عين الإنسانية تفضح العدوان
بعد يومين على ارتكابه مجزرة في قرية بيت العذري شمال صنعاء، مُوديةً بحياة 48 مدنياً، أقدمت الطائرات السعودية على ارتكاب مجزرة أخرى في فج عطان بصنعاء، في 25 آب/ اغسطس عام 2017، أسفرت عن وقوع 16 ضحية بينهم 8 أطفال و4 نساء، و22 جريحاً. ولاحقاً، أقرّ التحالف السعوديّ، على لسان الناطق باسمه، تركي المالكي، بالوقوف خلف الغارة مؤكّداً أنّ إصابة الهدف المدنيّ وقعت بسبب وجود خطأ تقنيّ. وقال "إنه بعد مراجعة كل الوثائق والإجراءات المتعلقة بالتخطيط والتنفيذ العملياتيّ اتضح وجود خطأ تقنيّ كان سبباً في وقوع الحادث"، ثم وصفه بالعرضيّ وغير المقصود.
مجازر التحالف السعودي
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتسبب غارات طيران التحالف السعودي بمجازر في اليمن، حيث شهد هذا العام مجزرة في صالة عزاء في صنعاء سقط فيها 700 يمني بين شهيد وجريح، وقد انتقدت الكثير من التقارير والمنظمات الدولية هذه الجرائم ودعت التحالف السعودي لوقفها، كما اتهمت السعودية باستخدام أسلحة محرمة دولياً.
الناجية الوحيدة من أسرتها
وقد فقدت في مجزرة فج عطان الطّفلة بثينة الريمي البالغة من العمر 8 سنوات والديها وعمّها وشقيقاتها الأربع وشقيقها الوحيد. وأضحت صورتها التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تحاول فتح عينها اليمنى المجروحة، فيما التورم والدم يغلق عينها اليسرى شاهداً على وحشية التحالف وتجرده من الانسانية.
ولم تكن الطفلة بثينة التي كانت نائمة في حضن أمها، تعلم أنّ ذلك سيكون الحضن الأخير، وأنها ستحرم من كلمة "ماما"، ومن عطف "بابا" إلى الأبد، ولن تتمكن من مشاركة إخوتها اللعب والشغب، وستفقد السقف الذي يؤويهم جميعاً. كابوس مرعب كانت طفلة بعمر الزهور شاهدة على تفاصيله، وأراد أن يكتب لها القدر عمرًا جديداً، فكانت بثينة الناجية الوحيدة من القصف. حصدت قصتها وصورتها بعينها المتورمة وكدمات على وجهها الصغير تعاطفاً دولياً واسعا ًبعدما ظهرت في صور وهي تضع أصابعها حول عينها اليمنى في محاولة لإبقائها مفتوحة بعدما تورمّت جراء الإصابة في الضربة الجوية التي نفّذتها طائرة تابعة للتحالف العسكري بقيادة السعودية.وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور أشخاص وهم يقلّدونها، مطالبين بوضع حد للحرب.
بثينة ...عين اليمن الجريح
كان من الواضح أن الحركة التي اشتهرت بها بثينة لفتح إحدى عينيها أمام عدسة الكاميرا فتحت عيون العالم على ما ترتكبه الرياض من جرائم، وعلى إثر ذلك قامت السعودية بتدبير خطة لاخنتطاف بثينة من صنعاء وإيصالها إلى عدن ومنها إلى الرياض، محاولة من ذلك تبييض صورتها أمام المجتمع الدولي التي أصبحت سيئة ومحل اتهامات مباشرة بارتكاب مجازر حرب في اليمن. فقدت عمدت السعودية إلى اختطاف الطفلة، بعد أن قامت بخداع عمها عبر مؤسسة تابعة لها، ادعت بأنها ستصور معهم فيلماً وثائقياً عن السلام. وفي العام 2021، وبعد رفع فريق التفاوض اليمني اسمها بين قائمة الأسرى، أُطلق سراح الطفلة بثينة قبل يوم من إطلاق الأسرى.