الزيارة الأربعينية تجسيد للتضامن، وملتقى الأحرار ودعاة الحرية
تتمة المنشور في الصفحة 1
لسنوات عديدة، قدم الشعب العراقي باعتباره المضيف للمسيرة الأربعينية الخدمة للزائرين من كافة الجنسيات، وخاصة إيران، بغض النظر عن الفروق المذهبية والعرقية. ويمكن القول أنه أثرت الزيارة الأربعينية بشكل كبير على تعزيز الأواصر والعلاقات بين الشعب العراقي والعديد من الدول، بما في ذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وفي هذا الصدد أرى لزاماً عليّ أن أعرب عن شكري وتقديري للجهود التي بذلها المراجع العظام والعلماء والشعب والحكومة والمسؤولين في العراق الصديق والشقيق، والذين خلقوا هذه الأجواء الحميمة للأربعينية.
إننا نعتبر الزيارة الأربعينية مثالاً ناجحاً لسياسة حسن الجوار ونولي أهمية كبيرة على الفرص العظيمة التي تتوفر قبل الزيارة الأربعينية على أساس المعنوية والروحانية والثقافة المشتركة والتفاعلات الشعبية. وقد بذلت حكومة آية الله رئيسي قصارى جهدها من أجل تسهيل رحلة الزائرين من إيران وتسهيل الإجراءات المتعلقة بمرور الزائرين من دول أخرى في المنطقة إلى العراق عبر بلدنا، ووضعت إجراءات عديدة على جدول أعمالها، بما في ذلك التطوير اللافت للبنية التحتية للنقل والاتصالات والصحة ومراقبة الجوازات على حدودها مع العراق والدول المجاورة الأخرى.
ومع أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، فلطالما يسعى الجهاز الدبلوماسي، إلى جانب وزارة الداخلية وباقي المنظمات والوزارات، إلى تطوير الخدمات المقدمة لزائري أربعينية الإمام الحسين (ع). ومن أجل تحقيق هذا الهدف، فقد جرى التعاون الوثيق مع السلطات العراقية لتسوية مختلف القضايا السياسية والقنصلية لتسهيل رحلة الزائرين. ويشتمل هذا التعاون على سلسلة من الإجراءات للمسؤولين السياسيين في إيران والعراق ويجري متابعة ذلك من خلال الزيارات واللقاءات والاتصالات الهاتفية والمراسلات الرسمية بين البلدين.
تبذل اللجنة السياسية والقنصلية التابعة للجنة المركزية للزيارة الأربعينية المتواجدة في وزارة الشؤون الخارجية وممثليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق بما في ذلك السفارة الإيرانية في بغداد والقنصليات التابعة لبلادنا في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وأربيل والسليمانية و البصرة والدول الأخرى التي توفد زائري الأربعينية تبذل قصارى جهدها للمساعدة في إقامة المسيرة الأربعينية الشعبية، ومن هذا المنطلق، فإن مجموعة من زملائي في وزارة الشؤون الخارجية متواجدون طوعاً داخل العراق لتوفير الخدمات القنصلية على مدار الساعة.
وإذ أتمنى التوفيق لجميع زائري مرقد الإمام الحسين (ع) الطاهر، فأطلب من أعزائي الالتزام الكامل بالأنظمة والقوانين في العراق، وأن يكونوا شاكرين للمضيفين العراقيين الكرماء. كما أؤكد أن يهتموا بتوصيات اللجنة المركزية للزيارة الأربعينية وخدّامهم في الحكومة ويبدأوا هذه المسيرة العظيمة على أساس ذلك. أسأل الله تعالى أن يتقبل صالح الأعمال من جميع زائري أبي عبدالله الحسين (ع).