«الوفاق» تستعرض فوائد عضوية إيران في «بريكس»
فرصة إقتصادية مهمّة تسهم في التنمية المستدامة
الوفاق/ وكالات
إختتمت مجموعة بريكس -التي تضم كلاً من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا- قمتها التي عقدتها على مدار 3 أيام في جوهانسبرغ بالموافقة على توسعة غير مسبوقة، والتأكيد على السعي لنظام عالمي متعدد الأقطاب والتخلص من هيمنة الدولار.
وأعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الخميس، أن مجموعة بريكس -التي تضم 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم- قررت رسمياً دعوة كل من إيران والأرجنتين ومصر وإثيوبيا والسعودية والإمارات للانضمام إلى المجموعة الطامحة لتصبح قوة اقتصادية عالمية.
تطور تاريخي ونجاح استراتيجي
وفي هذا السياق، أعلن مساعد الشؤون السياسية بديوان رئاسة الجمهورية، محمد جمشيدي، عن العضوية الدائمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجموعة بريكس. وكتب على صفحته الشخصية على "تويتر": إن عضوية إيران الدائمة في مجموعة الاقتصادات العالمية الناشئة يعد تطوراً تاريخياً ونجاحاً استراتيجياً لإيران.
لا يمكن عزل إيران
من جانبه، قال سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موسكو: إن عضوية إيران في مجموعة بريكس أفشل خطة عزل إيران في الساحة الدولية، معتبراً أنه بعد هذه الخطوة يمكننا استخدام قدراتنا الداخلية العالية لاتخاذ إجراءات ورد فعل أكثر ملاءمة مع أعضاء بريكس في التفاعلات التجارية.
وقال كاظم جلالي، في مقابلة مع مراسل وكالة الجمهورية الاسلامية للأنباء "إرنا"، حول فوائد عضوية إيران في مجموعة بريكس عقب زيارة رئيس الجمهورية آية الله ابراهيم رئيسي إلى جنوب أفريقيا وحضوره في قمة هذه المجموعة: تحمل عضوية إيران رسائل مهمة بعدة طرق، أحدها هو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يمكن عزلها وفرض عقوبات عليها وفي السنوات الماضية حاول الأعداء تصوير إيران على أنها دولة تتجه نحو العزلة. وأضاف: إن الجانب الآخر فشل بالفعل في خطته لعزل إيران على الساحة الدولية. وتابع: منذ حوالي عامين أصبحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عضواً في منظمة شنغهاي للتعاون؛ وعلى الرغم من أن البعض لم يكن يعتقد أن إيران ستصبح عضواً في بريكس بهذه السهولة، إلا أنه حدث بالفعل.
وتابع سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في روسيا: الفرضية الأساسية لتشكيل مجموعة بريكس هي أن الدول التي لديها بنى تحتية اقتصادية قوية يجب أن تجتمع معاً بطريقة ما وتكون قادرة على إنشاء قاعدة واسعة في المجال الاقتصادي. وأضاف: أمريكا تبذل كل جهودها لاستيعاب البنية الاقتصادية العالمية والتبادلات التجارية من خلال استغلال قوتها الاقتصادية ونفوذ الدولار.
وذكر جلالي أن الدول الخمس الأعضاء في مجموعة بريكس تتمتع بمكونات القوة، بما في ذلك الحجم الإقليمي والسكان والاقتصاد وقدرة سياسية عالية على الساحة العالمية. وأوضح: أن إيران، التي كانت لديها منذ البداية إرادة قوية في مواجهة الأحادية في النظام الدولي، يمكنها أن تقدم مساهمة كبيرة لتعزيز الأهداف الاقتصادية والسياسية لمجموعة بريكس.
عضوية تساعد في إلغاء الحظر
من جهته، قال الدبلوماسي الإيراني السابق عبدالرضا فرجي راد: إن عضوية إيران في مجموعة بريكس يمكن أن توفر الأرضية لإلغاء الحظر.
وأضاف فرجي راد، في تصريح خاص لمراسل "إرنا": إن الخروج من هيمنة الدولار هو أحد أهداف مجموعة بريكس، وهذه المجموعة تتجه نحو "عالم متعدد الأقطاب". واعتبر إيجاد توازن في الوضع المالي والاقتصادي للعالم من الأهداف الأخرى لتشکيل هذه المجموعة .وأضاف: إن الدول الأعضاء في المجموعة تشكل نحو 40% من سكان العالم، وتستحوذ على ربع الناتج القومي الإجمالي، ونحو ثلث أراضي العالم.
وصرح فرجي راد: مجموعة بريكس تتجه نحو "عالم متعدد الأقطاب" وأعضاؤها يعتزمون تدمير النظام أحادي القطب الذي يحكم العالم. وأضاف: نأمل أن عضوية إيران في المجموعة تساعد على إلغاء الحظر.
