تقرير سري للأمن الداخلي
انتهاكات ضد المهاجرين في مراكز الاحتجاز الأمريكية
كشف تقرير سري صادر عن الأمن الداخلي الأمريكي، عن ممارسات وحشية وإهمال طبي فادح تجاه المهاجرين في مراكز الاحتجاز التابعة لوكالة إنفاذ الهجرة والجمارك. أعد التقرير فريق من المفتشين المختصين، بعد زيارتهم لـ24 مركزا بـ16 ولاية أمريكية بين 2017 و2019، ووثق حالات الإهمال وسوء المعاملة والعنف غير المبرر ضد المحتجزين. وصف التقرير تلك المراكز بأنها "غير آمنة وقذرة"، وذكر حالات إساءة عنصرية ورش مهاجرين بالغاز المسيل للدموع بلا مبرر، ما أدى لوفاة بعضهم. كما لاحظ التقرير إهمالا طبيا متعمدا، كحرمان مرضى من أدويتهم أو تأخير تلقيهم الرعاية الطبية الطارئة، ما شكل انتهاكا لأبسط المبادئ الإنسانية.
و من الحالات التي ذكرها التقرير هي حالة مريض خضع لعملية جراحية ثم احتُجز في أحد مراكز احتجاز المهاجرين بولاية ميشيغان، دون تلقيه أي رعاية طبية لجرحه المفتوح بعد الجراحة. وبحسب التقرير، لم يحصل هذا المريض على حتى الرعاية الطبية الأساسية اللازمة لحالته. وفي بنسلفانيا، قام العناصر المسؤولون بتقييد محتجز مختل عقلياً وتمزيق ملابسه، ثم تفتيشه عارياً من قبل المرأة الوحيدة بينهم، حيث وصف التقرير تلك الممارسات بالوحشية و عدها انتهاكاً صارخاً للمبادئ الإنسانية.
حاولت إدارتا ترامب وبايدن حجب التقرير لسنوات، لكن الإذاعة الوطنية العامة تمكنت من الحصول عليه عبر القضاء، في خطوة رحبت بها منظمات حقوقية أمريكية. وطالب نشطاء بضرورة محاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات وتعويض الضحايا، فيما دعت منظمة العفو الدولية إلى إغلاق تلك المراكز غير الإنسانية فوراً والبحث عن بدائل أكثر أماناً.