الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأحد عشر - ٢٠ أغسطس ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأحد عشر - ٢٠ أغسطس ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

اليوم العالمي للمساجد

الدور الحيوي للمساجد في مواجهة نظام الهيمنة والاستكبار العالمي

الوفاق/ وكالات
يصادف يوم 21 آب / أغسطس الذكرى السنوية لقيام الصهاينة بإحراق المسجد الأقصى المبارك في عام 1969 وحسب اقتراح من الجمهورية الاسلامية الايرانية سمّت منظمة المؤتمر الإسلامي هذا اليوم باسم «اليوم العالمي للمساجد». والمساجد الإيرانية هي تجسيد للفن والعمارة وفريدة من نوعها في العالم من حيث التصميم.
جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك قبل 54 عاما، لم تنته وكانت فصلا من فصول معركة يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المسجد، تستهدف تقسيمه زمانيا ومكانيا، وإعادة بناء الهيكل المزعوم مكانه، وقد أدرك الصهاينة ان مقاومة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والمسلمة لهم ولمشروعهم التلمودي سببها ليست الأراضي الفلسطينية المسلوبة والمحتلة رغم قيمة هذه الأرض وما تمثله، بل السبب الرئيس هو وجود المسجد الأقصى المبارك الذي ورد ذكره في القرآن الكريم حيث أشار الباري تعالى إلى قداسة وعظم شأن هذا المسجد المبارك في محكم كتابه.
ولايختلف إثنان على صحة ما إستنتجه الصهاينة لأن من يعرف الدين الإسلامي الحنيف وتاريخه المجيد يعلم بأن المسجد كان مقرا ومركزا للحكم الإسلامي الذي أقامه النبي الأعظم (ص) ففيه كانت تقام الصلاة وتلقى الخطب الدينية والسياسية وتصدر القرارات الهامة فكيف إذا كان هذا المسجد هو الأقصى الشريف الذي يعتبر كل مسلم مستعدا للتضحية بنفسه وأمواله وأولاده وكل ما يملك في سبيل الدفاع عنه سواء أمام اليهود أو أمام الصليبيين كما سجّل التاريخ ذلك.
لقد أدرك الفلسطينيون أبعاد المخطط الصهيوأمريكي الخطير في بلادهم لتدمير المسجد الأقصى عبر حرقه تارة وحفر الأنفاق تحته تارة أخرى، ولذلك نجد بأن الفلسطينيين المنتمين لمختلف الأحزاب والفصائل يتوحدون في التضحية بدمائهم عندما يتعلق الأمر بالمساس بالأقصى المبارك.
ان تجاسر الإسرائيليين المدعومين بالمسيحية الصهيونية في العالم الغربي مستمر على المسجد الأقصى المبارك وإن هذا التجاسر يشكل أساسا لتجاسر الآخرين على المساجد في العالم وقد رأينا كيف تقوم الجماعات الإرهابية التي ترفع إسم وراية الإسلام جزافا وهي عميلة لأسيادها الغربيين والإسرائيليين بالإعتداء على المساجد وتفجيرها في المناطق التي تسيطر عليها في العراق وسوريا.
للمساجد مكانة قدسية وتوحيدية
ولا شك ان تجاسر هؤلاء على المسجد يدل على الدور الحيوي للمساجد في مواجهة نظام الهيمنة والسلطة والاستكبار العالمي الذي يخطط للتفرقة والنفوذ والتغلغل بشكل دائمي في المنطقة الإسلامية والعربية بالاستفادة من الدول والجماعات العميلة التابعة التي تقدم الخدمة المجانية لمن يريد اجتثاث الإسلام والمسلمين من جذورهم.
 في يومنا هذا الذي تتكالب فيه الأطراف الدولية المعادية للقضايا العادلة على المسلمين وهم يستخدمون شتى الأساليب العسكرية والناعمة والغزو الثقافي وغسيل الأدمغة للقضاء على الرسالة الإسلامية وعلى المسلمين من دون التفريق بين سني وشيعي تعتبر المساجد أفضل مكان وقاعدة للأخوة والاتحاد والبصيرة والصمود وإن أفضل وصفة لوحدة الأمة الإسلامية التي يحلم الجميع بتحقيقها، هي الاهتمام بالمسجد ومكانته ودوره وأهميته.
