الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة عشر - ٢٤ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة عشر - ٢٤ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

بهدف تعزيز نفوذها

كيف تستغل أمريكا الشباب و الإرهاب في آسيا الوسطى ؟

الوفاق/كتب إيغور كوجوكين، رئيس كلية العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة روسيا، حول جانب من استراتيجية تأثير الولايات المتحدة الأمريكية في آسيا الوسطى، حيث يزداد تصاعد التصادم الدولي على صعيد مواجهة النفوذ في آسيا الوسطى،و يتم سماع أهداف وتكتيكات أمريكا في آسيا هنا وهناك؛ ولكن يجب أن نلقي نظرة إلى الماضي وأن نكشف عن الأساليب والأدوات التي تستخدمها الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها في آسيا الوسطى.
استراتيجية (التأثير من الخلف) للنفوذ
تستهدف سياسة واستراتيجية الولايات المتحدة في آسيا الوسطى هدفين، الهدف الأول هو تشكيل نواة مختصة تركز على أهداف ومصالح الولايات المتحدة لدى الشباب المحلي، حيث يتعلم هؤلاء الشبان في أمريكا ويحصلون على تعليم عالي الجودة بمساعدة الولايات المتحدة، و تنسق الولايات المتحدة تدريب الشبان من آسيا الوسطى لتمكينهم من قيادة بلدانهم مستقبلاً وتوجيهها نحو مصالح الولايات المتحدة، و الهدف الثاني هو اختيار وتحويل النخب إلى مؤيدين للولايات المتحدة، و شهدنا في السنوات الأخيرة زيادة في هجرة الأفراد من آسيا الوسطى إلى أمريكا، حيث كانت نسبة كبيرة منهم طلابًا يحصلون على منح دراسية أو مهاجرين يحصلون على بطاقات الإقامة الدائمة عبر قرعة.
و هنا تأكيدا لكلام كيوجين تجدر الإشارة إلى أن  أكثر من 3.5 ألف مواطن من طاجيكستان فازوا بهذه القرعة ففي عام 2023 وفقًا لإذاعة الحرية، كما فاز حوالي 2000 مواطن من طاجيكستان في القرعة ذاتها العام الماضي.و  تحتل أوزبكستان المرتبة الأولى في قائمة الفائزين من آسيا الوسطى بـ 5555 شخصًا، تليها قيرغيزستان بـ 4464 شخصًا، وطاجيكستان بـ 3580 شخصًا، وكازاخستان بـ 2728 شخصًا، وتركمانستان بـ 1313 شخصاً، مع العلم أنه و قبل بضع سنوات كان الأمر أشبه بالمستحيل أي الحصول على الإقامة في أميريكا لمواطني هذه البلدان، و خصوصا طاجيكستان.
و بالإضافة إلى ذلك، نرى حملات إعلامية وأنشطة لمنظمات غير حكومية أمريكية في آسيا الوسطى تشجع على الهجرة. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن أحد أهم عوامل زيادة الهجرة إلى أمريكا في هذه المنطقة هو انتشار الثقافة الغربية بين الأجيال الجديدة، وهو أحد نجاحات أمريكا الملحوظة في هذه المنطقة،و في الوقت الحاضر، نشهد توجهًا منظمًا وشاملاً نحو تعليم اللغة الإنجليزية في آسيا الوسطى؛ تحت إشراف السفارة الأمريكية،حيث  تقدم منظمات غير حكومية برامج تدريبية متعددة في مجموعة متنوعة من المجالات.
ذكر مانويل ميكالر، سفير الولايات المتحدة في طاجيكستان، في مقابلة له أن "تعليم اللغة الإنجليزية يعتبر من أولوياتنا مع حكومة طاجيكستان." وأضاف سفير الولايات المتحدة في قرغيزستان في مقابلة أخرى: "نلاحظ بالفعل شغفًا كبيرًا بتعلم اللغة الإنجليزية هنا، لقد بدأنا في عام 2018 ببرنامج تدريب مهني في اللغة الإنجليزية للشباب، ونظرًا لنجاحه، قررت واشنطن توسيع هذا البرنامج باستخدام جزء من المساعدات المالية المخصصة لأوكرانيا، ليصبح برنامجًا منتشرًا عبر المنطقة. في الواقع، يحمل جهاز الدبلوماسية العامة في السفارة الأمريكية جيشًا من الأفراد، ولكن هذا العدد لن يكون كافيًا، و كشف سفير الولايات المتحدة في هذه المقابلة أيضًا عن وجود عدد كبير من منظمات غير حكومية أمريكية في هذه البلدان، مشيرًا إلى وجود 18,000 منظمة غير حكومية تعمل في قرغيزستان بتمويل من الولايات المتحدة.
الإستعانة بالمنظمات الإرهابية
أشار "كوجوكين" إلى المحتوى الذي نشره فرع داعش الإرهابي في المنطقة عبر وسائل الإعلام ، والذي يحمل انتقادات ضد الصين وروسيا وإيران وحركة طالبان، و يقول بأنه من الممكن أن تكون الولايات المتحدة قد أثرت على هدف وغرض هذا التنظيم عن طريق الانخراط معه وتوجيهه نحو أهداف ومصالح أمريكية، فقد هددت جريدة تنظيم داعش "توحيد نيوز"، التي تُصدر باللغة الأوزبكية، بتنفيذ هجمات تخريبية على خطوط أنابيب الغاز الصينية - آسيا الوسطى والمشاريع الأخرى ضمن مشروع الحزام والطريق. جاء في بيانها: "لا شك أن اتساع "دولة الخلافة" في آسيا الوسطى سيشمل بالتأكيد استهداف خطوط أنابيب النفط والغاز الصينية في آسيا الوسطى".
وفي سياق أنشطة تنظيم داعش الإرهابي في آسيا الوسطى، نفذ مقاتلو "الخراسان" التابعين للتنظيم تفجيرًا استهدف السفارة التركمانية في أغسطس/آب 2021، وفي ربيع 2022 شنوا هجمات في أوزبكستان وطاجيكستان، و بحسب كوجوكين فإن هذه الأدلة والمؤشرات تشير إلى توافق نشاطات الإرهاب في آسيا الوسطى مع أهداف أمريكا؛ سواء كان الهدف استهداف العدو المشترك أو خلق عدم استقرار في المنطقة. هذا، بدوره، يشكل ذريعة للتدخل العسكري للولايات المتحدة في آسيا الوسطى لمواجهة التهديد الإرهابي.

البحث
الأرشيف التاريخي