فرصة إقتصادية مهمة
إلى ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني عدنان علامة: إن عضوية بريكس هي الهدف المهم في سياسة التعددية.
وقال عدنان، في حوار خاص مع مراسل "إرنا": أعلنت إيران رسمياً عن اهتمامها بالمشاركة في إطار عمل "بريكس"، وتقديم طلب للحصول على العضوية، وتعتقد أن الانضمام إلى مجموعة "بريكس" يعتبر فرصة اقتصادية مهمة للغاية لإيران والدول الأعضاء بالمجموعة. وأضاف: ايران تشترك مع الصين والهند في مجموعة شانغهاي وهذا ما دفعها إلى تقديم طلب للإنضمام إلى مجموعة دول بريكس. وتابع: إن الانضمام إلى مجموعة "بريكس" يعتبر فرصة اقتصادية مهمة للغاية يمكن أن تسهم في التنمية المستدامة للدول الأعضاء أكثر من أي وقت مضى؛ وبالتالي فان عضوية بريكس هي الهدف المهم التالي في سياسة التعددية، لذلك أعلنت إيران رسمياً اهتمامها بالمشاركة في إطار عمل بريكس، وتقديم طلب للحصول على العضوية، وإنضمام إيران هو قوة مضافة لكل من إيران ودول بريكس.
وأضاف: لقد حققت إيران برئاسة الرئيس السيد إبراهيم رئيسي إنجازات متسارعة؛ وتميز وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في نشاطه وتطبيق سياسة الإنفتاح الدولي، مما مكّن إيران من إحتلال مكانة متقدمة في التجارة الدولية في وقت قياسي، فموقع إيران الجيوسياسي يمكنها من لعب دور أكبر في التجارة العالمية وترسيخ الأمن والسلام الدوليين.
وقال علامة: تعتمد دول بريكس على تنمية إقتصاد الدول الأعضاء والدول الصديقة من مبدأ مد العون والمساعدة لتحقيق التنمية المستدامة؛ بينما دولG7 تعتبر ذراعاً للإدارة الأمريكية التي تقوم على سياسة الإستعمار والإحتلال ونهب ثروات البلدان التي تحتلها بالقوة وتحت حجج واهية. وأضاف: إن أمريكا ومجموعة الدول السبع ينظرون إلى مجموعة دول بريكس كتهديد وجودي لها؛ وزيادة أعضاء دول بريكس سيضعف ولا شك الموقع السياسي والإقتصادي والمالي لأمريكا وأتباعها، وستكون أمريكا عاجزة كلياً عن مواجهة دول بريكس عسكرياً.
واستطرد قوله: أفول هيمنة الدولار على التجارة العالمية قد بدأ منذ مدة؛ وسيفقد مكانته تدريجياً مع اتخاذ دول بريكس قرارات بإعتماد التبادل البيني بالعملة المحلية للدول الأعضاء؛ وعلينا أن نتوقع الشيطنة الأمريكية في خربطة الأوضاع السياسية في مجموعة دول بريكس وأصدقائها. وتابع قائلاً: لأعضاء بريكس وزن إقتصادي وسياسي وعسكرى هام جداً؛ فهم يشكلون 30 بالمائة من إجمالي الإنتاج العالمي و40 بالمائة من سكان العالم؛ وبالتالي يستطيعون التأثير على مسار ومصير التجارة العالمية بما فيها مصير الدولار.
وأضاف: تدرس الدول الأعضاء حالياً إيقاف التعامل بالدولار واستبداله بعملة موحدة أو بعملات الدول الأعضاء وذلك للتخلص من أحادية الضغط الأمريكي عليهم، فمجموعة بريكس تدرس خطوات مدروسة جداً في زيادة أعضائها بحيث تشكل مروحة فعالة، ضاغطة، ومؤثرة على ضغط القطب الواحد المتمثلة بأمريكا التي تضغط من خلال مجموعة الدول السبع.
وصرح: تعمل مجموعة بريكس على تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات الاقتصادية والسياسية والأمنية عبر تعزيز الأمن والسلام على مستوى العالم والتعاون الاقتصادي بين الدول الخمس، وهو ما من شأنه أن يسهم في خلق نظام اقتصادي عالمي ثنائي القطبية، عبر كسر هيمنة الغرب بزعامة أميركا، فالعالم يترقب، وبالتحديد الولايات المتحدة الأميركية، مخرجات القمة، حول إصدار العملة الجديدة كبديل للدولار الأمريكي، خاصة بعد أن أصبح "بنك التنمية الجديد"، التابع للمجموعة حديث الخبراء، باعتباره بمثابة البديل عن البنك الدولي وصندوق النقد، بعد أن بلغ رأس ماله 50 مليار دولار وسيبلغ 100 مليار دولار خلال العام 2023.. ومما دفع بالتوقعات داخل الدوائر المالية العالمية بأن: عملة "بريكس" تهدد عرش الدولار، والبنكنوت الأخضر يواجه خطر الاستبدال.