ان اعلان هذا اليوم كيوم عالمي للمساجد يأتي في إطار الجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإحياء قضايا الأمة الإسلامية باستمرار وقد أشار قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي الى فلسفة تعيين هذا اليوم كيوم عالمي للمساجد قائلا: ان تعيين هذا اليوم كانت خطوة ثورية تمت بإصرار وطلب الجمهورية الاسلامية الايرانية في داخل منظمة المؤتمر الاسلامي بسبب احراق الصهاينة للمسجد الاقصى المبارك وكان الهدف من هذه الخطوة مواجهة الأمة الاسلامية للكيان الصهيوني ويجب النظر الى هذه القضية من هذا المنظار.
واعتبر سماحته المسجد "نواة المقاومة" وخاصة المقاومة الثقافية مؤكدا انه "اذا لم يوجد سور ونبراس ثقافي فإننا سنخسر كل شيء" وقال "ان المسجد قاعدة للتجمع والشورى والمقاومة والتخطيط والحركة الاجتماعية والثقافية" مؤكدا ضرورة تعزيز وتقوية الايمان الديني عند الشعب كركيزة أساسية للثورة والنظام الاسلامي.
واضاف قائد الثورة الإسلامية ان اليوم العالمي للمسجد يمثل فرصة قيمة لهذا الاجتماع السنوي وكذلك فرصة للتفكير وتكريم الأمة الإسلامية حول المساجد وبيوت الله، وعلينا ان نعرف دور المساجد في وحدة الأمة الإسلامية، ونفكر في تطوير القيم الإسلامية ونقوم بالتخطيط لعمران المساجد.
ويجب القول ان للمساجد مكانة قدسية وتوحيدية وبسبب هذه المكانة في صفوف المسلمين، يمكن للمساجد ان تؤدي دورا في تنظيم المؤمنين ووحدة المسلمين وتضامنهم، وبإمكان الدول الإسلامية وفي علاقة منسجمة مع المساجد ان يقدموا صورة جديدة من الوحدة الإسلامية التي تمكّن المسلمين من وأد فتن اليهود والتكفيريين والغرب المتصهين، وتساعدهم على بناء أجيال تضع خدمة المجتمعات الإسلامية نصب أعينها وتوحد صفوفها لتحرير المقدسات الإسلامية وخاصة الموجودة منها في فلسطين وكذلك كل التراب الفلسطيني.
مكانة المسجد في المجتمع  الاسلامي
يُعدُّ المسجد المكان الذي يتساوى فيه جميع أفراد المُجتمع، وتذوب فيه حواجز الكِبر والأنانيّة بينهم، ليُصبح الجميع في ساحة العُبوديّة الصادقة لربِّهم، وهو يوحّد الأُخوة بينهم، كما أنّه اللبنة الأولى لقيام المُجتمع، لما فيه من تعارُف المُسلمين فيما بينهم، وتفقّد أحوال بعضهم، وذلك من خلال اجتماعهم في الصلوات، وفيه تتوطّد العلاقات من خلال التناصح فيما بينهم، وإجابة الدعوة، وإعانة المحتاج والضعيف، وإفشاء السلام، وطلاقة الوجه وطيب الكلمة، والتواضع وقبول الحقّ، وتتوطد العلاقات الاجتماعيّة بين المُصلِّين من خلال حُسن التعامُل فيما بينهم.
للمساجد أهميةٌ كبيرةٌ في حياة المسلمين، فهي الزاد الروحي لمسيرة المسلم في رحلته إلى الله تعالى، وهي المدرسة التي يتعلّم فيها الآداب والأخلاق، ويتعرّف فيها إلى ماضيه وحاضره ويتطلّع إلى مستقبله، وقد كانت المساجد في زمان عزّتها منطلق المسلمين لمختلف شؤونهم، فقد كانت جامعةً للعلوم، وساحةً للتدريب على الجهاد في سبيل الله، ومنها خرجت جيوش الإسلام إلى كلّ أنحاء المعمورة لنشر راية الإسلام، والمساجد هي بيوت الله تعالى، وقد ذكرت في القرآن الكريم ثماني وعشرين مرةً، ممّا يدلّ على فضلها وأهميتها، وهي دُور عبادةٍ لله -تعالى- وذكرٌ له -سبحانه- وتضرّعٌ بين يديه، ولذا فإنّها أحبّ بقاع الأرض إلى الله عزّ وجلّ، ثمّ إنّ العلماء والدعاة يقومون من خلال المساجد بالعديد من الأمور المهمة.
للمسجد وظائف متعددة
الوظيفة الأخلاقية: على مر التاريخ، كان العلماء السابقون يعقدون دروساً خاصة في الأخلاق (فردية، اجتماعية، عائلية، إلخ) في المساجد خلال الإجازات وأوقات الفراغ العامة. حتى الآن، تم عقد مثل هذا البرنامج في بعض المدن الكبيرة والصغيرة باستخدام معلمين ورجال دين من ذوي الخبرة وذوي التوجه الأخلاقي - والذين كان الاتجاه العام للناس أكثر - وقد تم الترحيب به. ومن المناسب إدراج مثل هذا البرنامج كل أسبوع أو مرة في الشهر - حسب استقبال الناس - بالإضافة إلى برامج المسجد..
