بحق ماقدمه لنا سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام من تضحيات والجميع يعاهد السيدة الزهراء(ع) بأن يكونوا على خطها وخط ابنتها حتى يشاهد العالم المرأة التي تربت على نهج السيدة الزهراء وابنتها عليهما السلام، وكذلك هناك نساء يقمن بالتوجيه والإرشاد وتوعية النساء كبارا وصغارا ويلقين عليهن المحاضرات التربوية وهناك من تقوم بتعليم قراءة القرآن الكريم للنساء والاطفال.
المرأة ودورها في الخدمات الصحية
اما من الجانب الصحي فانه سيكون للمرأة في قطاع الصحة دور مهم في زيارة الأربعين وهناك خطة تعد من قبل المعنيين تجهز بوحدات هندسية وصيدلية وأطباء وكوادر على مستوى القطاعات والمستشفيات ويتوزع على محاور عدة تنتشر كل حسب موقعه وستكون على شكل ردهات طوارئ كاملة متكاملة وسيكون للمرأة مهمة كبيرة خصوصاً اعداد الزائرات والزائرين كبيرة جداً فكل وحدة من الوحدات ستكلف برصد أي حالة مرضية واسعافها فوراً وقبل كل هذا يقومون برش المواكب الحسينية وتعفيرها وهناك أيضاً فرق استجابة سريعة تتكون من عدة اشخاص لديهم عربات خاصة ولديهم حقائب مجهزة بكافة الاسعافات الأولية وأجهزة ضغط وسكر وأوكسجين ايضا، فالكوادر النسائية لاتفرق عن خدمة الرجال فتكون هناك خفارات وإنذار عام اضافة إلى أنه اعداد الطبيبات والممرضات ستكون أكثر من الرجال .
مسيرة الأربعين ليست مسيرة بسيطة، بل هي ارتباط بالمسيرة العظيمة للسيدة زينب(ع)، بل هي ارتباط بعظمة مسيرة السيدة زينب(ع)، التي بتواجدها في كربلاء مزقت حجاب الظلم لليزيديين وجعلتهم عاراً على العالم. إن حركة النساء في مسيرة الأربعين باتباع السيدة زينب(ع) هي معركة ضد الظلم والغطرسة العالمية.