معتقلو” جو”.. أكبر إضراب عن الطعام في تاريخ البلاد
مظاهرات شاسعة في البحرين.. والأوضاع تستمرّ على سوئها
خرجت مظاهرات في البحرين، ليلة الجمعة والسبت، تضامنا مع مئات المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام منذ أسابيع.
ونشرت جمعية "الوفاق" المعارضة، مشاهد من الاحتجاجات التي خرجت في منطقة أبو صيبع شمالي البحرين ورفع المشاركون فيها لافتات تندد بانتهاكات البحرين لحقوق الإنسان، واستنكرت الحشود تجاهل النظام البحريني لإضراب السجناء ومطالبهم الإنسانية،
وظهر الجمعة، خرجت مسيرة كبيرة في منطقة السنابس وصلت إلى منطقة جدحفص، غربي العاصمة المنامة.
ووصلت المسيرة إلى منزل القيادي المعارض المعتقل حسن مشيمع والذي تقول منظمات حقوقية إنه يعاني من ظروف صحية سيئة في السجن، ويمنع من تلقي الرعاية الصحية اللازمة.
إضراب المعتقلين يدخل يومه التاسع عشر
حيث يدخل إضراب المعتقلين عن الطعام في سجن جو البحريني يومه التاسع عشر الذي بدأ في 7 آب/أغسطس الجاري، تحت شعار "لنا حق" للمطالبة بتحقيق مطالب صحية وإنسانية بسيطة.
وعلى الرغم من نقل الإعلام العربي والغربي على حدّ سواء هذا التحرّك، إلّا أن إدارة السجن لم تستجب حتى الآن بشكل حقيقي، فيما تستمرّ الأوضاع على سوئها.
بالموازاة، برزت مواقف محلية تحثّ السلطة على التجاوب مع نداءات السجناء.
القوة تكمن في الاستجابة للحق
من ناحيته، اعتبر القيادي في جمعية "الوفاق" مجيد ميلاد أنّ "القوة تكمن في الاستجابة للحق ولو على نفسك، أمّا إدارة الظهر واستلاب الآخرين حقوقهم فضعف لا محالة، سيما على مَنْ لا يملك ناصرًا إلا الله تعالى، معقبًا "هذا ما يعلمنا إياه الدين الإسلامي"، متسائلًا "هل عدم استجابة السلطة لمطالب السجناء في إضراب لنا حق في سجن جو قوة؟"، خاتمًا بالقول: "نعم قوة، ولكنها تستبطن ضعفًا شديدًا أمام الاستجابة للحق وإقامة العدل".
وضع السجناء
وخرجت إلى العلن مواقف من السجناء قدموا شرحًا للأوضاع داخل السجن.
وفي رسائل متعددة من السجناء، نقل معتقل الرأي حسين عبدالله السّواد أنّه يتم التعامل مع المعتقلين السياسيين كما السجناء الجنائيين، فيما كشف معتقل الرأي حسن يوسف العصفور أنّه يتم عزل السجناء "عن العالم الخارجي ولا يسمح لذوينا بإيصال ما نحتاج له من ثياب وكتب ومستلزمات".
معتقل الرأي السيد علي العلوي شدد على أنّ "ظروف السجن قاسية جدًّا ولا تضمن السلامة الصحية"، بينما أوضح معتقل الرأي حسام مهدي سرور أنّ المعقتلين يعانون "من تضييقات أفراد الشرطة المجنسين الذين لا يراعون مقدستنا".
أمّا الشيخ ميرزا المحروس فبحسب المعلومات يُعاني من تدهور حالته الصحية بعد تعرّضه للإهمال الطبي، ولاسيّما أنه مُصاب بمرض السكر والقولون والقلب.
ويطالب الشيخ المحروس بتوفير العلاج المناسب، فيما تتجاهل إدارة السجن صوته وتتذرّع بأنه في كل مرة يؤخذ للمستشفى لا يتم علاجه على اعتبار أن الطبيب المختص غير موجود.
وإعلاميًا، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية مقالًا عن القضية، مشيرة إلى أنّ "أكبر إضراب عن الطعام في تاريخ البحرين يشعل احتجاجات"، لافتة إلى أنّ الإضراب يأتي "وسط مخاوف أميركية في بلد يعد حليفًا رئيسيًا لها في الخليج الفارسي".
إعلان التضامن
أعلن ناشطون بحرينيون في المهجر عن إضرابهم عن الطعام، يوم الثلاثاء 29 أغسطس/آب 2023، "تضامناً وتأييداً ومناصرةً للسجناء السياسيين المظلومين المضربين عن الطعام في سجون البحرين".
وحثّ الناشطون، في بيان، الأصدقاء والمناصرين لقضية شعب البحرين في جميع الدول إلى "الانضمام إليهم في الإضراب، وإعلان التضامن والتأييد والمناصرة للسجناء المضربين عن الطعام في سجون البحرين لتحقيق مطالبهم، والإفراج عنهم من دون قيد أو شرط".
وأكدوا أهمية "تنفيذ الإضراب عن الطعام من خلال الاعتصام الجماعي أمام سفارات البحرين في مختلف الدول"، ودعوا إلى "تغطية إعلامية مصوَّرة لتجمُّعات المضربين، للتأكيد على رسالة التضامن والتأييد والمناصرة، ونشرها على نطاق واسع".
وشددوا على ضرورة "التواصل مع مختلف وسائل الإعلام لإيصال مطالب السجناء المضربين عن الطعام، والتأكيد على أهمية الحقوق السياسية المغيَّبة في البحرين، وتغيير صورة الملف الشخصي (البروفايل) في مواقع التواصل الاجتماعي إلى شعار المضربين عن الطعام "لنا حق"، مع نشر إعلانات وصور وأخبار عن الإضراب عن الطعام، واستخدام وسمَيْ #لنا_حق و #اطلقوا_سجناء_البحرين في جميع التغريدات والكتابات المتضامِنة والمؤيِّدة والمناصِرة".
السيد الغريفي: أزمة البطالة تربك الوطن
من جهته أكد العلامة السيد عبدالله الغريفي أنّ "الوطن لا يستقر إلا بمقاربة الأزمات بحكم ووعي وبصيرة"، مشيراً إلى أنّ "أزمة البطالة تربك الوطن وازدحام السجون يؤزِّم المسارات وشكاوى المعتقلين بحاجة إلى معالجة جادّة". وأوضح السيد الغريفي، أنّ "أزمة مئات آلاف العاطلين من أبناء الشعب تربك الوطن، وزحف الوافدين من الجنسيات يعطّل أعدادً كبرى من المواطنين". وأضاف أنّ "ازدحام السجون يؤزّم المسارات ويحمّل الدولة أعباءً، وشكاوى نُزّال (معتقلو) السجون بحاجة إلى معالجة جادة من أجل الحفاظ على كرامة هذا الوطن وعزة هذا الشعب". وبينّ أنّ "الأزمات تكبر والعلاجات تتعقَّد لأنّ هناك خللاً في التعاطي معها، ويجب معالجة الخلل ويجب أنْ تكون هناك حوارات جادة وصادقة ليس من أجل أنْ ينتصر فريق على فريق آخر، وإنّما من أجل أنْ تنتهي الأزمات وتترشَّد المواقف وتتقارب القناعات وبناء الوطن، وأنْ ينتصر التسامح على الانتقام والأمن على الرعب والعدل على الظلم".
وقال السيد الغريفي: "إنّها إرادة أنظمة وإرادة شعوب متى تكاملتا كانت الأوطان بخير ورفاه".