الوظيفة السياسية: من أهم وظائف المسجد الوظيفة السياسية التي تم التأكيد عليها منذ عهد رسول الله(ص) ويمكن رؤية أهميتها بوضوح حتى الآن. وبناءً عليه، بعد قيام النظام الإسلامي، لإشراك المسلمين في طريق الحكم وتوعيتهم بالأهداف السياسية للإسلام، قام بإنشاء المسجد الذي كان مركزاً عاماً ومكاناً لتجمع المسلمين لأداء الشعائر الدينية، خلال الثورة الإسلامية الإيرانية، بعد الجوانب الدينية، كان الجزء الأبرز من وظيفة المسجد هو القطاع السياسي، لأن المساجد لعبت دوراً فاعلاً في توعية الجماهير وإيقاظها في عصر ما قبل الثورة الإسلامية وبعدها، وحتى الآن يخشى مستعمرو العالم المسجد أكثر من أي مؤسسة ثورية أخرى.
وظيفة الإعلام: من أهم احتياجات البشر أدوات الاتصال لإطلاع الناس على الأخبار المهمة ومطالبتهم بمساعدة بعضهم البعض في الحوادث وإبلاغهم بهجمات الأعداء وإعدادهم للدفاع عن أنفسهم. اعتبر الدين الإسلامي هذه الحاجة وقدم مكاناً يسمى "المسجد" كقاعدة اتصال مهمة جداً في زيادة الروابط الإنسانية والتطور الثقافي للإسلام. لهذا السبب، تعتبر وظيفة وسائل الاتصال الجماهيري مع جميع التطورات التقنية ناجحة عندما يمكنها إنشاء أعمق اتصال مع الجمهور، وهو موجود أيضاً في المسجد، رغم يمكن اعتبار أنه على الرغم من وسائل الاتصال الجماهيرية المتطورة اليوم، فقد فقد دور المساجد أهميته السابقة. ولكن بسبب انتشار المساجد في جميع المناطق الحضرية والريفية من ناحية ومن ناحية أخرى بسبب قدسية وروحانية خاصة بالمسجد بين المسلمين، فقد لعبت المساجد دورها المهم الذي لا يمكن إنكاره في هذه الوظيفة.
الوظيفة النفسية (المعنوية): القلق من أكبر جوانب حياة الإنسان، والسلام من أهم الأشياء المفقودة للبشرية، والتي كان يبحث عنها دائماً ويحاول العثور عليها منذ بداية حياته. لقد أظهر القرآن الكريم الطريق الأضمن والأقرب إلى السلام بجملة قصيرة وذات مغزى «إلا بذكر الله تطمئن القلوب» كما يقول: «هو الذي أنزل السلام في قلوب المؤمنين ليزيدوا إيمانهم»، فيعتبر المسجد المكان الذي يشعر به الانسان بالامان والسلام وراحة النفس.
الوظائف الثقافية: بعد الدور الديني والتربوي، يعتبر الدور الثقافي هو الأهم من بين الأدوار والوظائف الأخرى للمسجد. على الرغم من توسعة المراكز التعليمية والثقافية اليوم؛ لكن لا ينبغي إهمال هذه الوظيفة الهامة للمسجد. ومن بين الأبعاد والوظائف الثقافية للمساجد، نذكر: عقد لقاءات مسائية مع القرآن، ومسابقات قراءة يمكن تنفيذها بدعم من السلطات. كما أن وجود إمام المصلين قبل الصلاة وبعدها في المسجد للأسئلة والأجوبة وما إلى ذلك يخلق ظروفاً خاصة للتطور الثقافي للناس.
الوظيفة التربوية: كان المسجد في يوم من الأيام القاعدة التعليمية الوحيدة المهمة في الدول الإسلامية، ولكن اليوم، للأسف، تلاشت قضية التعليم المستهدف والصحيح في كثير من المساجد، ومن المناسب التخطيط حسب المتاح. فيجب عقد برامج مثل: تعليم الأحكام والقرآن خاصة للشباب ولنساء واليافعين، وإجابات على الأسئلة، وما إلى ذلك.
أفضل مكان لراحة القلوب
من المهم ملاحظة أن المسجد يعتبر أفضل مكان لراحة القلوب وملجأ لحياة المدينة المضطربة. تشير الإحصائيات إلى أن أهدأ الناس هم الذين يعرفون القرآن والصلاة والمسجد والدعاء، ويتوكلون على الله في كل شيء، ونعم المسجد هو أفضل مكان للصلاة والتذكر وذكر الله، وهذا المكان نفسه يعطي السلام للإنسان. كما أن الوجود المستمر في المسجد يجعل الشخص يجد طرقاً للارتباط بالعالم والاتصال بالمصدر الرئيسي للنعمة الإلهية. تؤدي هذه الحالة الذهنية إلى تمجيد الروح وحيويتها.

 

البحث
الأرشيف التاريخي