ومرجع تاريخي في مسار القضية الفلسطينية
الفن التشكيلي المقاوم ملتصق بأفكار الثورة والثوار (2-2)
أروى حنيش
كاتب فلسطيني
أنواع الفنون
يشهد قطاع غزة مساعي حثيثة لإنتاج أعمال فنية في مجالات متعددة، فالإنتاج المرئي، والصوتي، والفن التشكيلي هي ثلاثة ملتقيات تضمها رابطة الفنانين الفلسطينيين في قطاع غزة والتي أنشئت عام 2010 لدعم الفن المقاوم الذي يخدم القضية الفلسطينية ويحتضن المواهب الفنية في قطاع غزة.
حيث إن الفن المقاوم يغيظ الاحتلال الإسرائيلي كما تغيظه أسلحة المقاومة العسكرية، وهذا هو ما ظهر جلياً عندما استهدف العدوان الأخير قطاع غزة، وجنين بعض الاستوديوهات والمراكز الثقافية الداعمة للفن على مختلف مجالاته.
ويذكر أن هناك ملتقيات ثلاثة لرابطة الفنانين الفلسطينيين، وهي: ملتقى الفن التمثيلي وملتقى الفنون الصوتية وملتقى الفن التشكيلي، وهي عبارة عن لوحات ورسومات وينبثق عنها الخط العربي"، لافتاً إلى أن الرابطة تدعم أي فنان لديه صور ورسومات، في إقامة معارض جماعية، أو خاصة إذا توفرت الإمكانيات اللوجستية والمالية. وفي هذا الاتجاه تقدم الرابطة الكثير لتشجيع الفنانين الفلسطينيين وإطلاق مواهبهم رغم إمكانياتها المحدودة وشبه المعدومة بسبب الحصار الذي يضرب كل مناحي القطاع.
وتعتبر الرابطة هي المسؤولة عن تسجيل العديد من الأغاني الوطنية والمسلسلات الإذاعية الهادفة التي تعالج القضايا الوطنية، والتي كان منها مسلسل إذاعي اسمه حكايا أسير يتحدث خلال 30 حلقة عن الأسرى أصحاب المحكوميات العالية في سجون الاحتلال.
ويذكر أن هذا المسلسل أُذيع عبر الإذاعات العربية في لبنان، وسوريا وإيران، وأخذ صدى جيداً، لأنه يتحدث عن قضية مهمة تخص أصحاب المحكوميات العالية في سجون الاحتلال.
ويوضح، أن أناشيد وطنية تدعم المقاومة ومسلسلات تعالج قضايا مجتمعية مختلفة وقضايا تخص صميم القضية الفلسطينية. وتجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الأنشطة الفنية، فقد أقيم معرض افتراضي للرسامين العرب الذين يتواصلون مع الرابطة، وعُرضت رسوماتهم عن القدس والأقصى وعدد من المخطوطات العربية عبر موقعها الإلكتروني.
الفن التشكيلي لغة عالمية
الفن التشكيلي يعد لغة عالميةً؛ يتمكنُ الفنانُ من خلالها إيصالَ رسالةِ فلسطينَ للعالمِ، هذه الرسالةُ التي غالباً ما تَحملُ مظلومية شعب فلسطينِ، والانتماءِ، والتشردِ، والتهجيرِ، والظلمِ، والاستبدادِ، والقهر والاستعباد، ولكنْ في المقابلِ تَحملُ هذه اللوحاتُ الفلسطينيةُ بين الفينةِ والأخرى قبساً من الفرحِ، وقبساً من الأملِ، وفسحةً من التفاؤلِ بالنصرِ والاستقلالِ، ويستخدمُ الفنانُ الفلسطيني أثناءَ رسمِه رموزاً تدلُّ على التفاؤلِ مثلَ: "الشمسِ، والقمرِ، وعلامةِ النصرِ، والمياهِ، والأشجارِ"، ورموزا تدلُّ على الأملِ مثلَ: قبةِ الصخرةِ، والمسجدِ الأقصى؛ كرمزٍ للعودةِ، كما وتُستخدمُ الألوانُ التي تعبّرُ في مدلولاتِها عن الأملِ: كاللونِ الأزرقِ، والأبيضِ، واللونِ البنفسجي، والأخضرِ...إلخ.
وختاما لابد من إظهار وإبراز، وتسليط الضوء على الموضوع الثقافي والفن الفلسطيني، ووضع مساحة خاصة له في الإعلام، وذلك لأن الاحتلال الصهيوني يحاول بشتى الطرق تغييب الهوية الفلسطينية.